العدد : ١٧١٠٨ - الجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٨ - الجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

كلمات في وداع الدكتور إبراهيم السندي

المرحوم د. إبراهيم السندي.

الجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬مؤخرا‭ ‬أحد‭ ‬كبار‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطب،‭ ‬وهو‭ ‬الدكتور‭ ‬إبراهيم‭ ‬السندي‭ ‬استشاري‭ ‬الأنف‭ ‬والحنجرة‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتمتع‭ ‬بسمعة‭ ‬طيبة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وقد‭ ‬ترك‭ ‬لابنه‭ ‬الدكتور‭ ‬طلال‭ ‬مهمة‭ ‬إدارة‭ ‬المركز‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬أمراض‭ ‬الأنف‭ ‬والحنجرة‭ ‬الذي‭ ‬أسسه‭ ‬واستمر‭ ‬يديره‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭.‬

هذا‭ ‬المقال‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬كلمات‭ ‬في‭ ‬رثاء‭ ‬الفقيد‭ ‬الراحل‭.‬

تنهمر‭ ‬الدموع‭ ‬المحبوسة‭ ‬في‭ ‬كلتا‭ ‬مقلتي‭ ‬المكتومة‭ ‬بصمت‭ ‬الغضب‭.. ‬على‭ ‬كل‭ ‬اللحظات‭ ‬التي‭ ‬قضيتها‭ ‬بعيدة‭ ‬عنك‭.. ‬وأنت‭ ‬تصارع‭ ‬آلام‭ ‬الماضي‭ ‬والمستقبل‭ ‬وتحاول‭ ‬أن‭ ‬تنزع‭ ‬عنك‭ ‬أغلال‭ ‬المرض‭ ‬وأصفاد‭ ‬الأوجاع‭ ‬المضنية‭.. ‬وتعد‭ ‬اللحظات‭ ‬كي‭ ‬تبقى‭ ‬بعيدًا‭ ‬في‭ ‬عزلة‭.. ‬تتمنى‭ ‬أن‭ ‬تدوم‭ ‬ولكن‭ ‬تشتاق‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬تحب‭ ‬وتهوى‭ ‬أحفادك‭.. ‬أولادك‭.. ‬بناتك‭ ‬وزوجتك‭ ‬الوفية‭.. ‬تراودك‭ ‬الحسرة‭ ‬والأفكار‭ ‬المشتتة‭ ‬وتتذكر‭ ‬أخواتك‭ ‬وإخوانك‭ ‬وتتوق‭ ‬للماضي‭ ‬وطفولتك‭ ‬ولوالديك‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬بعيد‭ ‬يهمس‭ ‬لك‭ ‬ليلا‭ ‬تعال‭ ‬لنداويك‭ ‬بحب‭ ‬وحنية‭ ‬وضمات‭ ‬ولمّات‭ ‬الأم‭ ‬والأب‭ ‬المشحونة‭ ‬بطاقة‭ ‬الحب‭ ‬المروية‭.‬

تعاند‭ ‬وتتعلق‭ ‬بالحياة‭ ‬وترجو‭ ‬البقاء،‭ ‬ولكن‭ ‬روحك‭ ‬تدعوك‭ ‬لتحلق‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الحرية‭ ‬وتحرك‭ ‬أقدامك‭ ‬المربوطة‭ ‬بكرسيك‭ ‬الذي‭ ‬كرهته‭ ‬منذ‭ ‬أعوام‭ ‬مضت‭.. ‬وتعبت‭ ‬من‭ ‬المشي‭ ‬على‭ ‬بلاط‭ ‬وعتبة‭ ‬بيتك‭ ‬وحديقة‭ ‬الورد‭ ‬المنسية‭.‬

ها‭ ‬أنت‭ ‬تطير‭ ‬وتحلق‭ ‬عاليًا‭ ‬كنسمات‭ ‬الربيع‭ ‬بحرية‭ ‬وانطلاق‭ ‬وحب‭ ‬حاملًا‭ ‬بين‭ ‬ذراعيك‭ ‬أغصان‭ ‬الزيتون‭ ‬الخضراء‭ ‬تنثرها‭ ‬بعيدًا‭ ‬وتعيد‭ ‬فرشها‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬العزة‭ ‬والحب‭ ‬والحرية‭.. ‬حلق‭ ‬أخي‭ ‬الحبيب‭ ‬وطر‭ ‬فأنت‭ ‬حر‭ ‬الآن‭ ‬تخلصت‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬الزمان‭ ‬والأعراف‭ ‬وسؤدد‭ ‬الأماكن‭ ‬وفجرت‭ ‬سلاسل‭ ‬الزمن‭ ‬والموروثات‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬عشت‭ ‬وعشنا‭ ‬بأجوائها‭ ‬أزمانا‭ ‬وأحوالا‭ ‬وأوقاتا‭.‬

قلبك‭ ‬وأحضانك‭ ‬وزهرة‭ ‬شبابك‭ ‬عشنا‭ ‬بها‭ ‬ننهل‭ ‬منها‭ ‬جذور‭ ‬المحبة‭ ‬ونستقي‭ ‬من‭ ‬عزائمك‭ ‬القوة‭ ‬والشخصية‭ ‬القوية‭ ‬ونظرة‭ ‬الإباء‭ ‬المتوازنة‭.‬

لا‭ ‬يعوض‭ ‬الأخ‭ ‬أبدًا‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬يمتلك‭ ‬ابتسامتك‭ ‬الحلوة‭ ‬وصرامة‭ ‬مواقفك‭ ‬الأبية‭.‬

حلق‭ ‬يا‭ ‬أخي‭.. ‬يا‭ ‬أبا‭ ‬طلال‭ ‬حلق‭.. ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الحرية‭.‬

لقد‭ ‬أديت‭ ‬واجبك‭ ‬ورسالتك‭.. ‬ولا‭ ‬نملك‭ ‬الآن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ندعو‭ ‬لك‭ ‬بالرحمة‭ ‬وأن‭ ‬يتغمدك‭ ‬الله‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬ويسكنك‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬وإنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬اليه‭ ‬راجعون‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا