فقدت البحرين مؤخرا أحد كبار الرعيل الأول في مجال الطب، وهو الدكتور إبراهيم السندي استشاري الأنف والحنجرة الذي كان يتمتع بسمعة طيبة في هذا المجال، وقد ترك لابنه الدكتور طلال مهمة إدارة المركز المتخصص في أمراض الأنف والحنجرة الذي أسسه واستمر يديره سنوات طويلة.
هذا المقال هو مجرد كلمات في رثاء الفقيد الراحل.
تنهمر الدموع المحبوسة في كلتا مقلتي المكتومة بصمت الغضب.. على كل اللحظات التي قضيتها بعيدة عنك.. وأنت تصارع آلام الماضي والمستقبل وتحاول أن تنزع عنك أغلال المرض وأصفاد الأوجاع المضنية.. وتعد اللحظات كي تبقى بعيدًا في عزلة.. تتمنى أن تدوم ولكن تشتاق إلى من تحب وتهوى أحفادك.. أولادك.. بناتك وزوجتك الوفية.. تراودك الحسرة والأفكار المشتتة وتتذكر أخواتك وإخوانك وتتوق للماضي وطفولتك ولوالديك في عالم بعيد يهمس لك ليلا تعال لنداويك بحب وحنية وضمات ولمّات الأم والأب المشحونة بطاقة الحب المروية.
تعاند وتتعلق بالحياة وترجو البقاء، ولكن روحك تدعوك لتحلق في سماء الحرية وتحرك أقدامك المربوطة بكرسيك الذي كرهته منذ أعوام مضت.. وتعبت من المشي على بلاط وعتبة بيتك وحديقة الورد المنسية.
ها أنت تطير وتحلق عاليًا كنسمات الربيع بحرية وانطلاق وحب حاملًا بين ذراعيك أغصان الزيتون الخضراء تنثرها بعيدًا وتعيد فرشها على طرق العزة والحب والحرية.. حلق أخي الحبيب وطر فأنت حر الآن تخلصت من قيود الزمان والأعراف وسؤدد الأماكن وفجرت سلاسل الزمن والموروثات القديمة التي عشت وعشنا بأجوائها أزمانا وأحوالا وأوقاتا.
قلبك وأحضانك وزهرة شبابك عشنا بها ننهل منها جذور المحبة ونستقي من عزائمك القوة والشخصية القوية ونظرة الإباء المتوازنة.
لا يعوض الأخ أبدًا خاصة عندما يمتلك ابتسامتك الحلوة وصرامة مواقفك الأبية.
حلق يا أخي.. يا أبا طلال حلق.. في سماء الحرية.
لقد أديت واجبك ورسالتك.. ولا نملك الآن إلا أن ندعو لك بالرحمة وأن يتغمدك الله بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته، وإنا لله وإنا اليه راجعون.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك