العدد : ١٧١١٠ - الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١١٠ - الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التوجهات السياسية لترامب.. واحتمالات صنع السلام

بقلم: المستشار محمد بن أحمد آل بن علي

الجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬منصبه‭ ‬الرئاسي‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬قد‭ ‬شكل‭ ‬مليشيات‭ ‬نظامية‭ ‬ورسمية‭ ‬وفق‭ ‬الدستور‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬كدولة‭ ‬عظمى‭ ‬قادرة‭ ‬وحدها‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬احتواء‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬الدولي‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬توليه‭ ‬منصب‭ ‬الرئاسة‭ ‬أن‭ ‬هدفه‭ ‬وإدارته‭ ‬صناعة‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬ذكر‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬إرثي‭ ‬صناعة‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬هدف‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬ذكره‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬حكم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭.‬

الرئيس‭ ‬الامريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬يتميز‭ ‬بشخصية‭ ‬يتعذر‭ ‬على‭ ‬زعماء‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تحليلها‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬ذاته،‭ ‬فالكثير‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬ذو‭ ‬شخصية‭ ‬متقلبة‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ذو‭ ‬شخصية‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وجه،‭ ‬وجهها‭ ‬واحد‭ ‬وعنوانها‭ (‬أمريكا‭ ‬أولا‭ ‬ودعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وقوة‭ ‬عسكرية‭ ‬عالمية‭).‬

هذا‭ ‬وجه‭ ‬العملة‭ ‬الوحيدة‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬والتي‭ ‬تعامل‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بحد‭ ‬يتفاوت‭ ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬الأولى‭ ‬2016‭ ‬‮«‬تقاطع‭ ‬مصالح‮»‬‭.. ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬العملة‭ ‬في‭ ‬أفكاره‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬ولايته‭ ‬الأولى‭.‬

والذي‭ ‬يختلف‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬لرئاسة‭ ‬ترامب‭ ‬تغيير‭ ‬رسم‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المنهجية‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬وفي‭ ‬الخارج،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نصفها‭ ‬بالمليشيات‭ ‬المنظمة‭ ‬الرسمية‭ ‬وعلى‭ ‬سند‭ ‬دستور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وهدفها‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وإن‭ ‬تطلب‭ ‬الأمر‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬سياسيا‭ ‬أو‭ ‬اقتصاديا‭ ‬أو‭ ‬عسكريا‭ ‬وكذلك‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬الدخل‭ ‬للفرد‭ ‬وحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خاصة‭.‬

الادارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬القادمة‭ ‬إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬لها‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬مليشيات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وعسكرية‭ ‬تحمل‭ ‬تعيينات‭ ‬أفضل‭ ‬الكفاءات‭ ‬لإدارة‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬داخل‭ ‬امريكا‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وتعزيز‭ ‬موقفها‭ ‬كدولة‭ ‬عظمى‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬العالمي‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وعالميا‭ ‬وهذا‭ ‬ثابت‭ ‬من‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيات‭ ‬المناصب‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬القادمة‭.‬

نعم‭ ‬هناك‭ ‬مكاسب‭ ‬جيدة‭ ‬وبالأخص‭ ‬لدول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لتولي‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬ولاية‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬أمريكا‭ ‬فترة‭ ‬ثانية‭.‬

وعلى‭ ‬شعوب‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬أن‭ ‬أفضل‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬هو‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬أي‭ ‬أفضل‭ ‬الأسوأ‭.. ‬مادام‭ ‬أن‭ ‬هدفه‭ ‬الأسمى‭ ‬سياسيا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إرث‭ ‬رئاسته‭ ‬وإدارته‭ ‬‮«‬صناعة‭ ‬السلام‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬أني‭ ‬من‭ ‬المحبين‭ ‬للرئيس‭ ‬الامريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬وسبب‭ ‬ذلك‭ ‬الحب‭ ‬زيارته‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬توليه‭ ‬رئاسة‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ليظهر‭ ‬ويثبت‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬عمق‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬داخل‭ ‬نطاق‭ ‬محيطها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ويمتد‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬معا‭.‬

هناك‭ ‬حقبة‭ ‬قادمة‭ ‬لرئاسة‭ ‬ترامب‭ ‬وإدارته‭ ‬لم‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والاقتصاد‭ ‬العالميين‭.. ‬هذا‭ ‬تقديري‭ ‬فيما‭ ‬أقول‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الرياح‭ ‬تأتي‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬تشتهي‭ ‬السفن‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا