العدد : ١٧١٠٦ - الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٦ - الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ رجب ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

من وحي المنتخب.. و«فريج» الذهب

يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي،‭ ‬كتبت‭ ‬الأستاذة‭ ‬الفاضلة‭ ‬سوسن‭ ‬الشاعر‭ ‬مقالا‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬من‭ ‬وحي‭ ‬المنتخب‮»‬،‭ ‬وتساءلت‭: ‬لم‭ ‬لا‭ ‬نستلهم‭ ‬من‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬فكرة‭ ‬أثر‭ ‬الدمج‭ ‬والانصهار‭ ‬والخلط‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬المناطق‭ ‬البحرينية؟‭ ‬وطالبت‭ ‬بإذابة‭ ‬الفوارق‭ ‬المناطقية،‭ ‬ودعت‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬دمج‭ ‬الفرق‭ ‬المدرسية‭ ‬‮«‬مثلا‮»‬،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬البحرينية‭ ‬الواحدة‭.‬

وفي‭ ‬الأسبوع‭ ‬ذاته،‭ ‬انطلقت‭ ‬منافسات‭ ‬دوري‭ ‬‮«‬فريج‭ ‬الذهب‮»‬‭ ‬من‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية،‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لتوجيهات‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد،‭ ‬بحيث‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬الخاصة‭ ‬بمشروع‭ ‬‮«‬ملاعب‭ ‬الفريج‮»‬،‭ ‬أحد‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد،‭ ‬بهدف‭ ‬تنمية‭ ‬المواهب‭ ‬الرياضية‭ ‬واكتشافها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الفنيين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الروح‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التقاء‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬التجمع‭ ‬الرياضي،‭ ‬بجانب‭ ‬حث‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬الرياضة‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة،‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬طاقاتهم‭ ‬نحو‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭.‬

أذكر‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭.. ‬أنني‭ ‬سألت‭ ‬المرحوم‭ ‬حسن‭ ‬إسماعيل‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬للاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭: ‬لماذا‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬دورات‭ ‬رمضانية‭ ‬وصيفية‭ ‬للشباب‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم؟‭ ‬فأجابني‭ ‬قائلا‭: ‬إنني‭ ‬أحاول‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬أن‭ ‬أشغل‭ ‬الناشئة‭ ‬والشباب‭ ‬بما‭ ‬يناسب‭ ‬اهتماماتهم‭ ‬وهواياتهم‭ ‬وشغفهم،‭ ‬وأبعدهم‭ ‬عن‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تحدثها‭ ‬بعض‭ ‬منابر‭ ‬ومنصات‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭. ‬

فمن‭ ‬وحي‭ ‬مقال‭ ‬الأستاذة‭ ‬سوسن‭ ‬الشاعر‭.. ‬ومشروع‭ ‬دوري‭ ‬‮«‬فرجان‭ ‬الذهب‮»‬‭.. ‬وجواب‭ ‬المرحوم‭ ‬حسن‭ ‬إسماعيل‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬المسابقات‭ ‬الرياضية‭.. ‬أدعو‭ ‬محافظات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬‮«‬العاصمة،‭ ‬المحرق،‭ ‬الشمالية،‭ ‬الجنوبية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬فكرة‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الفرجان‮»‬‭ ‬الأكثر‭ ‬شراكة‭ ‬مجتمعية‭.. ‬والأكثر‭ ‬تواصلا‭ ‬اجتماعيا‭.. ‬والأكثر‭ ‬رعاية‭ ‬بالهوية‭ ‬البحرينية‭.. ‬والأكثر‭ ‬نظافة‭.. ‬والأكثر‭ ‬تشجيرا‭.. ‬والأكثر‭ ‬جمالا‭.. ‬والأكثر‭ ‬التزاما‭ ‬بالقوانين‭ ‬المرورية‭.. ‬وبالإمكان‭ ‬إضافة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المستويات‭ ‬والمجالات‭ ‬والنشاطات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجمع‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬محافظة‭.. ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬الترابط‭ ‬والتعاون‭ ‬ووحدة‭ ‬الهدف‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬‮«‬الفريج‮»‬‭ ‬الواحد،‭ ‬بما‭ ‬يتضمنه‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬الفريج‮»‬‭ ‬من‭ ‬عائلات‭ ‬وأسر‭ ‬وأفراد‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المكونات‭ ‬المجتمعية‭.‬

وبالمناسبة‭.. ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭.. ‬وهو‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لاستثمار‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتعاون،‭ ‬وفي‭ ‬تبادل‭ ‬الأطباق‭ ‬الرمضانية‭ ‬قبل‭ ‬الإفطار،‭ ‬وموائد‭ ‬الغبقات‭ ‬الرمضانية،‭ ‬وفي‭ ‬إحياء‭ ‬الليالي‭ ‬الرمضانية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬‮«‬فريج‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬إقامة‭ ‬المجالس‭ ‬والديوانيات،‭ ‬وفي‭ ‬ليالي‭ ‬القرقاعون‭ ‬والمسحر‭ ‬وغيرها‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬‮«‬الفرجان‮»‬‭ ‬قد‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬عمارات‭ ‬سكنية‭ ‬وغابت‭ ‬عنها‭ ‬البيوت‭ ‬بمفهومها‭ ‬القديم‭.. ‬وصحيح‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬أصبحت‭ ‬مدنا‭ ‬حديثة‭ ‬وذات‭ ‬طبيعة‭ ‬عمرانية‭ ‬خاصة‭.. ‬وصحيح‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬‮«‬الفرجان‮»‬‭ ‬أصبح‭ ‬سكانها‭ ‬الأجانب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬البحرينية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حاضرة‭ ‬وموجودة،‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬تطور‭ ‬سكاني‭ ‬وإسكاني‭.. ‬لأنها‭ ‬ثقافة‭ ‬راسخة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بوجدان‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين،‭ ‬وتتوارثها‭ ‬الأجيال‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأزمان،‭ ‬ويشتاق‭ ‬إليها‭ ‬الجميع‭. ‬

لذلك‭ ‬كله‭.. ‬ولكثير‭ ‬غيره‭.. ‬ندعو‭ ‬المحافظات‭ ‬الأربع‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬دورها‭ ‬ونشاطها‭ ‬ومسؤولياتها،‭ ‬وكذلك‭ ‬صلاحياتها‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬البحرينية،‭ ‬وإطلاق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬والمبادرات‭ ‬والبرامج‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬تذيب‭ ‬الفوارق،‭ ‬وتجمع‭ ‬الأفراد‭ ‬والعائلات،‭ ‬وتؤكد‭ ‬التعاون‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتحقق‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬الذي‭ ‬تميزت‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وما‭ ‬عرفناه‭ ‬وتربينا‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬الغالي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬عليه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬ويحظى‭ ‬بكل‭ ‬الدعم‭ ‬والمتابعة‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬عبر‭ ‬المشاريع‭ ‬الإسكانية‭ ‬والتنموية‭ ‬والثقافية‭.‬

للعلم‭.. ‬تُعرف‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬الفريج‮»‬‭ ‬في‭ ‬اللهجة‭ ‬الخليجية‭ ‬بأنه‭ ‬الحي‭ ‬السكني‭ ‬أو‭ ‬الحارة‭ ‬التي‭ ‬يسكنها‭ ‬الناس‭.. ‬ومجموعة‭ ‬البيوت‭ ‬والمنازل‭ ‬المتقاربة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬واحدة‭.. ‬وارتبط‭ ‬‮«‬الفريج‮»‬‭ ‬بالموروث‭ ‬الخليجي‭ ‬السكني‭ ‬العام،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المظاهر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الخليجية،‭ ‬التي‭ ‬تجسد‭ ‬العلاقات‭ ‬الوطيدة‭ ‬والتماسك‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬معان‭ ‬وعلاقات،‭ ‬وتواصل‭ ‬وحكايات،‭ ‬وأحداث‭ ‬وذكريات‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا