العدد : ١٧١٠٧ - الخميس ٢٣ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٧ - الخميس ٢٣ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

غزة تدحر العدوان وتنتصر في معركة الصمود

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

انتصرتْ‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صمدت،‭ ‬وصبرت،‭ ‬وصابرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬شهرا‭ ‬ليس‭ ‬أمام‭ ‬جيش‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬فحسب‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬جيوش‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وإنما‭ ‬أمام‭ ‬قوات‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬دعمت‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الهش‭ ‬الضعيف‭ ‬منذ‭ ‬الساعة‭ ‬الأولى‭ ‬عسكرياً‭ ‬بالسلاح‭ ‬والذخيرة‭ ‬والجنود‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المدد‭ ‬المعلوماتي‭ ‬والاستخباراتي‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وفي‭ ‬أعالي‭ ‬السماء،‭ ‬والمساعدة‭ ‬المالية‭ ‬اللامحدودة،‭ ‬والدعم‭ ‬الإعلامي‭ ‬والسياسي‭ ‬والدبلوماسي‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬فشل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬جميع‭ ‬أهداف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬المعلنة‭. ‬فقد‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬الأسرى‭ ‬بقوة‭ ‬السلاح،‭ ‬فالمقاومة‭ ‬احتفظت‭ ‬بالأسرى‭ ‬تحت‭ ‬الضغوط‭ ‬العسكرية‭ ‬المدمرة،‭ ‬والضغوط‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬العنيفة،‭ ‬وتحت‭ ‬التهديد‭ ‬والوعيد‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬ومنظمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كما‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬استئصال‭ ‬المقاومة‭ ‬بكل‭ ‬فصائلها‭ ‬والتخلص‭ ‬منها‭ ‬كلياً،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬حركتا‭ ‬حماس‭ ‬والجهاد‭ ‬الإسلامي‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬أرهبتْ‭ ‬الشعب‭ ‬الصهيوني‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬الأرض‭ ‬المحتلة،‭ ‬وألقت‭ ‬في‭ ‬قلوبهم‭ ‬الرعب‭ ‬والفزع‭ ‬والألم‭ ‬الشديد،‭ ‬فجعلتهم‭ ‬يهربون‭ ‬من‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬والمستوطنات‭ ‬ومنازلهم‭ ‬المغتصبة‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والسلام،‭ ‬بل‭ ‬وهرب‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭. ‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬أعلن‭ ‬زعماء‭ ‬وقادة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬بأنها‭ ‬حرب‭ ‬وجودية‭ ‬مصيرية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬مما‭ ‬اضطر‭ ‬قادة‭ ‬الغرب‭ ‬إلى‭ ‬الجري‭ ‬سريعاً‭ ‬خائفين‭ ‬ومذعورين‭ ‬لزيارة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬واحداً‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭ ‬لطمأنته‭ ‬ومواساته‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬وجوده‭ ‬ومصيره‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتعهدهم‭ ‬بدعمه‭ ‬بالسلاح‭ ‬والزاد‭ ‬والعتاد،‭ ‬والمال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والإعلامي‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬قتلت‭ ‬وجرحت‭ ‬وأسرت‭ ‬من‭ ‬الصهاينة‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬قتلت‭ ‬كل‭ ‬الجيوش‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬حروبها‭ ‬التي‭ ‬خاضتها‭ ‬ضد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬ودمرت‭ ‬من‭ ‬المعدات‭ ‬الثقيلة‭ ‬والخفيفة‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حصره‭ ‬وعده‭. ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬الانتصار‭ ‬كان‭ ‬بأسلحة‭ ‬تقليدية‭ ‬بسيطة‭ ‬محلية‭ ‬الصنع،‭ ‬وبمعدات‭ ‬قديمة‭ ‬غير‭ ‬متطورة‭. ‬ولكن‭ ‬واجهت‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭ ‬الهمجي‭ ‬برجالٍ‭ ‬أشداء‭ ‬أقوياء‭ ‬صدقوا‭ ‬ما‭ ‬عاهدوا‭ ‬الله‭ ‬عليه،‭ ‬ووقفوا‭ ‬وقوف‭ ‬الجبال‭ ‬الشامخات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تهتز‭ ‬ولا‭ ‬تتزحزح‭ ‬أمام‭ ‬جبروت‭ ‬الصهاينة‭ ‬والغرب‭ ‬وقوتهم‭ ‬العسكرية‭ ‬المتفوقة‭ ‬عدداً‭ ‬وعُدة‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬أطلقت‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬السجناء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬القابعين‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ولولا‭ ‬هذا‭ ‬النصر‭ ‬المبين‭ ‬للمقاومة‭ ‬لما‭ ‬خرجوا‭ ‬منها‭ ‬أحياء‭ ‬أبداً‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬أدخلت‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬المحاكم‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬بها‭ ‬وبقراراتها،‭ ‬بل‭ ‬ويعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬فوق‭ ‬أي‭ ‬قانون‭ ‬أو‭ ‬قرار‭ ‬دولي،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭. ‬فنال‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬شهادة‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التاريخية‭ ‬للبشر‭ ‬والشجر‭ ‬والحجر‭. ‬كما‭ ‬انتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬طلب‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬لمحكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬إصدار‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬طلب‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬وبالأغلبية‭ ‬المطلقة‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬وقف‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬فوراً‭ ‬في‭ ‬رفح‭. ‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬سحب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬صفة‭ ‬‮«‬العضو‭ ‬المراقب‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬داخل‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬حظر‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬بعد‭ ‬عقودٍ‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وسنتين‭ ‬من‭ ‬اعتماد‭ ‬تلك‭ ‬الصفة‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬جعلت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬تنتقد‭ ‬وبشدة‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬ممارسات‭ ‬نتنياهو‭ ‬والحكومة‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬بل‭ ‬وانتقل‭ ‬هذا‭ ‬الانتقاد‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى‭ ‬الداعمة‭ ‬الرئيسة‭ ‬والمستمرة‭ ‬لهذا‭ ‬الكيان‭ ‬الضعيف،‭ ‬كما‭ ‬جعلت‭ ‬قضية‭ ‬غزة‭ ‬تتصدر‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وفي‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفرنسا‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬وجَّهت‭ ‬بوصلة‭ ‬اهتمام‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬نحو‭ ‬غزة‭ ‬ونحو‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المنسية‭ ‬والمهملة‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬التصفية‭ ‬النهائية‭ ‬والنسيان‭. ‬فالمسيرات‭ ‬والتظاهرات‭ ‬المليونية‭ ‬عمَّت‭ ‬دول‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬برمتها‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬غزة‭ ‬وضد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وسياسة‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للبشر‭ ‬والشجر‭ ‬والحجر‭. ‬وبعض‭ ‬هذه‭ ‬المظاهرات‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬حكوماتها،‭ ‬ومازالت‭ ‬منحازة‭ ‬للظالم‭ ‬الصهيوني‭ ‬وسياساته‭ ‬المجرمة‭ ‬المعتدية،‭ ‬فغزة‭ ‬انتصرت‭ ‬عندما‭ ‬كسبت‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬وتعاطف‭ ‬الشعوب،‭ ‬والتضامن‭ ‬القوي‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الفكر‭ ‬والسياسة‭ ‬والإعلام،‭ ‬ورجال‭ ‬الفن‭ ‬والرياضة،‭ ‬ومن‭ ‬أصحاب‭ ‬الضمائر‭ ‬الحية‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬تبنى‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬2024‭ ‬وبأغلبية‭ ‬28‭ ‬صوتاً‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬47،‭ ‬قراراً‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬مُحتملة‭ ‬ارتكبتها‭ ‬خلال‭ ‬عدوانها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬أي‭ ‬مبيعات‭ ‬للأسلحة‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬وافقت‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬وبالأغلبية‭ ‬الساحقة‭ ‬وهي‭ ‬143‭ ‬دولة،‭ ‬على‭ ‬إعطاء‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬كما‭ ‬انتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬نُشر‭ ‬تقرير‭ ‬ممثل‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الخاص‭ ‬بالأطفال‭ ‬والنزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬يونيو‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬أدخل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬المجرمين‭ ‬والدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال،‭ ‬فقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬وافق‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬يونيو‭ ‬2024‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬قرار‭ ‬تاريخي‭ ‬لأنه‭ ‬يصب‭ ‬نسبياً‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومقاومته‭ ‬دون‭ ‬استخدام‭ ‬أمريكا‭ ‬للفيتو،‭ ‬أو‭ ‬حق‭ ‬النقض‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬يوليو‭ ‬2024‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ودعت‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬إلى‭ ‬سرعة‭ ‬إنهاء‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وتقديم‭ ‬التعويضات‭ ‬الكاملة‭ ‬للممارسات‭ ‬الخاطئة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬أضرب‭ ‬الشعب‭ ‬الصهيوني‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وخرج‭ ‬في‭ ‬مظاهرات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬ضد‭ ‬نتنياهو‭ ‬وتضحيته‭ ‬بالأسرى‭ ‬الصهاينة‭ ‬عند‭ ‬المقاومة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصالحه‭ ‬الشخصية‭ ‬وبقائه‭ ‬في‭ ‬الحكم‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬أصدرت‭ ‬محكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الصهيوني‭ ‬السابق،‭ ‬مما‭ ‬أكد‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬سيحاسبون‭ ‬دولياً‭ ‬كمجرمي‭ ‬حرب‭ ‬وضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬فوق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬تبنّت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024‭ ‬قراراً‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬وعقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬المقبل‭ ‬للدفع‭ ‬قُدماً‭ ‬باتجاه‭ ‬حلّ‭ ‬الدولتين‭. ‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬أعلنتْ‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬يرتكب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬فالعالم‭ ‬يشهد‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭ ‬مباشرة‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬ولكن‭ ‬يقف‭ ‬فقط‭ ‬صامتاً‭ ‬ومتفرجاً‭ ‬عليها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقشعر‭ ‬بدنه‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يراه،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬صوته‭ ‬وبندقيته‭. ‬فهذا‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬أممية‭ ‬حقوقية‭ ‬مرموقة‭ ‬يمحي‭ ‬ويزيل‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬الوهم‭ ‬بأن‭ ‬الجيش‭ ‬الصهيوني‭ ‬حمل‭ ‬وديع‭ ‬لا‭ ‬يعتدي‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬ومن‭ ‬أكثر‭ ‬جيوش‭ ‬العالم‭ ‬خُلقاً‭ ‬وانضباطاً،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الحقائق‭ ‬عرَّته‭ ‬وبينت‭ ‬أنه‭ ‬جيش‭ ‬همجي‭ ‬وعدواني‭ ‬ووحشي‭ ‬متعطش‭ ‬لإراقة‭ ‬دماء‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والشيوخ‭.‬

وانتصرت‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬كشفت‭ ‬حال‭ ‬العجز‭ ‬والفرقة‭ ‬في‭ ‬الأمتين‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وكشفت‭ ‬قلة‭ ‬حيلتهم،‭ ‬وضعفهم،‭ ‬وتفرقهم،‭ ‬وهوانهم‭ ‬أمام‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬بل‭ ‬أزالت‭ ‬الغمامة‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬والكتاب‭ ‬والإعلاميين‭ ‬وغيرهم‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يتخفون‭ ‬تحت‭ ‬أسماء‭ ‬وشعارات‭ ‬براقة‭ ‬وتحررية‭ ‬وليبرالية،‭ ‬فكشفت‭ ‬عن‭ ‬صهيونيتهم،‭ ‬وتقاربهم‭ ‬الروحي‭ ‬والجسدي‭ ‬والعقلي‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭. ‬كما‭ ‬أظهرت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬الوجه‭ ‬الحقيقي‭ ‬لجميع‭ ‬المجالس‭ ‬والمنظمات‭ ‬والوكالات‭ ‬الأممية،‭ ‬فأكدت‭ ‬للجميع‭ ‬أنها‭ ‬أدوات‭ ‬صورية‭ ‬ولا‭ ‬نفوذ‭ ‬حقيقي‭ ‬لها،‭ ‬وتخدم‭ ‬فقط‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬الكبرى‭ ‬ذات‭ ‬النفوذ‭ ‬الدولي‭ ‬القوي،‭ ‬وأنها‭ ‬وسائل‭ ‬ضغط‭ ‬تستخدم‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭ ‬ضد‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمستضعفة‭ ‬فقط‭. ‬

فكل‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬نزلت‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬حولت‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬المغتصب‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬تفتخر‭ ‬بنفسها‭ ‬وتتكبر‭ ‬وتتعالى‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وتستهتر‭ ‬بالقوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬منبوذة‭ ‬ومعزولة‭ ‬ومعتدية،‭ ‬وحولت‭ ‬قادتها‭ ‬وجنودها‭ ‬إلى‭ ‬مجرمين‭ ‬مدانين‭ ‬ومطاردين‭ ‬ومطلوبين‭ ‬للعدالة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬فكل‭ ‬هذه‭ ‬المتغيرات‭ ‬والمستجدات‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬تدعوني‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬معجزة‭ ‬انتصار‭ ‬غزة‭.‬

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا