العدد : ١٧١٠٤ - الاثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٤ - الاثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في زيارة جلالة الملك لسلطنة عمان

بقلم: د. نبيل العسومي

الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

مثلت‭ ‬زيارة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬لسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬ولقاء‭ ‬أخيه‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬السلطان‭ ‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬طارق‭ ‬البوسعيدي‭ ‬سلطان‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬المعظم‭ ‬وحفاوة‭ ‬الاستقبال‭ ‬الذي‭ ‬استقبل‭ ‬به‭ ‬جلالته‭ ‬منذ‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬العمانية‭ ‬مسقط،‭ ‬لحظة‭ ‬مهمة‭ ‬وفرصة‭ ‬طيبة‭ ‬لدعم‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬تأكيدا‭ ‬للعلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتاريخية‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬فلا‭ ‬يزال‭ ‬جيلنا‭ ‬والأجيال‭ ‬التي‭ ‬قبلنا‭ ‬تتذكر‭ ‬مساهمة‭ ‬أبناء‭ ‬عمان‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬والعمرانية‭ ‬للبحرين‭ ‬عندما‭ ‬احتضنت‭ ‬بلادنا‭ ‬آلاف‭ ‬العمانيين‭ ‬الذين‭ ‬استقروا‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬وشغلوا‭ ‬مختلف‭ ‬الوظائف‭ ‬وانصهروا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وتزاوجوا‭ ‬وحتى‭ ‬بعد‭ ‬عودتهم‭ ‬إلى‭ ‬عمان‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬النهضة‭ ‬العمانية‭ ‬المباركة‭ ‬التي‭ ‬قادها‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬بعد‭ ‬توليه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬السلطنة‭ ‬وعودة‭ ‬أعداد‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬عمان‭ ‬ظلوا‭ ‬مرتبطين‭ ‬بالبحرين‭ ‬وبأصدقائهم‭ ‬وأحبتهم‭ ‬البحرينيين‭ ‬ويترددون‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬كلما‭ ‬سنحت‭ ‬لهم‭ ‬الفرصة،‭ ‬فالعلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬العمانية‭ ‬تجاوزت‭ ‬العلاقات‭ ‬الرسمية‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الأخوة‭ ‬والأحبة‭ ‬والنسب‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬غرابة‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬هذه‭ ‬الجموع‭ ‬الغفيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬العمانيين‭ ‬مع‭ ‬فرقهم‭ ‬الفنية‭ ‬الذين‭ ‬اصطفوا‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬سلكه‭ ‬موكب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مرحبين‭ ‬بقدوم‭ ‬جلالته‭ ‬مرددين‭ ‬الأغاني‭ ‬الخليجية‭ ‬تأكيدا‭ ‬لهذه‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬نسجت‭ ‬خيوطها‭ ‬أجيال‭ ‬وأجيال‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭.‬

وتأتي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬لسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬إقليمية‭ ‬وعالمية‭ ‬بالغة‭ ‬الدقة‭ ‬وأوضاع‭ ‬استثنائية‭ ‬بسبب‭ ‬التطورات‭ ‬السريعة‭ ‬والمتلاحقة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭ ‬والمنطقة‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬تحديا‭ ‬وتهديدا‭ ‬جديا‭ ‬لدولنا‭ ‬مما‭ ‬يستدعي‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التشاور‭ ‬والتنسيق‭ ‬بشأنها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬لمواجهتها‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬وتبني‭ ‬مواقف‭ ‬مشتركة‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الحوار‭ ‬والتعاون‭ ‬ودعم‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وتسوية‭ ‬الخلافات‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التهديد‭ ‬باستخدام‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬حل‭ ‬الخلافات‭ ‬والصراعات‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الشعوب‭ ‬والمجتمعات‭.‬

كما‭ ‬تناولت‭ ‬مباحثات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مع‭ ‬أخيه‭ ‬جلالة‭ ‬سلطان‭ ‬عمان‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬يومين‭ ‬وسادتها‭ ‬روح‭ ‬الأخوة‭ ‬الصادقة‭ ‬والمحبة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬للوصول‭ ‬بالعلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬العمانية‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب‭ ‬تجسيدا‭ ‬لقيم‭ ‬الترابط‭ ‬الثقافي‭ ‬والتكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬أثمرت‭ ‬عن‭ ‬توقيع‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الثنائية‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬والبرامج‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬25‭ ‬اتفاقية‭ ‬شملت‭ ‬مختلف‭ ‬الجوانب‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والمالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والعمل‭ ‬البلدي‭ ‬والأرصاد‭ ‬قام‭ ‬بتوقيعها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬المرافقين‭ ‬لجلالته،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬لقاء‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الزيارة‭ ‬أعضاء‭ ‬غرفتي‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬عمان‭ ‬والبحرين‭ ‬وأعضاء‭ ‬شركة‭ ‬عمان‭ ‬والبحرين‭ ‬للاستثمار‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬توقيع‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬سوف‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬وتوفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬للقطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬لإقامة‭ ‬مشاريع‭ ‬مشتركة‭ ‬لتدعيم‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا