مثلت زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم لسلطنة عمان ولقاء أخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق البوسعيدي سلطان سلطنة عمان المعظم وحفاوة الاستقبال الذي استقبل به جلالته منذ وصوله إلى العاصمة العمانية مسقط، لحظة مهمة وفرصة طيبة لدعم العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين مملكة البحرين وسلطنة عمان تأكيدا للعلاقات الاجتماعية والتاريخية القائمة بين البلدين الشقيقين منذ القدم فلا يزال جيلنا والأجيال التي قبلنا تتذكر مساهمة أبناء عمان في المسيرة التنموية والعمرانية للبحرين عندما احتضنت بلادنا آلاف العمانيين الذين استقروا في عديد من مناطق البحرين وشغلوا مختلف الوظائف وانصهروا في المجتمع البحريني وتزاوجوا وحتى بعد عودتهم إلى عمان مع بدء النهضة العمانية المباركة التي قادها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه بعد توليه مقاليد الحكم في السلطنة وعودة أعداد منهم إلى عمان ظلوا مرتبطين بالبحرين وبأصدقائهم وأحبتهم البحرينيين ويترددون على البحرين كلما سنحت لهم الفرصة، فالعلاقات البحرينية العمانية تجاوزت العلاقات الرسمية إلى العلاقات التي تربط بين الأخوة والأحبة والنسب والمصير المشترك والعادات والتقاليد ولذلك لا غرابة أن نرى هذه الجموع الغفيرة من المواطنين العمانيين مع فرقهم الفنية الذين اصطفوا على طول الطريق الذي سلكه موكب جلالة الملك المعظم مرحبين بقدوم جلالته مرددين الأغاني الخليجية تأكيدا لهذه العلاقة التي نسجت خيوطها أجيال وأجيال على مر العصور.
وتأتي بعد ذلك زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم لسلطنة عمان في ظروف إقليمية وعالمية بالغة الدقة وأوضاع استثنائية بسبب التطورات السريعة والمتلاحقة التي شهدها العالم والمنطقة والتي تشكل تحديا وتهديدا جديا لدولنا مما يستدعي المزيد من التشاور والتنسيق بشأنها في إطار تضافر الجهود لمواجهتها بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة وتبني مواقف مشتركة حول القضايا الإقليمية والعالمية لتعزيز قيم الحوار والتعاون ودعم الجهود التي تبذل للمحافظة على الأمن والاستقرار في العالم وتسوية الخلافات بالطرق السلمية بعيدا عن التهديد باستخدام القوة في العلاقات الدولية أو حل الخلافات والصراعات لما لها من خطر على أمن واستقرار الشعوب والمجتمعات.
كما تناولت مباحثات جلالة الملك المعظم مع أخيه جلالة سلطان عمان التي استمرت على مدار يومين وسادتها روح الأخوة الصادقة والمحبة العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك للارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك للوصول بالعلاقات البحرينية العمانية إلى آفاق أرحب تجسيدا لقيم الترابط الثقافي والتكامل الاقتصادي في إطار تعزيز العمل الخليجي المشترك أثمرت عن توقيع عدد كبير من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والتي بلغت 25 اتفاقية شملت مختلف الجوانب الثقافية والعلمية والاجتماعية والصحية والإعلامية والمالية والاقتصادية والأمن الغذائي والعمل البلدي والأرصاد قام بتوقيعها عدد من الوزراء والمسؤولين المرافقين لجلالته، فضلا عن لقاء جلالته على هامش الزيارة أعضاء غرفتي تجارة وصناعة عمان والبحرين وأعضاء شركة عمان والبحرين للاستثمار لتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية من خلال الاستفادة من الإمكانيات في كلا البلدين.
ولا شك أن توقيع هذا العدد من الاتفاقيات سوف يسهم في تعزيز التعاون والشراكة الاقتصادية والاستثمارية وتوفير المزيد من الفرص للقطاعين العام والخاص لإقامة مشاريع مشتركة لتدعيم المصالح الاقتصادية والتجارية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك