العدد : ١٧١٠١ - الجمعة ١٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠١ - الجمعة ١٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

بعض ملامح الحقبة الاستعمارية الجديدة

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ١٧ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

لم‭ ‬ينتظر‭ ‬ترامب‭ ‬طويلا‭ ‬للإفصاح‭ ‬عن‭ ‬نواياه‭ ‬التوسعية‭ ‬الجغرافية‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬ولم‭ ‬يصبر‭ ‬قليلاً‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬موعد‭ ‬تنصيبه‭ ‬رئيساً‭ ‬رسمياً‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ليبين‭ ‬للعالمين‭ ‬طموحاته‭ ‬الاستعمارية‭ ‬البغيضة‭ ‬لبعض‭ ‬مناطق‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بالسيادة‭ ‬والحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬سواء‭ ‬بالقوة‭ ‬العسكرية‭ ‬التقليدية‭ ‬المعروفة،‭ ‬أو‭ ‬بسلاح‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭.‬

فها‭ ‬هو‭ ‬ترامب‭ ‬يعلن‭ ‬وبصوت‭ ‬عالٍ‭ ‬مسموع‭ ‬أمام‭ ‬الملأ‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬تلفزيوني‭ ‬مشهود‭ ‬عُقد‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬المشهور‭ ‬في‭ ‬فلوريدا‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬عن‭ ‬خططه‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬للانقضاض‭ ‬على‭ ‬الدول،‭ ‬وضمها‭ ‬إلى‭ ‬إمبراطورتيه‭ ‬الواسعة‭ ‬بحجج‭ ‬بالية‭ ‬ووهمية‭ ‬منها‭ ‬ضروريات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وتعميم‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬وحماية‭ ‬العالم‭ ‬الحر‭. ‬وكأنه‭ ‬بهذه‭ ‬التوجهات‭ ‬الاحتلالية‭ ‬مازال‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬الحقبة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬في‭ ‬القرنين‭ ‬الثامن‭ ‬والتاسع‭ ‬عشر،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬بشن‭ ‬حملاتٍ‭ ‬عسكرية‭ ‬عقيمة‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬المستضعفة‭ ‬عسكرياً‭ ‬وعلمياً‭ ‬في‭ ‬المشرق‭ ‬والقارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬لتقسيمها،‭ ‬وتمزيقها،‭ ‬والاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬واحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬وكأنها‭ ‬قطعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الكعك‭ ‬يأكل‭ ‬كل‭ ‬طرفٍ‭ ‬منها‭ ‬القطعة‭ ‬الأكبر،‭ ‬حسب‭ ‬قوته‭ ‬العسكرية،‭ ‬وجبروته،‭ ‬وقيادته،‭ ‬ونفوذه‭ ‬الدولي‭.‬

فهذا‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬المغرور‭ ‬بقوته،‭ ‬وسلطته،‭ ‬ونفوذ‭ ‬دولته،‭ ‬والذي‭ ‬تمت‭ ‬إدانته‭ ‬قضائيا‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مجرم‮»‬‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬يناير،‭ ‬يعيد‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬ذلك‭ ‬العهد‭ ‬البائد‭ ‬الأسود‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية،‭ ‬ويرجع‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬الذكريات‭ ‬المريرة‭ ‬السوداء‭ ‬المظلمة‭ ‬لتلك‭ ‬الحقبة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬المتنفذ‭ ‬القوي‭ ‬يأكل‭ ‬الضعيف‭ ‬ويعتدي‭ ‬على‭ ‬حرماته‭ ‬وسيادته،‭ ‬والغني‭ ‬والقوي‭ ‬يملي‭ ‬شروطه‭ ‬القاسية‭ ‬على‭ ‬الفقير‭ ‬والضعيف،‭ ‬فيتحول‭ ‬المستضعفون‭ ‬من‭ ‬حكومات‭ ‬وشعوب‭ ‬إلى‭ ‬عبيدٍ‭ ‬طائعين،‭ ‬خاضعين‭ ‬أذلاء‭ ‬يعملون‭ ‬تحت‭ ‬سوط‭ ‬وسلطة‭ ‬الدول‭ ‬القوية‭. ‬

فأثناء‭ ‬مؤتمره‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬استغرق‭ ‬نحو‭ ‬70‭ ‬دقيقة‭ ‬أكد‭ ‬نقطتين‭ ‬رئيستين‭ ‬تصبان‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬اهتمام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬سواء‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مباشر،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭. ‬أما‭ ‬القضية‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬فكانت‭ ‬إعلان‭ ‬سياسته‭ ‬وتوجهاته‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬سياسة‭ ‬الغزو‭ ‬والاحتلال‭ ‬وضم‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬حظيرة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬رغماً‭ ‬عن‭ ‬أنفها‭. ‬وبالتحديد‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬نيته‭ ‬في‭ ‬ضم‭ ‬أكبر‭ ‬جزيرة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬جزيرة‭ ‬جرينلاند‭ ‬ذات‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‭. ‬فهذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭ ‬وحكم‭ ‬ذاتي‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الدنمارك،‭ ‬ويسكنها‭ ‬قرابة‭ ‬57‭ ‬ألف‭ ‬نسمة،‭ ‬وتعتبر‭ ‬من‭ ‬الجزر‭ ‬الثرية‭ ‬والغنية‭ ‬بالنفط‭ ‬والمعادن‭ ‬الأرضية‭ ‬النادرة‭ ‬التي‭ ‬يلهث‭ ‬وراءها‭ ‬الآن‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬المتجددة‭. ‬ولكي‭ ‬يؤكد‭ ‬للعالم‭ ‬صدق‭ ‬عزمه‭ ‬وجديته‭ ‬لإتمام‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬بأية‭ ‬وسيلة‭ ‬كانت،‭ ‬قام‭ ‬بإرسال‭ ‬ابنه‭ ‬إلى‭ ‬الجزيرة،‭ ‬حيث‭ ‬حطتْ‭ ‬طائرته‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مطار‭ ‬عاصمة‭ ‬الجزيرة‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬الجزيرة‭ ‬القطبية‭ ‬الشديدة‭ ‬البرودة‭.‬

كذلك‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناسبات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬على‭ ‬نيته‭ ‬ضم‭ ‬كندا‭ ‬لتُعتبر‭ ‬الولاية‭ ‬رقم‭ (‬51‭) ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ثم‭ ‬أفصح‭ ‬أيضاً‭ ‬عن‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬احتلال‭ ‬قناة‭ ‬بنما‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تحت‭ ‬هيمنة‭ ‬بنما‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1977،‭ ‬وأخيراً‭ ‬أفاد‭ ‬عن‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬الاسم‭ ‬التاريخي‭ ‬لخليج‭ ‬المكسيك‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬خليج‭ ‬أمريكا‮»‬‭.‬

والقضية‭ ‬الثانية‭ ‬الخطيرة‭ ‬والمهمة‭ ‬جداً‭ ‬والتي‭ ‬تهدد‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الدول‭ ‬المستضعفة‭ ‬والصغيرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬الرادعة،‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬نفوذ‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬يريد‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬باستخدام‭ ‬كل‭ ‬الأدوات‭ ‬والوسائل‭ ‬التي‭ ‬تحت‭ ‬يديه،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬بسلاح‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬بالغزو‭ ‬والاحتلال‭ ‬المباشر،‭ ‬أو‭ ‬بسلاح‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناعمة،‭ ‬إما‭ ‬باستخدام‭ ‬الجَزَرة،‭ ‬كإغراء‭ ‬الدول‭ ‬بالمال‭ ‬والثراء‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العصا‭ ‬الغليظة‭ ‬كفرض‭ ‬الضرائب‭ ‬والرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬العالية،‭ ‬والتضييق‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬المطلوب‭ ‬ضمها‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬

فهذه‭ ‬إذن‭ ‬سياسة‭ ‬الضم‭ ‬المباشر‭ ‬علانية‭ ‬وأمام‭ ‬مسمع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومجالسها‭ ‬العبثية‭ ‬لبعض‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬باستعمال‭ ‬العنف‭ ‬والقوة‭ ‬العسكرية،‭ ‬أو‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭. ‬وهناك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬والذي‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬أهداف‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬وهي‭ ‬سياسة‭ ‬التنمر،‭ ‬والاستقواء،‭ ‬والابتزاز‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬ضمها‭ ‬تحت‭ ‬سلطته‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مباشر،‭ ‬وإنما‭ ‬ينوى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مواردها،‭ ‬وثرواتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬الحية‭ ‬وغير‭ ‬الحية،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬الكلمة‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لمواردها،‭ ‬كالثروة‭ ‬النفطية،‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬والمعادن‭ ‬المطلوبة‭ ‬حالياً‭ ‬كمواد‭ ‬خام‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬والمتجددة،‭ ‬كالبطاريات‭ ‬الكهربائية،‭ ‬والألواح‭ ‬الشمسية،‭ ‬وغيرهما‭.‬

فهذه‭ ‬السياسة‭ ‬العقيمة،‭ ‬وهذه‭ ‬التوجهات‭ ‬الخطيرة‭ ‬لها‭ ‬تداعيات‭ ‬على‭ ‬كوكبنا‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام‭. ‬فالأولي‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات‭ ‬الكارثية‭ ‬لها‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين،‭ ‬وتخلق‭ ‬فوضى‭ ‬عالمية‭ ‬عارمة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التحكم‭ ‬فيها‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬بسط‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬صغيرة‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬كبيرة‭ ‬هيمنتها‭ ‬على‭ ‬حدودها‭ ‬ومواردها‭. ‬فستلعب‭ ‬فيها‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬القوية‭ ‬لعبة‭ ‬الشرطي‭ ‬العنيف‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭. ‬فمن‭ ‬جهة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التصرفات‭ ‬تضعف‭ ‬سيادة‭ ‬الدول،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬مواردها،‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬ثرواتها‭ ‬خدمة‭ ‬لشعوبها،‭ ‬ومنها‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬التوسعية‭ ‬تشجع‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬الأخرى‭ ‬وتحفزها‭ ‬قانونياً‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بممارسات‭ ‬مماثلة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وضم‭ ‬أراضي‭ ‬أوكرانية‭ ‬إليها،‭ ‬وقد‭ ‬تدعو‭ ‬الصين‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬احتلال‭ ‬تايوان‭ ‬وضمها‭ ‬علنياً‭ ‬ورسمياً‭ ‬تحت‭ ‬سيادة‭ ‬الصين‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬ستشجع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬الامتداد‭ ‬والتوسع‭ ‬الجغرافي‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أولاً،‭ ‬ثم‭ ‬أراضي‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬حسب‭ ‬النيات‭ ‬العلنية‭ ‬للاحتلال‭ ‬الصهيوني،‭ ‬والخرائط‭ ‬الرسمية‭ ‬المعتمدة‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الصهيونية‭ ‬‮«‬لإسرائيل‭ ‬الكبرى‮»‬‭.‬

والنقطة‭ ‬الثانية‭ ‬فسياسة‭ ‬ترامب‭ ‬التي‭ ‬يهدد‭ ‬فيها‭ ‬ويتوعد‭ ‬ضم‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬أرضها‭ ‬وامتداد‭ ‬حدودها‭ ‬الجغرافي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬زيادة‭ ‬قوتها‭ ‬ونفوذها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬مما‭ ‬سيرجع‭ ‬العالم‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬تحكم‭ ‬وسيطرة‭ ‬القطب‭ ‬الواحد‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬يعني‭ ‬هيمنة‭ ‬‮«‬الجنس‭ ‬الأبيض‮»‬‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مفاصل‭ ‬كوكبنا،‭ ‬أرضا،‭ ‬وحكومات،‭ ‬وشعوبا‭.‬

فبعد‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬الواضح‭ ‬من‭ ‬ترامب،‭ ‬ماذا‭ ‬ستفعل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التهديد‭ ‬لاستقرار‭ ‬حكومات‭ ‬وشعوب‭ ‬الأرض؟‭ ‬وكيف‭ ‬ستكون‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬الأخرى‭ ‬تجاه‭ ‬سياسة‭ ‬ترامب‭ ‬التوسعية،‭ ‬وبخاصة‭ ‬روسيا،‭ ‬والصين،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي؟‭ !‬

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا