العدد : ١٧٠٩٩ - الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٩ - الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ رجب ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

دبلوماسية البحرين .. التحضر والحكمة والإنسانية

والبحرين‭ ‬تحتفل‭ ‬بـ‮«‬اليوم‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬فهي‭ ‬تحتفل‭ ‬بدبلوماسية‭ ‬عريقة‭ ‬متحضرة‭ ‬وإنسانية‭ ‬وحكيمة‭ ‬تحظى‭ ‬بتقدير‭ ‬واحترام‭ ‬العالم‭ ‬كله‭.‬

سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عميد‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬العرب‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الحديثة‭ ‬ووضع‭ ‬مبادئها‭ ‬واسسها‭ ‬وحدد‭ ‬ملامحها‭ ‬وقادها‭ ‬عبر‭ ‬عقود‭ ‬بكفاءة‭ ‬واقتدار‭ ‬شهد‭ ‬به‭ ‬العالم‭. ‬منذ‭ ‬نشأة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الحديثة‭ ‬وعبر‭ ‬مراحل‭ ‬بنائها‭ ‬وتطورها‭ ‬بقيادة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬اتسمت‭ ‬بخصائص‭ ‬وسمات‭ ‬تميزها‭.‬

حين‭ ‬احتفلت‭ ‬البحرين‭ ‬باليوبيل‭ ‬الذهبي‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬لخص‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬خصائص‭ ‬وسمات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬ميزتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬إسهامها‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الوطني‭ ‬ودفاعها‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬للبحرين،‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬جوانب،‭ ‬هي‭: ‬الاعتدال،‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار،‭ ‬والسعي‭ ‬لحل‭ ‬القضايا‭ ‬والمشاكل‭ ‬والأزمات‭ ‬بالوسائل‭ ‬الدبلوماسية‭.‬

وهذه‭ ‬الجوانب‭ ‬الثلاثة‭ ‬ميزت‭ ‬بالفعل‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬طوال‭ ‬تاريخها‭. ‬كانت‭ ‬دوما‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬عن‭ ‬التطرف،‭ ‬بل‭ ‬هادئة‭ ‬رزينة‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬البحرين‭ ‬والمصالح‭ ‬العربية‭ ‬العامة‭ ‬بهدوء‭ ‬وثقة‭ ‬بالنفس‭.‬

ودبلوماسية‭ ‬البحرين‭ ‬طوال‭ ‬تاريخها‭ ‬سعت‭ ‬دوما‭ ‬إلى‭ ‬أفضل‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬الاحترام،‭ ‬ولم‭ ‬تفتعل‭ ‬يوما‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬او‭ ‬ازمة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬دولة‭.‬

دبلوماسية‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬دوما‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬دبلوماسية‭ ‬حكيمة‭ ‬ومتحضرة‭ ‬وانسانية‭.‬

وفي‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حققت‭ ‬دبلوماسية‭ ‬البحرين‭ ‬وتحقق‭ ‬اليوم‭ ‬إنجازات‭ ‬كبرى‭.‬

في‭ ‬تحقيقها‭ ‬لهذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬تستند‭ ‬دبلوماسية‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬أمرين‭ ‬أساسيين‭:‬

الأول‭: ‬حضارة‭ ‬البحرين‭ ‬العريقة‭ ‬وثقافتها‭ ‬وقيمها‭ ‬ومبادئها‭ ‬الإنسانية‭ ‬المتحضرة‭ ‬التي‭ ‬ترسخت‭ ‬عبر‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭.‬

والثانية‭: ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لدبلوماسية‭ ‬البحرين‭ ‬وسياساتها‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬ترسخت‭ ‬معالمها‭ ‬الواضحة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬جلالته‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭.‬

وقد‭ ‬كتبت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬وفلسفة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ونهجه‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬والعمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬أسس‭ ‬ومنطلقات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

1‭ - ‬القراءة‭ ‬الصائبة‭ ‬والرؤية‭ ‬الواضحة‭ ‬لطبيعة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البحرين‭ ‬والمنطقة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وما‭ ‬تفرضه‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬وسياسات‭.‬

2‭ - ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬وما‭ ‬يتطلبه‭ ‬تحقيقها‭ ‬وضمانها‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬وسياسات‭ ‬وتحركات‭ ‬عملية‭ .‬

3‭ - ‬قيم‭ ‬البحرين‭ ‬الحضارية‭ ‬الثابتة‭ ‬والتي‭ ‬في‭ ‬مقدمتها،‭ ‬التسامح،‭ ‬والتعايش،‭ ‬والإيمان‭ ‬بالحوار،‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬وأيضا‭ ‬التمسك‭ ‬بمبادئ‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وبالأخص،‭ ‬احترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية،‭ ‬وعدم‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الخلافات‭.. ‬وهكذا‭.‬

4‭ - ‬إيمان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الراسخ‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬بتاريخها‭ ‬وحضارتها‭ ‬وثقافتها‭ ‬ومكانتها‭ ‬لديها‭ ‬دور‭ ‬رائد‭ ‬تلعبه‭ ‬إقليميا‭ ‬وعالميا‭.‬

‭  ‬قبل‭ ‬فترة،‭ ‬عقد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني‭ ‬لقاء‭ ‬مطولا‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والصحفيين‭ ‬خصصه‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬ملامح‭ ‬وأبعاد‭ ‬رؤية‭ ‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والعمل‭ ‬الدبلوماسي‭.‬

هذه‭ ‬الملامح‭ ‬والأبعاد‭ ‬كما‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬تلخصت‭ ‬أولا‭ ‬في‭ ‬إيمان‭ ‬جلالته‭ ‬الراسخ‭ ‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬للجميع‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬كضرورة‭ ‬أساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أي‭ ‬تنمية‭ ‬أو‭ ‬تقدم‭ ‬أو‭ ‬ازدهار‭. ‬ويعني‭ ‬هذا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الخلافات‭ ‬وتقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬ومعالجة‭ ‬الأزمات‭ ‬كأولوية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬دبلوماسية‭ ‬البحرين‭ ‬وسياستها‭ ‬الخارجية‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬أركان‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬الاعتدال‭ ‬والاتزان‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬الهادئة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المشاكل‭ ‬والخلافات‭ ‬وفي‭ ‬إدارة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬عموما‭.‬

كما‭ ‬ويؤمن‭ ‬جلالته‭ ‬بضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توثيق‭ ‬العلاقات‭ ‬والتنسيق‭ ‬الدائم‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وكل‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭. ‬وتستند‭ ‬فلسفة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬مبدا‭ ‬أساسي‭ ‬هو،‭ ‬بناء‭ ‬الجسور‭ ‬لا‭ ‬هدم‭ ‬الجسور‭.‬

ومن‭ ‬أكبر‭ ‬ركائز‭ ‬وأبعاد‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيمان‭ ‬الراسخ‭ ‬بالأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الحاسمة‭ ‬لوحدة‭ ‬الصف‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي،‭ ‬واعتبار‭ ‬ذلك‭ ‬ضرورة‭ ‬حاسمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والأخطار‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭.  ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أحاديثه‭ ‬وخطاباته‭ ‬وتصريحاته‭ ‬يؤكد‭ ‬الأهمية‭ ‬الحاسمة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالعمل‭ ‬الخليجي‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المجلس‭ ‬باستمرار‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب‭. ‬جلالته‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬يمثل‭ ‬عمقا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬للبحرين‭ ‬ولكل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬ويعتبر‭ ‬أن‭ ‬تماسكه‭ ‬وقوته‭ ‬ضرورة‭ ‬أساسية‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وازدهار‭ ‬دوله‭ ‬وشعوبه‭.‬

أيضا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬يؤكد‭ ‬باستمرار‭ ‬ضرورة‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬وتقوية‭ ‬العلاقات‭ ‬والروابط‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ويعتبر‭ ‬ذلك‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬متطلبات‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭.‬

هذه‭ ‬أبعاد‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬كما‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭.‬

بُعد‭ ‬آخر‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عنده‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬جلالته‭ ‬لطالما‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬البُعد‭ ‬الإنساني‭ ‬بعد‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬دبلوماسية‭ ‬البحرين‭ ‬وسياستها‭ ‬الخارجية‭. ‬وقدم‭ ‬جلالته‭ ‬مبادرات‭ ‬كثيرة‭ ‬جدا‭ ‬تترجم‭ ‬هذه‭ ‬القناعة‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نؤكدها‭ ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭.‬

واليوم‭ ‬مع‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نوجه‭ ‬تحية‭ ‬شكر‭ ‬وتقدير‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الذين‭ ‬أسهموا‭ ‬بعملهم‭ ‬وجهدهم‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬جيل‭ ‬الرواد‭ ‬المؤسس‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬العاملين‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬والحقل‭ ‬الدبلوماسي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا