الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
البحرين وعمان.. تاريخ عريق ومستقبل مشرق
حينما سألني مذيع إذاعة سلطنة عمان الشقيقة: كيف تعكس زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين إلى سلطنة عُمان عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وتعزز التعاون المشترك من أجل مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا؟
أجبت قائلا: إن العلاقات بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان ذات عمق تاريخي، ونموذج فريد للعلاقات الأخوية الوثيقة على المستويين الرسمي والشعبي، وشهدت التطور والتقدم في ظل الرعاية السامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، مما يعكس الترابط العميق الذي يربط بين الشعبين الشقيقين.
كما أن نوع الزيارة هي (زيارة دولة) وهي إشارة واضحة الى طبيعة الزيارة فهي ذات معان وأهداف رفيعة، وتستند إلى قواسم مشتركة، من أواصر المحبّة والأخوّة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وتؤسّس لمرحلة جديدة من التعاون الفاعل في المسارات كافة.
ففي لغة التاريخ، فإن العلاقات البحرينية العمانية تعود إلى حضارة دلمون وحضارة مجان.. وفي لغة السياسة فهناك تطابق في الدبلوماسية الحكيمة القائمة على مبادئ الاتزان والاعتدال والانفتاح.. وفي لغة الاقتصاد فإن حجم التبادل التجاري والمشاريع الاقتصادية تكشفه الأرقام الكبيرة التي تعكس المصالح المشتركة.. وفي لغة مجالات التنمية، فإن التعاون في كافة القطاعات يشهد نموا بارزا ومؤثرا.. وفي لغة الثقافة والهوية الوطنية فإن البلدين الشقيقين بينهما تمازج متطابق.. وفي لغة المستقبل فإن كلا البلدين لديهما رؤية مستقبلية واعدة.. حيث مملكة البحرين لديها رؤية 2030 وتستعد لإطلاق رؤية 2050، وفي سلطنة عمان هناك الرؤية الاستراتيجية 2040.
وحينما سألني المذيع العماني عن أهم الفرص الاستثمارية والاقتصادية التي يمكن أن تنبثق من هذه الزيارة، وكيف يمكن استثمارها لتحقيق المنفعة المتبادلة؟ أجبت بأن هناك حرصا مشتركا على تطوير العمل الثنائي وفتح آفاق الشراكة وتطوير العلاقات وتعزيز فرص الاستثمار وتنمية التبادل التجاري.. فهناك لجنة وزارية على المستوى الرسمي، ومجلس للأعمال المشترك على المستوى الاقتصادي، وجمعية للصداقة على المستوى الشعبي.
وإن أبرز مجالات التعاون الثنائي تشمل الاقتصاد، التعليم، الثقافة، الصحة، الإعلام، والبيئة، والرياضة، والطاقة المتجددة، الأمن السيبراني، الزراعة، والتنمية الاجتماعية. الخدمات اللوجستية، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التصنيع، التعدين، مصائد الأسماك.. وكل تلك المجالات موجودة على أرض الواقع بشكل عملي، عبر مشاريع ومبادرات وبرامج، انطلاقا من اتفاقيات التفاهم ومذكرات التعاون.
وحينما سألني المذيع العماني عن انعكاسات الزيارة على التعاون الخليجي والإقليمي ودورها في توحيد الرؤى تجاه القضايا المشتركة؟ أجبت قائلا: إن التطورات والمستجدات أبرزت الدور الحيوي للسياسة البحرينية والسياسة العمانية، وخاصة في ظل رئاسة مملكة البحرين للدورة العربية الحالية، وهناك توافق في الثوابت والركائز للسياسة الخارجية لكلا البلدين الشقيقين، والتي تتمثل في الحياد الإيجابي وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتغليب لغة الحوار السلمي، إلى جانب شراكتهما في تكريس قيم الحوار والتعايش الإنساني وتعزيز التعاون الدولي، والسلام المستدام، ومواصلة الجهود لتحقيق التنمية المستدامة.. ولا شك أن نتائج «زيارة الدولة» ستنعكس إيجابيا لمصالح البلدين الشقيقين، ودورهما الحيوي إقليميا ودوليا.
الحديث عن العلاقات البحرينية العمانية.. حديث عن الماضي العريق، والحاضر المزدهر، والمستقبل المتجدد.. في ظل القيادتين الحكيمتين البحرينية والعمانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك