يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
جلالة الملك.. القائد الإنسان
تسلم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وسام القائد، وهو يعد أعلى وأرفع الأوسمة التكريمية والتقديرية التي يمنحها البرلمان العربي لقادة الدول العربية. وجاء في حيثيات منح الوسام ان ذلك يأتي «تقديرًا وعرفانًا لجهود جلالته الرائدة في خدمة القضايا العربية ومساعيه الخيرة في دعم العمل العربي المشترك».
وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني اعتبر ان هذا تكريم عربي مستحق «باعتباره اعترافًا وتقديرًا للنهج الدبلوماسي الحكيم لجلالة الملك المُعظم، حفظه الله ورعاه، في تعزيز التضامن العربي وخدمة الإنسانية، بدعم ومتابعة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله».
هذا التكريم العربي الرفيع لجلالة الملك لم يأت من فراغ ما كان للبرلمان العربي ان يجد اختيارا أفضل من جلالة الملك لمنح جلالته هذا الوسام الرفيع.
القيادة والزعامة لها مقومات معروفة في الأدبيات السياسية، وفي محصلة الخبرة الطويلة للحكم والممارسة السياسية في العالم كله.
على رأس هذه المقومات للزعامة والقيادة ما يلي:
1 - الرؤية الواضحة والفكر الاستراتيجي. من دون امتلاك هذه الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى لا يمكن ان تتوافر مقومات الزعامة.
2 - الإنجاز العملي تنفيذا لهذه الرؤية.
بمعنى ان المعيار الأساسي ليس امتلاك رؤية نظرية استراتيجية فقط، وانما تنفيذها على أرض الواقع في شكل سياسات ومنجزات عملية.
3 - البعد الإنساني بمعنى انه من أكبر مقومات الزعامة والقيادة ان يمتلك القائد رؤى انسانية عامة تنشد العدل والانصاف والكرامة الإنسانية. لا يمكن ان يكون قائدا او زعيما من يتبنى مواقف أو سياسات عنصرية او ظالمة او تلحق الأذى بالبشر.
إذا تأملنا هذه المقومات للقيادة والزعامة فسنجد فورا انها تتجسد كلها بأروع الصور في جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وفي كل مواقفه وسياساته وفلسفته في الحكم والممارسة السياسية.
اما عن الرؤية والفكر الاستراتيجي، فمنذ أن تولى جلالة الملك مقاليد الحكم أطلق جلالته المشروع الاصلاحي التاريخي الكبير بكل ما تلا اطلاقه من سياسات وخطوات عملية شهدتها البحرين على نحو ما نعلم.
هذا المشروع هو تجسيد لرؤية استراتيجية بعيدة المدى. رؤية تتسم ببعد النظر وبالعمل على استخدام كل القدرات والامكانيات لصنع المستقبل الأفضل للبحرين وطنا وشعبا.
أيضا على الصعيد العربي والدولي طرح جلالة الملك منذ تولي جلالته مقاليد الحكم رؤية تقوم على ثوابت واضحة في سياسات البحرين ومواقفها العربية والدولية هذه الثوابت ترسخت عبر الوقت وتتمثل في الأساس في الحرص على تمتين الروابط القومية العربية، وعلى العمل على تحقيق التكاتف والتضامن العربي، وعلى السعي لتحقيق الأمن والسلام لكل الدول والشعوب.
منذ ان تولى جلالة الملك مقاليد الحكم لم تبق هذه الرؤية ابدا مجرد رؤية نظرية، بل يتم تنفيذها بإصرار وعزيمة مرحلة بعد مرحلة. المنجزات الكبرى التي تحققت في البحرين تنفيذا لرؤية جلالة الملك في كل المجالات نعلمها جميعا ولسنا بحاجة الى الحديث مطولا عنها.
وفي الإطار العربي والدولي، تابعنا كيف يقود جلالة الملك تنفيذ هذه الرؤية في كل خطوة وكل سياسة، وكيف يدير جلالته سياسة البحرين العربية والدولية بحكمة مشهودة. يكفي ان نشير هنا إلى قيادة جلالته للقمة العربية الأخيرة وكيف طرح جلالته مبادرات عملية تاريخية من شأن تنفيذها ضمان الامن والسلام والكرامة للدول والشعوب العربية.
وإذا كان لنا ان نحدد سمة اساسية كبرى لقيادة جلالة الملك ولرؤيته ومواقفه وسياساته فهي «الإنسانية».
على الصعيد الوطني جوهر فلسفة جلالة الملك ان كل البرامج والسياسات يجب ان يكون هدفها الأساسي هو توفير الحياة الانسانية الكريمة للمواطن. ومبادرات جلالته الانسانية في هذا الإطار نعرفها جميعا.
اما على الصعيد العربي والعالمي، فقد طرح جلالته مبادرات ورؤى إنسانية كثيرة جدا ورائدة.
يكفي أن نشير هنا إلى أن المبادرات الخمس التي طرحها جلالة الملك في القمة العربية الأخيرة كلها مبادرات طابعها انساني نبيل من شأن تطبيقها تخفيف الألم والمعاناة وضمان الكرامة الانسانية العربية.
ويكفي ان نشير الى الدور الإنساني العربي والعالمي الذي تقوم به المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية.
ويكفي ان نشير الى المبادرة التاريخية بإنشاء مركز الملك حمد للتعايش السلمي الذي يقوم عبر برامجه وانشطته بالعمل على نشر وترسيخ قيم انسانية نبيلة على الصعيد العالمي.
ويكفي ان نشير إلى رعاية جلالة الملك لحوار الأديان والحضارات والمبادرات الكثيرة في هذ الإطار.
ويكفي ان نشير الى إطلاق جلالة الملك جائزة عيسى لخدمة الإنسانية التي أصبح لها مكانة عالمية ودور كبير في تشجيع الأعمال الانسانية الرائدة في العالم.
«القائد الإنسان» لقب يلخص مكانة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وفلسفته ودوره الريادي لهذا كان أمرا طبيعيا أن يمنح البرلمان العربي جلالة الملك «وسام القائد» تقديرا وعرفانا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك