العدد : ١٧٠٩٠ - الاثنين ٠٦ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٠ - الاثنين ٠٦ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الاستراتيجيات الخليجية لمواجهة التحديات المناخية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬29‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬في‭ ‬باكو،‭ ‬أذربيجان،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬11‭ ‬إلى‭ ‬22‭ ‬نوفمبر،‭ ‬اجتمع‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المشاركين،‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬مئات‭ ‬الحكومات‭ ‬والمنظمات،‭ ‬والوكالات‭ ‬البيئية؛‭ ‬لمناقشة‭ ‬الجهود‭ ‬العالمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬المرونة‭ ‬المناخية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬والتي‭ ‬يشمل‭ ‬نطاقها،‭ ‬توقع‭ ‬وإدارة‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الأحداث‭ ‬الجوية‭ ‬المتطرفة‭.‬

وتتطرق‭ ‬‮«‬القمة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬الأموال‭ ‬اللازمة‭ ‬لتمويل‭ ‬الاستجابة،‭ ‬والتدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمناخ‭. ‬وبشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬سيركز‭ ‬على‭ ‬البلدان‭ ‬الأكثر‭ ‬فقراً،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬الأكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للخطر‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬البيئية‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُذكرنا‭ ‬بمعاناة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والتي‭ ‬يتوقع‭ ‬خبراء‭ ‬المناخ‭ ‬أن‭ ‬تصير‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬منها‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬المقبلة‭.‬

وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حدثت‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬الجوية‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة،‭ ‬أبرزها‭ ‬الرياح‭ ‬الممطرة‭ ‬والفيضانات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الإعصار‭ ‬المداري‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2024،‭ ‬والتي‭ ‬أثرت‭ ‬بشدة‭ ‬على‭ ‬الإمارات،‭ ‬وقطر،‭ ‬والبحرين،‭ ‬وعمان،‭ ‬والسعودية‭.‬

وأشارت‭ ‬‮«‬عائشة‭ ‬السريحي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬‮«‬بتحويل‭ ‬استراتيجياتها‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الاستجابة‭ ‬للكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وقائية،‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬المرونة‮»‬‭. ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬تحديد‭ ‬المخاطر‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التخفيف‭ ‬منها‭ ‬قبل‭ ‬وقوع‭ ‬الكوارث‮»‬‭. ‬ورغم‭ ‬استحالة‭ ‬تجاهل‭ ‬الواقع‭ ‬الأساسي‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ ‬العالمي،‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون‭ ‬البشرية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬والذي‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد؛‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬مستويات‭ ‬الانبعاثات‭ ‬بشكل‭ ‬سريع،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬دقيقة‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الأحداث‭ ‬الجوية‭ ‬المتطرفة‭.‬

وفي‭ ‬تقييم‭ ‬‮«‬ماري‭ ‬فان‭ ‬دن‭ ‬بوش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬جورج‭ ‬تاون‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬القاسية‮»‬،‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬أجزاء‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬والمناطق‭ ‬المحيطة‭ ‬بها،‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تزداد‭ ‬سوءًا‭ ‬بسرعة‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬تحققت‭ ‬أشد‭ ‬تحذيرات‭ ‬العلماء‭ ‬البيئيين‭ ‬خطورة‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬المخاوف‭ ‬المتزايدة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬بحلول‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الحالي،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬بوش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المناقشات‭ ‬حول‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تركز‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬‮«‬التنويع‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬النفط‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬تجاهل‭ ‬كبير‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الأنماط‭ ‬المتغيرة‭ ‬لموجات‭ ‬الحر،‭ ‬وازدياد‭ ‬العواصف‭ ‬المحيطية،‭ ‬وتراجع‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭.‬

وسلطت‭ ‬الفيضانات‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2024،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المخاطر‭ ‬البيئية،‭ ‬التي‭ ‬تشكلها‭ ‬الأحداث‭ ‬الجوية‭ ‬المتطرفة‭ ‬على‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬تجاوزت‭ ‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬‮«‬دبي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أبريل‭ ‬الرقم‭ ‬القياسي‭ ‬المسجل،‭ ‬منذ‭ ‬75‭ ‬عامًا‭ ‬لهطول‭ ‬الأمطار‭ ‬اليومية،‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬ملم‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬ساعة،‭ ‬واستقبلت‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬230‭ ‬ملم‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬متتالية‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬السريحي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬‮«‬المناطق‭ ‬القاحلة‭ ‬وشبه‭ ‬القاحلة‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬تهيمن‭ ‬طبيعة‭ ‬الأسطح‭ ‬الصلبة‭ ‬عمومًا‭ ‬على‭ ‬التضاريس»؛‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الأسطح‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬‮«‬تزيد‭ ‬من‭ ‬الجريان‭ ‬السطحي،‭ ‬وتعيق‭ ‬الامتصاص‭ ‬الطبيعي‮»‬‭ ‬للتربة‭. ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬مماثل،‭ ‬فإن‭ ‬الأسطح‭ ‬الصلبة‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحضرية‭ ‬والتنمية،‭ ‬وافتقارها‭ ‬إلى‭ ‬تصريف‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬الفعال،‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬‮«‬تحدي‭ ‬الجريان‭ ‬السطحي‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬تفاقم‭ ‬أسوأ‭ ‬لآثار‭ ‬الفيضانات‭. ‬وقد‭ ‬أسفرت‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث،‭ ‬عن‭ ‬أضرار‭ ‬بلغت‭ ‬قيمتها‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات،‭ ‬طالت‭ ‬المنازل‭ ‬والشركات،‭ ‬كما‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬إلغاء‭ ‬مئات‭ ‬الرحلات‭ ‬المجدولة‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬‮«‬دبي‮»‬،‭ ‬ثاني‭ ‬أكثر‭ ‬المطارات‭ ‬ازدحامًا‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ويبرز‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬أهمية‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬وقائية،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬الأضرار‭ ‬المحتملة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬حد‭ ‬ممكن‭.‬

ويبدو‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬أكثر‭ ‬إلحاحًا،‭ ‬مع‭ ‬توقعات‭ ‬خبراء‭ ‬المناخ،‭ ‬بتزايد‭ ‬وتيرة‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬والفيضانات‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬السريحي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬عُمان‭ ‬وحدها‭ ‬تعرضت‭ ‬لما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬‮«‬سبعة‭ ‬أعاصير‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬أبرزها‭ ‬إعصار‭ ‬‮«‬شاهين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021،‭ ‬الذي‭ ‬خلف‭ ‬أضرارًا‭ ‬قدرت‭ ‬بنحو‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭. ‬وحذر‭ ‬‮«‬أندرو‭ ‬بيرشينج‮»‬،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬كلايمت‭ ‬سنترال‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬‮«‬تبدو‭ ‬وكأنها‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬أنماط‭ ‬المناخ‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬المنوال‭.‬

وعند‭ ‬تحليل‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2024،‭ ‬ركز‭ ‬المراقبون‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬الصرف‭ ‬غير‭ ‬الكافية،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬فيضانات؛‭ ‬لكن‭ ‬‮«‬السريحي‮»‬،‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬والأضرار‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬العاصفة‭ ‬الشديدة،‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬العديد‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬التنسيق‭ ‬الحكومي‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬غياب‭ ‬التوجيه،‭ ‬والتواصل‭ ‬غير‭ ‬المتسق،‭ ‬والافتقار‭ ‬إلى‭ ‬الوضوح،‭ ‬بشأن‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية‭ ‬لمكافحة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التشريعات‭ ‬الملائمة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أضافت‭ ‬‮«‬السريحي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬والفجوات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬العام،‭ ‬وفي‭ ‬الاستجابة‭ ‬العامة‭ ‬للكوارث‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬من‭ ‬الشائع‭ ‬بين‭ ‬الجمهور‭ ‬الخروج‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بمشاهدة‭ ‬تدفق‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬الوديان،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬قيود‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬أثناء‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‮»‬‭. ‬ولتأكيد‭ ‬هذه‭ ‬النقطة،‭ ‬استشهدت‭ ‬بحادثة‭ ‬وفاة‭ ‬11‭ ‬طالبًا‭ ‬في‭ ‬عُمان،‭ ‬خلال‭ ‬فيضانات‭ ‬أبريل‭ ‬2024،‭ ‬عندما‭ ‬ظن‭ ‬أهاليهم‭ ‬أن‭ ‬اصطحابهم‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬بالسيارة‭ ‬سيكون‭ ‬خيارًا‭ ‬أكثر‭ ‬أمانًا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الفيضان‭.‬

ولمعالجة‭ ‬هذه‭ ‬الفجوات‭ ‬والاستعداد‭ ‬لما‭ ‬يتوقع‭ ‬خبراء‭ ‬المناخ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬سلسلة‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬الجوية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬التي‭ ‬ستؤثر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة؛‭ ‬وضعت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬خططا‭ ‬مناخية‭ ‬خاصة‭ ‬بها،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬جاهزيتها‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التحديات،‭ ‬تشمل‭ ‬هذه‭ ‬الخطط‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للبيئة‮»‬‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018؛‭ ‬و«الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬للفترة‭ (‬2017-2050‭)‬؛‭ ‬و«استراتيجية‭ ‬عمان‭ ‬الوطنية‭ ‬للتكيف‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‮»‬‭ ‬للفترة‭ ‬من‭ (‬2020-2040‭).‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأخيرة،‭ ‬تم‭ ‬إصلاح‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬مسقط،‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1988،‭ ‬لتكون،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬السريحي‮»‬،‭ ‬‮«‬السلطة‭ ‬العليا‭ ‬التي‭ ‬تنسق‭ ‬بين‭ ‬ثماني‭ ‬مجموعات‭ ‬عمل‭ ‬دائمة‭ ‬وقطاعات‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الإنذارات‭ ‬المبكرة،‭ ‬والاستجابات‭ ‬الطبية،‭ ‬وتدابير‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬ويدعمها‭ ‬صندوق‭ ‬الطوارئ‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭.‬

وعلى‭ ‬نحو‭ ‬مماثل،‭ ‬تهدف‭ ‬‮«‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لإدارة‭ ‬الطوارئ‭ ‬والأزمات‭ ‬والكوارث‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬إلى‭ ‬الاستجابة‭ ‬للأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬والفيضانات‭ ‬والعواصف‭ ‬الرملية‭ ‬والزلازل‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬الأخرى‭. ‬وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬فيضانات‭ ‬أبريل‭ ‬2024،‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬برنامج‭ ‬بقيمة‭ ‬8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار؛‭ ‬لإنشاء‭ ‬شبكات‭ ‬صرف‭ ‬متكاملة‭ ‬لزيادة‭ ‬القدرة‭ ‬بنسبة‭ ‬700%‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يشرف‭ ‬مجلسها‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬على‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعمل‭ ‬المناخي‭ ‬والبيئة،‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬طوارئ‭ ‬وطنية‭ ‬محدثة‮»‬‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2024‭.‬

وعند‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬استراتيجيات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬للتصدي‭ ‬وتخفيف‭ ‬آثار‭ ‬الطقس‭ ‬المتطرف،‭ ‬المرتبط‭ ‬بتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تحليل‭ ‬‮«‬جوستين‭ ‬دارجين‮»‬،‭ ‬خبير‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭ ‬بجامعة‭ ‬‮«‬أكسفورد‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬شدة‭ ‬وتواتر‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬المدمرة،‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬بارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬محمود‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬والفيضانات،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تُعزى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الاحترار‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الساحلية،‭ ‬والذي‭ ‬يعزز‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬والعواصف‮»‬‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬اقترحت‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬تحليلات‭ ‬المناخ‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬النينيو‭ ‬المناخية،‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬المناخ‭ ‬بمقدار‭ ‬1‭.‬2‭ ‬درجة‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭-‬40%‮»‬‭.‬

وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬معالجة‭ ‬المخاطر‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الأحداث‭ ‬المناخية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد،‭ ‬تتطلب‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬دقيق‭ ‬بين‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التخفيف،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬الآثار‭ ‬المادية‭ ‬والبيئية،‭ ‬والجهود‭ ‬الوقائية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬تقليل‭ ‬التهديدات‭ ‬من‭ ‬جذورها‭. ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬حازمة‭ ‬لخفض‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬الإقليمية،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬تقليل‭ ‬مستويات‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون‭.‬

ومع‭ ‬التزام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بالفعل‭ ‬بتواريخ‭ ‬مستهدفة‭ ‬للانبعاثات‭ ‬الصافية‭ ‬الصفرية‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬الحالي،‭ ‬خلصت‭ ‬‮«‬السريحي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬اقتصاد‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬مستعدًا‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬للتراجع‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬القرن‭ ‬المقبل؛‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مستعدًا‭ ‬‮«‬لتحمل‭ ‬التأثيرات‭ ‬الشديدة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأحداث‭ ‬المناخية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬مثل‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة،‭ ‬والفيضانات‭ ‬المفاجئة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا