العدد : ١٧٠٨٩ - الأحد ٠٥ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٩ - الأحد ٠٥ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تقرير التصنيع 2024 والوضع الصناعي في الوطن العربي (1-2)

بقلم: د. محمد عيسى الكويتي

الجمعة ٠٣ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

التصنيع‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬له‭ ‬تاريخ‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬إثارة‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الحافل‭ ‬بالانتصارات‭ ‬والتراجع‭ ‬والتفاؤل‭ ‬وعدم‭ ‬التوفيق‭. ‬التصنيع‭ ‬هو‭ ‬النشاط‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬الأمم‭ ‬الغربية‭ ‬وغيرها‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬التقدم‭ ‬والارتقاء‭ ‬والتفوق‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬الأمم،‭ ‬ونرى‭ ‬اليوم‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وكيف‭ ‬وظف‭ ‬الغرب‭ ‬آلته‭ ‬وقدرته‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬أكبر‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭. ‬إنها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التصنيع‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬عربية،‭ ‬والغرب‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬منها‭.‬

يعتبر‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬الاستعمار‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬تأخر‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬التصنيع‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬عرضا‭ ‬من‭ ‬أعراض‭ ‬المرض‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬بقرون‭. ‬أخذت‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬تخطو‭ ‬نحو‭ ‬التصنيع‭ ‬متأخرة‭. ‬بدأ‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬باشا‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬وفاته‭ ‬تعرضت‭ ‬جهوده‭ ‬لمصدات‭ ‬ومصاعب‭ ‬تراجع‭ ‬بعدها‭ ‬التصنيع‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭. ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬تتقدم‭ ‬في‭ ‬التصنيع‭ ‬اليوم‭ ‬وخصوصا‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬الزخم‭ ‬المطلوب‭ ‬لإحداث‭ ‬التغيير‭.‬

لا‭ ‬تخلو‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬الموارد،‭ ‬فمعظم‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬الصناعة‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬طبيعية‭ ‬وبشرية‭ ‬متوفر‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬تتوفر‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬الضرورية‭ ‬للتصنيع‭ ‬والمنافسة‭ ‬العالمية‭. ‬نشطت‭ ‬مؤخرا‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬ثقيلة‭ ‬مثل‭ ‬الحديد‭ ‬والصلب‭ ‬والألمنيوم‭ ‬ومواد‭ ‬البناء‭ ‬والبتروكيماويات‭. ‬وكلها‭ ‬صناعات‭ ‬مهمة‭ ‬ومعقدة‭ ‬لكنها‭ ‬صناعات‭ ‬أولية،‭ ‬وتطويرها‭ ‬إلى‭ ‬صناعات‭ ‬سلعية‭ ‬استهلاكية‭ ‬يتطلب‭ ‬مستوى‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬والتعليم‭ ‬والانفتاح‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وتحول‭ ‬ثقافي‭ ‬فكري‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬وزارات‭ ‬الصناعة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬بداياته،‭ ‬هي‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬بناء‭ ‬القدرة‭ ‬الصناعية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬فمعركتنا‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭ ‬طويلة‭. ‬أملنا‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬الجهود‭ (‬من‭ ‬خلال‭ ‬وزارات‭ ‬الصناعة‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭) ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬منسق،‭ ‬تأخذ‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬البناء‭ ‬الصناعي‭ ‬المتكامل‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬التكامل‭ ‬العربي‭. ‬الأمة‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬ليست‭ ‬بالسلاح‭ ‬المستورد،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬المحلية‭ ‬المعرفية‭ ‬والعلمية‭ ‬والفكرية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬المؤدية‭ ‬إلى‭ ‬التصنيع‭ ‬بموارد‭ ‬وسواعد‭ ‬وقدرات‭ ‬فكرية‭ ‬وطنية‭ ‬وفق‭ ‬تصور‭ ‬تكاملي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة‭. ‬المطلوب‭ ‬وفق‭ ‬تقرير‭ ‬التصنيع‭ ‬2024‭ (‬الصادر‭ ‬مؤخرا‭) ‬اعتماد‭ ‬سياسات‭ ‬صناعية‭ ‬حديثة،‭ ‬أساسها‭ ‬الاهتمام‭ ‬أكثر‭ ‬ببناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المبدع‭ ‬المبتكر‭. ‬بناء‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬يتطلب‭ ‬انفتاحا‭ ‬وحوارا‭ ‬وقبولا‭ ‬به‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬وليس‭ ‬كما‭ ‬نريد‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يكون‭. ‬وإن‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬يبدأ‭ ‬ببناء‭ ‬قواه‭ ‬الإدراكية‭ ‬والتي‭ ‬تعتمد‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬حريته‭ ‬الفكرية‭. ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬تاريخنا‭ ‬الناصع‭ ‬في‭ ‬بداياته‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬تلاقح‭ ‬الأفكار‭ ‬حيا‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأولى‭ ‬وفي‭ ‬إنتاجها‭ ‬الفكري‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬الجمود‭ ‬ومشوار‭ ‬حرق‭ ‬الكتب‭ ‬ونبذ‭ ‬الفكر‭ ‬المختلف‭.‬

حدد‭ ‬الاقتصاديون‭ ‬مصادر‭ ‬النمو‭ ‬وتوسيع‭ ‬القاعدة‭ ‬الصناعية‭ ‬الإنتاجية‭ ‬في‭ ‬خمسة‭ ‬متغيرات،‭ ‬هي‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬الاستهلاكي،‭ ‬والطلب‭ ‬الاستثماري،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬الصادرات،‭ ‬وزيادة‭ ‬إحلال‭ ‬الواردات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الابتكار‭ ‬والإبداع‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬المؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭.‬

بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬فإنها‭ ‬متخلفة‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬وأدواته‭ ‬الابتكارية‭ ‬والإبداعية‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وهذه‭ ‬الأدوات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مجتمعات‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬وتلاقح‭ ‬الأفكار‭ ‬وحرية‭ ‬البحث‭ ‬والنشر‭. ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬ليست‭ ‬متوفرة‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافي‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دولنا‭ ‬العربية،‭ ‬بعضها‭ ‬لأسباب‭ ‬مادية‭ ‬مثل‭ ‬ضعف‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي،‭ ‬وأخرى‭ ‬لأسباب‭ ‬ثقافية‭ ‬وسياسية‭.‬

تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬2024‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬والفرص‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭. ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للدول،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭. ‬ويوصي‭ (‬ضمن‭ ‬السياسات‭ ‬الصناعية‭ ‬الحديثة‭) ‬باعتماد‭ ‬مقاربات‭ ‬شمولية‭ ‬متناغمة‭ ‬مع‭ ‬محيطها،‭ ‬بذهنية‭ ‬جديدة‭ ‬تضع‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬وأهدافها‭ ‬في‭ ‬الصدارة،‭ ‬بنظرة‭ ‬مستقبلية‭ ‬تؤمن‭ ‬بالتعاون‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭. ‬وأول‭ ‬خطواتها،‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬التصنيع،‭ ‬تقييم‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬وإمكاناته‭ ‬وقدراته،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬رقم‭ ‬7‭ ‬و8‭ ‬و9؛‭ ‬ويقترح‭ ‬نهجا‭ ‬جديدا‭ ‬في‭ ‬التقييم‭. ‬هو‭ ‬نهج‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬تقييم‭ ‬شامل‭ ‬ومتعدد‭ ‬الأبعاد،‭ ‬يأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬السياقات‭ ‬المحلية‭ ‬ويشجع‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬المختلفة،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬فعالية‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وكذلك‭ ‬تحديد‭ ‬أولوياتنا‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهنا‭.‬

يوصي‭ ‬التقرير‭ ‬بسياسات‭ ‬حديثة‭ ‬منها‭ ‬تحفيز‭ ‬الابتكار‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أولا‭: ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬لتعزيز‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭. ‬ثانيا‭: ‬دعم‭ ‬استخدام‭ ‬التكنلوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وإنترنت‭ ‬الأشياء‭. ‬ثالثا‭: ‬أهمية‭ ‬سياسات‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية‭ ‬وأهمها‭ ‬تطبيق‭ ‬ممارسات‭ ‬التصنيع‭ ‬المستدامة‭ ‬لتقليل‭ ‬التأثير‭ ‬البيئي،‭ ‬واستخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الصناعية‭.‬

رابعا‭: ‬تعزيز‭ ‬وتحفيز‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المحلية‭ ‬والأجنبية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬مع‭ ‬إنشاء‭ ‬بيئة‭ ‬مؤسسية‭ ‬جاذبة‭ ‬للمستثمرين‭. ‬خامسا‭: ‬الاهتمام‭ ‬بالتدريب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬لرفع‭ ‬مهارات‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬الصناعية،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬والتقني‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق‭. ‬والأهم،‭ ‬سادسا‭: ‬التكامل‭ ‬الإقليمي‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬وتطوير‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬وتحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وخصوصا‭ ‬المواصلات‭ ‬البرية‭ ‬لنقل‭ ‬البضائع‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬القيود‭ ‬غير‭ ‬الجمركية‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭. ‬

مثل‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تداعيات‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬منها‭ ‬تحسين‭ ‬إنتاجية‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬وتعزيز‭ ‬تنافسيته؛‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬وانعكاسها‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي؛‭ ‬تدفع‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية‭ ‬وتحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والخدمات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا