العدد : ١٧٠٨٨ - السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٨ - السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رجب ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

أملنا في العام الجديد

ودعنا‭ ‬عاما‭ ‬صعبا‭ ‬ونستقبل‭ ‬عاما‭ ‬جديدا‭. ‬مع‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬جديد‭ ‬جرت‭ ‬العادة‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬الكثيرون‭ ‬عن‭ ‬التوقعات‭ ‬والآمال‭ ‬والتطلعات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬

شيء‭ ‬واحد‭ ‬نرجوه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬لكل‭ ‬الشعوب‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭.. ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬عام‭ ‬الأمل‭ ‬والإرادة‭.‬

ما‭ ‬نرجوه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬ألا‭ ‬نفقد‭ ‬الأمل‭.. ‬أن‭ ‬نثق‭ ‬في‭ ‬أنفسنا‭.. ‬أن‭ ‬نمتلك‭ ‬الإرادة‭.‬

العام‭ ‬الذي‭ ‬ودعناه‭ ‬كان‭ ‬عاما‭ ‬مؤلما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭.. ‬الضحايا‭ ‬الذين‭ ‬سقطوا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬دولنا‭ ‬العربية‭.. ‬الدمار‭ ‬والخراب‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دولنا‭.. ‬تواطؤ‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬وصمته‭ ‬وعجزه‭ ‬عن‭ ‬وقف‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬دولنا‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬ومجازر‭.. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬وغيره‭ ‬جعل‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬انقضى‭ ‬صعبا‭ ‬ومؤلما‭.‬

هناك‭ ‬أمر‭ ‬جوهري‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬بالنا‭ ‬ولا‭ ‬نتنبه‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬غمرة‭ ‬غرقنا‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬الأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬دولنا‭ ‬العربية‭. ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬أرضنا‭ ‬العربية‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يرتكب‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬بحق‭ ‬شعوبنا‭ ‬ودولنا‭.. ‬الهدف‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬القتل‭ ‬الأعمى‭ ‬والدمار‭ ‬الشامل‭ ‬وتدمير‭ ‬أي‭ ‬مصادر‭ ‬للقوة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭.. ‬الهدف‭ ‬الجوهري‭ ‬هو‭ ‬كسر‭ ‬الإرادة‭ ‬العربية‭.‬

الهدف‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬اليأس‭ ‬الكامل‭ ‬المطلق،‭ ‬وفقدان‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فقدان‭ ‬الإرادة‭.. ‬الإرادة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأمة‭ ‬وبناء‭ ‬القوة‭ ‬الذاتية‭ ‬ومواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬والتحديات‭.‬

إذا‭ ‬حدث‭ ‬هذا‭ ‬فسيكون‭ ‬أكبر‭ ‬انتصار‭ ‬لأعداء‭ ‬الأمة‭ ‬وأكبر‭ ‬هزيمة‭ ‬لنا‭.‬

هذا‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭. ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نفقد‭ ‬الأمل‭ ‬أبدا‭ ‬وأن‭ ‬نتحلى‭ ‬بالثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬والإرادة‭.‬

لدينا‭ ‬كل‭ ‬المقومات‭ ‬لذلك‭.. ‬لدينا‭ ‬كل‭ ‬المقومات‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬نيأس‭ ‬ولا‭ ‬نفقد‭ ‬الأمل‭.‬

دولنا‭ ‬العربية‭ ‬مجتمعة‭ ‬تمتلك‭ ‬كل‭ ‬القدرات‭ ‬والإمكانيات‭ ‬المادية‭ ‬والبشرية‭ ‬الكفيلة‭ ‬بأن‭ ‬تجعل‭ ‬منها‭ ‬قوة‭ ‬كبرى‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬والتحديات‭ ‬وبناء‭ ‬المستقبل‭ ‬الأفضل‭ ‬لدولنا‭ ‬وشعوبنا‭.‬

شعوبنا‭ ‬العربية‭ ‬تعمل‭ ‬وتكدح‭ ‬وتكافح‭ ‬وتواجه‭ ‬صعوبات‭ ‬الحياة‭ ‬بصبر‭ ‬ولا‭ ‬تفقد‭ ‬الأمل‭ ‬أبدا‭.‬

شعوبنا‭ ‬العربية‭ ‬تربي‭ ‬أبناءها‭ ‬وتعلمهم‭ ‬وتعدهم‭ ‬للمستقبل‭.‬

أبناؤنا‭ ‬يتعلمون‭ ‬ويخططون‭ ‬ويحلمون‭ ‬بالمستقبل‭ ‬الأفضل‭ ‬لهم‭ ‬ولأسرهم‭ ‬ولأوطانهم‭.‬

دول‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬ومصر‭ ‬تحقق‭ ‬إنجازات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الصعوبات‭ ‬وتعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المستقبل‭ ‬الآمن‭ ‬لشعوبها‭. ‬إنجازات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬ومبعثا‭ ‬للثقة‭.‬

وغير‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬لدينا‭ ‬تاريخنا‭ ‬العربي‭ ‬العريق‭ ‬الطويل‭ ‬الذي‭ ‬اجتزنا‭ ‬فيه‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والمحن‭ ‬والهزائم‭ ‬الكبرى‭ ‬وخرجنا‭ ‬منها‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭.‬

لدينا‭ ‬حضارتنا‭ ‬العربية‭ ‬وقيمنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬وثقافتنا‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬منا‭ ‬قوة‭ ‬خير‭ ‬وتحضر‭ ‬وإنسانية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬تسوده‭ ‬شريعة‭ ‬الغاب‭ ‬ويتم‭ ‬فيه‭ ‬اغتيال‭ ‬أي‭ ‬قيمة‭ ‬إنسانية‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬وغيرها‭ ‬عوامل‭ ‬كثيرة‭ ‬إذا‭ ‬تأملناها‭ ‬فهي‭ ‬كفيلة‭ ‬بأن‭ ‬تجعلنا‭ ‬لا‭ ‬نيأس‭ ‬أبدا‭ ‬وأن‭ ‬نثق‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬دولنا‭ ‬وشعوبنا‭ ‬وفي‭ ‬قدرتنا‭ ‬معا‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬المستقبل‭ ‬الأفضل‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬جسيمة‭.‬

إذن‭ ‬ليكن‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬استقبلناه‭ ‬عام‭ ‬الأمل‭ ‬والإرادة‭ ‬العربية‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬أملنا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا