يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
أملنا في العام الجديد
ودعنا عاما صعبا ونستقبل عاما جديدا. مع كل عام جديد جرت العادة أن يتحدث الكثيرون عن التوقعات والآمال والتطلعات في كل المجالات.
شيء واحد نرجوه في العام الجديد لكل الشعوب والدول العربية.. أن يكون العام الجديد عام الأمل والإرادة.
ما نرجوه في العام الجديد ألا نفقد الأمل.. أن نثق في أنفسنا.. أن نمتلك الإرادة.
العام الذي ودعناه كان عاما مؤلما بالنسبة إلى كل الشعوب والدول العربية.. الضحايا الذين سقطوا في فلسطين وغيرها من دولنا العربية.. الدمار والخراب في عديد من دولنا.. تواطؤ العالم كله وصمته وعجزه عن وقف ما شهدته دولنا من جرائم ومجازر.. كل هذا وغيره جعل العام الذي انقضى صعبا ومؤلما.
هناك أمر جوهري يغيب عن بالنا ولا نتنبه إليه في غمرة غرقنا في متابعة الأحداث والتطورات التي تشهدها دولنا العربية. هذا الأمر يتعلق بالهدف الأساسي من وراء كل ما يجري على أرضنا العربية وكل ما يرتكب من جرائم بحق شعوبنا ودولنا.. الهدف ليس فقط القتل الأعمى والدمار الشامل وتدمير أي مصادر للقوة في حد ذاته.. الهدف الجوهري هو كسر الإرادة العربية.
الهدف هو أن تصل الدول والشعوب العربية إلى مرحلة اليأس الكامل المطلق، وفقدان الثقة في النفس، وبالتالي فقدان الإرادة.. الإرادة في الدفاع عن الأمة وبناء القوة الذاتية ومواجهة الأخطار والتحديات.
إذا حدث هذا فسيكون أكبر انتصار لأعداء الأمة وأكبر هزيمة لنا.
هذا لا يجب أن يحدث. يجب ألا نفقد الأمل أبدا وأن نتحلى بالثقة في النفس والإرادة.
لدينا كل المقومات لذلك.. لدينا كل المقومات كي لا نيأس ولا نفقد الأمل.
دولنا العربية مجتمعة تمتلك كل القدرات والإمكانيات المادية والبشرية الكفيلة بأن تجعل منها قوة كبرى قادرة على مواجهة الأخطار والتحديات وبناء المستقبل الأفضل لدولنا وشعوبنا.
شعوبنا العربية تعمل وتكدح وتكافح وتواجه صعوبات الحياة بصبر ولا تفقد الأمل أبدا.
شعوبنا العربية تربي أبناءها وتعلمهم وتعدهم للمستقبل.
أبناؤنا يتعلمون ويخططون ويحلمون بالمستقبل الأفضل لهم ولأسرهم ولأوطانهم.
دول عربية في مقدمتها البحرين ودول الخليج العربية ومصر تحقق إنجازات كبرى في كل المجالات رغم كل الصعوبات وتعمل من أجل المستقبل الآمن لشعوبها. إنجازات هذه الدول يجب أن تكون محل فخر واعتزاز ومبعثا للثقة.
وغير كل هذا لدينا تاريخنا العربي العريق الطويل الذي اجتزنا فيه كثيرا من الأزمات والمحن والهزائم الكبرى وخرجنا منها أكثر قوة.
لدينا حضارتنا العربية وقيمنا وتقاليدنا وثقافتنا التي تجعل منا قوة خير وتحضر وإنسانية في عالم تسوده شريعة الغاب ويتم فيه اغتيال أي قيمة إنسانية.
كل هذه وغيرها عوامل كثيرة إذا تأملناها فهي كفيلة بأن تجعلنا لا نيأس أبدا وأن نثق في قدرة دولنا وشعوبنا وفي قدرتنا معا على صنع المستقبل الأفضل ومواجهة التحديات مهما كانت جسيمة.
إذن ليكن العام الجديد الذي استقبلناه عام الأمل والإرادة العربية.
هذا هو أملنا في العام الجديد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك