تمر الأيام والشهور والسنون وتتواصل الحياة وها نحن نودع عاما ونستقبل عاما جديدا، نودع عاما شهد العالم خلاله الأزمات والخلافات والصراعات والقتل والحروب والويلات والكوارث، عاما آخر مضى ولا تزال الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة رغم مرور أكثر من عامين ونصف على بدايتها وسط عجز دول العالم عن إيجاد حل لهذه الحرب العبثية التي تكلف البلدين والشعبين الشقيقين الروسي والأوكراني الكثير من الخسائر المادية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية، حيث فقد البلدان مئات الآلاف من القتلى غير الجرحى والمعوقين غالبيتهم العظمى من الشباب في ريعان شبابهم بدلا من الاستفادة منهم في المسيرة التنموية فضلا عن هجرة الملايين من سكان المدن والقرى خصوصا من أوكرانيا إلى الخارج بحثا عن مكان آخر هربا من جحيم الحرب المجنونة حتى امتلأت بهم المدن الغربية، وتدمير البنية التحتية لأوكرانيا وتخريب الجسور والسكك الحديدية وتدمير المصانع ومحطات توليد الكهرباء والطاقة لتعيش العديد من المناطق الأوكرانية في ظلام دامس، حيث تحتاج أوكرانيا إلى عشرات السنين لإعادة إعمار ما دمرته الحرب. وكل هذه المآسي بسبب أنانية الدولة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وغطرستها وإفشال كل الجهود التي بذلت وتبذل في سبيل إنهاء هذه الحرب في محاولة يائسة لإلحاق هزيمة استراتيجية وجعل أوكرانيا خنجرا في خاصرة روسيا الاتحادية.
أما بالنسبة لنا كعرب فلا تزال قوات الاحتلال الصهيوني تواصل عدوانها على الشعب العربي الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة منذ أكثر من عام راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد من الأبرياء المدنيين ومثلهم من الجرحى والمعوقين وشردت مئات الآلاف من سكان غزة ودمرت البنية التحتية وهدمت البيوت والمنازل واعتدت على المدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء ودور العبادة بدعم معلن وواضح من الولايات المتحدة الأمريكية وصمت غربي غريب غير مبرر وغير مقبول وغير مفهوم لا أحد قادر على ردعها أو وقفها في همجية ووحشية لا تعطي أي اعتبار لقواعد القوانين الدولية ولا للقيم الإنسانية تتصرف كيفما تشاء من دون حسيب أو رقيب.
وفي سوريا الشقيقة لا تزال الأوضاع غير مستقرة والمشهد السياسي السوري لم تتضح ملامحه بعد رغم السقوط المدوي والسريع لنظام بشار الأسد حيث لا يزال القطر السوري في حاجة إلى دعم عربي وإقليمي ودولي لتجاوز المرحلة الانتقالية التي يمر بها بسلام وبأقل الخسائر لاستكمال متطلبات إعادة بناء الدولة السورية الجديدة التي من أهمها إقرار دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وإعادة بناء الجيش العربي السوري بعد سنوات من الحرب التي تسببت في تدمير البلاد وهجرة الملايين من السوريين إلى الخارج إلى دول الجوار ودول العالم ليعيشوا فيها كلاجئين في ظروف مناخية وإنسانية وصحية سيئة للغاية في انتظار استقرار الوضع الأمني في البلاد والعودة إلى الوطن.
والسودان هذا البلد العربي الإفريقي الشقيق رغم حالة الاستقرار النسبي الهشة لا يزال في حاجة ماسة إلى المصالحة الوطنية لتجاوز الخلافات ووضع مصلحة السودان العليا فوق كل اعتبار بعيدا عن المصالح القبيلة والحزبية والشخصية والتدخلات الأجنبية في الشأن السوداني الداخلي لإفساح المجالس للقوى السياسية للوصل إلى صيغة توافقية تنهي هذا الوضع الذي يعيش فيه السودان منذ الإطاحة بنظام عمر البشير للخروج بالبلاد من النفق المظلم الذي دخلت فيه ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني الشقيق فالسودان بلد غني بثرواته الحيوانية والزراعية والمعدنية التي يمكن توظيفها لرفاهية السودانيين.
على المستوى العالمي لا يزال العالم يعاني من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها السلبي على السلم الدولي في ظل التهديدات باستخدام السلاح النووي في هذه الحرب وخطورتها على مستقبل البشرية جراء إصرار الغرب الموحد على مناكفة روسيا الاتحادية وتهديد أمنها الوطني واستقرارها.
هذه مجرد نماذج تطرقنا إليها ونحن نستقبل العام الجديد والتي نتمنى أن يكون لها حلول في عام 2025 ليكون عاما للسلام والاستقرار، والآمال هنا معقودة على الرئيس الأمريكي المنتخب رونالد ترامب للوفاء بوعده الذي قطعه على نفسه خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وأن يبدأ ولايته الثانية بإنهاء هذه الحرب لتكون بداية لمرحلة عالمية جديدة قائمة على الاحترام المتبادل والثقة بين الدول والتعاون العالمي لما فيه خير وصالح البشرية جمعاء لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه العالم اليوم ومنها البيئة والمناخ وغيرها.
أما بالنسبة لنا في مملكة البحرين نتمنى أن يكون عام 2025 عاما لتجاوز الصعوبات المالية والاقتصادية في ظل المؤشرات الإيجابية للميزانية العامة الجديدة للحكومة لوضع حد لارتفاع الأسعار وزيادة الدعم الحكومي للسلع الأساسية والمواد الغذائية وإعادة الزيادة السنوية للمتقاعدين الذين يعلقون آمالا كبيرة عليها للوفاء بالتزاماتهم العائلية، وهذا ليس بكثير على من خدم الوطن سنوات عديدة لتعم الفرحة على هذه الفئة من المواطنين ولتكون هذه الزيادة هدية الدولة للمتقاعدين بمناسبة العام الجديد. فكل عام والبحرين وقيادتها وشعبها بألف خير في ظل هذا العهد الزاهر لقائد المسيرة جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة دام عزه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك