العدد : ١٧٠٨٨ - السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٨ - السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تطلعاتنا في العام الجديد

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ٠٢ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

تمر‭ ‬الأيام‭ ‬والشهور‭ ‬والسنون‭ ‬وتتواصل‭ ‬الحياة‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نودع‭ ‬عاما‭ ‬ونستقبل‭ ‬عاما‭ ‬جديدا،‭ ‬نودع‭ ‬عاما‭ ‬شهد‭ ‬العالم‭ ‬خلاله‭ ‬الأزمات‭ ‬والخلافات‭ ‬والصراعات‭ ‬والقتل‭ ‬والحروب‭ ‬والويلات‭ ‬والكوارث،‭ ‬عاما‭ ‬آخر‭ ‬مضى‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬مستمرة‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬ونصف‭ ‬على‭ ‬بدايتها‭ ‬وسط‭ ‬عجز‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب‭ ‬العبثية‭ ‬التي‭ ‬تكلف‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭ ‬الروسي‭ ‬والأوكراني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬المادية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والبشرية،‭ ‬حيث‭ ‬فقد‭ ‬البلدان‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬القتلى‭ ‬غير‭ ‬الجرحى‭ ‬والمعوقين‭ ‬غالبيتهم‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬ريعان‭ ‬شبابهم‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬هجرة‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬هربا‭ ‬من‭ ‬جحيم‭ ‬الحرب‭ ‬المجنونة‭ ‬حتى‭ ‬امتلأت‭ ‬بهم‭ ‬المدن‭ ‬الغربية،‭ ‬وتدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬وتخريب‭ ‬الجسور‭ ‬والسكك‭ ‬الحديدية‭ ‬وتدمير‭ ‬المصانع‭ ‬ومحطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬والطاقة‭  ‬لتعيش‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الأوكرانية‭ ‬في‭ ‬ظلام‭ ‬دامس،‭ ‬حيث‭ ‬تحتاج‭ ‬أوكرانيا‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬ما‭ ‬دمرته‭ ‬الحرب‭. ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬المآسي‭ ‬بسبب‭ ‬أنانية‭ ‬الدولة‭ ‬الغربية‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وغطرستها‭ ‬وإفشال‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلت‭ ‬وتبذل‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬يائسة‭ ‬لإلحاق‭  ‬هزيمة‭ ‬استراتيجية‭ ‬وجعل‭ ‬أوكرانيا‭ ‬خنجرا‭ ‬في‭ ‬خاصرة‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬كعرب‭ ‬فلا‭ ‬تزال‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬تواصل‭  ‬عدوانها‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬45‭ ‬ألف‭ ‬شهيد‭ ‬من‭ ‬الأبرياء‭ ‬المدنيين‭ ‬ومثلهم‭ ‬من‭ ‬الجرحى‭ ‬والمعوقين‭ ‬وشردت‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬ودمرت‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وهدمت‭ ‬البيوت‭ ‬والمنازل‭ ‬واعتدت‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬ومراكز‭ ‬الإيواء‭ ‬ودور‭ ‬العبادة‭ ‬بدعم‭ ‬معلن‭ ‬وواضح‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وصمت‭ ‬غربي‭ ‬غريب‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬وغير‭ ‬مقبول‭ ‬وغير‭ ‬مفهوم‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬ردعها‭ ‬أو‭ ‬وقفها‭ ‬في‭ ‬همجية‭ ‬ووحشية‭ ‬لا‭ ‬تعطي‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬لقواعد‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬ولا‭ ‬للقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬تتصرف‭ ‬كيفما‭ ‬تشاء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬أو‭ ‬رقيب‭.‬

وفي‭ ‬سوريا‭ ‬الشقيقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الأوضاع‭ ‬غير‭ ‬مستقرة‭ ‬والمشهد‭ ‬السياسي‭ ‬السوري‭ ‬لم‭ ‬تتضح‭ ‬ملامحه‭ ‬بعد‭ ‬رغم‭ ‬السقوط‭ ‬المدوي‭ ‬والسريع‭ ‬لنظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬القطر‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬عربي‭ ‬وإقليمي‭ ‬ودولي‭ ‬لتجاوز‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬بسلام‭ ‬وبأقل‭ ‬الخسائر‭ ‬لاستكمال‭ ‬متطلبات‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬إقرار‭ ‬دستور‭ ‬جديد‭ ‬للبلاد‭ ‬وإجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬وبرلمانية‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬الجيش‭ ‬العربي‭ ‬السوري‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬البلاد‭ ‬وهجرة‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬السوريين‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬ليعيشوا‭ ‬فيها‭ ‬كلاجئين‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬مناخية‭ ‬وإنسانية‭ ‬وصحية‭ ‬سيئة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬استقرار‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭.‬

والسودان‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬الإفريقي‭ ‬الشقيق‭ ‬رغم‭ ‬حالة‭ ‬الاستقرار‭ ‬النسبي‭ ‬الهشة‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتجاوز‭ ‬الخلافات‭ ‬ووضع‭ ‬مصلحة‭ ‬السودان‭ ‬العليا‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬القبيلة‭ ‬والحزبية‭ ‬والشخصية‭ ‬والتدخلات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬السوداني‭ ‬الداخلي‭ ‬لإفساح‭ ‬المجالس‭ ‬للقوى‭ ‬السياسية‭ ‬للوصل‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬توافقية‭ ‬تنهي‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬السودان‭ ‬منذ‭ ‬الإطاحة‭ ‬بنظام‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬للخروج‭ ‬بالبلاد‭ ‬من‭ ‬النفق‭ ‬المظلم‭ ‬الذي‭ ‬دخلت‭ ‬فيه‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لمعاناة‭ ‬الشعب‭ ‬السوداني‭ ‬الشقيق‭ ‬فالسودان‭ ‬بلد‭ ‬غني‭ ‬بثرواته‭ ‬الحيوانية‭ ‬والزراعية‭ ‬والمعدنية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬توظيفها‭ ‬لرفاهية‭ ‬السودانيين‭.‬

على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬العالم‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التهديدات‭ ‬باستخدام‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬وخطورتها‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬البشرية‭ ‬جراء‭ ‬إصرار‭ ‬الغرب‭ ‬الموحد‭ ‬على‭ ‬مناكفة‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬وتهديد‭ ‬أمنها‭ ‬الوطني‭ ‬واستقرارها‭.‬

هذه‭ ‬مجرد‭ ‬نماذج‭ ‬تطرقنا‭ ‬إليها‭ ‬ونحن‭ ‬نستقبل‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬والتي‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬حلول‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬ليكون‭ ‬عاما‭ ‬للسلام‭ ‬والاستقرار،‭ ‬والآمال‭ ‬هنا‭ ‬معقودة‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬المنتخب‭ ‬رونالد‭ ‬ترامب‭ ‬للوفاء‭ ‬بوعده‭ ‬الذي‭ ‬قطعه‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬خلال‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬بإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وأن‭ ‬يبدأ‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية‭ ‬بإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬لتكون‭ ‬بداية‭ ‬لمرحلة‭ ‬عالمية‭ ‬جديدة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والثقة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والتعاون‭ ‬العالمي‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬وصالح‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬ومنها‭ ‬البيئة‭ ‬والمناخ‭ ‬وغيرها‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬عاما‭ ‬لتجاوز‭ ‬الصعوبات‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المؤشرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬للميزانية‭ ‬العامة‭ ‬الجديدة‭ ‬للحكومة‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬وزيادة‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬للسلع‭ ‬الأساسية‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وإعادة‭ ‬الزيادة‭ ‬السنوية‭ ‬للمتقاعدين‭ ‬الذين‭ ‬يعلقون‭ ‬آمالا‭ ‬كبيرة‭ ‬عليها‭ ‬للوفاء‭ ‬بالتزاماتهم‭ ‬العائلية،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬بكثير‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬خدم‭ ‬الوطن‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬لتعم‭ ‬الفرحة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬ولتكون‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬هدية‭ ‬الدولة‭ ‬للمتقاعدين‭ ‬بمناسبة‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭. ‬فكل‭ ‬عام‭ ‬والبحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬بألف‭ ‬خير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لقائد‭ ‬المسيرة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬دام‭ ‬عزه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا