العدد : ١٧٠٨٧ - الجمعة ٠٣ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٧ - الجمعة ٠٣ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ارتفاع مستوى سطح البحر في صدارة اهتمامات الأمم المتحدة

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

لم‭ ‬تعد‭ ‬قضية‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬والمجالات‭ ‬العلمية‭ ‬البحتة‭ ‬الهامشية‭ ‬التي‭ ‬يناقشها‭ ‬العلماء‭ ‬والباحثون‭ ‬في‭ ‬مؤتمراتهم‭ ‬ودراساتهم‭ ‬الضيقة‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬بهرجة‭ ‬أنظار‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة،‭ ‬وإنما‭ ‬تخطت‭ ‬البعد‭ ‬البيئي‭ ‬والعلمي‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬استراتيجية‭ ‬جامعة‭ ‬تخص‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بدون‭ ‬استثناء،‭ ‬الغنية‭ ‬والفقيرة،‭ ‬المتقدمة‭ ‬والنامية،‭ ‬كما‭ ‬تعدت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬العلمية‭ ‬الخاصة‭ ‬لتبلغ‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬الدولية‭ ‬المهمة،‭ ‬وهي‭ ‬اجتماعات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬والاجتماعات‭ ‬السنوية‭ ‬للجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وقد‭ ‬ناقشت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تهديدات‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وبخاصة‭ ‬المدن‭ ‬والمجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬السواحل،‭ ‬أو‭ ‬بالقرب‭ ‬منها‭ ‬وعلى‭ ‬الأراضي‭ ‬المنخفضة‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬أثناء‭ ‬انعقاد‭ ‬الدورة‭ (‬79‭) ‬من‭ ‬اجتماع‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬الأمريكية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬الثاني‭ ‬للجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬الذي‭ ‬أُطلق‭ ‬عليه‭ ‬اللقاء‭ ‬الحواري‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬معالجة‭ ‬التهديدات‭ ‬الحالية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‮»‬،‭ ‬ألقى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬قال‭ ‬فيها‭ ‬إن‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬يهدد‭ ‬بوقوع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المآسي‭ ‬للملايين‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬الذين‭ ‬يقطنون‭ ‬السواحل،‭ ‬حيث‭ ‬يتعرضون‭ ‬لمتغيرات‭ ‬الأمواج‭ ‬البحرية،‭ ‬وهم‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يقع‭ ‬فريسة‭ ‬لارتفاع‭ ‬المد‭ ‬والأمواج‭ ‬العالية‭ ‬والأعاصير‭ ‬العاتية‭ ‬والفيضانات‭ ‬الغامرة،‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الساحلية‭ ‬المنخفضة‭ ‬قرابة‭ ‬900‭ ‬مليون‭ ‬إنسان‭.‬

كما‭ ‬أضاف‭ ‬أن‭ ‬غازات‭ ‬البيت‭ ‬الزجاجي‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬تسخن‭ ‬كوكبنا،‭ ‬وتمدد‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬فتزيد‭ ‬في‭ ‬حجمها،‭ ‬وتزيد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬ذوبان‭ ‬الثلوج‭. ‬كذلك‭ ‬أشار‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬تفاهمات‭ ‬مشتركة‭ ‬وموقف‭ ‬سياسي‭ ‬موحد،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬التنموية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الحلول‭ ‬الميدانية‭ ‬الشاملة‭ ‬لمساعدة‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الساحلية‭ ‬المتضررة‭ ‬ومكافحة‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭.‬

كما‭ ‬عَقَد‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬نقاشاً‭ ‬مفتوحاً‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭: ‬آثاره‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬الافتتاح‭ ‬بأن‭ ‬المجلس‭: ‬‮«‬يلعب‭ ‬دوراً‭ ‬حاسماً‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬اللازمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬المدمرة‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬مياه‭ ‬البحار‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الحاسمة،‭ ‬ودعم‭ ‬حياة‭ ‬الأشخاص‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬الخطوط‭ ‬الأمامية‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة‭. ‬فارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬يسبب‭ ‬سيلاً‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مئات‭ ‬ملايين‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬الصغيرة‭ ‬النامية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الساحلية‭ ‬المنخفضة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬

ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬طَرْح‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬المعني‭ ‬بالحفظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬الدوليين‭ ‬لقضية‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وتداعياتها‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬تحولت‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬مصيرية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬والمدن‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬منخفض‭ ‬من‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬المستجدة‭ ‬التي‭ ‬تُضاف‭ ‬إلى‭ ‬العوامل‭ ‬التقليدية‭ ‬المعروفة‭ ‬قديماً‭ ‬مثل‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬تُدهور‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الدول‭.‬

فقضية‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬هي‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الأم‭ ‬وهي‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬التي‭ ‬سببها‭ ‬بسيط‭ ‬جداً،‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬انبعاث‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬وغازات‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬في‭ ‬السيارات‭ ‬والطائرات‭ ‬ومحطات‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة،‭ ‬حيث‭ ‬ترتفع‭ ‬هذه‭ ‬الغازات‭ ‬إلى‭ ‬طبقات‭ ‬الجو‭ ‬العليا‭ ‬فتمنع‭ ‬الحرارة‭ ‬المنعكسة‭ ‬من‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬وتحبسها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الطبقة،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارتها‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬سخونة‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬امتصاص‭ ‬المياه‭ ‬للغازات‭ ‬الملوثة‭ ‬للهواء،‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬سخونة‭ ‬مياه‭ ‬المحيطات‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬المياه‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬حجمها‭ ‬فتتمدد‭ ‬وتسبب‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬وينجم‭ ‬عنها‭ ‬تيارات‭ ‬المد،‭ ‬والأعاصير،‭ ‬والفيضانات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬البشر‭ ‬والشجر‭ ‬والحجر،‭ ‬وجميع‭ ‬المرافق‭ ‬السكنية‭ ‬والسياحية‭ ‬وغيرهما‭ ‬الموجودة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الساحل‭. ‬

وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والتقارير‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬تقييماً‭ ‬كمياً‭ ‬لارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬وتَسَارع‭ ‬نسبة‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الماضي‭ ‬بشكلٍ‭ ‬خاص‭.‬

فقد‭ ‬نشرت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الأرصاد‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬تقريراً‭ ‬عنوانه‭ ‬‮«‬حالة‭ ‬المناخ‭ ‬2022‮»‬‭ ‬مبنياً‭ ‬على‭ ‬قراءات‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية،‭ ‬ويفيد‭ ‬بأن‭ ‬معدل‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬يتسارع‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1900‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حرارة‭ ‬المحيطات‭ ‬وسخونتها‭ ‬زادت‭ ‬وارتفعت‭ ‬بالوتيرة‭ ‬نفسها‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭. ‬ففي‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2013‭ ‬إلى‭ ‬يناير‭ ‬2022‭ ‬معدل‭ ‬الارتفاع‭ ‬بلغ‭ ‬4‭.‬5‭ ‬مليمترات‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬والنمط‭ ‬العام‭ ‬كان‭ ‬3.33،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2003‭ ‬إلى‭ ‬ديسمبر‭ ‬2012‭ ‬كان‭ ‬الارتفاع‭ ‬2‭.‬9،‭ ‬ومن‭ ‬يناير‭ ‬1993‭ ‬إلى‭ ‬ديسمبر‭ ‬2002‭ ‬كان‭ ‬المعدل‭ ‬2‭.‬1‭ ‬ميليمتر‭ ‬فقط‭.‬

كما‭ ‬نشر‭ ‬الفريق‭ ‬المختص‭ ‬في‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬‮«‬الإدارة‭ ‬الوطنية‭ ‬للملاحة‭ ‬الجوية‭ ‬والفضاء‮»‬‭ (‬ناسا‭) ‬في‭ ‬3‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬تقريراً‭ ‬توقع‭ ‬فيه‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬سنتيمتراً‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭. ‬

كذلك‭ ‬نشرت‭ ‬ناسا‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬تقريراً‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬التقرير‭ ‬الدوري‭ ‬يأتي‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬عنوانها‭: ‬‮«‬بيانات‭ ‬الأرض‮»‬‭ (‬Earthdata‭)‬،‮ ‬وبحسب‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬‭ ‬المتعلق‭ ‬بـ«بيانات‭ ‬أنظمة‭ ‬علوم‭ ‬الأرض‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬اعتمدت‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬نتائجها‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬التقنيات‭ ‬وأكثر‭ ‬تطوراً‭ ‬ودقة‭ ‬ومصداقية،‭ ‬مثل‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬البيانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬البيئية،‭ ‬وبخاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمؤشرات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الدراسة‭ ‬قدَّمت‭ ‬بيانات‭ ‬مراقبة‭ ‬التغير‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬سطح‭ ‬المحيطات‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عاماً،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬إلى‭ ‬2023‭.‬

فقد‭ ‬خلصت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬قفزة‭ ‬كبيرة‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬سطح‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬المحيطات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬خلال‭ ‬الثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬الماضية‭.‬

وتشير‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬سببين‭ ‬رئيسين‭ ‬لهذه‭ ‬الزيادة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬تغير‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭. ‬أما‭ ‬السبب‭ ‬الأول فهو‭ ‬طبيعي‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بأيدي‭ ‬وأنشطة‭ ‬الإنسان‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مباشر‭ ‬وهو‭ ‬ظاهرة‭ ‬ألنينو‭ (‬El‭ ‬Nino‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬تسخن‭ ‬مياه‭ ‬المحيط‭ ‬وترتفع‭ ‬سخونتها‭ ‬أكثر‭ ‬وأعلى‭ ‬من‭ ‬السخونة‭ ‬الطبيعية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬سقوط‭ ‬الأمطار‭ ‬وانصهار‭ ‬الثلوج‭ ‬ودخولها‭ ‬مع‭ ‬مصادر‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬البحار‭ ‬ورفع‭ ‬مستواها‭. ‬وأما‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬ناجم‭ ‬عن‭ ‬فعل‭ ‬أيدينا‭ ‬وبسبب‭ ‬أنشطتنا‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬تنبعث‭ ‬عنها‭ ‬الملوثات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا