العدد : ١٧٠٨٦ - الخميس ٠٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٦ - الخميس ٠٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل تخطط إسرائيل لضم الضفة الغربية في عهد إدارة ترامب؟

بقلم: د. رمزي بارود

الاثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تستعد‭ ‬إسرائيل‭ ‬لضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيمثل‭ ‬خطوة‭ ‬كبيرة‭ ‬وخطوة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الحرية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وقد‭ ‬يؤدي‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أقدمت‭ ‬عليه‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬انتفاضة‭ ‬فلسطينية‭ ‬جديدة‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬خطط‭ ‬الضم‭ ‬كانت‭ ‬مدرجة‭ ‬على‭ ‬الأجندة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات،‭ ‬فإنه‭ ‬توجد‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬عظيمة‮»‬‭ ‬‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتطرف‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭ ‬‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬بالتالي‭ ‬تفويتها‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وقد‭ ‬نقلت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬إسرائيلية‭ ‬عن‭ ‬الوزير‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬آمل‭ ‬أن‭ ‬تتاح‭ ‬لنا‭ ‬فرصة‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة‭ ‬برئاسة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬لتحقيق‭ ‬التطبيع‭ ‬الكامل‭ (‬للاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭)‬‮»‬‭.‬

ليست‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يربط‭ ‬فيها‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬متطرفين‭ ‬إسرائيليين‭ ‬آخرين،‭ ‬بين‭ ‬وصول‭ ‬الرئيس‭ ‬الجمهوري‭ ‬المنتخب‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬والتوسع‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬لحدود‭ ‬إسرائيل‭.‬

هناك‭ ‬سببان‭ ‬يجعلان‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬متفائلاً‭ ‬بشأن‭ ‬وصول‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭. ‬يتمثل‭ ‬السبب‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬ولاية‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬عندما‭ ‬سمح‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬آنذاك‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بالمطالبة‭ ‬بالسيادة‭ ‬على‭ ‬المستوطنات‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬ومرتفعات‭ ‬الجولان‭ ‬السورية،‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية‭ ‬المحتلة‭. ‬أما‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬مرتبط‭ ‬بتصريح‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬الانتخابات‭.‬

في‭ ‬كلمة‭ ‬ألقاها‭ ‬أمام‭ ‬مجموعة‭ ‬مؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬تدعى‭ ‬‮«‬أوقفوا‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‮»‬‭ ‬في‭ ‬فعالية‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي‭ ‬قال‭ ‬ترامب‭ ‬إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬صغيرة‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬على‭ ‬الخريطة،‭ ‬متسائلا‭: ‬‮«‬هل‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المزيد؟‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬أثار‭ ‬هذا‭ ‬التصريح،‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬سخيفا‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس،‭ ‬فرحة‭ ‬بين‭ ‬الساسة‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬الذين‭ ‬فهموا‭ ‬أنه‭ ‬بمثابة‭ ‬ضوء‭ ‬أخضر‭ ‬لضم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭.‬

كما‭ ‬تلقت‭ ‬أهداف‭ ‬إسرائيل‭ ‬التوسعية‭ ‬الاستعمارية‭ ‬دفعة‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭. ‬فبعد‭ ‬سقوط‭ ‬حكم‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬بدأت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬في‭ ‬غزو‭ ‬مساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬سوريا،‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬محافظة‭ ‬القنيطرة‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬يشكل‭ ‬نموذجاً‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتوقعه‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة‭.‬

احتلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬مرتفعات‭ ‬الجولان‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬وعززت‭ ‬احتلالها‭ ‬غير‭ ‬الشرعي‭ ‬للمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بضمها‭ ‬رسميا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بقانون‭ ‬مرتفعات‭ ‬الجولان‭.‬

وجاءت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬قانونية،‭ ‬حيث‭ ‬أقدمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬ضم‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬بسنة‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬ضمها‭ ‬رسميا،‭ ‬فإن‭ ‬حدود‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬توسعت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬حدودها‭ ‬التاريخية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ابتلعت‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬أراضي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

إن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬مثل‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬ومرتفعات‭ ‬الجولان،‭ ‬كلها‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬كأراض‭ ‬محتلة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭. ‬ولا‭ ‬تملك‭ ‬إسرائيل‭ ‬أي‭ ‬أساس‭ ‬قانوني‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬احتلالها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬ضم‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬فلسطينية‭ ‬أو‭ ‬عربية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يُسمح‭ ‬لها‭ ‬بذلك‭ ‬بسبب‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬والغربي‭ ‬والصمت‭ ‬الدولي‭.‬

ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬تسعى‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬الآن‭ ‬بالذات؟

وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الفرصة‭ ‬العظيمة‮»‬‭ ‬المرتبطة‭ ‬بعودة‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تشعر‭ ‬أن‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬دولي‭ ‬لإنهاء‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬مسألة‭ ‬أقل‭ ‬أهمية‭ ‬بكثير‭ ‬على‭ ‬الأجندة‭ ‬الدولية‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬أصدرت‭ ‬حكما‭ ‬حاسما‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬شرعية‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬يوليو‭ ‬2024،‭ ‬وأعقب‭ ‬ذلك‭ ‬إصدار‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬أوامر‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬كبار‭ ‬القادة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬لمحاسبة‭ ‬إسرائيل‭.‬

ومن‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬عملية‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬إدخال‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تشن‭ ‬حروبها‭ ‬وأعمالها‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬المباشر‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬فقد‭ ‬قامت‭ ‬الإدارة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬بتمويل‭ ‬ودعم‭ ‬جميع‭ ‬الحروب‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الحالية‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬كريماً‭ ‬بنفس‭ ‬القدر،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬غير‭ ‬ناقد‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭.‬

وإذا‭ ‬أخذنا‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬فإن‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬أو‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة‭ ‬هو‭ ‬احتمال‭ ‬حقيقي‭.‬

لقد‭ ‬أبلغ‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬العاملين‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الشؤون‭ ‬المدنية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭ ‬عن‭ ‬خططه‭ ‬‮«‬لإغلاق‭ ‬الهيئة‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الضم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتوقع‭ ‬للمنطقة‮»‬،‭ ‬حسبما‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬تايمز‭ ‬أوف‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬6‭ ‬ديسمبر‭ ‬الجاري‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الضم‭ ‬لن‭ ‬يغير‭ ‬الوضع‭ ‬القانوني‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬فإنه‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬ملايين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬هناك،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يتبع‭ ‬عملية‭ ‬الضم‭ ‬حملة‭ ‬عنيفة‭ ‬من‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بأكملها،‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬من‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬منها‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬الضم‭ ‬ستجعل‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬غير‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬قانونية‭ ‬‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭ ‬لإدارة‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬تحسبًا‭ ‬لسيادة‭ ‬مستقبلية،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تتحقق‭ ‬أبدًا‭. ‬فهل‭ ‬توافق‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬ضمها‭ ‬حديثًا؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬سوف‭ ‬يقاومون،‭ ‬كما‭ ‬يفعلون‭ ‬دائما،‭ ‬وسوف‭ ‬تثبت‭ ‬طبيعة‭ ‬المقاومة‭ ‬أنها‭ ‬عامل‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬أو‭ ‬فشل‭ ‬المخطط‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬فالانتفاضة‭ ‬الشعبية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬سوف‭ ‬تفرض‭ ‬ضغوطاً‭ ‬هائلة‭ ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬درجة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬لقمع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬مسعاه‭.‬

إن‭ ‬عملية‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تعيش‭ ‬فيه‭ ‬فلسطين‭ ‬‭ ‬بل‭ ‬والمنطقة‭ ‬بأسرها‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاضطراب‭ ‬هو‭ ‬وصفة‭ ‬لحرب‭ ‬دائمة،‭ ‬والتي‭ ‬تشكل،‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭ ‬وأمثاله،‭ ‬‮«‬الفرصة‭ ‬العظيمة‮»‬‭ ‬الفعلية،‭ ‬لأنها‭ ‬ستضمن‭ ‬بقاءهم‭ ‬السياسي‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة‭.‬

 

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا