العدد : ١٧٠٨٧ - الجمعة ٠٣ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٧ - الجمعة ٠٣ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

النضال الفلسطيني والانتصار على «جنرال اليأس»!

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬وحتى‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024،‭ ‬كانت‭ ‬معنويات‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والعرب‭ ‬الآخرين‭ ‬والمسلمين‭ ‬وشرفاء‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬أوجها‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الحال‭ ‬بدأ‭ ‬يتغير‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬دراماتيكي‭ ‬متسارع‭ ‬مع‭ ‬نجاح‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬تفجيرات‭ ‬البيجر‮»‬‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬احتلال‭ ‬المواقع‭ ‬السورية‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬جبل‭ ‬الشيخ‭. ‬وهذه‭ ‬الأيام،‭ ‬نلحظ‭ ‬هيمنة‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬الممزوج‭ ‬باليأس‭ ‬لدى‭ ‬المجاميع‭ ‬الأربعة‭ ‬آنفة‭ ‬الذكر‭. ‬وهذه‭ ‬الحالة‭ ‬مفهومة‭ ‬لكن‭ ‬استمرارها‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬منطقي‭ ‬بل‭ ‬مدمر‭.‬

أما‭ ‬لماذا‭ ‬الاستمرار‭ ‬فيها‭ ‬غير‭ ‬منطقي؛‭ ‬فلأن‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬لا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬سند‭ ‬واقعي‭ ‬علمي‭ ‬وبالذات‭ ‬في‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬الوجود‮»‬‭ ‬التي‭ ‬نخوضها‭ ‬ونحن‭ ‬نجابه‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬الوجود‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬علينا‭ (‬بعبارات‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحكومته‭)! ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬واقع‭ ‬حروب‭ ‬المقاومة‭ (‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬الوجود‭) ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يستند‭ ‬علميا‭ ‬إلى‭ ‬الحقائق‭ ‬المستخلصة‭ ‬تاريخيا‭.‬

‭ ‬ورغم‭ ‬توفر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬والأبحاث‭ (‬وبالذات‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬دراسات‭ ‬فلسطينية‭) ‬بخصوص‭ ‬مفاهيم‭ ‬النصر‭ ‬والهزيمة‭ ‬عند‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬والمقاومة‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الاستعمار‭ ‬‮«‬الاستيطاني‮»‬‭ ‬والإحلالي؛‭ ‬فإنني‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬مقالين‭ ‬للأخ‭ ‬والصديق‭ ‬اللماح‭ ‬علاء‭ ‬أبو‭ ‬زينة‭ ‬يفي‭ ‬بالغرض‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬واضح‭ ‬ومباشر‭ ‬وبليغ‭: ‬إذ‭ ‬شرح‭ ‬كيف‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواجهات‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬الاحتلال‭ ‬‮«‬يرتبط‭ ‬النصر‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬بمفهوم‭ ‬البقاء‭ ‬والاستمرار‭ ‬وبالقدرة‭ ‬على‭ ‬إدامة‭ ‬النضال‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬

والفكرة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬شعبًا‭ ‬يناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حريته‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬هزيمته‭ ‬طالما‭ ‬لم‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬ولم‭ ‬يستسلم‮»‬؛‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬بمجرد‭ ‬إظهار‭ ‬صورة‭ ‬المقاومة‭ ‬ورفض‭ ‬الاستسلام،‭ ‬يتحدون‭ ‬شرعية‭ ‬مضطهديهم‭ ‬ويكسبون‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬والمحلي‮»‬،‭ ‬علماً‭ ‬بأنه‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬‮«‬يؤدي‭ ‬القمع‭ ‬الوحشي‭ ‬إلى‭ ‬فضح‭ ‬الوجه‭ ‬الحقيقي‭ ‬للاستعمار‭ ‬أمام‭ ‬العالم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬إكساب‭ ‬قضية‭ ‬التحرر‭ ‬دعمًا‭ ‬دوليًا‭ ‬إضافيًا‭ ‬مثمرًا‭. ‬وبهذا‭ ‬المعنى‭ ‬يُعيد‭ ‬المستعمَر‭ ‬تعريف‭ ‬النصر‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الحسابات‭ ‬المادية‭ ‬ليجعله‭ ‬انتصارًا‭ ‬أخلاقيًا‭ ‬وإستراتيجيًا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الأطول‭ ‬للصراع‮»‬‭. ‬

أوليس‭ ‬هذا‭ ‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انضمت‭ ‬إليهم‭ ‬شرائح‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الجماهير‭ ‬والقيادات‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬والفنية‭ ‬البارزة؟

أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الخاص‭ ‬فنحن‭ ‬نواجه‭ ‬حربا‭ ‬استعمارية‭ ‬‮«‬استيطانية‮»‬‭ ‬تستهدف‭ ‬إحلال‭ ‬‮«‬شعب‮»‬‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬الصهيونيين‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الأصلي‭ ‬الفلسطيني‭.‬

‭ ‬وهذه‭ ‬الحرب‭ ‬وجودية‭ ‬تماماً،‭ ‬جوهرها‭ ‬قتل‭ ‬الفلسطيني‭ (‬وقتل‭ ‬العربي‭ ‬الآخر‭ ‬لاحقا‭ ‬مع‭ ‬احتلال‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬أراضيه‭ ‬كذلك‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬يجري‭ ‬القتل‭ ‬بالمعنى‭ ‬البيولوجي‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬بعبارات‭ ‬علاء‭ -‬‮«‬بالموت‭ ‬الحيوي‭: ‬‮«‬الحياد‮»‬‭ ‬بمعنى‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬شيء،‭ ‬أو‭ ‬الاقتناع‭ ‬بأنها‭ ‬ليس‭ ‬ثمة‭ ‬إمكانية‭ ‬ولا‭ ‬وسيلة‭ ‬لفعل‭ ‬شيء‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬لطالما‭ ‬وظفت‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬و«إسرائيل‮»‬‭ ‬مفاهيم‭ ‬وأدوات‭ ‬منتقاة‭ ‬لهذا‭ ‬‮«‬الموت‭ ‬الحيوي‮»‬‭ ‬قوامها‭: ‬‮«‬القوة‭ ‬المطلقة‮»‬‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اقتناء‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬زائداً‭ ‬‮«‬الردع‭ ‬الحاسم‮»‬،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬‮«‬كي‭ ‬الوعي‮»‬‭ ‬لتحقيق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الشلل‭ ‬تدحر‭ ‬الفكر‭ ‬والفعل‭ ‬المقاوم‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬نماذج‮»‬‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬مجزرة‭ ‬دير‭ ‬ياسين‭ (‬مذبحة‭ ‬‮«‬صبرا‭ ‬وشتيلا‮»‬‭) ‬‮«‬نموذج‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية‮»‬‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬‮«‬نموذج‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬و«نموذج‭ ‬جنين‭ ‬ومخيمها‮»‬،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭. ‬

غير‭ ‬أن‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬طرد‭ ‬المستعمر‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يعني‭ ‬أيضًا‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوجود‭ ‬الوطني‭ ‬والهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الإبادة‭ ‬والإقصاء‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬النطاق‭ -‬بعبارات‭ ‬ختامية‭ ‬من‭ ‬الكاتب‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬زينة‮»‬‭- ‬‮«‬تعني‭ ‬المقاومة‭ ‬عدم‭ ‬انتهاء‭ ‬الصراع،‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح،‭ ‬فعدم‭ ‬المقاومة،‭ ‬بأي‭ ‬كلفة،‭ ‬يعني‭ ‬حسم‭ ‬الصراع‭ ‬لصالح‭ ‬مشروع‭ ‬الإحلال‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭. ‬والمقاومة‭ ‬تعني‭ ‬إضعاف‭ ‬المشروع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬وجعله‭ ‬مكلفًا‭ ‬وغير‭ ‬مستدام‮»‬‭.‬

أما‭ ‬لماذا‭ ‬تكون‭ ‬حالة‭ ‬الإحباط‭ ‬الممزوج‭ ‬باليأس‮…‬‭. ‬مدمرة،‭ ‬فلأن‭ ‬الروح‭ ‬المعنوية‭ ‬للشعوب‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬مركزي‭ ‬لفكر‭ ‬وممارسة‭ ‬المقاومة‭. ‬وهنا‭ ‬نتذكر‭ (‬موشيه‭ ‬ديان‭) ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الجنرالات‭ ‬والسياسيين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الذي‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الروح‭ ‬المعنوية‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬ما‭ ‬من‭ ‬جنرال‭ ‬يهزم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬سوى‭ ‬جنرال‭ ‬اليأس‮»‬‭!.‬

ولذلك،‭ ‬لم‭ ‬يدخر‭ ‬الاحتلال‭ ‬وسيلة‭ ‬لتجسيد‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الجنرال»؛‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬إلى‭ ‬العدوان‭ ‬و«الاستيطان‮»‬‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬الهدم‭ ‬في‭ ‬القدس،‭ ‬إلى‭ ‬التضييق‭ ‬في‭ ‬أراضي‭ ‬1948؛‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬وغيرها‭ ‬هدفت‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬شعب‭ ‬مستسلم‭ ‬بقوة‭ ‬اليأس‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬بعزيمتهم،‭ ‬أثبتوا‭ ‬أن‭ ‬كسر‭ ‬إرادتهم‭ ‬مهمة‭ ‬مستحيلة‭ ‬وها‭ ‬هم‭ ‬يقاتلون،‭ ‬جيلاً‭ ‬بعد‭ ‬جيل،‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬قرن‭ ‬كامل‭! ‬ومثل‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬تؤكد‭ ‬مقولة‭ ‬‮«‬التفاؤل‭ ‬الاستراتيجي‮»‬‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬كل‭ ‬‮«‬هزيمة‭ ‬تكتيكية‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬مقولة‭ ‬نثمنها‭ ‬كونها‭ ‬أثبتت‭ ‬جدواها‭ ‬في‭ ‬تجارب‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬واكبت‭ ‬مقاومتنا‭ (‬فيتنام،‭ ‬الجزائر‭ ‬مثلاً‭) ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬سبقت،‭ ‬كفاحنا‭ (‬حروب‭ ‬الإفرنجة‭ ‬مثلاً‭).‬

وعليه،‭ ‬يتوجب‭ ‬علينا‭ ‬دائماً‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ -‬الصهيوني‭/ ‬الإسرائيلي‭ ‬ليس‭ ‬حدثًا‭ ‬مرحليًا‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬حرب‭ ‬وجود‭ ‬ممتدة‭. ‬وكما‭ ‬في‭ ‬تجارب‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى،‭ ‬يتأرجح‭ ‬الخط‭ ‬البياني‭ ‬للنضال‭ (‬في‭ ‬مراحله‭ ‬المتتابعة‭) ‬بين‭ ‬انتصارات‭ ‬مؤقتة‭ ‬ونكسات‭ ‬عابرة‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬حسم‭ ‬الحرب‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬النطاق،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬جنرال‭ ‬اليأس‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬استعارة،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬سلاح‭ ‬نفسي‭ ‬خطير‭. ‬إذا‭ ‬سيطر،‭ ‬فإنه‭ ‬يقضي‭ ‬على‭ ‬الأمل،‭ ‬ويحول‭ ‬النضال‭ ‬إلى‭ ‬استسلام‭. ‬لكن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أثبت‭ ‬مرارًا،‭ ‬وعلى‭ ‬امتداد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرن‭ ‬كامل،‭ ‬أنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬لهذا‭ ‬‮«‬الجنرال‮»‬‭. ‬فرغم‭ ‬محاولات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الحثيثة‭ ‬لفرض‭ ‬اليأس‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ (‬والعرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬وشرفاء‭ ‬العالم‭ ‬أيضاً‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحصار،‭ ‬الهدم،‭ ‬التهجير،‭ ‬وقتل‭ ‬الأمل،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭.‬

فالفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬تحت‭ ‬أعمال‭ ‬الإبادة‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ويواجه‭ ‬العدوان‭ ‬و«الاستيطان‮»‬‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ويعاني‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬أراضي‭ ‬1948،‭ ‬ورغم‭ ‬سعي‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬الدائم‭ ‬وبكل‭ ‬طاقاتها‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬لخلق‭ ‬نموذج‭ ‬فلسطيني‭ ‬يائس‭ ‬ومستسلم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬فشلت‭ ‬وستفشل‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬صلابة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬مقاومتهم‭ ‬للاحتلال‭.‬

وانني‭ ‬لأعجب‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬وغير‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬المؤمنين‭ ‬المسلمين‭ ‬أو‭ ‬المسيحيين،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬القوميين‭ ‬العرب،‭ ‬ومن‭ ‬عموم‭ ‬المثقفين،‭ ‬الذين‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬الصهيونيين‭ ‬هي‭ (‬حرب‭ ‬وجود‭) ‬كيف‭ ‬لهم‭ ‬المسارعة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الترحيب‮»‬‭ ‬بجنرال‭ ‬اليأس‭ ‬وبسيطرته‭ ‬على‭ ‬خلايا‭ ‬أدمغتهم‭ ‬عند‭ ‬أول‭ ‬أو‭ ‬ثاني‭ ‬أو‭ ‬ثالث‭ ‬نكسة‭ ‬أو‭ ‬تقهقر‭! ‬

أوليس‭ ‬الأمل‭ ‬سلاح‭ ‬الشعوب،‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تخوض‭ ‬غمار‭ ‬حروب‭ ‬الوجود‭. ‬ثم‭ ‬أوليست‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ ‬اختيارا‭ ‬مستمرا‭ ‬للإرادة‭ ‬والصمود؟‭ ‬وأيضاً،‭ ‬ونحن‭ ‬نغوص‭ ‬في‭ ‬معارك‭ ‬حرب‭ ‬الوجود،‭ ‬أوليس‭ ‬النصر‭ ‬والهزيمة‭ (‬التكتيكيين‭) ‬مجرد‭ ‬محطات‭ ‬مؤقتة‭ ‬في‭ ‬مسيرات‭ ‬الشعوب‭ ‬المؤمنة‭ ‬بعدالة‭ ‬قضاياها؟‭! ‬

ثم‭ ‬أوليست‭ ‬الأيام‭ ‬دولا؟‭ ‬وأوليس‭ ‬دوام‭ ‬الحال‭ ‬من‭ ‬المحال…ويوم‭ ‬لك‭ ‬ويوم‭ ‬عليك؟‭ ‬إذن،‭ ‬اركلوا‭ ‬‮«‬جنرال‭ ‬اليأس‮»‬‭ ‬بعيداً،‭ ‬وثقوا‭ ‬بتعاليم‭ ‬دينكم،‭ ‬وقوميتكم،‭ ‬وثقافتكم‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبالتراث‭ ‬العالمي‭ ‬المقاوم‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا