العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التضامن الإنساني.. قصص ترويها أفعالنا

بقلم: نبيلة رجب

الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬20‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬يجتمع‭ ‬العالم‭ ‬للاحتفاء‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للتضامن‭ ‬الإنساني،‭ ‬مناسبة‭ ‬أطلقتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭. ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬تاريخا‭ ‬عابرا‭ ‬على‭ ‬الروزنامة،‭ ‬بل‭ ‬فرصة‭ ‬للتفكير‭ ‬بعمق‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬توحد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬مثل‭ ‬الفقر‭ ‬والكوارث‭ ‬والأزمات‭ ‬الصحية‭. ‬التضامن‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬رفاهية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬تبنى‭ ‬عليه‭ ‬قيم‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬ودافع‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬تماسكا‭. ‬إنه‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬جميعا‭ ‬جسرا‭ ‬يعبر‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الأمل‭ ‬نحو‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية‭.‬

على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬يثبت‭ ‬التضامن‭ ‬الإنساني‭ ‬دائما‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬أحلك‭ ‬الظروف‭. ‬ففي‭ ‬أوقات‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬مثل‭ ‬الزلازل‭ ‬أو‭ ‬الأعاصير،‭ ‬تتحد‭ ‬القلوب‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬لدعم‭ ‬المتضررين،‭ ‬سواء‭ ‬بالمساعدات‭ ‬العاجلة‭ ‬أو‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬الإغاثة‭. ‬ومن‭ ‬أحد‭ ‬الأمثلة‭ ‬المؤثرة،‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬عامين،‭ ‬قصة‭ ‬الطفل‭ ‬ريان،‭ ‬الذي‭ ‬سقط‭ ‬في‭ ‬نفق‭ ‬ضيق‭ ‬في‭ ‬المغرب‭. ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬كانت‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬المشاعر‭ ‬الإنسانية،‭ ‬إذ‭ ‬تابع‭ ‬الملايين‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬محاولات‭ ‬إنقاذه،‭ ‬بقلوب‭ ‬ممتلئة‭ ‬بالأمل،‭ ‬متجاوزين‭ ‬الحدود‭ ‬الجغرافية‭ ‬والثقافية‭. ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإنسانية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لغة‭ ‬العالم‭ ‬المشتركة‭. ‬وبالمثل،‭ ‬وخلال‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19،‭ ‬رأينا‭ ‬كيف‭ ‬تبادلت‭ ‬الدول‭ ‬الخبرات‭ ‬والموارد،‭ ‬ليظهر‭ ‬التضامن‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أنه‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لبناء‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬التضامن‭ ‬الإنساني،‭ ‬تبقى‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مثالا‭ ‬خالدا‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الشعوب‭ ‬حول‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬والحق‭. ‬الملايين‭ ‬يقفون‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬التوجهات‭ ‬والثقافات‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬عبر‭ ‬الحملات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬التضامن‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬تجاه‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬أخلاقي‭ ‬يتجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬الجغرافية‭. ‬هذا‭ ‬الالتفاف‭ ‬العالمي‭ ‬حول‭ ‬القضية،‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬القضايا‭ ‬العادلة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬الإنسانية‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬واحدة،‭ ‬لتصبح‭ ‬رمزًا‭ ‬للصمود‭ ‬والتكاتف‭ ‬الإنساني‭.‬

في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬اندلع‭ ‬حريق‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬القديم،‭ ‬مسببا‭ ‬خسائر‭ ‬مادية‭ ‬وبشرية،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المأساة،‭ ‬تحركت‭ ‬فرق‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬بسرعة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الحريق‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الأرواح‭. ‬ورغم‭ ‬صعوبة‭ ‬الموقف،‭ ‬برزت‭ ‬قيم‭ ‬التضامن‭ ‬والتكاتف‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬حيث‭ ‬تعاونت‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬والأفراد‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الحادث‭ ‬ومساندة‭ ‬المتضررين‭. ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬كان‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬الترابط‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬حتى‭ ‬أصعب‭ ‬المحن‭ ‬أقل‭ ‬وطأة،‭ ‬وتعيد‭ ‬الأمل‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات‭.‬

ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬التضامن‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات؛‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬يعكس‭ ‬ثقافة‭ ‬متجذرة‭ ‬من‭ ‬العطاء‭. ‬تظهر‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬سخاء‭ ‬وكرم‭ ‬الأسر‭ ‬الميسورة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬أو‭ ‬تمويل‭ ‬تعليم‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الأسر‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬بفضل‭ ‬هذا‭ ‬العطاء،‭ ‬تنفتح‭ ‬أمام‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬فرص‭ ‬أكبر‭ ‬لبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬مليء‭ ‬بالأمل‭ ‬والإنجاز‭. ‬عطاء‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬المساعدة‭ ‬الآنية،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬ليصبح‭ ‬استثمارا‭ ‬حقيقيا‭ ‬في‭ ‬الإنسان،‭ ‬يعزز‭ ‬التماسك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتكافل‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭.‬

ورغم‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬المبذولة،‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬تحديات‭. ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬العقبات‭ ‬هي‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬التي‭ ‬تختار‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بحاجتها‭ ‬لنفسها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬مهمة‭ ‬دعمها‭ ‬بطريقة‭ ‬تحفظ‭ ‬كرامتها‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭. ‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬تواجه‭ ‬المبادرات‭ ‬الخيرية‭ ‬تحديات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬تأمين‭ ‬مصادر‭ ‬تمويل‭ ‬مستدامة،‭ ‬وضمان‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬المختلفة‭ ‬لتجنب‭ ‬تكرار‭ ‬الجهود‭ ‬وضمان‭ ‬توزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬بشكل‭ ‬عادل‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬والبيروقراطية‭ ‬قد‭ ‬تبطئ‭ ‬أحيانا‭ ‬من‭ ‬الاستجابة،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والجمعيات‭ ‬الأهلية،‭ ‬لتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬العقبات‭ ‬وتحقيق‭ ‬أثر‭ ‬ملموس‭ ‬على‭ ‬الفئات‭ ‬المستحقة‭.‬

اللحظات‭ ‬التي‭ ‬يقدم‭ ‬فيها‭ ‬الإنسان‭ ‬العون‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تترك‭ ‬أثرا‭ ‬لا‭ ‬ينسى‭. ‬تخيل‭ ‬عاملا‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬منزله‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬شاق‭ ‬ليجد‭ ‬شخصا‭ ‬يقدم‭ ‬له‭ ‬وجبة‭ ‬ساخنة‭ ‬أو‭ ‬كوب‭ ‬شاي‭ ‬دافئا‭. ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الهدية‭ ‬نفسها‭ ‬ما‭ ‬يغير‭ ‬الحياة،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الشعور‭ ‬الذي‭ ‬تولده‭: ‬‮«‬هناك‭ ‬من‭ ‬يهتم،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يلاحظني‮»‬‭. ‬أتذكر‭ ‬حديثا‭ ‬دار‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬أحدهم،‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬إن‭ ‬أكثر‭ ‬لحظة‭ ‬أثرت‭ ‬فيه‭ ‬كانت‭ ‬عندما‭ ‬وقف‭ ‬شخص‭ ‬غريب‭ ‬ليقدم‭ ‬له‭ ‬كلمة‭ ‬طيبة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬شعر‭ ‬فيه‭ ‬بالثقل‭ ‬واليأس‭. ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬الصغيرة‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬عادية‭ ‬للبعض،‭ ‬لكنها‭ ‬تحمل‭ ‬قوة‭ ‬تغيير‭ ‬حقيقية،‭ ‬أحيانا‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬نتخيل‭.‬

أما‭ ‬المتطوعون،‭ ‬فهم‭ ‬من‭ ‬يعيشون‭ ‬التجارب‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأعمق،‭ ‬التي‭ ‬تذكرهم‭ ‬دائما‭ ‬بجوهر‭ ‬التضامن‭. ‬رؤية‭ ‬امتنان‭ ‬الآخرين‭ ‬وفرحتهم‭ ‬تجعلهم‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬جهودهم،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬بسيطة،‭ ‬تحمل‭ ‬أثرا‭ ‬يتجاوز‭ ‬الكلمات‭.‬

تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬تمنح‭ ‬المتطوع‭ ‬شعورًا‭ ‬داخليا‭ ‬لا‭ ‬يعوض‭. ‬حيث‭ ‬يترسخ‭ ‬لديه‭ ‬ارتباط‭ ‬حقيقي‭ ‬بقيم‭ ‬العطاء‭ ‬والمشاركة‭. ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬أفرادا‭ ‬أو‭ ‬جمعيات‭ ‬خيرية،‭ ‬يدرك‭ ‬المتطوعون‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬جهد،‭ ‬مهما‭ ‬بدا‭ ‬صغيرا،‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬حياة‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬وربما‭ ‬يعيد‭ ‬رسم‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬قلبه‭.‬

من‭ ‬الجميل‭ ‬أن‭ ‬العطاء‭ ‬لا‭ ‬يتطلب‭ ‬دائما‭ ‬أفعالا‭ ‬ضخمة‭. ‬أحيانا،‭ ‬ابتسامة‭ ‬صادقة،‭ ‬أو‭ ‬مساعدة‭ ‬بسيطة‭ ‬كالسماح‭ ‬لمار‭ ‬بالعبور،‭ ‬أو‭ ‬الالتزام‭ ‬بالنظام،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بذورًا‭ ‬لتغيير‭ ‬أكبر‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم،‭ ‬أثناء‭ ‬تسوقي‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المتاجر،‭ ‬لفت‭ ‬انتباهي‭ ‬صندوق‭ ‬قرب‭ ‬بوابة‭ ‬الخروج‭ ‬مكتوب‭ ‬عليه‭: ‬‮«‬تبرع‭ ‬بشيء‭ ‬مما‭ ‬اشتريته‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬فكرة‭ ‬بسيطة‭ ‬لكنها‭ ‬تحمل‭ ‬غاية‭ ‬سامية؛‭ ‬التبرع‭ ‬ليس‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬نحتاج‭ ‬إليه‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬بما‭ ‬اخترناه‭ ‬خصيصا،‭ ‬وشريناه‭ ‬للتو‭.‬

هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التبرع‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬جوهر‭ ‬المشاركة‭ ‬الصادقة،‭ ‬حيث‭ ‬نشارك‭ ‬جزءا‭ ‬مما‭ ‬اختير‭ ‬بعناية‭ ‬لنمنحه‭ ‬لمن‭ ‬يحتاجه‭ ‬وكأننا‭ ‬نقول‭: ‬‮«‬ما‭ ‬يسعدني،‭ ‬قد‭ ‬يسعدك‮»‬‭. ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬الصغيرة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬الفرق،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬المجتمع‭ ‬أكثر‭ ‬دفئا‭ ‬وإنسانية‭.‬

ختاما،‭ ‬التضامن‭ ‬هو‭ ‬الرابط‭ ‬الذي‭ ‬يعيد‭ ‬صياغة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬ويمنح‭ ‬الحياة‭ ‬طابعا‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقا‭ ‬وعمقا‭. ‬إنه‭ ‬دعوة‭ ‬لنكون‭ ‬حاضرين‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين،‭ ‬بلفتة‭ ‬صغيرة‭ ‬أو‭ ‬خطوة‭ ‬عملية‭ ‬تحدث‭ ‬فرقا‭ ‬حقيقيا‭. ‬اليوم‭ ‬فرصة‭ ‬لأن‭ ‬نؤكد‭ ‬قيم‭ ‬التكاتف،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬عبر‭ ‬أفعال‭ ‬كبيرة،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفاصيل‭ ‬يومية‭ ‬تعكس‭ ‬اهتمامنا‭ ‬بمن‭ ‬حولنا‭. ‬

ما‭ ‬نقدمه،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬بسيطا،‭ ‬يملك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬زرع‭ ‬شعور‭ ‬بالإنسانية‭ ‬الحقيقية،‭ ‬ويقربنا‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وترابطًا،‭ ‬ويجعلنا‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬أقرب‭.‬

rajabnabeela@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا