العدد : ١٧٢٦١ - الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦١ - الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ محرّم ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

تكريم البحرين في منتدى سانت بطرسبرغ

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

احتضنت‭ ‬مدينة‭ ‬سانت‭ ‬بطرسبرغ‭ ‬الروسية‭ ‬مؤخرا‭ ‬منتدى‭ ‬سانت‭ ‬بطرسبرغ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬الثامنة‭ ‬والعشرين‭ ‬بحضور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20000‭ ‬مشارك‭ ‬من‭ ‬144‭ ‬دولة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ضيف‭ ‬شرف‭ ‬المنتدى‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬ترؤس‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭ ‬وفد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لهذا‭ ‬المنتدى‭ ‬المهم‭ ‬وبمشاركة‭ ‬بحرينية‭ ‬كبيرة‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كضيف‭ ‬شرف‭ ‬تكريما‭ ‬واعتزازا‭ ‬بدورها‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭.‬

وكان‭ ‬للكلمة‭ ‬البليغة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬الأُثر‭ ‬البالغ‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬الذين‭ ‬صفقوا‭ ‬طويلا‭ ‬لسموه‭ ‬إعجابا‭ ‬واستحسانا‭.‬

وإذا‭ ‬نظرنا‭ ‬لهذه‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجوانب‭ ‬ولهذا‭ ‬الاحتفاء‭ ‬نجد‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬3‭ ‬عناصر‭ ‬مهمة‭ ‬نتوقف‭ ‬عندها‭ ‬تحليلا‭ ‬وتعليقا‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬ومكانة‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬وبمكانة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

أولا‭: ‬المكانة‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الروسية‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬35‭ ‬سنة‭ ‬توطدت‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بعد‭ ‬الزيارات‭ ‬التاريخية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬لروسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬واحتفاء‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬بجلالته‭ ‬وبالبحرين‭ ‬تأكيدا‭ ‬للمستوى‭ ‬الرفيع‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬الصداقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الصديقين‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬هنا‭ ‬المواقف‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬وقفتها‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬دعم‭ ‬روسيا‭ ‬للبحرين‭ ‬ومواقفها‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬ان‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الزعيمين‭ ‬قد‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفاء‭ ‬هو‭ ‬تتويج‭ ‬لمسار‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬وتقارب‭ ‬المواقف‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية،‭ ‬وخاصة‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدعم‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬الخطيرة‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬العالمي‭.‬

ثانيا‭: ‬البعد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التنموي‭ ‬لهذه‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬نمو‭ ‬وتطور‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬من‭ ‬نمو‭ ‬وتطور‭ ‬وتصاعد‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصناعة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والتجارة‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬توقيع‭ ‬مذكرات‭ ‬تفاهم‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التقنيات‭ ‬والصناعة‭ ‬والطاقة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬مركزا‭ ‬لتوزيع‭ ‬بعض‭ ‬الصناعات‭ ‬والأغذية‭ ‬الروسية‭ ‬لتوزيعها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬الدور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للبحرين‭ ‬وبما‭ ‬يؤكد‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين‭. ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬ذلك‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬عندما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المنفتحة‭ ‬للبحرين‭ ‬وروسيا،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تحفيز‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وخاصة‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬والصناعة‭ ‬بما‭ ‬انعكس‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬الاستثمارية‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقاتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬ما‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬مشرعا‭ ‬أمام‭ ‬الفرص‭ ‬التجارية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬الكبيرة‭.‬

ثالثا‭: ‬أهمية‭ ‬حضور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬لسنوات‭ ‬متتالية‭ ‬وتكريمها‭ ‬كضيف‭ ‬شرف‭ ‬حيث‭ ‬ترى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬سانت‭ ‬بطرسبورغ‭ ‬منصة‭ ‬عالمية‭ ‬فاعلة‭ ‬لعرض‭ ‬المبادرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الطموحة‭ ‬وتوسيع‭ ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المستثمرين‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الاستثمار‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬توفير‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬يتعدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الأفكار‭ ‬المبدعة‭ ‬والتخطيط‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬لضمان‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬واستدامتها‭ ‬مع‭  ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬مدروسة‭ ‬مثلما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬‮«‬نستهدف‭ ‬تطوير‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المختلفة‭ ‬بما‭  ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬التكنولوجي‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمار‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الهدف‭ ‬المطلوب‭ ‬لتحسين‭ ‬الأوضاع‭ ‬التنموية‭ ‬وجعل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين‮»‬‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الورقة‭ ‬البحرينية‭ ‬البارزة،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬الدولي‭ ‬أوضح‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬تحقق‭ ‬النجاح‭ ‬تلو‭ ‬النجاح‭ ‬وانها‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬التنمية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬خوضها‭ ‬حربا‭ ‬شرسة‭ ‬ضد‭ ‬أعدائها‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬آلاف‭ ‬العقوبات‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬الماضية‭. ‬كما‭ ‬يشكل‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المؤشرات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬لم‭ ‬تتأثر‭ ‬كثيرا‭ ‬بكل‭ ‬تلك‭ ‬الترسانة‭ ‬الضخمة‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬ووحدتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬والسياسية‭. ‬وقد‭ ‬تضمن‭ ‬خطاب‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬أرقاما‭ ‬ومعلومات‭ ‬دالة‭ ‬وقيمة‭ ‬حول‭ ‬صمود‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الروسي‭ ‬وتطوره‭ ‬رغم‭ ‬الضغوطات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬والمحاولات‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬خنق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الروسي‭ ‬وهذا‭ ‬الصمود‭ ‬عزز‭ ‬من‭ ‬ثقة‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الروسي‭ ‬والتقنية‭ ‬الروسية‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬كان‭ ‬فرصة‭ ‬لروسيا‭ ‬لتوضيح‭ ‬مواقف‭ ‬الرئاسة‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية‭ ‬الكبرى،‭ ‬ومواقف‭ ‬روسيا‭ ‬إزاء‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الحساسة‭ ‬التي‭ ‬بينت‭ ‬حقيقة‭ ‬المواقف‭ ‬الروسية‭ ‬حولها‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التشويه‭ ‬الذي‭ ‬مارسه‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬والدعاية‭ ‬الغربية‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يمارسه‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا