العدد : ١٧٢٦١ - الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦١ - الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ محرّم ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

السلام الأخضر: كيف أصبحت البيئة ركيزة للأمن العالمي؟

بقلم: د. فاطمة ناصر العالي

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬عالم‭ ‬تتصاعد‭ ‬فيه‭ ‬الأزمات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬وتتسابق‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬والغذاء‭ ‬والطاقة،‭ ‬أصبحت‭ ‬البيئة‭ ‬اليوم‭ ‬لاعبًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭. ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الأمن‭ ‬البيئي‭ ‬ترفًا‭ ‬فكريًا‭ ‬أو‭ ‬مجرد‭ ‬قضية‭ ‬بيئية‭ ‬منفصلة،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬الذي‭ ‬تُبنى‭ ‬عليه‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات‭ ‬وازدهارها‭. ‬إنه‭ ‬السلام‭ ‬الأخضر،‭ ‬ذاك‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يُصنع‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬غرف‭ ‬التفاوض‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬السياسية،‭ ‬بل‭ ‬يُرسخ‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬بيئية‭ ‬عالمية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬متوازنة،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الهواء‭ ‬النقي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تلوثه‭ ‬نيران‭ ‬الصراعات،‭ ‬وفي‭ ‬مجاري‭ ‬الأنهار‭ ‬والبحيرات‭ ‬التي‭ ‬تترجم‭ ‬في‭ ‬انسيابها‭ ‬معنى‭ ‬السلام‭ ‬الأخضر‭.‬

لذا‭ ‬فإن‭ ‬البيئة‭ ‬المتنوعة‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬الغابات‭ ‬والمراعي‭ ‬وصوًلا‭ ‬إلى‭ ‬المحيطات‭ ‬ومجمل‭ ‬المناطق‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بِرُمَّته،‭ ‬ما‭ ‬شَكَّل‭ ‬خيوطًا‭ ‬لحياة‭ ‬مترابطة،‭ ‬وأي‭ ‬خلل‭ ‬فيها‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬أمننا‭ ‬الغذائي‭ ‬والمائي‭ ‬والصحي‭ ‬كذلك‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭. ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬حوض‭ ‬الأمازون‭ ‬زادت‭ ‬عملية‭ ‬قطع‭ ‬الأشجار‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬قضية‭ ‬تناولتها‭ ‬الآراء‭ ‬العالمية‭ ‬ضمن‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬البيئي‭ ‬العالمي؛‭ ‬ذلك‭ ‬لأنها‭ ‬مشكلة‭ ‬لا‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬فقط،‭ ‬إنما‭ ‬على‭ ‬رفاهية‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتجعل‭ ‬مكافحة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬أمرًا‭ ‬صعبًا‭ ‬للغاية‭. ‬وتشير‭ ‬الأرقام‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‭ ‬البرازيلية‭ ‬إلى‭ ‬تأثير‭ ‬قطع‭ ‬الأشجار‭ ‬غير‭ ‬القانوني،‭ ‬وتظهر‭ ‬بيانات‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬البرازيلي‭ ‬لأبحاث‭ ‬الفضاء‭ (‬INPE‭) ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تدميرها‭ ‬في‭ ‬المدّة‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2015‭ ‬إلى‭ ‬يونيو‭ ‬2016م،‭ ‬حيثُ‭ ‬وصلت‭ ‬المساحة‭ ‬إلى‭ (‬7989‭ ‬كيلومترا‭ ‬مربعًا‭ ‬من‭ ‬الغابات‭). ‬ومقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬السابق،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬المساحة‭ ‬الإجمالية‭ ‬6207‭ ‬كيلومترات،‭ ‬يمثل‭ ‬هذه‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬الغابات‭.‬

وتُظهر‭ ‬بيانات‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬البرازيلي‭ ‬لأبحاث‭ ‬الفضاء‭ (‬INPE‭) ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تدمير‭ ‬7989‭ ‬كيلومترا‭ ‬مربعا‭ ‬من‭ ‬الغابات‭ ‬في‭ ‬المدّة‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2015‭ ‬إلى‭ ‬يونيو‭ ‬2016‭. ‬وبالمقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬السابق،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬المساحة‭ ‬6207‭ ‬كيلومترات‭ ‬مربعة،‭ ‬تمثل‭ ‬هذه‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬الغابات‭. ‬تشير‭ ‬التوقعات‭ ‬الحالية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطع‭ ‬الأشجار‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬الزيادة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الأمازون،‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬التصحر‭ ‬وتفاقم‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وتهديد‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬وزيادة‭ ‬احتمال‭ ‬النزاع‭ ‬حول‭ ‬الموارد،‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬لسنة‭ ‬2020،‭ ‬كذلك،‭ ‬أدت‭ ‬أزمة‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬وتوزيع‭ ‬حصص‭ ‬المياه‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الحوض‭ ‬إلى‭ ‬توترات‭ ‬سياسية‭ ‬مستمرة،‭ ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬شَكَّلت‭ ‬أزمة‭ ‬المياه‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬نشوب‭ ‬النزاعات‭ ‬الدولية،‭ ‬حيثُ‭ ‬يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬Gleick‭ ‬Peter‭  ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭: ‬مثلما‭ ‬تقاتلت‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬لعبت‭ ‬المياه‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬الدولية‭. ‬كانت‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬أهدافًا‭ ‬عسكرية‭ ‬وسياسية‭. ‬استخدمت‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬كأسلحة‭ ‬حرب‭. ‬كانت‭ ‬أنظمة‭ ‬المياه‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬مثل‭ ‬السدود‭ ‬وقنوات‭ ‬الإمداد‭ ‬أهدافًا‭ ‬للحرب،‭ ‬وإن‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬واستخدام‭ ‬ونتائج‭ ‬إدارة‭ ‬المياه‭ ‬واستخدامها‭ ‬كان‭ ‬مصدر‭ ‬توتر‭ ‬ونزاع،‭ ‬وهنا‭ ‬يتضح‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البيئية‭ ‬المشتركة‭ ‬ضرورة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلام‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السلام‭ ‬الأخضر‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬صحة‭ ‬البيئة‭ ‬واستقرار‭ ‬البشرية،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الهواء‭ ‬النظيف‭ ‬والمياه‭ ‬الصالحة‭ ‬للشرب‭ ‬والنظم‭ ‬البيئة‭ ‬السليمة‭ ‬هي‭ ‬بمنزلة‭ ‬حواجز‭ ‬طبيعية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬اندلاع‭ ‬النزاعات،‭ ‬وتؤسس‭ ‬لبيئة‭ ‬آمنة‭ ‬ومستدامة‭ ‬تنعم‭ ‬فيها‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬بالعيش‭ ‬بكرامة‭ ‬وأمان‭. ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬تقف‭ ‬الحروب‭ ‬كأكبر‭ ‬أعداء‭ ‬السلام‭ ‬الأخضر‭ ‬فحين‭ ‬تنفجر‭ ‬النزاعات،‭ ‬لا‭ ‬تزهق‭ ‬الأرواح‭ ‬فقط‭ ‬وتدمر‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬بل‭ ‬يتم‭ ‬استباحة‭ ‬الطبيعة،‭ ‬وتتحول‭ ‬الغابات‭ ‬الى‭ ‬ساحات‭ ‬قتال،‭ ‬والمياه‭ ‬تتلوث‭ ‬بفعل‭ ‬القصف‭ ‬والانفجارات‭ ‬والتربة‭ ‬تنهكها‭ ‬السموم‭ ‬والمخلفات‭ ‬الحربية،‭ ‬مثلا‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬ابتدأت‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬لغاية‭ ‬الآن،‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬قصف‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬كمحطة‭ ‬زابوريجيا‭ ‬إلى‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬تسرب‭ ‬إشعاعي،‭ ‬بينما‭ ‬تهدد‭ ‬الألغام‭ ‬المزروعة‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬30%‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬الأوكرانية‭. ‬وكذلك‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭ ‬فقد‭ ‬أدى‭ ‬استخدام‭ ‬العامل‭ ‬البرتقالي‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬غابات‭ ‬فيتنام،‭ ‬وتلويث‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فإن‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬بإسكات‭ ‬أصوات‭ ‬المدافع،‭ ‬بل‭ ‬بمنع‭ ‬أن‭ ‬تمتد‭ ‬أي‭ ‬حرب‭ ‬نحو‭ ‬الطبيعة‭ ‬ومواردها‭. ‬فالحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬النزاعات‭ ‬ليس‭ ‬رفاهية،‭ ‬بل‭ ‬واجبا‭ ‬إنسانيا‭ ‬وأخلاقيا‭ ‬يعبد‭ ‬للسلام‭ ‬لونه‭ ‬الأخضر،‭ ‬ويمنحه‭ ‬جذورًا‭ ‬ضاربة‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬الحياة،‭ ‬وبينما‭ ‬يتأخر‭ ‬الاعتراف‭ ‬العالمي‭ ‬بحجم‭ ‬التهديدات؛‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬بخطوات‭ ‬استباقية،‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬الأحزمة‭ ‬الخضراء‭ ‬مجرد‭ ‬مشروعات‭ ‬تجميل‭ ‬بيئي،‭ ‬بل‭ ‬تحولت‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬جدارات‭ ‬حماية‭ ‬اجتماعية‭ ‬تمنع‭ ‬نزوح‭ ‬الريف‭ ‬وتعزز‭ ‬الاستقرار،‭ ‬كما‭ ‬ظهرت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬مراكز‭ ‬إنذار‭ ‬مبكر‭ ‬بيئية‭ ‬وأمنية،‭ ‬تراقب‭ ‬دلائل‭ ‬مثل‭ ‬شح‭ ‬المياه‭ ‬وتدهور‭ ‬الأراضي،‭ ‬وترصد‭ ‬المخاطر‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬أزمات‭ ‬تؤجج‭ ‬النزاعات،‭ ‬ما‭ ‬يمكّن‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬سريعة‭ ‬وفعالة‭.‬

ويمتد‭ ‬تأثير‭ ‬غياب‭ ‬السلام‭ ‬البيئي‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬ركائز‭ ‬اقتصادية‭ ‬عدّة،‭ ‬مثل‭ ‬السياحة‭ ‬البيئية‭ ‬والثروات‭ ‬الطبيعة،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستقرار‭ ‬والسلام،‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤيتها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬هشاشة‭ ‬المجتمعات‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬الطارئة‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يصبح‭ ‬السلام‭ ‬الأخضر‭ ‬دعامة‭ ‬من‭ ‬دعائم‭ ‬السلام‭ ‬العالمي،‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬وعيًا‭ ‬مجتمعيًا،‭ ‬وتشريعات‭ ‬فاعلة‭ ‬ورادعة،‭ ‬وتعاونًا‭ ‬دوليًا‭ ‬عابرًا‭ ‬للحدود،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بيئة‭ ‬عادلة‭ ‬آمنة‭ ‬تحفظ‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتضمن‭ ‬استدامة‭ ‬الحياة‭ ‬صالحة‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

وختامًا‭: ‬فإن‭ ‬السلام‭ ‬الأخضر‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مجرد‭ ‬حلم‭ ‬بيئي،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬لضمان‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات‭ ‬وصحة‭ ‬الكوكب‭. ‬فعندما‭ ‬تتعرض‭ ‬البيئة‭ ‬لانتهاكات‭ ‬متعمدة‭ ‬أو‭ ‬ممارسات‭ ‬تخريبية،‭ ‬فإن‭ ‬الأثر‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬ليهدد‭ ‬حياة‭ ‬البشر،‭ ‬ويقوّض‭ ‬أسس‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭. ‬وتتجلى‭ ‬مظاهر‭ ‬تهديد‭ ‬السلام‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬صور‭ ‬متعددة،‭ ‬منها‭ ‬التلوث‭ ‬المتعمد‭ ‬للهواء‭ ‬والمياه،‭ ‬وتدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية‭ ‬كالمزارع‭ ‬ومحطات‭ ‬الطاقة‭ ‬ومعالجة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إلى‭ ‬اختلال‭ ‬التوازن‭ ‬البيئي‭ ‬والمساس‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬نتيجة‭ ‬تعطيل‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزراعي‭ ‬والصيد،‭ ‬وتدهور‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬وخلق‭ ‬أزمات‭ ‬معيشية‭ ‬قد‭ ‬تُستغل‭ ‬سياسيًا‭ ‬واقتصاديًا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا