أرضُ قطرٍ يا درةَ الشرقِ والمجدِ
شعبُكِ في العلياءِ دومًا في الرُّشدِ
من شواطئكِ الأبيةِ نشأ الأملُ
وتحت سمائكِ تشرقُ الشمسُ في الأبدِ
يحتفل الشعب القطري في 18 ديسمبر من كل عام باليوم الوطني، الذي يعد مناسبة وطنية مميزة في دولة قطر الشقيقة. ويخلّد هذا اليوم ذكرى تأسيس الدولة على يد المؤسس الأول الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني عام 1878، ويعبر عن وحدة الشعب القطري وتلاحمه تحت راية واحدة. كما يعكس الاعتزاز بالهوية الوطنية وقيمها الراسخة.
وفي هذه المناسبة يحتفل أهلنا في قطر بتراثهم الغني وقيمهم الأصيلة التي تمتزج بين الأصالة والمعاصرة، حيث يتميز الشعب القطري بأخلاقه وكرمه وشهامته وتمسكه بعاداته وتقاليده وتراثه الشعبي وعلاقاته الطيبة مع جميع أهل الخليج بالأخص مع الشعب البحريني الذي تربطه بهم صلات الدم والنسب؛ فما من عائلة بحرينية وقطرية إلا ولها أرحام وأقارب وأصدقاء في بلدة الثاني.
وتتنوع احتفالات قطر باليوم الوطني من خلال تنظيم المهرجانات الثقافية والفنية التي تسلط الضوء على التراث القطري الأصيل، والعروض العسكرية، والألعاب النارية وتكريم الشخصيات التي أسهمت في بناء قطر وتقدمها عالميًا.
كان تولي سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في الخامس والعشرين من يونيو 2013 ليواصل مسيرة البناء والتطوير التي أسسها الأمير الوالد. وقد حققت قطر تحت قيادته إنجازات كبيرة في مختلف المجالات، ما عزز مكانتها إقليميًا وعالميًا. كما ركز سموه على التخطيط الاستراتيجي وتنويع الاقتصاد بدلاً من التركيز فقط على النفط والغاز، بالإضافة إلى مواصلة الاهتمام بالتعليم والاقتصاد والرياضة والبيئة، وتعزيز التنمية المستدامة من أجل تحقيق رؤية قطر الطموحة، لتكون نموذجًا عالميًا في التنمية والازدهار.
لقد انتهجت دولة قطر سياسة خارجية دبلوماسية حكيمة تقوم على الحوار والتعاون وتقوية علاقاتها مع مختلف القوى العالمية، مع الالتزام بسياسة الاستقلالية واحترام السيادة. وقد لعبت قطر دورًا بارزًا في الوساطة بين الدول المتنازعة في العديد من القضايا الدولية، كما كانت لها إسهامات بارزة في دعم القضايا الإنسانية من خلال مؤسساتها الخيرية.
ومن أبرز إنجازات سموه في مجال التنمية الاقتصادية، أطلق الشيخ تميم رؤية قطر 2030، التي تهدف إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة تعتمد على اقتصاد قائم على المعرفة، وتعزيز مكانة قطر كمركز تجاري واستثماري إقليمي وعالمي. كما تم الاستثمار في المشاريع غير النفطية مثل المشاريع الصناعية، والسياحية، والتعليمية، إضافة إلى بناء بنية تحتية ضخمة. ومن أبرز المشاريع التي تم تدشينها ميناء حمد الدولي، الذي يعد من أكبر موانئ الشرق الأوسط، وكان له دور كبير في تعزيز حركة التجارة العالمية والإقليمية، ما عزز مكانة قطر كأحد أقوى الاقتصادات في المنطقة.
كما أطلق الشيخ تميم مبادرات تهدف إلى تحقيق الاستدامة وحماية البيئة، بما يتماشى مع معايير التنمية المستدامة. وشمل ذلك التوسع في استخدام الطاقة المتجددة والحد من الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
أولى الشيخ تميم أيضًا اهتمامًا كبيرًا للتعليم باعتباره الركيزة الأساسية لبناء الأوطان وتحقيق التنمية المستدامة، فقد استثمر في العديد من البرامج التعليمية التي تهدف إلى تمكين الشباب وتعزيز دورهم في بناء الوطن، وأنشأ العديد من المؤسسات التعليمية لتساند جامعة قطر، وجامعة حمد بن خليفة، وكلية المجتمع. كما دعمت قطر الابتكار والبحث العلمي من خلال برامج تمويل الأبحاث والمؤتمرات الدولية.
انتهجت قطر سياسة إعلامية حرة ومسؤولة، وأعطت الثقافة والفنون أهمية خاصة؛ فنظمت العديد من المعارض التي تسلط الضوء على تعزيز الهوية القطرية، ما يعكس الاهتمام بالثقافة المحلية والتراث.
وأصبحت دولة قطر وجهة رياضية عالمية، حيث استضافت العديد من البطولات الدولية. ومن أبرز إنجازاتها في هذا المجال تنظيم واستضافة بطولة كأس العالم 2022، حيث تم تجهيز الدولة ببنية تحتية متطورة شملت شبكة مترو حديثة، ومشاريع تجارية وإسكانية، وملاعب ذات معايير عالمية.
ختامًا، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وإلى مقام سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وإلى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند، وإلى الشعب القطري الشقيق، ونسأل الله أن يديم عليهم نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك