العدد : ١٧٠٧٢ - الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٢ - الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قضية من نوع جديد أمام محكمة العدل الدولية

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

خطفتْ‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬لاهاي‭ ‬بهولندا‭ ‬وجذبت‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬واهتماماتهم‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الماضية،‭ ‬وقامت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بتسليط‭ ‬أضوائها‭ ‬على‭ ‬وقائع‭ ‬اجتماعات‭ ‬وقرارات‭ ‬أعلى‭ ‬وأكبر‭ ‬هيئة‭ ‬قضائية‭ ‬دولية‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬عدة‭ ‬قضايا‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بارتكاب‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬وجرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للبشر‭ ‬والشجر‭ ‬والحجر‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭.‬

فمثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والحقوقية‭ ‬للإنسان‭ ‬تقع‭ ‬مباشرة‭ ‬ضمن‭ ‬اختصاص‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬التي‭ ‬أُسست‭ ‬لتتولى‭ ‬مهمة‭ ‬الفصل‭ ‬طبقاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تنشأ‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وتقديم‭ ‬آراء‭ ‬استشارية‭ ‬بشأن‭ ‬المسائل‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تحيلها‭ ‬إياها‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ووكالاتها‭ ‬المتخصصة‭. ‬

فمن‭ ‬الأحكام‭ ‬التاريخية‭ ‬الجريئة‭ ‬والفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لهجومها‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬رفح،‭ ‬وتجنب‭ ‬العمليات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ظروفاً‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تدميرها‭ ‬المادي‭ ‬كلياً‭ ‬أو‭ ‬جزئياً،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬يوليو‭ ‬2024‭ ‬وهو‭ ‬عدم‭ ‬قانونية‭ ‬استمرار‭ ‬وجود‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬وهي‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية‭.‬

ولكن‭ ‬اليوم‭ ‬نشهد‭ ‬وقوف‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المحكمة،‭ ‬لإصدار‭ ‬حكم‭ ‬قانوني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لقضية‭ ‬تبدو‭ ‬لأول‭ ‬وهلة‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬أمنية،‭ ‬وغير‭ ‬سياسية،‭ ‬ولا‭ ‬تمثل‭ ‬نزاعاً‭ ‬عسكرياً‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬وربما‭ ‬يظن‭ ‬المراقب‭ ‬لعمل‭ ‬المحكمة‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬أهداف‭ ‬إنشائها،‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬باختصاصاتها‭ ‬المعروفة‭. ‬

فهذه‭ ‬القضية‭ ‬المرفوعة‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬قضاة‭ ‬المحكمة،‭ ‬ظاهرها‭ ‬أنها‭ ‬بيئية‭ ‬بحتة‭ ‬ولها‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬بأحد‭ ‬عناصر‭ ‬البيئة،‭ ‬ولكن‭ ‬بداخلها‭ ‬وتفاصيلها‭ ‬تكمن‭ ‬قضايا‭ ‬كثيرة‭ ‬معقدة‭ ‬ومتشابكة،‭ ‬ولها‭ ‬أبعاد‭ ‬أمنية،‭ ‬وحقوقية،‭ ‬وسياسية،‭ ‬واجتماعية،‭ ‬واقتصادية،‭ ‬وصحية،‭ ‬وهي‭ ‬مشكلة‭ ‬العصر،‭ ‬وأعقد‭ ‬قضية‭ ‬تواجهها‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والتداعيات‭ ‬الدولية‭ ‬الناجمة‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬كوكبنا،‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬وزيادة‭ ‬حموضة‭ ‬المياه،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية‭ ‬العقيمة‭ ‬والمدمرة‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬في‭ ‬تكرار‭ ‬وقوعها‭ ‬واتسعت‭ ‬حدودها‭ ‬الجغرافية،‭ ‬وارتفعت‭ ‬شدتها‭ ‬قوتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬التدميرية،‭ ‬وبخاصة‭ ‬على‭ ‬الجزر‭ ‬الساحلية‭ ‬المنخفضة‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬سواحل‭ ‬المحيطات‭. ‬‮ ‬

وقد‭ ‬جاء‭ ‬طلب‭ ‬التداول‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬للمحكمة،‭ ‬وتقديم‭ ‬الرأي‭ ‬الاستشاري‭ ‬القانوني‭ ‬من‭ ‬اجتماع‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬حيث‭ ‬وافق‭ ‬أعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بالإجماع‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التزامات‭ ‬الدول‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‮»‬‭. ‬وتَضَمن‭ ‬الطلب‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤالين‭ ‬هما‭ ‬أولاً‭: ‬ما‭ ‬دور‭ ‬والتزامات‭ ‬وواجبات‭ ‬الدول‭ ‬بحسب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الأنظمة‭ ‬المناخية‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬الأنشطة‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬مثل‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬وثانياً‭: ‬ما‭ ‬العواقب‭ ‬القانونية‭ ‬لهذه‭ ‬الالتزامات‭ ‬والأضرار‭ ‬الناجمة‭ ‬عنها‭ ‬للنظم‭ ‬المناخية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالدول،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬النامية،‭ ‬والناس،‭ ‬والأجيال‭ ‬المستقبلية‭.‬

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يثار‭ ‬الآن‭: ‬ما‭ ‬علاقة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬باختصاصات‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية؟‭ ‬ولماذا‭ ‬يُطلب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬تقديم‭ ‬الرأي‭ ‬والمشورة‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القضية؟‮ ‬

للإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬أصل‭ ‬نشوء‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وتاريخ‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭. ‬فظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وسخونة‭ ‬الأرض‭ ‬انكشفت‭ ‬مع‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬قرنين‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬وحرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وخاصة‭ ‬الفحم‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬النفط‭ ‬ومشتقاته‭ ‬في‭ ‬مصانع‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتشغيل‭ ‬المصانع،‭ ‬وفي‭ ‬وسائل‭ ‬المواصلات‭ ‬وغيرها‭. ‬وعند‭ ‬احتراق‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬تنبعث‭ ‬ملوثات‭ ‬كثيرة،‭ ‬منها‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬الذي‭ ‬تَسَبَبَ‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ظهور‭ ‬تداعياتها‭ ‬مثل‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭ ‬ومياه‭ ‬المحيطات،‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬وحموضة‭ ‬مياه‭ ‬البحار‭. ‬وهذه‭ ‬التداعيات‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية‭ ‬والفيضانات‭ ‬والأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬المرافق‭ ‬الساحلية‭. ‬ومن‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬تضرراً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬هي‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬الصغيرة‭ ‬الفقيرة‭ ‬والنامية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬دور‭ ‬لها‭ ‬كليا‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وتداعياتها؛‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتضرر‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬يدٍ‭ ‬في‭ ‬انكشاف‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬وإنما‭ ‬نجمت‭ ‬كليا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬الغنية‭ ‬والثرية‭.‬

فهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬عدالة‭ ‬دولية‮»‬‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬بين‭ ‬المتسبب‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وبين‭ ‬المتُضرر،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬المتسببة‭ ‬تتهرب‭ ‬من‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬التاريخية،‭ ‬وتحاول‭ ‬أن‭ ‬تتجنب‭ ‬الوفاء‭ ‬والالتزام‭ ‬بواجباتها‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الضعيفة‭ ‬التي‭ ‬ليست‭ ‬لديها‭ ‬الإمكانات‭ ‬المالية‭ ‬والتقنية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية‭ ‬المتزايدة‭ ‬نوعاً‭ ‬وكماً‭. ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬تعنت‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬المناسب‭ ‬للدول‭ ‬النامية‭ ‬الفقيرة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عاماً،‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬البيئية،‭ ‬والحقوقية،‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وبيان‭ ‬الرأي‭ ‬القانوني‭ ‬الدولي‭ ‬لضرورة‭ ‬قيام‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬لواجباتها‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬التاريخية‭.‬

والنقطة‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جيل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتْرُك‭ ‬مكونات‭ ‬البيئة‭ ‬بصحة‭ ‬جيدة‭ ‬لكي‭ ‬ينتفع‭ ‬بها‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬الأجيال‭ ‬اللاحقة،‭ ‬أي‭ ‬المطلوب‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬‮«‬العدالة‭ ‬البيئية‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬المتلاحقة،‭ ‬فلكل‭ ‬جيل‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التمتع‭ ‬ببيئة‭ ‬سليمة‭ ‬وصحية‭ ‬ومنتجة‭. ‬وأما‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬فيشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬سيُورث‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬مشكلات‭ ‬وقضايا‭ ‬ذات‭ ‬أبعاد‭ ‬كثيرة‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬أنشطتها‭ ‬التنموية،‭ ‬وقد‭ ‬تعرقل‭ ‬كل‭ ‬برامجها،‭ ‬وتوقعها‭ ‬في‭ ‬أزمات‭ ‬متلاحقة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الخلاص‭ ‬منها‭.‬

ولذلك‭ ‬برز‭ ‬دور‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬جلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬ديسمبر‭ ‬إلى‭ ‬13‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬مائة‭ ‬دولة‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬منظمة‭ ‬دولية،‭ ‬ثم‭ ‬إصدار‭ ‬الحكم‭ ‬بعد‭ ‬جلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الدولية‭ ‬المشتركة،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬محاسبة‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬والغنية‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬تجاه‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬التي‭ ‬تتحمل‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬تبعات‭ ‬برامج‭ ‬وأنشطة‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬المستمرة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬عام،‭ ‬أي‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ثم‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬وعدم‭ ‬تحميل‭ ‬الأجيال‭ ‬المستقبلية‭ ‬أخطاء‭ ‬وزلات‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭.  ‬

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا