من السمات الأساسية لعمل وزارة الداخلية التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والمواطنين في مختلف محافظات المملكة في إطار التشاور والحوار الذي أصبح ثابتا من ثوابت وزارة الداخلية ضمن جهودها الخيرة التي تبذلها بقيادة الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية للمحافظة على أمن واستقرار المجتمع البحريني حيث يحرص معالي الوزير على لقاء النخب الوطنية كلما دعت الحاجة إلى ذلك ونعتقد أن لقاء وزير الداخلية الأخير مع رؤساء تحرير الصحف المحلية يأتي في إطار النهج الذي تسير عليه وزارة الداخلية وذلك لإطلاع الرأي العام بالمستجدات والتغيرات الإقليمية والدولية التي حدثت خلال الفترة الأخيرة وجهود وزارة الداخلية التي بذلتها وتبذلها للتعامل مع هذه التغيرات لحماية المجتمع البحريني من تداعياتها وتجاوزها بجهود مشتركة في إطار المسؤولية التشاركية باعتبار حماية المجتمع مسؤولية مشتركة يجب أن يتحملها الجميع.
فقد تحدث وزير الداخلية الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في بداية اللقاء عن التصعيد الذي شهدته المنطقة العربية بعد أحداث أكتوبر 2023 وما تلاها من تداعيات وتهديدات لدولنا مما استدعى التشاور مع مختلف مكونات المجتمع البحريني ومؤسساته للتصدي لهذه التهديدات وتجاوزها بتكاتف الجميع للمحافظة على كياننا الوطني.
وتطرق معالي وزير الداخلية في هذا اللقاء إلى العديد من النقاط الأساسية والمهمة لحماية المجتمع البحريني وحفظ نسيجنا الاجتماعي منها:
أولا: دعوة البحرين إلى السلام والاستقرار لجميع الأطراف وعدم اللجوء إلى الحرب لحل الخلافات حفاظا على حياة المدنيين الأبرياء والعزل وتعريض مصالحهم للخطر فالحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات مهما كان شكلها وتعقيداتها خصوصا بعد فشل تجربة خيار المواجهة الذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح ومعاق والخراب والتدمير الذي أصاب البنية التحتية انطلاقا من دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم أيده الله للسلام.
ثانيا: التعامل مع الأمور التي قد تشكل لنا تهديدا في المستقبل من خلال الاستعداد لمواجهة المواقف الطارئة بجاهزية كاملة حتى نتمكن من تجاوزها بأقل الخسائر.
ثالثا: دور الإعلام خلال الأحداث والمواجهات ومحاولات كل طرف توظيفه لخدمة مصالحه ومواقفه وبالتالي طمس الحقائق عن الناس من خلال تضارب المعلومات وتناقضها بالرغم من وجود الأقمار الصناعية والمؤسسات الإعلامية والإعلام الفردي والتقارير المباشرة من مواقع الأحداث.
رابعا: دور المنبر الديني في التوعية والمحافظة على النسيج الاجتماعي فالمساجد هي بيوت الله أنشئت للعبادة وأداء الصلوات فيها وقراءة القرآن الكريم وذكر الله والتوجيه والوعظ والإرشاد والبحرين والحمد لله عامرة بمساجدها وجوامعها يؤومها المصلون لأداء فروضهم فيها في ظل الالتزام بفضل نصح وإرشاد القائمين على المساجد.
خامسا: دور المجالس وأصحابها في الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها أبا عن جد وتاريخنا وثقافتنا الوطنية فهذه المجالس أرث من تراث أهل البحرين ومرتبطة بتاريخنا وبتطورنا ووسيلة مهمة من وسائل التواصل بين أهل البحرين منذ القدم لها مكانتها الاجتماعية فهي مدرسة لتعليم الخلق الحسن والاحترام والتربية والسلوك الطيب وأدب الحديث وقيم الاستماع والإصغاء.
سادسا: الازدحام وهي ظاهرة عالمية تعاني منها كل دول العالم الغنية والفقيرة على حد سواء رغم ما تبذله الدولة من جهود لتوسعة الشوارع وزيادة الطاقة الاستيعابية واستخدام الأنظمة الذكية إدارة ومراقبة الحركة المرورية ويبقى التحدي الأكبر في كيفية ضبط عدد السيارات في الشوارع من خلال تشريعات جديدة تساعد على استيعاب الحركة المرورية فضلا عن نشر ثقافة استخدام وسائل النقل العام بعد تطويرها وجعلها قريبة من المناطق السكنية في مختلف مدن وقرى البحرين وفق مواعيد محدودة وسريعة.
سابعا: الهوية الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني التي تستمد أهدافها ومضامينها من صلب مبادئ العهد الإصلاحي لجلالة الملك المعظم فهي تضم المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وأطلقت أكثر من 107 مبادرات.
كما تناول معالي الوزير في هذا اللقاء دور المنصة الوطنية للحماية المدنية ودورها في زيادة الوعي وتنبيه المواطنين والمقيمين بمخاطر الكوارث الطبيعية بمختلف أشكالها وأنواعها وسبل الوقاية منها وتجاوز التداعيات خلال الحالات الطارئة والإسعاف الوطني ودوره في إنقاد الناس من خلال المراكز 12 المنتشرة في مختلف مناطق البحرين والعمل على زيادتها إلى 30 مركزا لتكون قريبة من الجميع جاهزة للاستجابة في أي وقت.
إنها إذن جهود كبيرة مشكورة ومسؤولية وطنية تتحملها وزارة الداخلية بقيادة الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بكل كفاءة واقتدار وإن حالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها مملكة البحرين يعود الفضل فيها بعد الله سبحانه وتعالى إلى رجال وزارة الداخلية الشجعان فكل الشكر والتقدير لجميع العاملين فيها فهم العين الساهرة على أمن هذا الوطن الغالي علينا جميعا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك