الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
القمة الخليجية الأولى.. وتصريح الشيخ جابر الأحمد رحمه الله
في مايو 1981 عقدت القمة الخليجية الأولى في أبوظبي، بمشاركة سمو الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، مع إخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي.. وشهدت القمة التوقيع على النظام الأساسي للمجلس، والاتفاق بأن تكون مدينة الرياض بالسعودية مقرا دائما للمجلس.
ومن أبرز التصريحات التي جاءت خلال القمة الأولى، كان تصريح سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رحمه الله.. ومن يتمعن في ذلك التصريح سيجد أن الرؤية الخليجية ومنذ أكثر من (40 عاما)، كانت ولا تزال واضحة وصريحة، محل اتفاق وإجماع خليجي تام، حتى يومنا هذا.
يقول الشيخ جابر الأحمد رحمه الله: «إن هذا المجلس ليس تكتلاً أو تحالفاً ضد أحد.. وان الغرض من إقامته هو وضع تنظيم عملي شامل لتطوير وتنسيق التعاون القائم بين الدول الخليجية التي تربطها ببعضها البعض علاقات خاصة، نابعة من عقيدتها الإسلامية السمحاء، وتشابه أنظمتها، ووحدة تراثها، وتماثل تكوينها السياسي والاجتماعي والسكاني، للوصول إلى أفضل صيغة تخدم مصالح دول الخليج والأمة العربية».
كما أعرب سموه رحمه الله، عن إيمانه بأن قيام مجلس التعاون الخليجي كفيل بأن يضع قوة الدول الأعضاء سياسيّاً واقتصاديّاً على مسار العمل الجدي، لتوطيد الاستقرار في المنطقة، وإبعاد أخطار التدخل الخارجي عنها، وتكريس هذه القوة لخدمة قضايانا القومية.
وقد أكد البيان الختامي للقمة الأولى 1981، أن أمن المنطقة واستقرارها هو مسؤولية شعوبها ودولها، وأن هذا المجلس إنما يعبر عن إرادة هذه الدول وحقها في الدفاع عن أمنها وصيانة استقلالها.. والتأكيد على الرفض المطلق لأي تدخل أجنبي في المنطقة مهما كان مصدره، مع الإعلان أن «ضمان الاستقرار في الخليج مرتبط بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي يؤكد على ضرورة حل قضية فلسطين، حلا عادلا، يؤمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيه حقه في العودة إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة».
والأحد القادم، تستضيف دولة الكويت الشقيقة القمة الخليجية (45)، وبين تصريح أمير الكويت الراحل في القمة الأولى، إلى القمة المقبلة، ثمة تطورات ومستجدات ومتغيرات، شهدتها منظومة مجلس التعاون الخليجي، على المستوى الرسمي والمستوى الشعبي، كما شهدت المنطقة والعالم تحولات عديدة، وأزمات كثيرة، وظروف لا حصر ولا عد لها.. ولكن بقى كيان مجلس التعاون الخليجي صامدا شامخا، وبقيت الشعوب الخليجية تنتظر المزيد من الإنجازات كانتظارها لهطول أمطار الخير التي نشهدها في هذه الأيام المباركة.
في تصريح سمو الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، خلال القمة الأولى، عبارة خالدة، تكتب بماء الذهب، ولا يزال التاريخ الخليجي يحفظها، ويؤمن بها كعقيدة راسخة وأصيلة، حيث قال: «إذا كنا حريصين على أن نؤدي دورنا الإنساني في توفير الرخاء لشعوب العالم، فإننا حريصون أيضاً على أن تقابلنا دول العالم بمثله.. كما ان أمن الخليج هو مسؤولية أهله، وهدفنا إبعاد الخليج عن الصراعات والتدخلات الخارجية، ليبقى لأبنائه حقاً وأمناً ومسؤولية».
تلك هي الرؤية الخليجية المستدامة.. وهذا ما أسسه القادة الكرام وتمسك به الجميع، في الماضي والحاضر.. ولتؤكد دولة الكويت اليوم، وبقيادة سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في شعار القمة الخليجية (45) أن: «المستقبل خليجي».. فاللهم احفظ خليجنا العربي.. وقادته وشعبه.. وأجياله ومستقبله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك