العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

سيناريوهات ثلاثة متوقعة بعد عودة ترامب

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

بعد‭ ‬الانتصار‭ ‬الكاسح‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ (‬والقادم‭) ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬استيلائه‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث‮»‬،‭ ‬كثرت‭ ‬الآراء‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭ /‬الإسرائيلية‭ ‬والموقف‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬‭ ‬الصهيوني‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أمكن‭ ‬‭ ‬أساسا‭ ‬من‭ ‬أدبيات‭ ‬سياسية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬وغربية‭ ‬رصينة‭ ‬‭ ‬حصر‭ ‬ثلاثة‭ ‬سيناريوهات‭ ‬كبرى‭:‬

أولها‭: ‬يستند‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬يخطط‭ ‬له‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ (‬أيضاً‭ ‬المنفرد‭ ‬راهنا‭ ‬بالحكم‭). ‬والمقصود‭ ‬هنا‭: ‬تكرار‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬حلب‭ ‬البقرة‮»‬‭ (‬الأمريكية‭ ‬الترامبية‭) ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الفترة‭ ‬الرئاسية‭ ‬الجديدة‭ ‬للرئيس‭ ‬المنتخب‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬النطاق،‭ ‬وفي‭ ‬مستوى‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى،‭ ‬يدفع‭ ‬نتنياهو‭ ‬‭ ‬بقوة‭ ‬شهية‭ ‬مفتوحة‭ -‬نحو‭ ‬تكبير‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬الصغيرة‭ ‬جداً‮»‬‭ (‬وفق‭ ‬تعبير‭ ‬ترامب‭).‬

‭ ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬يخطط‭ ‬‮«‬ملك‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬ودعم‭ ‬‮«‬الملك‭ ‬ترامب‮»‬‭ ‬لضم‭ ‬أجزاء‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والاعتراف‭ ‬بشرعية‭ ‬‮«‬مستوطنات‮»‬‭ ‬إضافية‭ ‬فيها‭ ‬وأيضاً‭ ‬تأكيد‭ ‬السيطرة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬شمال‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وربما‭ ‬إطلاق‭ ‬‮«‬وحش‭ ‬الاستيطان‮»‬‭ ‬فيه،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬منطقة‭ ‬أمنية‭ ‬عازلة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬حتى‭ ‬حدود‭ ‬نهر‭ ‬الليطاني‭!‬

ولعل‭ ‬قمة‭ ‬أماني‭ ‬نتنياهو‭: ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬القادم‭ ‬بشن‭ ‬حرب‭ ‬لضرب‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬ومؤسساته‭ ‬ومرتكزاته‭ ‬وبالذات‭ ‬‮«‬المنشآت‭ ‬النووية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يجد‭ ‬الباحث‭ ‬عديد‭ ‬الآراء‭ ‬والاقتباسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والغربية‭ ‬والعربية‭ ‬المتزنة‭ ‬التي‭ ‬ترجح‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬وبخاصة‭ ‬بعد‭ ‬اتضاح‭ ‬الصورة‭ ‬العامة‭ ‬للطاقم‭ ‬الذي‭ ‬سيتولى‭ ‬الحكم‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب،‭ ‬وهو‭ ‬طاقم‭ ‬يضم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتطرفين‭ ‬والمتشددين‭ ‬الصهاينة‭ ‬‮«‬الموالين‮»‬‭ ‬لإسرائيل‭ (‬ربما‭ ‬أحياناً‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ولائهم‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ذاتها‭) ‬وبعضهم‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬ألد‭ ‬خصوم‭ ‬الصين‭ ‬وإيران‭.‬

أما‭ ‬السيناريو‭ ‬الثاني‭ ‬فمختلف‭ ‬كثيراً‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬عدداً‭ ‬متزايداً‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬الإسرائيليين‭ (‬وغيرهم‭) ‬يتوقع‭ ‬ألا‭ ‬يتجاوب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬القادم‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتمناه‭ ‬نتنياهو‭ ‬وائتلافه‭ ‬الحاكم‭. ‬فترامب‭ ‬النرجسي‭/‬الدكتاتوري‭ (‬وبالذات‭ ‬وإن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬ولايته‭ ‬الأخيرة‭) ‬يسعى‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬التاريخ‭ ‬بصفته‭ ‬‮«‬باني‭ ‬أمريكا‭ ‬العظيمة‮»‬‭ ‬و‮«‬مطفئ‭ ‬حرائق‭ ‬الحروب‮»‬‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬توسيعه‭ ‬لاتفاقات‭ ‬التطبيع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ (‬بما‭ ‬يؤهله‭ ‬ربما‭ ‬لنيل‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬منهياً،‭ ‬بالتالي،‭ ‬رصيده‭ ‬الجنائي‭ ‬المتعدد‭ ‬الذي‭ ‬التصق‭ ‬باسمه‭ ‬عبر‭ ‬سنوات‭). ‬

ويشار‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬نجاح‮»‬‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬‮«‬حرق‮»‬‭ ‬سمعته‭ ‬السياسية‭ ‬بما‭ ‬جعله‭ ‬يصبح‭ ‬عبئاً‭ ‬على‭ ‬حلفائه‭ ‬إذ‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬صيانته‭ ‬وحمايته‭ ‬عالية‭ ‬التكاليف‮»‬‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬اعتقاله‭ ‬بوصفه‭ ‬مرتكبا‭ ‬لجرائم‭ ‬حرب‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬قانوني‭ ‬دولي‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي‮…‬‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬أحدهم‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬ترامب‭ ‬فكرة‭ ‬إطاحة‭ ‬نتنياهو‭!! ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنك‭ ‬لن‭ ‬تجد‭ ‬باحثاً‭ ‬أو‭ ‬مراقباً‭ ‬رصيناً‭ ‬يتوقع‭ ‬أو‭ ‬يعتقد‭ ‬بإمكانية‭ ‬أن‭ ‬يتراجع‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬عن‭ ‬جوهر‭ ‬سياساته‭ ‬السابقة‭ ‬المتضمنة‭ ‬أساساً‭ ‬فيما‭ ‬سبق‭ ‬وأسماه‭ ‬تنفيذ‭ ‬‮«‬صفقة‭ ‬القرن‮»‬‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة‭ ‬والصيت‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭!‬

وعن‭ ‬السيناريو‭ ‬الثالث،‭ ‬يتزايد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬والباحثين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬والعسكريين‭ ‬أن‭ ‬محصلة‭ ‬سياسة‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬الجديد‭ ‬ستكون‭ ‬مزيجاً‭ (‬غير‭ ‬محدد‭ ‬النسب‭ ‬المئوية‭ ‬بدقة‭) ‬يضم‭ ‬في‭ ‬ثناياه‭ ‬خليطا‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬ومكونات‭ ‬السياسة‭ ‬والمواقف‭ ‬الموصوفة‭ ‬في‭ ‬السيناريوهين‭ ‬السابقين‭.‬

إذن،‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬مضامين‭ ‬ثلاثة‭ ‬سيناريوهات‭ ‬قاسية‭ ‬أحلاها‭ ‬مرّ‭ ‬المذاق‭ ‬والنتائج،‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تدوم‭ ‬معنا‭ ‬سنوات‭ ‬أربع‭ ‬عجاف‭! ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاستخلاص‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬ينسينا‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬عهد‭ ‬ترامب‭ ‬الأول‭ ‬مضى‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يستطيع‭ ‬فرض‭ ‬سياسته‭ ‬ورؤيته‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المثابر‭ ‬والمناضل‭ ‬والمقاوم‭ ‬منذ‭ ‬‮«‬قرن‮»‬‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬وهو‭ ‬ومعه‭ ‬شرفاء‭ ‬وأحرار‭ ‬العالم‭ ‬كفيل‭ ‬بتجاوز‭ ‬صفقة‭ ‬‮«‬قرن‮»‬‭ ‬ترامب‭ ‬بنسختها‭ ‬الجديدة‭ ‬المتوقعة‭!‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا