العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تعيينات «ترامب» الجديدة تدعم إسرائيل وتفاقم الأوضاع في غزة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

خلال‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية،‭ ‬اكتسب‭ ‬خطاب‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬جاذبية‭ ‬بفضل‭ ‬تعهده‭ ‬بإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬‮«‬تناقضًا‭ ‬واضحًا‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬وُصف‭ ‬بـ«اللامبالاة،‭ ‬وعدم‭ ‬التحرك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية،‭ ‬التي‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬هاريس‮»‬،‭ ‬باعتبارها‭ ‬امتدادًا‭ ‬لها‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الآمال‭ ‬التي‭ ‬عقدها‭ ‬الناخبون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬في‭ ‬جلب‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬السلام‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آلية‭ ‬المفاوضات‭ ‬الكبرى،‭ ‬التي‭ ‬بنى‭ ‬عليها‭ ‬سمعته‭ ‬السياسية‭ ‬والتجارية،‭ ‬فقد‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬كوك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الانتخابات‭ ‬مباشرة،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬نهاية‭ ‬للحرب‭ ‬الحالية،‭ ‬سوف‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬‮«‬وفقا‭ ‬لشروط‭ ‬إسرائيل‮»‬‭.‬

وتأكيدًا‭ ‬لهذا‭ ‬التوجه،‭ ‬استهل‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬اختياراته‭ ‬للمناصب‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬الأمن،‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬ضمن‭ ‬إدارته‭ ‬المقبلة‭ ‬بأشخاص‭ ‬معروفين‭ ‬بتأييدهم‭ ‬القوي‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وسجلهم‭ ‬الحافل‭ ‬بالخطاب‭ ‬العنيف‭ ‬المناهض‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وتبنى‭ ‬خطاب‭ ‬تحريضي،‭ ‬مماثل‭ ‬لما‭ ‬يردده‭ ‬سياسيون‭ ‬إسرائيليون‭ ‬متطرفون،‭ ‬ينكرون‭ ‬الهوية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ويدعون‭ ‬إلى‭ ‬السيطرة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الكاملة،‭ ‬وتوسيع‭ ‬الاستيطان‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭. ‬فيما‭ ‬أثارت‭ ‬هذه‭ ‬التعيينات‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬النقاشات،‭ ‬حول‭ ‬أهلية‭ ‬هذه‭ ‬الشخصيات‭ ‬لتولي‭ ‬مهام‭ ‬حساسة‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬المقبلة،‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬امتلاكهم‭ ‬الخبرة‭ ‬الكافية‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬ركز‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬على‭ ‬التعيينات‭ ‬المحلية‭ ‬المثيرة‭ ‬للجدل،‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬تعيين‭ ‬الملياردير‭ ‬‮«‬إيلون‭ ‬ماسك‮»‬،‭ ‬بوزارة‭ ‬جديدة‭ ‬للكفاءة‭ ‬الحكومية،‭ ‬أو‭ ‬تعيين‭ ‬عضو‭ ‬الكونجرس‭ ‬المتشدد‭ ‬‮«‬مات‭ ‬غيتز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬المدعي‭ ‬العام؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬نيري‭ ‬زيلبر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ابتهاج‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬باختياراته،‭ ‬لوزيري‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع،‭ ‬ومبعوث‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وسفير‭ ‬واشنطن‭ ‬لدى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهم‭ ‬جميعًا‭ ‬‮«‬مؤيدون‭ ‬أقوياء‮»‬‭ ‬لحكومة‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬الائتلافية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬ولحروبها‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭.‬

وفي‭ ‬طليعة‭ ‬هذه‭ ‬الشخصيات،‭ ‬يأتي‭ ‬‮«‬ماركو‭ ‬روبيو‮»‬،‭ ‬عضو‭ ‬لجنتي‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬والاستخبارات‭ ‬بمجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬الذي‭ ‬اختاره‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬ليكون‭ ‬وزيرا‭ ‬لخارجيته‭ ‬في‭ ‬يناير2025‭. ‬ووثق‭ ‬‮«‬ليو‭ ‬ساندز‮»‬،‭ ‬و«كارين‭ ‬دي‭ ‬يونج‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬روبيو‮»‬‭ ‬‭ ‬الذي‭ ‬وصف‭ ‬ترامب‭ ‬سابقا‭ ‬بـ«المحتال‮»‬‭ ‬‭ ‬قد‭ ‬بنى‭ ‬هويته‭ ‬السياسية‭ ‬حول‭ ‬دعم‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالحكومات‭ ‬الاستبدادية‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وأظهر‭ ‬دعمه‭ ‬القوي‭ ‬لحرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ -‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬استشهاد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬43‭.‬000‭ ‬فلسطيني،‭ ‬70%‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬‭ ‬ووصفها‭ ‬بأنها‭ ‬تُدار‭ ‬‮«‬بالاستبصار‭ ‬والعدالة‮»‬،‭ ‬وتعهد‭ ‬بدعم‭ ‬تدمير‭ ‬حماس،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الكلفة‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية،‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تهدد‭ ‬شعب‭ ‬إسرائيل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‮»‬‭. ‬وعليه،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب،‭ ‬اعتراضه‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬ورفض‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬عن‭ ‬إنهاء‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬والعتاد‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬لانتهاكها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

ولعل‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬على‭ ‬تصرفاته‭ ‬المستقبلية‭ ‬المحتملة‭ ‬كوزير‭ ‬للخارجية،‭ ‬هو‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬فرضها‭ ‬‮«‬عقوبات‭ ‬محدودة‭ ‬ضد‭ ‬منظمة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬متطرفة،‭ ‬وفرد‭ ‬واحد‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬كتب‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الحالي،‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬بلينكن‮»‬،‭ ‬منتقدًا‭ ‬الديمقراطيين؛‭ ‬لاتخاذهم‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬خطوات‭ ‬لتقويض‭ ‬حليفنا‮»‬،‭ ‬مدعيًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العقوبات‭ ‬‮«‬تفاقم‭ ‬الوضع‭ ‬الحساس‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭. ‬وبشكل‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا،‭ ‬يظهر‭ ‬دعمه‭ ‬لضم‭ ‬إسرائيل‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬أشار‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬يهودا‭ ‬والسامرة‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬التسمية‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬المستوطنون‭ ‬المتطرفون،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مزاعمه‭ ‬بأن‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬‮«‬يعيشون‭ ‬بحق‭ ‬في‭ ‬وطنهم‭ ‬التاريخي‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬تسعى‭ ‬حكومتهم‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬ثابت‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭.‬

يُضاف‭ ‬إلى‭ ‬خطابه‭ ‬المعادي‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬والذي‭ ‬يقوض‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الهجمات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬ووكلائها‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حيث‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬ائتلاف‭ ‬نتنياهو‭ ‬له‭ ‬‮«‬حق‭ ‬الرد‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬متناسب‮»‬،‭ ‬ضد‭ ‬منافسيه،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬محو‮»‬‭ ‬قيادة‭ ‬جماعة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبنانية،‭ ‬عبر‭ ‬الضربات‭ ‬الجوية،‭ ‬وعمليات‭ ‬التخريب‭ ‬كان‭ ‬‮«‬خدمة‭ ‬للبشرية‮»‬‭. ‬وبصفته‭ ‬مؤيدًا‭ ‬قويًا‭ ‬لحملة‭ ‬ترامب،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الجمهورية‭ ‬القادمة،‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬واضحة‭ ‬وحازمة‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬في‭ ‬سياساتها‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬طهران‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬تعزيز‭ ‬طموحات‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬طويل‭ ‬الأمد؛‭ ‬يأتي‭ ‬تعيين‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬هيغسيث‮»‬،‭ ‬وزيرا‭ ‬لدفاع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬قدامى‭ ‬المحاربين‭ ‬العسكريين،‭ ‬ويشتهر‭ ‬كونه‭ ‬مقدم‭ ‬برامج‭ ‬في‭ ‬قناة‭ ‬فوكس‭ ‬نيوز‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬فيتزجيرالد‮»‬،‭ ‬و«أليكس‭ ‬بوي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬‮«‬ضغط‭ ‬بنجاح‭ ‬على‭ ‬ترامب‭ ‬خلال‭ ‬رئاسته‭ ‬الأولى،‭ ‬ليصدر‭ ‬عفوًا‭ ‬عن‭ ‬الجنود،‭ ‬الذين‭ ‬اتهموا‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬دخل‭ ‬البنتاغون‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشغل‭ ‬أي‭ ‬منصب‭ ‬عسكري‭ ‬رفيع،‭ ‬أو‭ ‬منصب‭ ‬سياسي‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬متعصبا‭ ‬جدًا‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين‭. ‬وقبل‭ ‬انتخابات‭ ‬2016،‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬مواليدهم في‭ ‬ولايات،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬ميشيجان‮»‬،‭ ‬واعتبرها‭ ‬قد‭ ‬تغير‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات،‭ ‬كما‭ ‬أشاد‭ ‬بدعوة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬للمنع‭ ‬التام‭ ‬والكامل‭ ‬لدخولهم‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

ومثل‭ ‬‮«‬روبيو‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬مواقف‭ ‬‮«‬هيغسيث‮»‬،‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وفي‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬جويش‭ ‬برس‮»‬‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬وصف‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بـ«شعب‭ ‬الله‭ ‬المختار‮»‬،‭ ‬وبعد‭ ‬مقابلة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬فوكس‭ ‬نيوز»؛‭ ‬صرح‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬دعمنا‮»‬‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزيري‭ ‬الداخلية‭ ‬والدفاع‭ ‬يُعتبران‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬مستشاري‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬المؤثرين‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بنقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المستقبلية‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬لاستخدامها‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ولبنان،‭ ‬وإيران،‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فإن‭ ‬اختيارهما‭ ‬يعكس‭ ‬تزايد‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬المباشر‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬حروبها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬بقاء‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬قبضة‭ ‬الإدارة‭ ‬الجمهورية؛‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أنفقت‭ ‬بالفعل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬وفقًا‭ ‬لـ«معهد‭ ‬واتسون‭ ‬للدراسات‭ ‬الدولية‭ ‬والشؤون‭ ‬العامة‮»‬‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المباشرة‭ ‬لـ«ترامب‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬لارا‭ ‬جيكس‮»‬،‭ ‬و«آدم‭ ‬راسغون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬تعييناته‭ ‬البارزة،‭ ‬تعكسان‭ ‬‮«‬قلة‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬خبرة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬كونهما‭ ‬من‭ ‬المؤيدين‭ ‬المتشددين‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬ومناهضين‭ ‬لحقوق‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ويُعرف‭ ‬‮«‬مايك‭ ‬هاكابي‮»‬‭ ‬‭ ‬الحاكم‭ ‬السابق‭ ‬ولاية‭ ‬أركنساس‭ ‬‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تعيينه‭ ‬سفيرًا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بتأييده‭ ‬لبناء‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭. ‬ورغم‭ ‬تأكيده‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يصنع‭ ‬سياسات‭ ‬جديدة‭ ‬مغايرة‭ ‬عما‭ ‬يتبناه‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬خطاباته‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬لضم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬المعادية‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬ادعى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬اسمه‭ ‬فلسطين‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الهوية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المزعومة،‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬أداة‭ ‬سياسية‭ ‬لانتزاع‭ ‬الأراضي‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‮»‬‭. ‬وعندما‭ ‬كان‭ ‬مرشحًا‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬للحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬غير‭ ‬عقلاني‭ ‬وغير‭ ‬قابل‭ ‬للتطبيق‮»‬،‭ ‬وأكد‭ ‬بوجود‭ ‬‮«‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأراضي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬بقية‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬لإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬واقترح‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬أخذ‭ ‬الأراضي‭ ‬من‭ ‬مصر،‭ ‬أو‭ ‬الأردن،‭ ‬أو‭ ‬سوريا‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭. ‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬أثناء‭ ‬زيارته‭ ‬لمستوطنة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬صرح‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬اسمه‭ ‬مستوطنات‮»‬،‭ ‬و‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬اسمه‭ ‬احتلال‮»‬‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭. ‬وسجلت‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬البريطانية‮»‬،‭ (‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭)‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي،‭ ‬قال‭: ‬إن‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬تمتلك‭ ‬صك‭ ‬ملكية‭ ‬ليهودا‭ ‬والسامرة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬تعبير‭ ‬تستخدمه‭ ‬إسرائيل‭ ‬للإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

وعليه،‭ ‬فبينما‭ ‬لاقت‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬بتسلئيل‭ ‬سموتريش‮»‬،‭ ‬في‭ ‬نوفمبر،‭ ‬بشأن‭ ‬أن‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬عام‭ ‬السيادة‮»‬‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬‮«‬يهودا‭ ‬والسامرة»؛‭ ‬‮«‬إدانات‭ ‬واسعة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬والدبلوماسيين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬والعرب،‭ ‬كخطاب‭ ‬يقوض‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬فإنه‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬سموتريش‮»‬،‭ ‬رحب‭ ‬بتعيين‭ ‬‮«‬هاكابي‮»‬،‭ ‬سفيرا‭ ‬لأمريكا‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ووصفه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬صديق‭ ‬مخلص‭ ‬ومتفاهم‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬فإن‭ ‬تعيينه‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬طموحات‭ ‬المستوطنين‭ ‬المتطرفين‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬باحتلال‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالقوة‭ ‬وضم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وهو‭ ‬انتهاك‭ ‬صريح‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬اختيار‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬لمبعوثه‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‮«‬ستيف‭ ‬ويتكوف‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬يعزز‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬متوازنة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬ووصفه‭ ‬‮«‬جو‭ ‬إينود‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مطور‭ ‬عقاري‮»‬،‭ ‬و«صديق‭ ‬قديم‭ ‬لترامب‮»‬‭. ‬وكشخص‭ ‬لم‭ ‬يشغل‭ ‬أي‭ ‬منصب‭ ‬سياسي،‭ ‬أو‭ ‬دبلوماسي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬جيكس‮»‬‭ ‬و«راسغون‮»‬‭ ‬أن‭ ‬مؤهلاته‭ ‬لهذا‭ ‬الدور‭ ‬الجديد‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬كونه‭ ‬قد‭ ‬‮«‬جمع‭ ‬مبلغًا‭ ‬ضخمًا‭ ‬من‭ ‬المال‮»‬،‭ ‬لحملة‭ ‬ترامب‭ ‬الانتخابية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ناخبين‭ ‬يهود،‭ ‬كانوا‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬القادمة،‭ ‬أكثر‭ ‬دعمًا‭ ‬لإسرائيل‭. ‬ووثقت‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬دعمه‭ ‬القوي‭ ‬لنتنياهو،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬الذين‭ ‬حضروا‭ ‬خطابه‭ ‬أمام‭ ‬الكونغرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬يوليو،‭ ‬بينما‭ ‬وصفه‭ ‬ترامب‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬السلام‮»‬‭.‬

وعند‭ ‬تقييمه،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬شخصيات‭ ‬أخرى‭ ‬متشددة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تم‭ ‬تعيينهم‭ ‬في‭ ‬مناصب‭ ‬رفيعة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬الثانية،‭ ‬مثل‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬القادم‭ ‬‮«‬مايك‭ ‬والتز‮»‬،‭ ‬و‮«‬إليز‭ ‬ستيفانيك‮»‬،‭ ‬سفيرة‭ ‬واشنطن‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة»؛‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب،‭ ‬أن‭ ‬يصف‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬هيرست‮»‬،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬أي‮»‬،‭ ‬تشكيلة‭ ‬ترامب‭ ‬الوزارية،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬وصفة‭ ‬لحرب‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬تناقض‭ ‬مع‭ ‬نوايا‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬تخلوا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬هاريس‮»‬‭ ‬والحزب‭ ‬الديمقراطي؛‭ ‬بسبب‭ ‬فشلهم‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬التدمير‭ ‬المستمر‭ ‬لغزة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإن‭ ‬الإدارة‭ ‬التي‭ ‬يشكلها‭ ‬‮«‬الجمهوريون‮»‬،‭ ‬تدعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع،‭ ‬وتهدم‭ ‬آفاق‭ ‬السلام‭ ‬التي‭ ‬وعد‭ ‬بها‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬أثناء‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مسؤولين‭ ‬فيها،‭ ‬يدافعون‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان،‭ ‬ويرفضون‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ويدعمون‭ ‬ضم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إصراره،‭ ‬أن‭ ‬اختياراته‭ ‬‮«‬تعكس‭ ‬رؤية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القوة»؛‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬يحذرون‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تعيين‭ ‬شخصيات‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الخبرات‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية،‭ ‬وتظهر‭ ‬انحيازات‭ ‬واضحة،‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عواقب‭ ‬غير‭ ‬متوقعة،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬قد‭ ‬تشهد‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬تغييرات‭ ‬غير‭ ‬محسوبة،‭ ‬وتحديات‭ ‬كبيرة،‭ ‬نتيجة‭ ‬لاختياراته‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬الولاء‭ ‬الشخصي،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬والخبرة‭ ‬الحقيقية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا