العدد : ١٧٠٤١ - الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤١ - الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

بمناسبة اليوم الوطني الـ٥٤ في سلطنة عمان..
احتفاء عماني كبير بتعميق الهوية وإبراز الإنجازات الوطنية

بقلم: نجاة بنت علي شويطر

الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬تحتفل‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬الشقيقة‭ ‬بعيدها‭ ‬الوطني،‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬يفخر‭ ‬الشعب‭ ‬العُماني‭ ‬بما‭ ‬حققته‭ ‬بلاده‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود،‭ ‬وفيها‭ ‬يستذكر‭ ‬العُمانيون‭ ‬مسيرة‭ ‬النهضة‭ ‬المباركة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬واستكمل‭ ‬قيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬جلالة‭ ‬السلطان‭ ‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬طارق‭ ‬‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭. -‬

بدأت‭ ‬النهضة‭ ‬العُمانية‭ ‬الحديثة‭ ‬عام‭ ‬1970‭ ‬بقيادة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس،‭ ‬حيث‭ ‬انطلقت‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬البداية‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬السلطنة،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم،‭ ‬الصحة،‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬العريقة‭.‬

واليوم،‭ ‬تحت‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬للسلطان‭ ‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬طارق،‭ ‬تواصل‭ ‬السلطنة‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤيتها‭ ‬المستقبلية‭ ‬الطموحة‭ ‬‮«‬عُمان‭ ‬2040‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬ودعم‭ ‬الابتكار،‭ ‬وتوطين‭ ‬الوظائف،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬مكانة‭ ‬عُمان‭ ‬كوجهة‭ ‬استثمارية‭ ‬وسياحية‭ ‬إقليمية‭ ‬وعالمية‭ ‬مع‭ ‬إطلاق‭ ‬خطط‭ ‬للتطوير‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭.‬

‭ ‬وللتجربة‭ ‬الحضارية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬ممتد،‭ ‬إذ‭   ‬يعود‭ ‬تأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬البوسعيدية‭ ‬التي‭ ‬يشكل‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬الحالي‭ ‬امتدادا‭ ‬لها‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1744،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬جذور‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬ضاربة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬التاريخ‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬إرثًا‭ ‬حضاريًا‭ ‬غنيًا‭ ‬وشامخًا‭.‬

وعلى‭ ‬مر‭ ‬العصور،‭ ‬حافظت‭ ‬السلطنة‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬متزنة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬والسلام‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الآخرين،‭ ‬ما‭ ‬أكسبها‭ ‬احترام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الخليجي،‭ ‬ترتبط‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬بعلاقات‭ ‬متميزة‭ ‬ووطيدة‭ ‬مع‭ ‬سائر‭ ‬شقيقاتها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬ومنها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتتميز‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬بالتعاون‭ ‬الوثيق‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية،‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬للشعبين‭ ‬ويعزز‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭.‬

يأتي‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬العُماني‭ ‬كتجديد‭ ‬للعهد‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬وأهداف‭ ‬رؤية‭ ‬‮«‬عُمان‭ ‬2040‮»‬‭.. ‬فهو‭ ‬مناسبة‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بروح‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء،‭ ‬وفرصة‭ ‬للوقوف‭ ‬بفخر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات،‭ ‬واستلهام‭ ‬الدروس‭ ‬لمستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقًا‭.‬

إن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬العُماني‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬مناسبة‭ ‬سنوية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬تعبير‭ ‬صادق‭ ‬عن‭ ‬الحب‭ ‬والولاء‭ ‬للوطن‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بإنجازاته،‭ ‬وتمتد‭ ‬الاحتفالات‭ ‬طوال‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬وتشمل‭ ‬فعاليات‭ ‬شعبية‭ ‬ورسمية،‭ ‬حيث‭ ‬تُزين‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬بالأعلام‭ ‬والأنوار،‭ ‬وتقام‭ ‬العروض‭ ‬العسكرية‭ ‬والمهرجانات‭ ‬الثقافية‭. ‬كما‭ ‬يحرص‭ ‬العُمانيون‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬معالم‭ ‬تراثهم‭ ‬الغني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتداء‭ ‬الأزياء‭ ‬التقليدية،‭ ‬الفنون‭ ‬الشعبية،‭ ‬والمسيرات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬وحدة‭ ‬الشعب‭ ‬وتماسكه‭.‬

إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬تكريم‭ ‬الشخصيات‭ ‬العمانية‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬السلطنة،‭ ‬تعزيزًا‭ ‬لروح‭ ‬العطاء‭ ‬والإخلاص‭.‬

كما‭ ‬يتم‭ ‬استثمار‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬لغرس‭ ‬قيم‭ ‬الانتماء‭ ‬والوطنية‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الشباب،‭ ‬تشجيعًا‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬التي‭ ‬بدأها‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭.‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الغالية‭ ‬وبكل‭ ‬الحب‭ ‬أتوجه‭ ‬بأحر‭ ‬التهاني‭ ‬القلبية‭ ‬إلى‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬وعموم‭ ‬الشعب‭ ‬العماني‭ ‬الشقيق،‭ ‬وأعبر‭ ‬عن‭ ‬اعتزازي‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬كما‭ ‬أهنئ‭ ‬الشعب‭ ‬العُماني‭ ‬في‭ ‬السلطنة‭ ‬وخارجها،‭ ‬داعيًا‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يديم‭ ‬عليهم‭ ‬الأمن‭ ‬والازدهار‭ ‬ومزيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والرقي‭ ‬والحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والعيش‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬بحفظ‭ ‬الله‭ ‬ورعايته‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬قيادته‭ ‬الرشيدة،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والجميع‭ ‬بخير‭.‬

وأختم‭ ‬مقالي‭ ‬بأبيات‭ ‬من‭ ‬قصيدة‭ ‬جميلة‭ ‬كُتبت‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬عُمان‭ :‬

 

حبيبتي‭ ‬عمان‭ ‬والمجد‭ ‬توأمان

تسابق‭ ‬الأزمان‭ ‬ومعظم‭ ‬البلدان

بسحرها‭ ‬الفتان‭ ‬ورائع‭ ‬الأفنان

في‭ ‬حلّة‭ ‬بيضاء‭ ‬تميس‭ ‬كالحسناء

وتاجها‭ ‬الوضاء‭ ‬ووجهها‭ ‬الوضاح

حبيبتي‭ ‬عمان‭ ‬نفديها‭ ‬بالعيون‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا