العدد : ١٧٠٤١ - الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤١ - الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

عـن كـلـمـة قـائـد سـلاح الـجـو الـمـلـكـي

توقفت‭ ‬مطولا‭ ‬أمام‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ ‬طيار‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قائد‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الشاملة‮»‬‭.‬

توقفت‭ ‬امام‭ ‬الكلمة‭ ‬لأنها‭ ‬تضمنت‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬بالغة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبحرين‭ ‬وكل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬ونظرا‭ ‬لأهمية‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬قائد‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬بخصوص‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬وجدت‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭.‬

أريد‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬أقف‭ ‬عند‭ ‬ثلاث‭ ‬قضايا‭ ‬كبرى‭ ‬أثارها‭ ‬في‭ ‬كلمته‭:‬

القضية‭ ‬الأولى‭: ‬تتعلق‭ ‬بالعقيدة‭ ‬الدفاعية‭ ‬للدولة‭.‬

بهذا‭ ‬الصدد‭ ‬تحدث‭ ‬قائد‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬تطوير‭ ‬العقيدة‭ ‬الدفاعية‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬متغيرات‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬استراتيجية‭ ‬الدفاع‭ ‬والردع‭.‬

هذه‭ ‬قضية‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬كبرى‭.‬

العقيدة‭ ‬الدفاعية‭ ‬هي‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬فكر‭ ‬وعمل‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬والتي‭ ‬هدفها‭ ‬الأساسي‭ ‬بالطبع‭ ‬هو‭ ‬حماية‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬وصيانة‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬العامة‭.‬

العقيدة‭ ‬الدفاعية‭ ‬بهذا‭ ‬المعنى‭ ‬تتحدد‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬وتقدير‭ ‬طبيعة‭ ‬الأخطار‭ ‬والتهديدات‭ ‬للدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل‭ ‬ومصادرها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وسياسات‭ ‬وأساليب‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭.‬

العقيدة‭ ‬الدفاعية‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬تتضمن‭ ‬بالضرورة‭ ‬أهدافا‭ ‬وأبعادا‭ ‬ثابتة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تتغير،‭ ‬ويجب‭ ‬ان‭ ‬تتغير‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الدولة‭ ‬والمنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬أيضا‭.‬

وكما‭ ‬نعلم‭ ‬تشهد‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬تحولات‭ ‬كبرى‭ ‬عاصفة‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬دراستها‭ ‬الآن‭ ‬وتوقعاتها‭ ‬المستقبلية،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬تطوير‭ ‬وتجديد‭ ‬العقيدة‭ ‬الدفاعية‭.‬

اذن‭ ‬ما‭ ‬طرحه‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الملكية‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬العقيدة‭ ‬الدفاعية‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تتطور‭ ‬لتواكب‭ ‬التطورات‭ ‬العاصفة‭ ‬وما‭ ‬تطرحه‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬تتجدد‭ ‬باستمرار‭.‬

القضية‭ ‬الثانية‭: ‬تتعلق‭ ‬بالمليشيات‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬اليوم‭.‬

المسألة‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬قائد‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬هنا‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬مساعدة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭ ‬لأنها‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬وحدها‭ ‬على‭ ‬تفكيكها‭ ‬وعلى‭ ‬وقف‭ ‬خطرها‭.‬

هذا‭ ‬حديث‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭.‬

هذه‭ ‬المليشيات‭ ‬تمثل‭ ‬خطرا‭ ‬وجوديا‭ ‬داهما‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬بها‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

هي‭ ‬خطر‭ ‬وجودي‭ ‬لأنه‭ ‬بسبب‭ ‬توحش‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭ -‬وكلها‭ ‬طائفية‭- ‬تم‭ ‬تدمير‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬معروفة‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحرفي‭. ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬موجودة‭ ‬بالمعنى‭ ‬المفهوم‭ ‬للدولة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬مقادير‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬برمتها‭ ‬بيد‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭.‬

وكما‭ ‬نعلم،‭ ‬الكارثة‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭ ‬أصبحت‭ ‬تمتلك‭ ‬ترسانات‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬تفوق‭ ‬حتى‭ ‬قدرات‭ ‬الدولة‭. ‬والكارثة‭ ‬الأكبر‭ ‬انها‭ ‬تخدم‭ ‬دولا‭ ‬وقوى‭ ‬اجنبية‭ ‬وتدمر‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬خدمة‭ ‬مصالح‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬والقوى‭ ‬الأجنبية‭.‬

وطالما‭ ‬ظلت‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭ ‬موجودة‭ ‬فسيظل‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬وأمن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مهددا‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭.‬

قائد‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬نبه‭ ‬هنا‭ ‬الى‭ ‬جوانب‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬استثنائية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كارثة‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭. ‬نبه‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الصمت‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭ ‬أو‭ ‬تجاهل‭ ‬خطرها‭. ‬ونبه‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬سبيل‭ ‬سوى‭ ‬تفكيك‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭ ‬وإنهاء‭ ‬خطرها‭. ‬ونبه‭ ‬الى‭ ‬حقيقة‭ ‬ان‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬بها‭ ‬ليست‭ ‬قادرة‭ ‬وحدها‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى‭ ‬مساعدتها‭.‬

نعم‭.. ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ترتكب‭ ‬خطأ‭ ‬فادحا‭ ‬ان‭ ‬هي‭ ‬ظلت‭ ‬تتجاهل‭ ‬كارثة‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭.‬

القضية‭ ‬الثالثة‭: ‬تتعلق‭ ‬بمسؤولية‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.‬

بهذا‭ ‬الصدد‭ ‬أشار‭ ‬الى‭ ‬ضرورة‭ ‬تكاتف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬وقف‭ ‬الحروب‭ ‬ومن‭ ‬اجل‭ ‬التعاون‭ ‬لتجريد‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬والمعنوي‭ ‬وحفظ‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.‬

هذه‭ ‬أيضا‭ ‬قضية‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭. ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬بالذات،‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬شديد،‭ ‬واستقرار‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مهدد،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الخطيرة‭ ‬الا‭ ‬بتعاون‭ ‬وتكاتف‭ ‬جماعي‭ ‬عربي‭.‬

كما‭ ‬نرى،‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬أثارها‭ ‬قائد‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬لها‭ -‬كما‭ ‬ذكرت‭- ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬بالغة‭. ‬وما‭ ‬ذكره‭ ‬بخصوص‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬وطني‭ ‬استراتيجي‭ ‬متقدم،‭ ‬وعن‭ ‬فهم‭ ‬عميق‭ ‬للضرورات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حفظ‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬البحرين‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬الجديدة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا