العدد : ١٧٠٢٨ - الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٢٨ - الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

كيف نقرأ العلاقات المتشابكة بين إيران وأمريكا وإسرائيل؟

بقلم: د. جاسم بو نوفل

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬الشك‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬خلفها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ليست‭ ‬بينهما‭ ‬عداوة‭ ‬أو‭ ‬خصومة‭ ‬عميقة‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وهذا‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬خطابهم‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬الذي‭ ‬يعج‭ ‬بمفردات‭ ‬وعبارات‭ ‬العداء‭ ‬لكل‭ ‬منهم،‭  ‬نعم‭ ‬لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الضربة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬وجهتها‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬مسرحية‭ ‬هزلية‭ ‬بمعنى‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬حقيقية‭ ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬نتائجها‭ ‬كانت‭ ‬جدا‭ ‬محدودة،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تتعد‭ ‬مقتل‭ ‬جنديين‭ ‬إيرانيين‭ ‬أو‭ ‬أربعة،‭ ‬حسبما‭ ‬نقلت‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الإيرانية‭ ‬الرسمية‭ ‬‮«‬إيرنا‮»‬‭ ‬عن‭ ‬بيان‭ ‬للجيش‭ ‬أثناء‭ ‬التصدي‭ ‬للصواريخ‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬النظام‭ ‬الصهيوني‭ ‬المجرم‭.‬

إن‭ ‬المتابع‭ ‬للمشهد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الإيراني‭ ‬منذ‭ ‬قيام‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬بقيادة‭ ‬الخميني‭ ‬سيكتشف‭ ‬أن‭ ‬الملاسنات‭ ‬والمماحكات‭ ‬والمناوشات‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التهديد‭ ‬والوعيد‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭ ‬بإزالة‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المسرحية‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬أتقن‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬في‭ ‬تقمص‭ ‬دوره‭ ‬ببراعة‭ ‬فائقة‭ ‬بحسب‭ ‬التوجيهات‭ ‬والارشادات‭ ‬التي‭ ‬رسمها‭ ‬المخرج‭ ‬الأمريكي‭.‬

لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الأحداث‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬الإيراني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ليس‭ ‬حقيقيا،‭ ‬وأنه‭ ‬مجرد‭ ‬لعبة‭ ‬الفائز‭ ‬فيها‭ ‬هما‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬وإيران،‭ ‬أما‭ ‬الخاسر‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة؛‭ ‬فهم‭ ‬الذين‭ ‬صدقوا‭ ‬كذبة‭ ‬إيران‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬روجتها‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭ ‬بأن‭ ‬عدوها‭ ‬اللدود‭ ‬هو‭: ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ومن‭ ‬خلفه‭ ‬الولايات‭ ‬لمتحدة‭ (‬الشيطان‭ ‬الأكبر‭)!‬

في‭ ‬اعتقادي،‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬الغائبة‭ ‬عن‭ ‬الكثيرين‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬المثلث‭ ‬المكون‭ ‬من‭ (‬إسرائيل‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإيران‭) ‬هم‭ ‬أصدقاء‭ ‬وأن‭ ‬التعاون‭ ‬بينهما‭ ‬جدا‭ ‬قديم‭ ‬ولم‭ ‬ينقطع‭ ‬ومستمر‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬وفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ملف،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬نستذكر‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬في‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وبالتحديد‭ ‬1985‭ (‬إيران‭ ‬‭ ‬كونترا‭) ‬أو‭ ‬فضيحة‭ (‬إيران‭ ‬جيت‭) ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬بموجبها‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحت‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬رونالد‭ ‬ريجان‭ ‬أتفاقاً‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬لتزويدها‭ ‬بالأسلحة‭ ‬أثناء‭ ‬حربها‭ ‬مع‭ ‬العراق،‭ ‬وذلك‭ ‬مقابل‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬بعض‭ ‬الأمريكيين‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬لبنان‭. ‬وكان‭ ‬‮«‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬دور‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬تلك‭ ‬الأسلحة‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬نجده‭ ‬يتكرر‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الأفغانية‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬حربها‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الشعارات‭ ‬العدائية‭ ‬التي‭ ‬ترفعها‭ ‬إيران‭ ‬ضد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وإدانتها‭ ‬غزو‭ ‬الأخيرة‭ ‬لأفغانستان،‭ ‬نرى‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الميداني‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬طالبان‭ ‬وتنظيم‭ ‬القاعدة،‭ ‬فقد‭ ‬وافقت‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2001‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬أي‭ ‬قوات‭ ‬أمريكية‭ ‬تتعرض‭ ‬لمشاكل‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬كما‭ ‬سمحت‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬باستخدام‭ ‬أحد‭ ‬موانيها‭ ‬لشحن‭ ‬القمح‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬لقوات‭ ‬التحالف‭ ‬حتى‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬كابول‭. ‬

كما‭ ‬تجدد‭ ‬التعاون‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬العراقية‭ ‬عندما‭ ‬أراد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬غزو‭ ‬العراق؛‭ ‬فقد‭ ‬أبرم‭ ‬الأمريكيون‭ ‬اتفاقاً‭ ‬سرياً‭ ‬مع‭ ‬الإيرانيين‭ ‬قبل‭ ‬الغزو،‭ ‬ووفقا‭ ‬لهذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬حصلت‭ ‬أمريكا‭ ‬على‭ ‬تعهد‭ ‬إيراني‭ ‬بعدم‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬الطائرات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬دخلت‭ ‬الأخيرة‭ ‬الأجواء‭ ‬الإيرانية‭. ‬

في‭ ‬إطار‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬الآنفة‭ ‬الذكر،‭ ‬نستنتج‭ ‬أن‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والأمريكيين‭ ‬والإيرانيين‭ ‬ليسوا‭ ‬أعداء‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬العلني‭ ‬لكل‭ ‬منهم،‭ ‬وإنما‭ ‬هم‭ ‬أصدقاء‭ ‬في‭ ‬السر‭ ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬التنسيق‭ ‬بينهما‭ ‬لم‭ ‬ينقطع‭ ‬يوماً،‭ ‬وأن‭ ‬المحادثات‭ ‬السرية‭ ‬بينهم‭ ‬استمرت‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬الخميني،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬الأسبق‭ ‬هاشمي‭ ‬رفسنجاني‭ ‬الذي‭ ‬ذكر‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬تصريحاته‭: ‬أنه‭ ‬‮«‬لولا‭ ‬مساعدة‭ ‬إيران‭ ‬لما‭ ‬تمكنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬غزو‭ ‬أفغانستان‭ ‬والعراق‮»‬‭. ‬

من‭ ‬هنا،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تفكيك‭ ‬لغز‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإيران‭ ‬مستمر‭ ‬ولكنه‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الطاولة،‭ ‬وأن‭ ‬هدفه‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬الإضرار‭ ‬بمصالح‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬منهم،‭ ‬وهناك‭ ‬عدة‭ ‬مؤشرات‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وآخرها‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬و«إسرائيل‭ ‬‮»‬‭ ‬من‭ ‬هجوم‭ ‬متبادل،‭ ‬ويتضح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬حيث‭ ‬طلب‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬عدم‭ ‬ضرب‭ ‬منشآتها‭ ‬النووية،‭ ‬ومواقعها‭ ‬النفطية،‭ ‬وقد‭ ‬انصاع‭ ‬نتنياهو‭ ‬لطلب‭ ‬بايدن؛‭ ‬لأنه‭ ‬يدرك‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬ضرب‭ ‬تلك‭ ‬المنشآت‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬حليفتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

ولذلك‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يستهدفهما‭ ‬في‭ ‬حربه‭ ‬الأخيرة‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يوجه‭ ‬ضرباته‭ ‬لأي‭ ‬مركز‭ ‬عسكري‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يثير‭ ‬الاستغراب‭ ‬كون‭ ‬الأخير‭ ‬الأكثر‭ ‬عداء‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬الإعلامي‭ ‬والسياسي‭ ‬نحو‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬إسرائيل‭ ‬نيرانها‭ ‬إلى‭ ‬قواعده‭ ‬العسكرية،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬وإنما‭ ‬وجهت‭ ‬ضرباتها‭ ‬نحو‭ ‬أهداف‭ ‬أخرى،‭ ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬قاطع‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ملتزمة‭ ‬بالتعليمات‭ ‬الأمريكية‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تنفي‭ ‬دائماً‭ ‬ذلك،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬بنود‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬ينظم‭ ‬قواعد‭ ‬الاشتباك‭ ‬بينهما‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬أراد‭ ‬المخرج‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬رسم‭ ‬سير‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬أيضاً‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬منفذي‭ ‬العملية‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬بعدم‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬النص‭ ‬المكتوب،‭ ‬ولذلك‭ ‬جاءت‭ ‬النتيجة‭ ‬بحسب‭ ‬رؤية‭ ‬المخرج‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬زيادة‭ ‬أو‭ ‬نقصان،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬إعلانه‭ ‬نهاية‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬إيران‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬عن‭ ‬عودة‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهدها‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ (‬المخرج‭ ‬الأمريكي‭) ‬إسداء‭ ‬النصح‭ ‬للطرفين‭ ‬وتوصيتهما‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬آخر‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وأن‭ ‬يلتزم‭ ‬الطرفان‭ ‬بعدم‭ ‬تجديدها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭: (‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬هي‭ ‬النهاية‭).‬

إنها‭ ‬حقاً‭ ‬تقية‭ ‬سياسية‭ ‬تستخدمها‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بسط‭ ‬نفوذها‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭. ‬وعليه‭ ‬ندعو‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬على‭ ‬قلوبهم‭ ‬غشاوة‭ ‬ومازالوا‭ ‬متمسكين‭ ‬بقناعاتهم‭ ‬حيال‭ ‬إيران،‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مواقفهم‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كشفت‭ ‬الحقائق‭ ‬عن‭ ‬أهدافها‭ ‬الخفية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬أمريكا‭ -‬ولا‭ ‬تزال‭- ‬في‭ ‬تمكينها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬غاياتها‭.‬

إننا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬إيران‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تكتيكات‭ ‬اللعبة‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬بمهارة‭ ‬واقتدار‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬غيرها‭. ‬ولتأكيد‭ ‬كلامنا‭ ‬انظر‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حربهما‭ ‬المتبادلة‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬تذكر‭ ‬مقابل‭ ‬التدمير‭ ‬الهائل‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭ ‬وليس‭ ‬طهران‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مدن‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬الإيرانية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا