العدد : ١٧٠٢٨ - الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٢٨ - الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مهرجان البحرين السينمائي منصة لتسليط الضوء على دور المرأة في السينما

بقلم: نبيلة رجب

الأحد ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

ينظر‭ ‬إلى‭ ‬السينما‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬وسيلة‭ ‬ترفيه؛‭ ‬إنها‭ ‬نافذة‭ ‬نطل‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬غنية،‭ ‬تتيح‭ ‬لنا‭ ‬فهم‭ ‬قصص‭ ‬تلمس‭ ‬قلوبنا‭ ‬وتأخذنا‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬عبر‭ ‬زوايا‭ ‬جديدة‭. ‬السينما،‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬فن،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مساحة‭ ‬لاكتشاف‭ ‬عوالم‭ ‬وتجارب‭ ‬تلهمنا‭.‬

‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬يجتمع‭ ‬عشاق‭ ‬‮«‬الفن‭ ‬السابع‮»‬‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بالأفلام‭ ‬التي‭ ‬تلامس‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬وتفتح‭ ‬المجال‭ ‬لأصوات‭ ‬جديدة‭. ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬إلى‭ ‬7‭ ‬نوفمبر،‭ ‬يتجلى‭ ‬مهرجان‭ ‬البحرين‭ ‬السينمائي‭ ‬كمنصة‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الأفلام،‭ ‬وتمنحها‭ ‬الفرصة‭ ‬لسرد‭ ‬قصتها‭ ‬وطموحاتها‭ ‬الخاصة‭.‬

تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬الاحتفاء‭ ‬بفن‭ ‬صناعة‭ ‬الأفلام‭.. ‬لها‮»‬،‭ ‬يستضيف‭ ‬المهرجان‭ ‬أعمالا‭ ‬سينمائية‭ ‬لنساء‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬ليتجاوز‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬الكاميرا‭ ‬ويشمل‭ ‬الإنتاج‭ ‬والإخراج‭ ‬والكتابة،‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬ذاتها‭ ‬بقوة‭ ‬وحرية‭. ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬يمثل‭ ‬خطوة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬سينمائيا،‭ ‬ويدعمها‭ ‬كصانعة‭ ‬تغيير،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬كموضوع‭ ‬للتناول‭.‬

ولا‭ ‬تكتمل‭ ‬صورة‭ ‬المهرجان‭ ‬دون‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أسماء‭ ‬بارزة‭ ‬مثل‭ ‬المخرجة‭ ‬اللبنانية‭ ‬نادين‭ ‬لبكي،‭ ‬التي‭ ‬أبدعت‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬كفرناحوم‮»‬‭ ‬بنقل‭ ‬معاناة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬بيروت‭ ‬عبر‭ ‬مشاهد‭ ‬واقعية،‭ ‬حاملة‭ ‬الأمل‭ ‬والألم‭ ‬معا‭. ‬وكذلك‭ ‬المخرجة‭ ‬السعودية‭ ‬هيفاء‭ ‬المنصور،‭ ‬التي‭ ‬عكست‭ ‬تحديات‭ ‬المرأة‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬أفلامها‭ ‬الجريئة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬وجدة‮»‬،‭ ‬متناولة‭ ‬قضايا‭ ‬مجتمعية‭ ‬مؤثرة‭ ‬بحساسية‭ ‬وذكاء‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬العروض‭ ‬السينمائية،‭ ‬يشمل‭ ‬المهرجان‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬وبرامج‭ ‬تدريبية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬مواهب‭ ‬الشباب‭ ‬البحرينيين‭ ‬والعرب‭ ‬المهتمين‭ ‬بصناعة‭ ‬الأفلام،‭ ‬مما‭ ‬يفتح‭ ‬لهم‭ ‬أبواباً‭ ‬جديدة‭ ‬لتطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬الفنية‭. ‬مما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإبداعي،‭ ‬واحتضان‭ ‬الفنون‭ ‬كركيزة‭ ‬للتنمية‭.‬

‭ ‬هنا،‭ ‬يجد‭ ‬الشباب‭ ‬فرصة‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬السينما‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬تشجع‭ ‬الإبداع‭ ‬وتدعم‭ ‬جيل‭ ‬المبدعين‭.‬

وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الشباب،‭ ‬يوفر‭ ‬المهرجان‭ ‬فرصة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬أفلام‭ ‬قصيرة‭ ‬تتناول‭ ‬قضايا‭ ‬حياتية‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬مختلفة،‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬ويفتح‭ ‬حواراً‭ ‬يتجاوز‭ ‬الاختلافات‭. ‬هذا‭ ‬التنوع‭ ‬يعكس‭ ‬غنى‭ ‬ثقافات‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬ويعزز‭ ‬فهمنا‭ ‬المتبادل،‭ ‬مسلطا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬المشتركة‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مهرجان‭ ‬البحرين‭ ‬السينمائي‭ ‬دون‭ ‬الإشادة‭ ‬بالمواهب‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬مخرجين‭ ‬وممثلين،‭ ‬الذين‭ ‬يثرون‭ ‬المشهد‭ ‬الفني‭ ‬المحلي‭ ‬بإبداعاتهم‭ ‬المتجددة‭. ‬هؤلاء‭ ‬الفنانون‭ ‬يجسدون‭ ‬روح‭ ‬البحرين‭ ‬الأصيلة‭ ‬وقيمها‭ ‬الغنية،‭ ‬ويقدمون‭ ‬للجمهور‭ ‬قصصا‭ ‬تمزج‭ ‬بين‭ ‬التراث‭ ‬البحريني‭ ‬والحداثة‭ ‬بأسلوب‭ ‬فني‭ ‬متفرد‭. ‬

إن‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬المواهب‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬البحرين‭ ‬العميق‭ ‬بتعزيز‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬أنواع‭ ‬الفنون،‭ ‬مما‭ ‬يضمن‭ ‬استمرار‭ ‬الحضور‭ ‬البحريني‭ ‬القوي‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬التنوع‭ ‬ينبع‭ ‬سحر‭ ‬السينما‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬عبور‭ ‬الحدود،‭ ‬سواءً‭ ‬كانت‭ ‬لغوية‭ ‬أو‭ ‬ثقافية،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬جوهر‭ ‬التجربة‭ ‬البشرية‭ ‬المشتركة‭. ‬عبرها،‭ ‬نرى‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬مختلف،‭ ‬ونتعرف‭ ‬على‭ ‬قصص‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نكون‭ ‬تصورناها،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬عمقها‭ ‬تلامس‭ ‬قضايا‭ ‬الإنسان‭ ‬وآماله‭. ‬

‭ ‬إن‭ ‬السينما‭ ‬هنا‭ ‬ليست‭ ‬أداة‭ ‬نقل‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬وسيلة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬معانٍ‭ ‬إنسانية،‭ ‬حيث‭ ‬تثير‭ ‬التساؤلات‭ ‬وتلهم‭ ‬التفكير‭.‬

السينما،‭ ‬إذًا،‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬فنا‭ ‬يعرض‭ ‬على‭ ‬الشاشة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬تنبض‭ ‬بالحياة‭ ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬قلوب‭ ‬الناس،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬لفيلم‭ ‬واحد‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬تغييرا،‭ ‬ويلهم‭ ‬جيلا‭ ‬بأكمله‭.‬

‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬أداة‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬يكثر‭ ‬فيه‭ ‬التحدي،‭ ‬وتتزايد‭ ‬فيه‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬أخلاقياتنا‭ ‬البشرية‭.‬

إنها‭ ‬مساحة‭ ‬نكتشف‭ ‬فيها‭ ‬أنفسنا‭ ‬ونرى‭ ‬عالما‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدودنا،‭ ‬مما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتشارك‭ ‬لحظات‭ ‬تثري‭ ‬تجربتنا‭ ‬الحياتية‭.‬

 

rajabnabeela@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا