العدد : ١٧٠٢٢ - الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٢٢ - الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ملامح العمل الوطني في المرحلة القادمة

بقلم: د. نبيل العسومي

الثلاثاء ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

كان‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس‭ ‬لمجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدلالات‭ ‬المهمة‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أو‭ ‬الأمني‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬حيث‭ ‬حظي‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬بإشادة‭ ‬واسعة‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلسين‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬الوطني‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬يحمله‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬معان‭ ‬وتوجيهات‭ ‬تشكل‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬وطنية‭ ‬للعمل‭ ‬السياسي‭ ‬التنموي‭.‬

الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬غطى‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬السياسية‭ ‬التعددية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والتي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬وإن‭ ‬استمرار‭ ‬ديمومتها‭ ‬يشكل‭ ‬مكسبا‭ ‬وطنيا‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬وأهم‭ ‬ركائز‭ ‬السياسة‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

كما‭ ‬حظي‭ ‬الجانب‭ ‬التنموي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬بتأكيد‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬سيظل‭ ‬هو‭ ‬محور‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وأن‭ ‬الحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬تقود‭ ‬دفة‭ ‬التنمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬العديدة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬ضبط‭ ‬الإنفاق‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬كصمام‭ ‬أمان‭ ‬للوضع‭ ‬المالي‭ ‬للبحرين‭ ‬والحرص‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬والاهتمام‭ ‬بمعيشته‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬بتأكيد‭ ‬استكمال‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للبحرين‭ ‬20‭ ‬‭ ‬30‭ ‬والاستعداد‭ ‬للخطة‭ ‬القادمة‭ ‬30‭ -‬50‭ ‬ضمن‭ ‬أفق‭ ‬تنموي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التحسب‭ ‬للمستقبل‭ ‬وتسخير‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬والطاقات‭ ‬لخدمة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬العزيز‭ ‬وتنمية‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬والاستجابة‭ ‬لمتطلباته‭ ‬المعيشية‭ ‬والارتقاء‭ ‬بوضعه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬وتوفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬وجعل‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬الخيار‭ ‬الأفضل‭.‬

ومن‭ ‬الجوانب‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتواصل‭ ‬الدائمين‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬لتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬الموطنين‭ ‬والاستجابة‭ ‬إلى‭ ‬متطلباتهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬النمو،‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والأمني‭.‬

كما‭ ‬تناول‭ ‬هذ‭ ‬الخطاب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بقضايا‭ ‬الشباب‭ ‬والمرأة‭ ‬والتعليم‭ ‬والرياضة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬غطتها‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬واختصرت‭ ‬المفاهيم‭ ‬والرؤي‭ ‬التطويرية‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬ضمن‭ ‬استكمال‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وللتوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬لانطلاق‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬لكل‭ ‬السلطات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬تحتل‭ ‬مركزا‭ ‬مهما‭ ‬ودورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬التشريعي‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الرقابي‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬التجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬البحرينية‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حريص‭ ‬كل‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الكامل‭ ‬لعمل‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬ومتابعته‭ ‬الكريمة‭ ‬للأدوار‭ ‬والفصول‭ ‬التشريعية‭ ‬وإعطائه‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبرى‭ ‬لهذه‭ ‬السلطة‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬تأسيسها‭ ‬قبل‭ ‬22‭ ‬سنة‭ ‬كاملة‭ ‬أي‭ ‬إنها‭ ‬بدأت‭ ‬تدخل‭ ‬مرحلة‭ ‬النضج‭ ‬والتطور‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازنات‭ ‬الكبرى‭ ‬للمجتمع‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والأمن‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬مكسب‭ ‬كبير‭ ‬يعزز‭ ‬بقاء‭ ‬هذه‭ ‬السلطة‭ ‬وتطورها‭ ‬لتكون‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشكل‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬هو‭ ‬الشكل‭ ‬الملائم‭ ‬لوضع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬واستقرارها‭ ‬وتحقيق‭ ‬الشراكة‭ ‬المجمعية‭ ‬والسياسية‭.‬

إن‭ ‬جميع‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتنموية‭ ‬ولغة‭ ‬الأرقام‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إنجازات‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬خلال‭ ‬الأدوار‭ ‬التشريعية‭ ‬الماضية‭ ‬بالشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المكتسبات‭ ‬للمواطن‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬المجتمع‭ ‬يعلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الآمال‭ ‬على‭ ‬السلطتين‭ ‬لتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬وضمان‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتعاون‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬للبحرين‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النهوض‭ ‬الحضاري‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭.‬

كذلك،‭ ‬فقد‭ ‬حظي‭ ‬موضوع‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬البحرينية‭ ‬باهتمام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬لما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬وحدة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬ووحدة‭ ‬الكلمة‭ ‬بين‭ ‬أبنائه‭ ‬فقد‭ ‬حرص‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬التوجيه‭ ‬بأهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬الهوية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬العالمية‭ ‬والتحولات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العولمة‭ ‬والثورة‭ ‬الرقمية‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬لإعطاء‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التعليم‭ ‬والثقافة‭ ‬والإعلام‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬تعد‭ ‬بمثابة‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬للسلطات‭ ‬معا‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬الجميع‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬والشراكة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬وحماية‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمكتسبات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬وإضافة‭ ‬المزيد‭ ‬والمزيد‭ ‬إليها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا