العدد : ١٧٠١٠ - الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠١٠ - الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أهمية تدشين الكرسي المشترك في الهوية والمواطنة الخليجية

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

دشن‭ ‬مكتب‭ ‬التربية‭ ‬العربي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬وجامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬‮«‬الكرسي‭ ‬العلمي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬الهوية‭ ‬والمواطنة‭ ‬الخليجية‮»‬‭ ‬في‭ ‬احتفال‭ ‬أقيم‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬فهد‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الأميرة‭ ‬الجوهرة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬البراهيم‭ ‬للطب‭ ‬الجزئي‭ ‬وعلوم‭ ‬المورثات‭ ‬والأمراض‭ ‬الوراثية‭.‬

ويأتي‭ ‬تدشين‭ ‬هذا‭ ‬الكرسي‭ ‬العلمي‭ ‬المهم‭ ‬كجزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬مكتب‭ ‬التربية‭ ‬العربي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬وجامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ضمن‭ ‬الجهود‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬والمواطنة‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رؤية‭ ‬ومنظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬نشأته،‭ ‬مؤمّلًا‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬تدشين‭ ‬هذا‭ ‬الكرسي‭ ‬العلمي‭ ‬إلى‭ ‬تحفيز‭ ‬الجامعيين‭ ‬والطلبة‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬البحوث‭ ‬الأكاديمية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬المكتبة‭ ‬الخليجية‭ ‬وتوعية‭ ‬النشء‭ ‬بأهمية‭ ‬الهوية‭ ‬والمواطنة‭ ‬الخليجية‭ ‬الجامعة‭.‬

وتبدو‭ ‬الأهمية‭ ‬البالغة‭ ‬لتدشين‭ ‬هذا‭ ‬الكرسي‭ ‬من‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬له‭ ‬وهو‭ ‬تنمية‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمجالات‭ ‬الهوية‭ ‬والمواطنة‭ ‬الخليجية،‭ ‬دعما‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬العلمية‭ ‬والفكرية‭ ‬المتصلة‭ ‬بالبحث‭ ‬والتأليف‭ ‬والترجمة‭ ‬وإصدار‭ ‬الوثائق‭ ‬المختلفة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بهذا‭ ‬الهدف،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الشراكات‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬مختلف‭ ‬الجوانب‭ ‬الثقافية‭ ‬والتعليمية‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الرياح‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بنا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العولمة‭ ‬والتأثير‭ ‬المتعاظم‭ ‬للعمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬معها‭ ‬عاداتها‭ ‬وتقاليدها‭ ‬وثقافتها‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬السلبي‭ ‬لهوية‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬الخليجية‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القضية‭ ‬تحظى‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬باهتمام‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربيّة،‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬اجتماعات‭ ‬القادة‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الحرص‭ ‬الدائم‭ ‬وعلى‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬الخليجية‭ ‬لإدراكهم‭ ‬الطابع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬وأثره‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وفي‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬تتأثر‭ ‬بالمؤثرات‭ ‬الخارجية‭ ‬أو‭ ‬المحلية‭ ‬الوافدة‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬بما‭ ‬يبعدها‭ ‬عن‭ ‬جذورها‭ ‬وأصلها‭ ‬وثقافتها‭ ‬وعاداتها‭ ‬وتقاليدها‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬نعتقد‭ ‬بأن‭ ‬تدشين‭ ‬هذا‭ ‬الكرسيّ‭ ‬يمثّل‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬وترجمة‭ ‬لذلك‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬الهوية‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭ ‬والمواطنة‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭.‬

كما‭ ‬كان‭ ‬لافتا‭ ‬ومهما‭ ‬الندوة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬التدشين‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬التعليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المواطنة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬ناقش‭ ‬المتحدثون‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬التوجهات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬تدريس‭ ‬المواطنة‮»‬،‭ ‬و«إدماج‭ ‬التربية‭ ‬مع‭ ‬المواطنة‭ ‬والقيم‭ ‬العالمية‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬إعداد‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‮»‬‭ ‬واستعراض‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المواطنة‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬بحريننا‭ ‬معًا‭ ‬نصنع‭ ‬المستقبل‮»‬،‭ ‬واستعراض‭ ‬تجربة‭ ‬الشقيقة‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭. ‬فكان‭ ‬التدشين‭ ‬والأنشطة‭ ‬المرافقة‭ ‬جهدا‭ ‬حقيقيا‭ ‬جادا‭ ‬وواعيا‭ ‬بأهمية‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬نتحدث‭ ‬عنه‭ ‬باستمرار‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬ونحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬المواطن‭ ‬الخليجي‭ ‬وما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬للجماعة‭ ‬الكبرى،‭ ‬وهو‭ ‬الخليج‭ ‬وهويته‭. ‬تماما‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬مواطنة‭ ‬أوروبية‭ ‬موحدة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إلغاء‭ ‬الحدود‭ ‬والحواجز‭. ‬

فمنذ‭ ‬عقود‭ ‬عديدة‭ ‬ونحن‭ ‬نحلم‭ ‬بالمواطنة‭ ‬الخليجية‭ ‬بكل‭ ‬أبعادها‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬البعد‭ ‬الثقافي‭ ‬والبعد‭ ‬التعليمي‭ ‬والإنساني‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬البعد‭ ‬السياسي‭ ‬فهنالك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الروابط‭ ‬والقواسم‭ ‬التاريخية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تجمعنا‭ ‬وتيسر‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمنا‭ ‬المشترك‭.‬

ما‭ ‬زال‭ ‬أبناء‭ ‬جيلي‭ ‬يتذكرون‭ ‬عند‭ ‬بداية‭ ‬تأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬مفهوم‭ ‬الانتماء‭ ‬للخليج‭ ‬قوياً،‭ ‬وظهر‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬استجابة‭ ‬القيادات‭ ‬السياسية،‭ ‬وسرعة‭ ‬تقبُّل‭ ‬المواطنين‭ ‬الخليجيين‭ ‬لهذه‭ ‬الوحدة،‭ ‬وتأكيد‭ ‬أهميتها‭. ‬فالإحساس‭ ‬بالانتماء‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة،‭ ‬هو‭ ‬إحساس‭ ‬مهم‭ ‬وكبير‭ ‬وسوف‭ ‬يظل‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬يدغدغ‭ ‬مشاعرنا‭ ‬ويغري‭ ‬عقولنا‭ ‬بإمكانية‭ ‬تحقيقه‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭. ‬ولذلك‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬تأكيد‭ ‬البعد‭ ‬التعليمي‭ ‬والثقافي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدشين‭ ‬هذا‭ ‬الكرسي‭ ‬قد‭ ‬كان‭ ‬موفقا‭ ‬وخطوة‭ ‬مهمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الأكبر‭ ‬وهو‭ ‬المواطنة‭ ‬الخليجية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا