العدد : ١٧٠٧٤ - السبت ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٤ - السبت ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مخاطر تلوث الهواء على صحة أطفالنا

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الخميس ١٠ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

أَطلقتْ‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العامل‭ ‬الجديد‭ ‬المسبب‭ ‬لقتل‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬بالقاتل‭ ‬الصامت،‭ ‬وأنا‭ ‬أُطلق‭ ‬عليه‭ ‬بقنبلة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬التي‭ ‬تفسد‭ ‬الجسم‭ ‬البشري‭ ‬برمته،‭ ‬جسدياً،‭ ‬ونفسياً،‭ ‬وعقلياً،‭ ‬وهذا‭ ‬الوباء‭ ‬الجديد‭ ‬المتفشي‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬هو‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬الداخلية‭ ‬كالمنزل‭ ‬خاصة،‭ ‬أو‭ ‬البيئات‭ ‬الخارجية‭.‬

فالهواء‭ ‬الجوي‭ ‬الذي‭ ‬نستنشقه‭ ‬الآن‭ ‬مرَّ‭ ‬بمراحل‭ ‬مختلفة‭ ‬كثيرة،‭ ‬بدءاً‭ ‬بالثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الأولى‭ ‬ثم‭ ‬الثانية،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬للمحركات‭ ‬ومصادر‭ ‬الوقود‭ ‬كان‭ ‬ينعكس‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭ ‬من‭ ‬الناحيتين‭ ‬النوعية،‭ ‬أي‭ ‬جودة‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭ ‬وسلامته،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الكمية،‭ ‬أي‭ ‬حجم‭ ‬وتركيز‭ ‬الملوثات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الهواء‭.‬

فمنذ‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬الملوثات‭ ‬‮«‬التقليدية‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬التي‭ ‬تَنْتُج‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬الفحم‭ ‬في‭ ‬القطارات،‭ ‬ومصانع‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمصانع،‭ ‬أو‭ ‬الديزل‭ ‬لتشغيل‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬المحركات‭ ‬والمولدات،‭ ‬أو‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة،‭ ‬أو‭ ‬الجازولين‭ ‬كوقود‭ ‬محرك‭ ‬للسيارات‭. ‬فنوعية‭ ‬الملوثات‭ ‬الخطرة‭ ‬التي‭ ‬طغت‭ ‬وتشبع‭ ‬بها‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬التاريخية،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أشدها‭ ‬تنكيلاً‭ ‬بصحة‭ ‬البيئة‭ ‬وسلامة‭ ‬الإنسان‭ ‬غاز‭ ‬أكاسيد‭ ‬الكبريت‭ ‬والنيتروجين،‭ ‬والدخان‭ ‬الأسود‭ ‬المشبع‭ ‬بشتى‭ ‬أنواع‭ ‬السموم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬غاز‭ ‬أول‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬ومركبات‭ ‬الرصاص‭ ‬العقيمة‭ ‬المفسدة‭ ‬لصحة‭ ‬البشر،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الأطفال‭.‬

ثم‭ ‬جاءت‭ ‬الحقبة‭ ‬الزمنية‭ ‬الثانية‭ ‬لنوعية‭ ‬وتركيز‭ ‬الملوثات‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حسَّن‭ ‬الإنسان‭ ‬وطوَّر‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬الوقود‭ ‬المحترق‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة،‭ ‬والسيارات،‭ ‬والقطارات،‭ ‬والطائرات،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬بإزالة‭ ‬الكبريت‭ ‬والرصاص‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الوقود‭ ‬كلها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬أجهزة‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬المصانع‭ ‬والسيارات،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انكشاف‭ ‬ملوثات‭ ‬‮«‬حديثة‮»‬‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬الملوثات‭ ‬التقليدية‭ ‬القديمة،‭ ‬ومنها‭ ‬غاز‭ ‬الأوزون‭ ‬السام‭ ‬والخطر‭ ‬الذي‭ ‬ينتج‭ ‬من‭ ‬تفاعل‭ ‬بعض‭ ‬الملوثات‭ ‬التقليدية،‭ ‬مثل‭ ‬أكاسيد‭ ‬النيتروجين‭ ‬والملوثات‭ ‬الهيدروكربونية‭ ‬المتطايرة‭ ‬وعند‭ ‬وجود‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬كعامل‭ ‬مساعد‭ ‬يتولد‭ ‬خليط‭ ‬معقد‭ ‬وسام‭ ‬من‭ ‬الملوثات،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬غاز‭ ‬الأوزون‭ ‬وملوثات‭ ‬مؤكسدة‭ ‬كثيرة‭ ‬أخرى‭.‬

وأما‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬فهي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬المرحلتين‭ ‬السابقتين،‭ ‬مرحلة‭ ‬الملوثات‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬انخفض‭ ‬تركيز‭ ‬بعضها‭ ‬كأكاسيد‭ ‬الكبريت‭ ‬والرصاص‭ ‬والدخان‭ ‬الأسود،‭ ‬ومرحلة‭ ‬الملوثات‭ ‬غير‭ ‬التقليدية،‭ ‬وهذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أُطلق‭ ‬عليها‭ ‬المرحلة‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬أو‭ ‬مرحلة‭ ‬المخلفات‭ ‬الميكروبلاستيكية‭ ‬والنانوبلاستيكية‭ ‬والجسيمات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الدقيقة‭ ‬والمتناهية‭ ‬في‭ ‬الصغر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المواد‭ ‬العضوية‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أعدادٍ‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬عنصر‭ ‬الفلورين‭. ‬وهي‭ ‬مجموعة‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬آلاف‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬ويُطلق‭ ‬عليها‭ (‬PFAS‭). ‬وهذه‭ ‬المرحلة‭ ‬تزامنت‭ ‬وانكشفت‭ ‬بعد‭ ‬تعميم‭ ‬استخدام‭ ‬المنتجات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬فلن‭ ‬تجد‭ ‬الآن‭ ‬منتجاً‭ ‬نستخدمه‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه‭ ‬إلا‭ ‬ويدخل‭ ‬في‭ ‬تكوينه‭ ‬أحد‭ ‬أنواع‭ ‬المواد‭ ‬البلاستيكية‭.‬

فالعلماء‭ ‬أكدوا‭ ‬الآن‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬الواقعة،‭ ‬وهي‭ ‬تشبع‭ ‬جميع‭ ‬مكونات‭ ‬بيئتنا‭ ‬وخلايا‭ ‬أجسامنا‭ ‬بهذه‭ ‬الجسيمات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬العقيمة،‭ ‬وشمروا‭ ‬اليوم‭ ‬للولوج‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬استكشافية‭ ‬بحثية‭ ‬جديدة‭ ‬هي‭ ‬مدى‭ ‬خطورة‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬على‭ ‬أعضاء‭ ‬أجسامنا‭ ‬والأمراض‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬نسقط‭ ‬فيها‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الجسيمات‭ ‬المجهرية‭. ‬

فجميع‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬القديمة‭ ‬والحديثة‭ ‬والجديدة‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬وقد‭ ‬تعمل‭ ‬بطريقة‭ ‬تعاونية‭ ‬ومجموعية‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬خللٍ‭ ‬في‭ ‬أعضاء‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬وتعريضه‭ ‬للأسقام‭ ‬المزمنة‭ ‬المستعصية‭ ‬على‭ ‬العلاج‭. ‬وآخر‭ ‬بحث‭ ‬اطلعتُ‭ ‬عليه‭ ‬سبر‭ ‬غور‭ ‬تأثير‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬على‭ ‬دماغ‭ ‬الأطفال‭. ‬وقد‭ ‬نُشر‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ (‬DevelopmentalCognitive‭ ‬Neuroscience‭)‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮»‬تنظيف‭ ‬الهواء‭: ‬مراجعة‭ ‬منهجية‭ ‬للدراسات‭ ‬حول‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬ووظائف‭ ‬المخ‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬السياسات‮»‬‭. ‬

فهذا‭ ‬البحث‭ ‬الشامل‭ ‬الجامع‭ ‬قام‭ ‬بحصر‭ ‬وتحليل‭ ‬40‭ ‬دراسة‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬قارات،‭ ‬هي‭ ‬أمريكا،‭ ‬وأوروبا،‭ ‬وآسيا،‭ ‬وأستراليا،‭ ‬وكلها‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إيجاد‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء،‭ ‬والسكن‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬ملوثة،‭ ‬والتغييرات‭ ‬والفروقات‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬ووظيفة‭ ‬أجزاء‭ ‬مخ‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬من‭ ‬حديثي‭ ‬الولادة‭ ‬إلى‭ ‬الذين‭ ‬بلغوا‭ ‬18‭ ‬عاماً‭. ‬وهذه‭ ‬الاختلافات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬دراستها‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬وسمك‭ ‬المادة‭ ‬البيضاء‭ ‬والرمادية‭ ‬في‭ ‬المخ،‭ ‬والعمليات‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬المخ‭ ‬والمواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬عنها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬شبكة‭ ‬التواصل‭ ‬الداخلي‭ ‬بين‭ ‬أجزاء‭ ‬ومكونات‭ ‬الدماغ‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬ولجت‭ ‬الدراسة‭ ‬بعمق‭ ‬على‭ ‬الأورام‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬عند‭ ‬الأطفال،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الأورام‭ ‬السرطانية‭.‬

وقد‭ ‬تمخضت‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬عدة‭ ‬استنتاجات‭ ‬عامة،‭ ‬منها‭ ‬أولاً‭: ‬تأثيرات‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬على‭ ‬الأم‭ ‬الحامل‭ ‬والجنين‭ ‬تمر‭ ‬بمرحلتين،‭ ‬الأولى‭ ‬أثناء‭ ‬وجود‭ ‬الجنين‭ ‬في‭ ‬الرحم،‭ ‬والثانية‭ ‬بعد‭ ‬خروجه‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا،‭ ‬ودور‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬تعقيدات‭ ‬الحمل‭ ‬والولادة‭ ‬ونمو‭ ‬الطفل‭ ‬منذ‭ ‬ولادته‭. ‬فتلوث‭ ‬الهواء‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬الحامل،‭ ‬وهذا‭ ‬بدوره‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬الجنين‭ ‬في‭ ‬رحم‭ ‬الأم‭ ‬ويسبب‭ ‬التهابات‭ ‬مزمنة،‭ ‬كولادة‭ ‬الجنين‭ ‬الميت،‭ ‬أو‭ ‬منخفض‭ ‬الوزن،‭ ‬أو‭ ‬الولادة‭ ‬المبكرة،‭ ‬أو‭ ‬ولادة‭ ‬جنين‭ ‬معوق‭ ‬جسدياً‭ ‬وعقلياً،‭ ‬وبعد‭ ‬الولادة‭ ‬يكون‭ ‬التأثير‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬الرئة،‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬مجرى‭ ‬الدم‭ ‬وإلى‭ ‬كل‭ ‬خلية‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬أعضاء‭ ‬الجسم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المخ،‭ ‬حيث‭ ‬تتعدى‭ ‬الملوثات‭ ‬وتتخطى‭ ‬العوائق‭ ‬والحدود‭ ‬الطبيعية‭ ‬بين‭ ‬الدم‭ ‬وخلايا‭ ‬المخ،‭ ‬والمعروفة‭ ‬بالحاجز‭ ‬الدموي‭ ‬الدماغي‭ ‬‭ (‬blood‭-‬brain‭ ‬barrier‭ (‬BBB‭) .‬

وثانياً‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬حتى‭ ‬بمستويات‭ ‬منخفضة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬والمواصفات‭ ‬الخاصة‭ ‬بجودة‭ ‬الهواء‭ ‬تضر‭ ‬بخلايا‭ ‬المخ،‭ ‬وتُحدث‭ ‬خللاً‭ ‬في‭ ‬مخ‭ ‬الأطفال،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬سببية‭ ‬بين‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬وصحة‭ ‬مخ‭ ‬الأطفال‭. ‬فوظائف‭ ‬أجزاء‭ ‬المخ‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يتعرضون‭ ‬للهواء‭ ‬الملوث‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬غير‭ ‬ملوثة‭. ‬وأما‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الثالث‭ ‬فهو‭ ‬عند‭ ‬تحليل‭ ‬أنسجة‭ ‬المخ‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تلفاً‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المخ‭ ‬والأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يتعرضون‭ ‬لتلوث‭ ‬الهواء،‭ ‬ومن‭ ‬أكثر‭ ‬الملوثات‭ ‬تدميراً‭ ‬لصحة‭ ‬المخ‭ ‬هو‭ ‬الدخان‭ ‬والملوثات‭ ‬الأخرى‭ ‬المنبعثة‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬من‭ ‬عوادم‭ ‬السيارات‭.‬

فهذه‭ ‬الدراسات‭ ‬تؤكد‭ ‬التهديد‭ ‬الذي‭ ‬يمثله‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬وإنما‭ ‬للأطفال‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬يحركون‭ ‬ويواصلون‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬الدول‭. ‬فتأثير‭ ‬التلوث‭ ‬على‭ ‬المخ‭ ‬يعني‭ ‬التأثير‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬التذكر،‭ ‬والتفكير،‭ ‬والسلوك،‭ ‬والحواس،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشاكل،‭ ‬والتوازن‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬الجسم،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬الحيوية‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬يؤديه‭ ‬المخ‭ ‬للإنسان‭.‬

ولذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬سلم‭ ‬الأولويات‭ ‬حتى‭ ‬نتمتع‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬بصحة‭ ‬جيدة‭ ‬دائمة‭ ‬لأطفالنا،‭ ‬ونحقق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا