العدد : ١٧٠٨٣ - الاثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٣ - الاثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حفظ أمانة الأوطان جوهر الانتماء الوطني

بقلم: الشريف د. محمد بن فارس الحسين

الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

الوطن‭ ‬هو‭ ‬أثمن‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬الإنسان،‭ ‬وحبه‭ ‬يتغلغل‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬وطني‭ ‬شريف،‭ ‬فهذه‭ ‬مشاعر‭ ‬طبيعية‭ ‬أودعها‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬النفوس‭. ‬وقد‭ ‬كتب‭ ‬العلماء‭ ‬والحكماء‭ ‬والأدباء‭ ‬والشعراء‭ ‬عن‭ ‬حب‭ ‬الوطن،‭ ‬ونقلتها‭ ‬الكتب‭ ‬لتتناقلها‭ ‬الأجيال‭ ‬وتبقى‭ ‬رمزًا‭ ‬تحتفي‭ ‬به‭ ‬الشعوب‭.‬

فلا‭ ‬يوجد‭ ‬مكان‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭ ‬أكثر‭ ‬قيمة‭ ‬للإنسان‭ ‬من‭ ‬وطنه،‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬فيه‭ ‬بالأمان‭ ‬والانتماء‭. ‬فالوطن‭ ‬هو‭ ‬المساحة‭ ‬التي‭ ‬يتشارك‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬فرصًا‭ ‬متساوية،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تحترم‭ ‬القوانين‭ ‬والعادات‭ ‬والأعراف،‭ ‬وألا‭ ‬يتعدى‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬حريات‭ ‬الآخرين‭ ‬أو‭ ‬يهدد‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬البلاد‭. ‬

ولي‭ ‬وطن‭ ‬آليت‭ ‬ألا‭ ‬أبيعه‭   ‬

وألا‭ ‬أرى‭ ‬غيري‭ ‬له‭ ‬الدهر‭ ‬مالكًا

هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬لم‭ ‬يبنَ‭ ‬إلا‭ ‬بتضحيات‭ ‬وجهود‭ ‬قادة‭ ‬عظماء،‭ ‬ضحوا‭ ‬بكل‭ ‬غالٍ‭ ‬وثمين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأسيسه‭. ‬غرسوا‭ ‬البذور‭ ‬التي‭ ‬نمت‭ ‬وأثمرت‭ ‬شجرة‭ ‬قوية‭ ‬مثمرة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سقوها‭ ‬بعرق‭ ‬الجهد‭ ‬والعمل‭ ‬الجاد‭. ‬وحمل‭ ‬الراية‭ ‬من‭ ‬بعدهم‭ ‬ملك‭ ‬عظيم‭ ‬مخلص‭ ‬لشعبة‭ ‬ولأمته‭ ‬دأبه‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬غال‭ ‬ونفيس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفعة‭ ‬الوطن‭ ‬وازدهاره‭.‬

وتقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬بحريني‭ ‬ومقيم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العظيم‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬مسيرته‭ ‬المضيئة‭.‬

فالمسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬الوطن‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬الأسرة،‭ ‬وهي‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭. ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬قدوة‭ ‬لأبنائهم‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬الوطن،‭ ‬ويعبروا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬بأفعالهم‭ ‬وأخلاقهم‭ ‬وسلوكهم،‭ ‬وباحترامهم‭ ‬للقوانين‭ ‬والأنظمة‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يغرسوا‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬أبنائهم‭ ‬قيم‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬وحب‭ ‬القيادة،‭ ‬ليصبح‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬تكوينهم‭ ‬كما‭ ‬يجري‭ ‬الدم‭ ‬في‭ ‬عروقهم‭.‬

كما‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬حماية‭ ‬عقول‭ ‬أبنائنا‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬الدخيلة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬سلامتهم‭ ‬الفكرية،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الجميع‭. ‬فالأسرة‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬توعية‭ ‬الأبناء‭ ‬وتحصينهم‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬التيارات،‭ ‬مع‭ ‬توجيههم‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬ينفعهم،‭ ‬ليكونوا‭ ‬قوة‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭.‬

ومن‭ ‬المسؤوليات‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬الالتفاف‭ ‬حول‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬لها‭. ‬فقائدنا‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬هو‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬الأخلاق‭ ‬ونموذج‭ ‬في‭ ‬التفاني‭ ‬لخدمة‭ ‬الوطن‭. ‬فهو‭ ‬يسعى‭ ‬دائمًا‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬أرقى‭ ‬سبل‭ ‬العيش‭ ‬لشعبه،‭ ‬وقد‭ ‬تجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المملكة‭ ‬لمكانة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭.‬

ومازالت‭ ‬قيادة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العريق‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬ملل‭ ‬لرفع‭ ‬اسم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التميز‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭. ‬فواجبنا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬عوناً‭ ‬لقيادتنا‭ ‬ونعمل‭ ‬جميعًا‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬لمواصلة‭ ‬النجاح‭ ‬وتعزيز‭ ‬المستقبل‭.‬

الولاء‭ ‬للوطن‭ ‬أولا

إن‭ ‬الانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬هو‭ ‬شعور‭ ‬فطري‭ ‬يكبر‭ ‬مع‭ ‬الإنسان‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬ولادته،‭ ‬حيث‭ ‬يرتبط‭ ‬الفرد‭ ‬بالأرض‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬وبثقافتها‭ ‬وتاريخها‭ ‬وقيمها‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬بالانتماء‭ ‬إلى‭ ‬وطنهم،‭ ‬بل‭ ‬يحملون‭ ‬ولاءً‭ ‬لأوطان‭ ‬أخرى‭.  ‬فهؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يفضلون‭ ‬الولاء‭ ‬لأوطان‭ ‬أخرى‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يكونون‭ ‬مدفوعين‭ ‬بعدة‭ ‬عوامل،‭ ‬منها‭ ‬الأيديولوجيات‭ ‬المختلفة،‭ ‬أو‭ ‬المصالح‭ ‬الشخصية،‭ ‬أو‭ ‬التأثيرات‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬ضغوطًا‭ ‬على‭ ‬هويتهم‭ ‬الوطنية‭. ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬ضحية‭ ‬لتضليل‭ ‬فكري‭ ‬أو‭ ‬تأثير‭ ‬دعايات‭ ‬سياسية‭ ‬وإعلامية‭ ‬موجهة‭ ‬تجعلهم‭ ‬يرون‭ ‬في‭ ‬أوطانهم‭ ‬الأخرى‭ ‬بديلاً‭ ‬أفضل‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬تطابقًا‭ ‬مع‭ ‬أفكارهم‭. ‬ومع‭ ‬الوقت،‭ ‬يتحول‭ ‬هذا‭ ‬الانتماء‭ ‬إلى‭ ‬خيانة‭ ‬واضحة‭ ‬للوطن،‭ ‬حيث‭ ‬يضعون‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬فوق‭ ‬مصالح‭ ‬وطنهم‭ ‬الذي‭ ‬نشأوا‭ ‬وترعرعوا‭ ‬فيه‭.‬

فهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تتبنى‭ ‬أفكارًا‭ ‬تخالف‭ ‬مصلحة‭ ‬وطنهم،‭ ‬وقد‭ ‬يدعمون‭ ‬مشاريع‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬اقتصادية‭ ‬تسعى‭ ‬للإضرار‭ ‬بالدولة‭ ‬التي‭ ‬ينتمون‭ ‬إليها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬ولاءهم‭ ‬الحقيقي‭ ‬يذهب‭ ‬لدول‭ ‬أخرى‭. ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الولاءات‭ ‬تكون‭ ‬غالبًا‭ ‬محط‭ ‬استغلال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية‭ ‬المعادية،‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬أدوات‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أجنداتها،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬نشر‭ ‬الفوضى‭ ‬أو‭ ‬التآمر‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬الداخلي‭ ‬للدولة‭.‬

إن‭ ‬خيانة‭ ‬الولاء‭ ‬الوطني‭ ‬هي‭ ‬أعظم‭ ‬الخيانات‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬بالتماسك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتروج‭ ‬لثقافات‭ ‬وقيم‭ ‬دخيلة‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬القيم‭ ‬الوطنية‭. ‬إن‭ ‬خطر‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬ولاءً‭ ‬لأوطان‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬الأذى‭ ‬المباشر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يلحقونه‭ ‬بوطنهم،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬تأثيرهم‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد،‭ ‬حيث‭ ‬ينقلون‭ ‬إليه‭ ‬تلك‭ ‬الأفكار‭ ‬المغلوطة‭ ‬والولاءات‭ ‬المزدوجة‭. ‬وهذا‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬وعلى‭ ‬وحدة‭ ‬المجتمع‭.‬

 

المحافظة‭ ‬على‭ ‬الوطن

والالتفاف‭ ‬حول‭ ‬القيادة

إن‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الويلات‭ ‬والكوارث‭ ‬يجعلنا‭ ‬ندرك‭ ‬أهمية‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الوطن‭. ‬فبالاستقرار‭ ‬والأمان‭ ‬ينعم‭ ‬الإنسان،‭ ‬وينجو‭ ‬من‭ ‬الفتن‭ ‬والحروب،‭ ‬فالوطن‭ ‬هو‭ ‬السفينة‭ ‬التي‭ ‬تقل‭ ‬الجميع،‭ ‬ومن‭ ‬واجب‭ ‬الجميع‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬لتبحر‭ ‬بسلام‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬مشرق‭.‬

إن‭ ‬أعداء‭ ‬الأمة‭ ‬يسعون‭ ‬بكل‭ ‬الطرق‭ ‬لهدم‭ ‬القيم‭ ‬الوطنية‭ ‬للشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والاسلامية،‭ ‬مستخدمين‭ ‬شعارات‭ ‬براقة‭ ‬كالثورات‭ ‬التي‭ ‬تدمر‭ ‬البلدان‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬شعارات‭ ‬الحرية‭ ‬والكرامة‭. ‬وعندما‭ ‬تشتعل‭ ‬هذه‭ ‬الثورات‭ ‬التي‭ ‬تحركها‭ ‬وتوجهها‭ ‬جهات‭ ‬خارجية‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الحالات،‭ ‬لا‭ ‬تترك‭ ‬خلفها‭ ‬سوى‭ ‬الدمار‭. ‬كذلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬تحاول‭ ‬خلق‭ ‬أوطان‭ ‬زائفة،‭ ‬وتخدع‭ ‬الأتباع‭ ‬لتزج‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬إرهابية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الشائعات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬المدمرة‭ ‬تشكل‭ ‬خطرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭.‬

وقد‭ ‬قدمت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبًا‭ ‬نموذجًا‭ ‬رائعًا‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬للوطن،‭ ‬بتكاتفها‭ ‬ووحدتها‭. ‬فقد‭ ‬أثبتت‭ ‬للعالم‭ ‬أنها‭ ‬حصن‭ ‬منيع،‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الحضارة،‭ ‬وكل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬جندي‭ ‬مخلص‭ ‬له،‭ ‬لا‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬التضحية‭ ‬بالغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬من‭ ‬أجله‭.‬

إن‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬تتطلب‭ ‬منا‭ ‬شكرها‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭. ‬فإشاعة‭ ‬الفتن‭ ‬وزعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الجحود‭ ‬بنعم‭ ‬الله‭. ‬نحن‭ ‬نشهد‭ ‬اليوم‭ ‬الحروب‭ ‬والاضطرابات‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بالمنطقة‭ ‬من‭ ‬حلولنا‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬أرواح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأبرياء‭ ‬قد‭ ‬زهقت‭ ‬دون‭ ‬ذنب‭ ‬أو‭ ‬جريرة‭.‬

‭ ‬لكننا‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬البحرين،‭ ‬الذي‭ ‬أيقظ‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬بصموده‭ ‬وتماسكه،‭ ‬أصبح‭ ‬مثالًا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬والالتفاف‭ ‬حول‭ ‬قيادته‭ ‬في‭ ‬أصعب‭ ‬اللحظات‭.‬

نعم،‭ ‬وطننا‭ ‬العزيز‭ ‬هو‭ ‬جوهرة‭ ‬ثمينة،‭ ‬ولؤلؤة‭ ‬نفيسة،‭ ‬تضيء‭ ‬عقول‭ ‬الضالين‭ ‬وترشدهم،‭ ‬وتكون‭ ‬مصدر‭ ‬أمان‭ ‬وإلهام‭ ‬لهم‭. ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يحفظ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الغالية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر،‭ ‬وأن‭ ‬يبارك‭ ‬فيمن‭ ‬يحمل‭ ‬أمانة‭ ‬الحكم،‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭- ‬وأن‭ ‬يديم‭ ‬علينا‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ويرد‭ ‬كيد‭ ‬الأعداء‭ ‬إلى‭ ‬نحورهم‭.‬

 

حمد‭ ‬المليك‭ ‬الفذ‭ ‬صانع‭ ‬مجدنا

وإمامنا‭ ‬المعطاء‭ ‬سيد‭ ‬عربنا

أرسى‭ ‬التسامح‭ ‬منهجا‭ ‬في‭ ‬موطني

حتى‭ ‬سرى‭ ‬الحب‭ ‬العظيم‭ ‬بأرضنا

 

الشعب‭ ‬كل‭ ‬الشعب‭ ‬خلف‭ ‬قراركم

يا‭ ‬درعنا‭ ‬الحامي‭ ‬ومصدر‭ ‬أمننا

 

تفديك‭ ‬منا‭ ‬الروح‭ ‬يا‭ ‬أغلى‭ ‬الورى

يا‭ ‬والدًا‭ ‬بالحب‭ ‬يُعلي‭ ‬صرحنا

قد‭ ‬جاء‭ ‬عن‭ ‬خير‭ ‬البرية‭ ‬نصه

اطع‭ ‬الإمام‭ ‬لخيرنا‭ ‬ولمجدنا

 

سمعا‭ ‬أطعنا‭ ‬يا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬ما‭ ‬شرعته

هذا‭ ‬من‭ ‬الدين‭ ‬الحنيف‭ ‬وربنا

 

سأظل‭ ‬ألهج‭ ‬بالدعاء‭ ‬لخالقي

أن‭ ‬يحفظ‭ ‬الملك‭ ‬المهيب‭ ‬وشعبنا

 

{ أكاديمي‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬

الشرعية‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية

Dr‭.‬MohamedFaris@yahoo‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا