يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
أمن الوطن أولا
الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية أدلى بتصريحات نشرتها الصحف أمس لها أهمية بالغة يجب على الكل أن يتوقف عندها.
الحقيقة أن تصريحات الوزير هي بمثابة رسالة وطنية إلى كل المواطنين وكل القوى المدنية في البحرين.
الرسالة أكدت ثلاثة جوانب كبرى:
1 - أن المنطقة تشهد تصعيدا خطيرا وتوترات واسعة. وهذه الظروف الاستثنائية تتطلب من الجميع اليقظة والوعي.
2 – أن الأولوية المطلقة الكبرى في هذه الظروف هي لحماية أمن الوطن، والتماسك الاجتماعي والحرص على الوحدة الوطنية.
3 – أن الكل في المجتمع يتحمل المسؤولية في هذه الظروف، وبالأخص أولياء الأمور من منطلق أن الكل يجب أن يكون شريكا في حفظ الأمن وحماية الوطن.
هذه الجوانب التي أكدها وزير الداخلية لها بالفعل أهمية استثنائية في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة.
نعلم جميعا أن المنطقة تعيش أوضاعا متفجرة في منتهى الخطورة على كل المستويات. لسنا بحاجة إلى شرحها تفصيلا فنحن نتابعها على مدار الساعة.
المهم في هذه الأحداث والتطورات أنها تتسارع بشكل مخيف، وليس بمقدور أحد أن يتصور كيف ستتطور هذه الأوضاع في المستقبل القريب أو البعيد. كل الاحتمالات الخطيرة واردة.
علينا أن ندرك أنه ليست هناك أي دولة عربية بعيدة عن تأثيرات هذه الأحداث والتطورات على كل المستويات.
وعلينا أن ندرك أن هناك من يريد لكل الدول العربية أن تغرق في الفوضى والصراع والدمار. هذه أجندات كبرى معروفة منذ زمن لحساب مصالح قوى كبرى ودول إقليمية. وهناك اليوم من يتحدث عن ضرورة تغيير خريطة المنطقة كلها.
نريد أن نقول إن أوضاع المنطقة خطيرة بالفعل وتحمل تهديدات كبرى لكل الدول، وليس هناك مجال للاستهانة بها أو التقليل من شأن خطورتها.
الأمر المهم هنا أن العالم، كما نعلم جميعا، يقف عاجزا عن التعامل مع هذه الأوضاع وعن احتوائها أو الحيلولة دون تصاعدها. العالم كله عاجز عن أن يحقق أي أمن أو استقرار في المنطقة.
وهذا العجز يعني أنه من الخطأ الفادح المراهنة على أي جهود للتهدئة أو منع التصعيد، وإنما يجب أن نتوقع الأسوأ في الفترة القادمة.
ويعني هذا أن كل دولة عربية عليها أن تعطي في الوقت الحاضر اهتماما استثنائيا للحفاظ على أمنها واستقرارها وعلى حماية وتحصين جبهتها الداخلية.
وكما كتبنا مرارا من قبل، اليوم ليست هناك أولوية تسبق ضرورة الحفاظ على الأمن وعلى مؤسسات الدولة وعلى تحصين الجبهة الداخلية.
هذه أولويات كبرى في البحرين اليوم.
لهذا كان وزير الداخلية حريصا على أن ينبه الجميع إلى ذلك، وإلى ضرورة الوعي بخطورة ما يجري في المنطقة وما يترتب على ذلك من مهام والتزامات وطنية.
وأهم ما في حديث الوزير التأكيد أن الكل بلا استثناء يتحمل المسؤولية ويجب أن يقوم بواجبه اليوم في حماية الأمن، وفي حماية الوحدة الوطنية.
وإذا كان الوزير قد خص أولياء الأمور بالتأكيد على دورهم، فذلك لأن الشباب اليوم هم أكبر فئة بحاجة إلى التوعية بحقيقة الأوضاع وبدورهم الوطني، وأولياء الأمور هم من يتحملون أساسا هذه المسؤولية تجاه أبنائهم.
بالطبع ليس أولياء الأمور وحدهم، بل الكل في المجتمع يجب أن يتحمل المسؤولية اليوم، سواء في ذلك المؤسسات والأجهزة الرسمية أو كل قوى ومنظمات المجتمع المدني بلا استثناء، وكل مواطن.
الكل يجب أن يتكاتف من أجل ضمان أمن واستقرار الوطن ومنع أي تهديد له من أي نوع. والكل يجب أن يتكاتف وأن يبذل كل جهد ممكن من أجل الحفاظ على التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية.
المهم أن يدرك الجميع أنه في ظل الظروف الحالية فإن أمن الوطن أولا، ووحدة المجتمع أولا. والجميع عليه أن يدرك أنه مسؤول ويجب أن يقوم بدوره ويؤدي واجبه. وهذا هو جوهر حديث وزير الداخلية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك