العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

في ذكرى مرور عام على «طوفان الأقصى»

بقلم: د. أحمد عبدربه {

الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

ونحن‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬إتمام‭ ‬عام‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬الهجمات‭ ‬المباغتة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬على‭ ‬جنوب‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬مراجعة‭ ‬حسابات‭ ‬المكاسب‭ ‬والخسائر‭ ‬لأطراف‭ ‬الصراع‭ ‬الدامي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وذلك‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬جدوى‭ ‬المعارك‭ ‬التي‭ ‬اتسع‭ ‬نطاقها‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬متوقعا،‭ ‬نحو‭ ‬استشراف‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يحمله‭ ‬المستقبل‭ ‬لنا‭ ‬ولمنطقتنا‭!.‬

كانت‭ ‬هجمات‭ ‬حماس‭ ‬قاسية‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬فقد‭ ‬خلفت‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬1200‭ ‬قتيلة‭ ‬وقتيل‭ ‬إسرائيلي‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬715‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬الجيش‭ ‬و66‭ ‬شرطيا‭ ‬وشرطية‭ ‬خلال‭ ‬الشهور‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬الهجمات‭ ‬وحتى‭ ‬اللحظة‭ ‬بحسب‭ ‬إحصاءات‭ ‬صحيفة‭ ‬The‭ ‬Times‭ ‬of‭ ‬Israel‭ ‬المنشورة‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭.‬

أبدأ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬بالطرف‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬يبدو‭ ‬وكأنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬رد‭ ‬فعل‮»‬‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬حقائق‭ ‬الصراع‭ ‬منذ‭ ‬فشل‭ ‬اتفاقية‭ ‬أوسلو‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وصعود‭ ‬تيار‭ ‬اليمين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بقيادة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬لمقاعد‭ ‬السلطة‭ ‬يفضى‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬واضحة،‭ ‬وهى‭ ‬أن‭ ‬المتسبب‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬في‭ ‬تفجير‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬الذى‭ ‬صمم‭ ‬سياسة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬جعل‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬أمرا‭ ‬مستحيلا،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬التعنت‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬الهشة‭ ‬للسلام،‭ ‬وفرض‭ ‬سياسات‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬بسبب‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستوطنات‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أمامه‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسلام‭ ‬المزعوم‭ ‬الذى‭ ‬ادعى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬اليميني‭ ‬وحلفاءه‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬المتطرفين‭ ‬دينيا‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭ ‬خلال‭ ‬الثلاثين‭ ‬عاما‭ ‬الماضية‭ ‬صادقين‭ ‬بخصوصه،‭ ‬بل‭ ‬قام‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬وجماهيره‭ ‬بهندسة‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وأخرى‭ ‬متعلقة‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنهاء‭ ‬أمر‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬وترحيل‭ ‬مشاكل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬آملين‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬منهم‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭!.‬

وقد‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬ذروته‭ ‬بوضوح‭ ‬حينما‭ ‬قام‭ ‬السفير‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬جلعاد‭ ‬أردان،‭ ‬بتمزيق‭ ‬ميثاق‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬صريحة‭ ‬لحقيقة‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يعير‭ ‬أي‭ ‬أهمية‭ ‬بل‭ ‬ويحتقر‭ ‬بوضوح‭ ‬التنظيمات‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬تكبدت‭ ‬إسرائيل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬الفادحة،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهمها‭:‬

أولا‭: ‬الضربة‭ ‬الأبرز‭ ‬لإسرائيل‭ ‬هي‭ ‬خسائرها‭ ‬البشرية‭ ‬سواء‭ ‬بين‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬أو‭ ‬العسكريين،‭ ‬فالأرقام‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬فقرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬ليست‭ ‬هينة‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬تعودت‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬مواطنيها‭ ‬ومواطناتها‭ ‬ولطالما‭ ‬تباهت‭ ‬بقوة‭ ‬جيشها‭. ‬وبشكل‭ ‬حسابي‭ ‬بحت‭ ‬فهذه‭ ‬هي‭ ‬أكبر‭ ‬خسارة‭ ‬بشرية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬عمرها‭ ‬الرسمي‭ ‬ثمانية‭ ‬عقود‭! ‬هذه‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬لها‭ ‬ثمن‭ ‬معنوي‭ ‬كبير،‭ ‬فكل‭ ‬من‭ ‬زار‭ ‬إسرائيل‭ ‬مؤخرا‭ ‬عبَّر‭ ‬عن‭ ‬الصدمة‭ ‬والقلق‭ ‬والإحباط‭ ‬والاكتئاب‭ ‬الذى‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنون‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬منهم‭ ‬لبدء‭ ‬إجراءات‭ ‬هجرة‭ ‬دائمة‭ ‬أو‭ ‬مؤقتة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬ادعت‭ ‬دوما‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬وطنا‭ ‬آمنا‭ ‬لكل‭ ‬يهود‭ ‬العالم‭!.‬

أما‭ ‬الخسارة‭ ‬الثانية‭ ‬فقد‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصفعة‭ ‬المخابراتية‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬تلقتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬وهي‭ ‬الصفعة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬آثارها‭ ‬قائمة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭. ‬هذا‭ ‬الفشل‭ ‬المخابراتي‭ ‬والأمني‭ ‬والعسكري‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬أصداؤه‭ ‬تُسمع‭ ‬وتُرى‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬المشروخة‭ ‬بين‭ ‬قيادات‭ ‬الجيش‭ ‬والحكومة‭ ‬وكذلك‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬القيادات‭ ‬والشعب‭ ‬المستاء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفشل‭ ‬المريع‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬بلا‭ ‬حساب‭ ‬سياسي‭ ‬بسبب‭ ‬تعمد‭ ‬نتنياهو‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬الحرب‭ ‬للتغطية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفشل‭ ‬وترحيل‭ ‬وقت‭ ‬الحساب‭ ‬السياسي‭ ‬للرجل‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يوصف‭ ‬بأنه‭ ‬الأقوى‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭! ‬بل‭ ‬ويمكننا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬أيضا‭ ‬شرخا‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمنية‭ ‬‭ ‬العسكرية‭ ‬وسط‭ ‬تبادل‭ ‬الاتهامات‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬القيادات‭ ‬بشأن‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬حول‭ ‬أحداث‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭!.‬

فيما‭ ‬تمثلت‭ ‬الخسارة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬إسرائيل‭ ‬الخارجية؛‭ ‬حيث‭ ‬انكشف‭ ‬أي‭ ‬غطاء‭ ‬أخلاقي‭ ‬أو‭ ‬سياسي‭ ‬كانت‭ ‬تحاول‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬أن‭ ‬تلتحف‭ ‬به‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬تراشقات‭ ‬سياسية‭ ‬ودبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬إيرلندا‭ ‬وإسبانيا‭! ‬كذلك‭ ‬فقد‭ ‬تحول‭ ‬التعاطف‭ ‬المبدئي‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الغربي‭ ‬بعد‭ ‬هجمات‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬دفاع‭ ‬مشروع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬إلى‭ ‬هجوم‭ ‬شرس‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تهاوت‭ ‬حجة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬أمام‭ ‬المذابح‭ ‬المريعة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬والمدنيات‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ويكفى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬شباب‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬حليفة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أصبحوا‭ ‬يعلنون‭ ‬صراحة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬انتقادهم‭ ‬للسياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬تحدى‭ ‬شرعيتها‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ستظل‭ ‬إسرائيل‭ ‬تدفع‭ ‬ثمنه‭ ‬سنوات‭ ‬وربما‭ ‬عقودا‭ ‬قادمة‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الأجيال‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬وعيها‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬بواسطة‭ ‬صواريخ‭ ‬وجرافات‭ ‬ودبابات‭ ‬وقنابل‭ ‬وأسلحة‭ ‬محرمة‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬ضد‭ ‬العزل‭ ‬في‭ ‬غزة‭!.‬

أما‭ ‬الخسارة‭ ‬الرابعة،‭ ‬فهي‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بانقسام‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وتحول‭ ‬جزء‭ ‬معتبر‭ ‬منهم‭ ‬ضد‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬وشرعيتها‭! ‬فبعد‭ ‬جرائمها‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬خلال‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية،‭ ‬قام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬يهود‭ ‬العالم‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬فردى‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬منظم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬اليهودية‭ ‬المناهضة‭ ‬للدولة‭ ‬العبرية‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬غضبهم‭ ‬ورفضهم‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لسياسات‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬رفضهم‭ ‬لشرعية‭ ‬وجودها‭ ‬من‭ ‬الأساس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فضح‭ ‬بقوة‭ ‬ما‭ ‬حاولت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والدعاية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الدولية‭ ‬دائما‭ ‬الترويج‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬دولة‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬فهذا‭ ‬العالم‭ ‬أصبح‭ ‬يرى‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ادعاءات‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستخدم‭ ‬دائما‭ ‬لإسكات‭ ‬من‭ ‬ينتقد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬محل‭ ‬من‭ ‬الإعراب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬يعبر‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬عن‭ ‬رفضهم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬معبرة‭ ‬عنهم‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬قومي‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬ديني‭!.‬

 

{‭ ‬أستاذ‭ ‬مشارك‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬

بجامعة‭ ‬دنفر‭ ‬الأمريكية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا