العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

موقف قد يعزز فرص كمالا هاريس في الانتخابات الأمريكية

بقلم: د. جيمس زغبي {

الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

إذا‭ ‬اتخذت‭ ‬مرشحة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لمنصب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬موقفا‭ ‬حاسما‭ ‬يطالب‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬عوائق،‭ ‬فإنها‭ ‬ستوسع‭ ‬تقدمها‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬خصمها‭ ‬الجمهوري‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭.‬

تلك‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬النتائج‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬إليها‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجراه‭ ‬مؤخرا‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬خبير‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬جون‭ ‬زغبي‭. ‬ففي‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مؤتمري‭ ‬الحزبين‭ ‬الجمهوري‭ ‬والديمقراطي،‭ ‬أجرى‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬استطلاعًا‭ ‬شمل‭ ‬2505‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لتقييم‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والسياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬سياسات‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أصواتهم‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المزمع‭ ‬إجراؤها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬القادم‭.‬

لقد‭ ‬أظهر‭ ‬ذات‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬15%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناخبين‭ ‬يعتبرون‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬مهمة‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬أصواتهم‭ (‬وقال‭ ‬33%‭ ‬آخرون‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬مهمة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‮»‬‭). ‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذه‭ ‬القضية،‭ ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الأخرى‭ ‬المطروحة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يوجد‭ ‬انقسام‭ ‬حزبي‭ ‬عميق‭ ‬ــ‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬الجمهوريون‭ ‬أكثر‭ ‬دعماً‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بينما‭ ‬يفضل‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وإذا‭ ‬تمعنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬أفرزها‭ ‬استطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬سنجد‭ ‬أن‭ ‬الانقسام‭ ‬الحزبي‭ ‬ينتج‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬عن‭ ‬اختلافات‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬المجموعات‭ ‬الديموغرافية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬قاعدة‭ ‬كل‭ ‬حزب‭ -‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬الناخبون‭ ‬الأصغر‭ ‬سنا‭ ‬وغير‭ ‬البيض‭ ‬أكثر‭ ‬تعاطفا‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وينتقدون‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بينما‭ ‬يكون‭ ‬الناخبون‭ ‬الأكبر‭ ‬سنا‭ ‬من‭ ‬البيض‭ ‬أكثر‭ ‬تعاطفا‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وينتقدون‭ ‬إسرائيل‭. ‬والمسيحيون‭ ‬‮«‬المولودون‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬تفضيلاً‭ ‬بكثير‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فإن‭ ‬معظم‭ ‬الناخبين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجموعات،‭ ‬باستثناء‭ ‬الجمهوريين‭ ‬والناخبين‭ ‬‮«‬المولودين‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬يوافقون‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬بها‭ ‬إسرائيل‭ ‬الحرب،‭ ‬ويشعرون‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬استخدمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وهم‭ ‬يريدون‭ ‬وقفًا‭ ‬فوريًا‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬ويعارضون‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬والعسكري‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬عدوانها‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬حياة‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

أظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ (‬43%‭) ‬لا‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬بها‭ ‬إسرائيل‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬مع‭ ‬موافقة‭ ‬الثلث‭ ‬فقط‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المعارضين‭ ‬54%‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬و52%‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الشباب‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬يشعر‭ ‬36%‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الناخبين‭ ‬المحتملين‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬بالغت‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬المفرطة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬46%‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭  ‬18-34‭ ‬عامًا‭.‬

ومن‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬شبه‭ ‬إجماع‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأهمية‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬الناخبين‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬مهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم،‭ ‬ويقول‭ ‬نصفهم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬مهم‭ ‬جدًا‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬يعتبر‭ ‬ربع‭ ‬الذين‭ ‬شملهم‭ ‬استطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬‮«‬مهم‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬يعتبر‭ ‬11%‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مهم‮»‬‭.‬

تشمل‭ ‬هذه‭ ‬الأغلبية‭ ‬العظمى‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والجمهوريين‭ ‬والمستقلين‭ ‬والأغلبية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مجموعة‭ ‬فرعية‭ ‬ديموغرافية‭. ‬وتأتي‭ ‬الأغلبية‭ ‬الأكبر‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الشباب‭ ‬وغير‭ ‬البيض،‭ ‬فيما‭ ‬تعتبر‭ ‬نسبة‭ ‬صغيرة‭ ‬جدًا‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المجموعات‭ ‬إن‭ ‬وقفًا‭ ‬فوريًا‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬المهم‭.‬

هناك‭ ‬مجال‭ ‬آخر‭ ‬يحظى‭ ‬بدعم‭ ‬قوي‭ ‬من‭ ‬معظم‭ ‬المجموعات‭ ‬الفرعية‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬وهو‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬يطرح‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تلقي‭ ‬المساعدات‭ ‬الأمريكية‭ ‬غير‭ ‬المقيدة،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬المساعدات‭ ‬مشروطة‭ ‬باستخدام‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتلك‭ ‬المساعدات‭ ‬بطريقة‭ ‬تلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بالمدنيين‭.‬

يعتقد‭ ‬28%‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬شملهم‭ ‬استطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬فقط‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬مساعدات‭ ‬غير‭ ‬مشروطة،‭ ‬بينما‭ ‬يقول‭ ‬51%‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مساعدات‭ ‬غير‭ ‬مقيدة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬تعرض‭ ‬المدنيين‭ ‬للخطر‭. ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذا‭ ‬السؤال،‭ ‬ينقسم‭ ‬ناخبو‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬بالتساوي‭ ‬بنسبة‭ ‬40%،‭ ‬وبهامش‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬59%‭ ‬إلى‭ ‬20%‭. ‬ويعارض‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬المساعدات‭ ‬غير‭ ‬المقيدة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬بينما‭ ‬يعارضه‭ ‬المستقلون‭ ‬بنسبة‭ ‬56%‭ ‬مقابل‭ ‬26%‭.‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬فقد‭ ‬حصلت‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬منخفضة‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬الحرب‭ ‬‭ ‬31%‭ ‬إيجابية‭ ‬و50%‭ ‬سلبية‭ ‬‭ ‬وهي‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬سلبية‭ ‬يشاركها‭ ‬الناخبون‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحزاب‭ ‬والمجموعات‭ ‬الديموغرافية‭.‬

ويكشف‭ ‬استطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاستياء‭ ‬يوفر‭ ‬فرصة‭ ‬لنائب‭ ‬الرئيس‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬القادمة‭. ‬عندما‭ ‬سئل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬شملهم‭  ‬كيف‭ ‬سيؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تصويتهم‭ ‬إذا‭ ‬طلبت‭ ‬هاريس‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬دون‭ ‬عوائق‭ ‬إلى‭ ‬غزة،‭ ‬أيد‭ ‬الناخبون‭ ‬بأغلبية‭ ‬ساحقة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬قليلا‭ ‬فقط‭ ‬يعارضها‭.‬

تظهر‭ ‬الأرقام‭ ‬التي‭ ‬أفرزها‭ ‬استطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬مكاسب‭ ‬كبيرة‭ ‬ومخاطر‭ ‬قليلة‭ ‬للغاية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكمالا‭ ‬هاريس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذا‭ ‬الموقف،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬النتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬للغاية‭ ‬والقليل‭ ‬من‭ ‬السلبيات‭ ‬بين‭ ‬معظم‭ ‬المجموعات‭ ‬الرئيسية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬اليهود‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يمكن‭ ‬كمالا‭ ‬هاريس‭ ‬من‭ ‬كسب‭ ‬دعم‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬التقليديين‭ ‬الذين‭ ‬يدعمون‭ ‬حاليًا‭ ‬مرشحي‭ ‬الطرف‭ ‬الثالث‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يقرروا‭ ‬بعد‭. ‬وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬إذا‭ ‬اتخذت‭ ‬هاريس‭ ‬هذا‭ ‬الموقف،‭ ‬فإن‭ ‬نسبة‭ ‬أصواتها‭ ‬سترتفع‭ ‬من‭ ‬44%‭ ‬إلى‭ ‬50%‭. ‬

وتنطبق‭ ‬نفس‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أيدت‭ ‬كمالا‭ ‬هاريس‭ ‬تعليق‭ ‬شحنات‭ ‬الأسلحة‭ ‬وحجب‭ ‬الدعم‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬وانسحاب‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬نسبة‭ ‬التأييد‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬44%‭ ‬إلى‭ ‬49%‭. ‬

كشف‭ ‬استطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬المهتمين‭ ‬بعمر‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬وقدراته،‭ ‬كانوا‭ ‬يؤيدون‭ ‬بأغلبية‭ ‬ساحقة‭ ‬قراره‭ ‬بالتنحي‭ ‬كمرشح‭. ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬صحيحا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬الديمقراطيين‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬سياسة‭ ‬الرئيس‭ ‬تجاه‭ ‬غزة‭ ‬أحد‭ ‬العوامل‭ ‬أيضًا،‭ ‬خاصة‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬الشباب‭ ‬وغير‭ ‬البيض‭.‬

في‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس،‭ ‬حققت‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬ومرشحة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬كمالا‭ ‬هاريس‭ ‬تقدمًا‭ ‬ضئيلًا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬خصمها‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬المباشرة‭ ‬والمتعددة‭ ‬للمرشحين‭. ‬

وقد‭ ‬عززت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬كمالا‭ ‬هاريس‭ ‬ودونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الدعم‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬حزبيهما‭. ‬إن‭ ‬تقييمات‭ ‬هاريس‭ ‬الإيجابية‭ ‬أو‭ ‬السلبية‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬تقييمات‭ ‬ترامب،‭ ‬حيث‭ ‬يأتي‭ ‬دعمها‭ ‬الأقوى‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الشباب‭ ‬وغير‭ ‬البيض‭.‬

إن‭ ‬دعم‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬هو‭ ‬الأقوى‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬البيض‭ ‬و«المولودين‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬‭. ‬ونظراً‭ ‬للانقسامات‭ ‬العميقة‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬فمن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬المنافسة‭ ‬الرئاسية‭ ‬متقاربة‭.‬

ومن‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬لكمالا‭ ‬هاريس‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬الدعم‭ ‬فيها‭ ‬هو‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬تعاطفها‭ ‬المعلن‭ ‬بالفعل‭ ‬مع‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ودعوتها‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬واهتمامها‭ ‬الضمني‭ ‬بكيفية‭ ‬إدارة‭ ‬إسرائيل‭ ‬للحرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توضيح‭ ‬أنه‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬عواقب‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬الحرب،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬يأبى‭ ‬اتخاذها‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا