العدد : ١٦٩٨٠ - الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٠ - الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

متى تنتهي الحرب في غزة؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

لكل‭ ‬بداية‭ ‬نهاية‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬الزمن‭ ‬أو‭ ‬قصر،‭ ‬ولكل‭ ‬واقعة‭ ‬تنزل‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬طبيعية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬أيدينا‭ ‬فإنها‭ ‬ستنتهي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬حسب‭ ‬مفهوم‭ ‬معظم‭ ‬الناس،‭ ‬وهو‭ ‬إلقاء‭ ‬الجنود‭ ‬السلاح‭ ‬والرجوع‭ ‬إلى‭ ‬ثكناتهم،‭ ‬وعودة‭ ‬الدبابات‭ ‬والطائرات‭ ‬إلى‭ ‬قواعدها‭.‬

ولكن‭ ‬هناك‭ ‬جانباً‭ ‬آخر‭ ‬للحروب‭ ‬عامة‭ ‬وحرب‭ ‬غزة‭ ‬خاصة،‭ ‬فهناك‭ ‬البعد‭ ‬العقيم‭ ‬الذي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تجاهله‭ ‬ونسيانه‭ ‬ويبدأ‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬الحرب‭ ‬فوراً‭ ‬وبعد‭ ‬رجوع‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬مساكنهم،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬منها،‭ ‬وعند‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬إزالة‭ ‬الركام،‭ ‬والأنقاض،‭ ‬والمخلفات‭ ‬الصلبة‭. ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬ولا‭ ‬ينتهي‭ ‬سريعاً،‭ ‬ويبقى‭ ‬خالداً‭ ‬مخلداً‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬المدن،‭ ‬ويستمر‭ ‬متجذراً‭ ‬في‭ ‬مكونات‭ ‬البيئات‭ ‬التي‭ ‬خاضت‭ ‬الحرب‭ ‬وعانت‭ ‬من‭ ‬ويلاتها‭ ‬وقسوتها،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬التربة‭ ‬والأراضي‭ ‬السهلة‭ ‬المسطحة،‭ ‬أو‭ ‬البيئات‭ ‬المائية‭ ‬من‭ ‬بحار‭ ‬وبحيرات‭. ‬فتداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الصامتة‭ ‬الجديدة‭ ‬بعد‭ ‬سكوت‭ ‬وصمت‭ ‬أفواه‭ ‬المدافع‭ ‬والطائرات‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬وبيئته،‭ ‬وتستمر‭ ‬في‭ ‬تهديداتها‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬وجرح‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬لعشرات‭ ‬السنين‭ ‬واصابتهم‭ ‬بالإعاقات‭ ‬الجسدية‭ ‬المزمنة‭.‬

فأثناء‭ ‬شدة‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬واتساع‭ ‬رقعتها‭ ‬الجغرافية،‭ ‬يتم‭ ‬القاء‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬القذائف‭ ‬والقنابل‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬قوتها‭ ‬وشدتها،‭ ‬ويتم‭ ‬دك‭ ‬المباني‭ ‬والناس‭ ‬بآلاف‭ ‬الصواريخ‭ ‬المحملة‭ ‬بالمتفجرات‭ ‬السامة‭ ‬والقاتلة،‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬القنابل‭ ‬والذخائر‭ ‬لا‭ ‬تنفجر‭ ‬بعد‭ ‬سقوطها‭ ‬والتماسها‭ ‬باليابسة،‭ ‬فيبقى‭ ‬نحو‭ ‬9‭ ‬إلى‭ ‬14%‭ ‬منها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مخلفات‭ ‬خطرة،‭ ‬أو‭ ‬قنابل‭ ‬موقوتة‭ ‬جاثمة‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬سقطت‭ ‬عليه،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬باطن‭ ‬المسطحات‭ ‬المائية‭ ‬بدون‭ ‬أن‭ ‬تشتعل‭ ‬أو‭ ‬تنفجر،‭ ‬ولذلك‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬نشاطها‭ ‬وفاعليتها‭ ‬التدميرية‭ ‬الداخلية،‭ ‬وتحتاج‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يحركها،‭ ‬أو‭ ‬يهزها،‭ ‬أو‭ ‬يدوس‭ ‬عليها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعلم،‭ ‬فتنفجر‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬وتقتله‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬بشر،‭ ‬وشجر،‭ ‬وحجر‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الجديدة‭ ‬مكلفة‭ ‬جداً،‭ ‬وتستغرق‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬للانتصار‭ ‬فيها‭ ‬بسبب‭ ‬طبيعة‭ ‬العملية،‭ ‬كذلك‭ ‬هي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬أممية‭ ‬دولية‭ ‬متخصصة‭ ‬وإلى‭ ‬فنيين‭ ‬أكفاء‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬الألغام‭ ‬وتعطيل‭ ‬القنبلة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنفجر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أجهزة‭ ‬ومعدات‭ ‬متطورة‭ ‬وحديثة‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الذخائر‭ ‬النشطة‭ ‬والقنابل‭ ‬الموقوتة‭ ‬والألغام‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنفجر‭.‬

وهذه‭ ‬ليست‭ ‬فرضية‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تحدث،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬حقيقة‭ ‬واقعة‭ ‬تُسندها‭ ‬الشواهد‭ ‬والأدلة‭ ‬والحوادث‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مواقع‭ ‬الحروب،‭ ‬ومازالت‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬تنزل‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تجرعت‭ ‬من‭ ‬كوارث‭ ‬الحروب‭ ‬وتداعياتها‭ ‬العقيمة،‭ ‬كالحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية،‭ ‬أو‭ ‬الحروب‭ ‬العدوانية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬اليوم‭ ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭. ‬

فبالرغم‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬نسيان‭ ‬الأجيال‭ ‬المتلاحقة‭ ‬لانعكاسات‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ ‬المدمرة‭ ‬والشرسة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تداعيات‭ ‬المخلفات‭ ‬العسكرية‭ ‬النشطة‭ ‬من‭ ‬قنابل‭ ‬وذخائر‭ ‬وصواريخ‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬التي‭ ‬أُلقيت‭ ‬عليها،‭ ‬فهي‭ ‬تحيي‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬كل‭ ‬إنسان،‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬الملايين‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يشهدوا‭ ‬الحرب‭ ‬كلياً‭ ‬بآلام‭ ‬الحرب‭ ‬ومعاناتها‭ ‬الجسيمة‭ ‬الواسعة‭ ‬النطاق،‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬لن‭ ‬ينتهي‭ ‬ويمكث‭ ‬حياً‭ ‬ينبض‭ ‬بالحياة‭ ‬والروح‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الناس‭ ‬ونفوسهم‭. ‬كذلك‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لحرب‭ ‬أمريكا‭ ‬الظالمة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفيتنامي‭ ‬والأفغاني،‭ ‬ثم‭ ‬حرب‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬وغيرها،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬نجد‭ ‬بأن‭ ‬قضية‭ ‬الحرب‭ ‬الجديدة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬المخلفات‭ ‬الحربية‭ ‬من‭ ‬ذخائر،‭ ‬وألغام،‭ ‬وصواريخ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬ماثلة‭ ‬أمامنا،‭ ‬وتُشكل‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬للتخلص‭ ‬منها‭ ‬والقضاء‭ ‬كلياً‭ ‬عليها‭. ‬

وسأضرب‭ ‬لكم‭ ‬آخر‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬المتفجرة‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وفي‭ ‬البحر‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭. ‬ففي‭ ‬27‭ ‬أغسطس‭ ‬2024‭ ‬نشرت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬خبراً‭ ‬حول‭ ‬اكتشاف‭ ‬قرابة‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الذخائر‭ ‬والقنابل‭ ‬الكيميائية‭ ‬والتقليدية‭ ‬الجاثمة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬بحر‭ ‬البلطيق‭ ‬في‭ ‬بولندا‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬منها‭ ‬قنابل‭ ‬كيميائية،‭ ‬ومنها‭ ‬قنابل‭ ‬يدوية،‭ ‬ومنها‭ ‬ألغام‭ ‬بحرية،‭ ‬والبعض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القنابل‭ ‬النشطة‭ ‬ظهر‭ ‬على‭ ‬سواحل‭ ‬البحر‭ ‬والشواطئ‭ ‬العامة،‭ ‬وبعضها‭ ‬اصطادها‭ ‬الصيادون‭ ‬في‭ ‬شباكهم‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬صيد‭ ‬الأسماك‭. ‬وفي‭ ‬مقاطعة‭ ‬‮«‬داون‮»‬‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬قنبلة‭ ‬ضخمة‭ ‬تزن‭ ‬500‭ ‬كيلوجرام‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬للبناء‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬أغسطس‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬أفاد‭ ‬الخبراء‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬القنبلة‭ ‬أُلقيت‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬1941،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬83‭ ‬عاماً‭. ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬وفي‭ ‬مركز‭ ‬مدينة‭ ‬ساوث‭ ‬هاملتون‭ ‬البريطانية‭ ‬الساحلية‭ ‬المكتظة‭ ‬بالسكان،‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬قنبلة‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اخلاء‭ ‬المباني‭ ‬والطرقات‭ ‬والمتنزهات،‭ ‬وأُعلنت‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ابطال‭ ‬مفعولها‭ ‬والتخلص‭ ‬منها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنفجر‭ ‬فتقتل‭ ‬الناس‭.‬

وفي‭ ‬غزة‭ ‬فالمشكلة‭ ‬مزمنة‭ ‬ومستمرة،‭ ‬قديمة‭ ‬ومتجددة،‭ ‬فغزة‭ ‬الصامدة‭ ‬مازالت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬الحروب‭ ‬السابقة‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬عدوان‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الضيق‭ ‬والمحاصر‭ ‬منذ‭ ‬17‭ ‬عاماً‭ ‬والكثيف‭ ‬بالسكان،‭ ‬حيث‭ ‬قصف‭ ‬الصهاينة‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬2008،‭ ‬2014،‭ ‬2018،‭ ‬2021،‭ ‬ومخلفات‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬مازالت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬غزة‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬بعد‭. ‬

أما‭ ‬الإبادة‭ ‬الشاملة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬فتُضيف‭ ‬إلى‭ ‬الأزمة‭ ‬السابقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬وتمثلت‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬45‭ ‬ألف‭ ‬هدف،‭ ‬وإلقاء‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المتفجرات‭ ‬بمختلف‭ ‬أحجامها‭ ‬وشدتها‭ ‬وأنواعها،‭ ‬مما‭ ‬خلَّف‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬أحجاماً‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬الصلبة،‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬دائرة‭ ‬‮«‬خدمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للإجراءات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالألغام‮»‬‭ (‬United‭ ‬Nations‭ ‬Mine‭ ‬Action‭ ‬Service‭) ‬في‭ ‬26‭ ‬أبريل‭ ‬2024‭. ‬فقد‭ ‬أفاد‭ ‬بيان‭ ‬هذه‭ ‬الدائرة‭ ‬بأن‭ ‬حجم‭ ‬المخلفات‭ ‬الخطرة‭ ‬وغير‭ ‬الخطرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬القنابل‭ ‬الموقوتة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنفجر‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬42‭ ‬مليون‭ ‬طن،‭ ‬وهذا‭ ‬الحجم‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستمر‭ ‬كل‭ ‬ساعة‭.  ‬

ولذلك‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬انتهت‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬يوماً‭ ‬ما،‭ ‬فسيدخل‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬تهديداً‭ ‬لسلامة‭ ‬البشر‭ ‬والحجر‭ ‬والشجر‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬التقليدية‭ ‬الحالية،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يقدر‭ ‬نهايتها‭ ‬وخاتمتها،‭ ‬فقد‭ ‬تطول‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭ ‬دون‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬كلياً،‭ ‬وستبقى‭ ‬تهدد‭ ‬كل‭ ‬طفل،‭ ‬وكل‭ ‬شاب،‭ ‬وكل‭ ‬شيخ،‭ ‬وكل‭ ‬امرأة،‭ ‬فلا‭ ‬يعلم‭ ‬أحد‭ ‬أين‭ ‬ستضرب‭ ‬هذه‭ ‬القنبلة،‭ ‬ومتى‭ ‬سيكون‭ ‬موعد‭ ‬انفجارها،‭ ‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬أي‭ ‬غزاوي‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬عنها‭. ‬

فمخلفات‭ ‬الحرب‭ ‬المتفجرة‭ ‬مجهولة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المناحي،‭ ‬فلا‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬أماكنها‭ ‬بالتحديد،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬أعدادها،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬نوعيتها،‭ ‬فكل‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬قُصفت‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬مواقع‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬القنابل‭ ‬الموقوتة‭ ‬المتفجرة‭. ‬

 

‭   ‬ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا