يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
سر الدعم الأمريكي للوحشية الإسرائيلية
عرضت أمس لبعض ما جاء في تحليل موسع لأستاذ علم الاجتماع والباحث الأمريكي مايكل شوالبي، والذي يناقش فيه جذور العنصرية والوحشية الصهيونية، والموقف الأمريكي.
القضية الأساسية التي يناقشها الباحث هي الدعم الأمريكي للكيان الاسرائيلي على الرغم من كل هذه العنصرية والوحشية التي تجسدت خصوصا في حرب ابادة غزة. يتساءل: «لماذا يتم تجاهل العنصرية الإسرائيلية المعادية للعرب في الولايات المتحدة اليوم، في حين أن أشكالاً أخرى من العنصرية غير مقبولة؟.. ولماذا لا يتم نبذ إسرائيل، كما حدث مع جنوب إفريقيا ذات يوم، بسبب إنكارها لحقوق الإنسان للفلسطينيين وبسبب ممارساتها العنصرية غير الأخلاقية؟».
يقدم الباحث أسبابا كثيرة لهذا الموقف في أمريكا من العنصرية الصهيونية المعادية للعرب، واهم هذه الأسباب في رأيه ثلاثة:
أولا: المصلحة الأمريكية أو «الواقعية السياسية» كما يسميها البعض، والتي لا تقيم وزنا ولا اعتبارا لأي قيم او اخلاقيات.
يستعيد الباحث هنا ما سبق ان ذكره وزير الخارجية الأمريكي السابق ألكسندر هيج، والذي قال ذات مرة: ان إسرائيل أشبه بحاملة طائرات أمريكية لا تغرق في الشرق الأوسط، وهي تفرض قوتها في منطقة ذات أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة للطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة.
يقصد الباحث اذن ان الدور الذي تلعبه إسرائيل في خدمة المصالح الأمريكية على نحو ما يفهمه البعض أحد أكبر أسباب تفسير دعم العنصرية الإسرائيلية.
ثانيا: ان البلدين، أي أمريكا وإسرائيل، يتشابهان من حيث أصلهما ونشأتهما. يعني أن أمريكا أيضا تأسست على العنصرية وعلى الوحشية مثلها مثل اسرائيل.
هذا السبب في رأيه «يجعل العديد من الأمريكيين على استعداد للتسامح مع العنصرية الإسرائيلية، ويجعل الجرائم العنصرية قابلة للغفران بالنسبة لهم».
ثالثا: حملة العداء والكراهية الضخمة التي يتعرض لها العرب والمسلمون في أمريكا.
يقول الباحث بهذا الصدد: «إن العنصرية المعادية للعرب منتشرة في الولايات المتحدة، والأمريكيون يواجهون دعاية مهولة لترسيخ الصورة النمطية للعرب باعتبارهم إرهابيين، أو متعصبين إسلاميين ينحدرون من ثقافة العصور الوسطى الرجعية».
هذه هي اهم الأسباب التي تفسر الدعم الأمريكي المطلق للعنصرية والوحشية الإسرائيلية في رأي الأستاذ والباحث الأمريكي، ويفسر بالتالي الدعم الهائل الذي تقدمه أمريكا للإسرائيليين في حرب إبادة غزة.
ويختتم تحليله بالقول: «ان العنصرية الإسرائيلية المناهضة للفلسطينيين تشكل مثالاً صارخاً على نزع الصفة الإنسانية عن الإنسان نتيجة للعنصرية والوحشية القاتلة التي تتيحها العنصرية، وهذا ما شهده العالم في غزة خلال الأشهر الماضية». ويضيف: «لا مثال أفضل من هذا يوضح لماذا لا ينبغي للعنصرية الإسرائيلية أن تحظى بموافقة في الولايات المتحدة، أو في أي مكان آخر».
كما ذكرت، هذا التحليل للباحث الأمريكي يأتي في سياق تيار جديد في الغرب في أوساط المفكرين والباحثين يعيد قراءة تاريخ الصهيونية وتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي ويقدم رؤية عادلة ومنصفة تكشف حقيقة المشروع الصهيوني.
نحن في الدول العربية يجب ان نبرز اسهامات هذا التيار في الغرب ونحتفي بها ونشجعها، فهي تقدم دعما كبيرا للعرب وقضاياهم العادلة.
والأهم من هذا اننا يجب ان نخطط لحملة إعلامية سياسية في الغرب على ضوء ما كشفت عنه حرب إبادة غزة، وما صاحبها من تفهم عالمي لقضية الفلسطينيين والعرب ودعم لها.
يجب ان نفعل هذا لأن الصراع سوف يطول. المعركة دفاعا عن فلسطين وعن قضايا العرب عموما معركة طويلة. والقضية لا تتعلق بفلسطين وحدها. القضية تتعلق بالمستقبل العربي كله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك