يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
لا التاريخ سيغفر لنا ..ولا الشعوب ستسامحنا
نسخ من المصحف الشريف محترقة.. بجوارها كراريس وكتب ودفاتر الأطفال محترقة.. نسخ المصحف الشريف ودفاتر الأطفال تغطيها دماء الشهداء.. دماء أكثر من 100 شهيد، اشلاؤهم في كل مكان.
هذه بعض مشاهد المجزرة الإسرائيلية الهمجية التي استهدفت «مدرسة التابعين» والمسجد في غزة.
الهمج مروا من هنا.. همج الاحتلال الإسرائيلي.
لا جديد في الأمر.. كل يوم يرتكب الكيان الاسرائيلي مجازر في غزة راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 40 ألف شهيد ومئات الالاف من الجرحى، وتشريد كل سكان غزة.
بالمجزرة الأخيرة يثبت الاحتلال ان همجيته هي بلا سقف ولا حدود. هم يتفاخرون بهذه المجازر ولم يخفوا شيئا عن العرب او العالم. يقولون علنا مرارا وتكرارا انهم يريدون إبادة كل اهل غزة وكل الفلسطينيين أن أمكن. يعتبرون انه لا بقاء لهم ولا حياة الا عبر هذه الإبادة الجماعية. يعتبرون ان واجبهم «الديني المقدس» يحتم قتل كل طفل وامرأة وشاب وكهل وابادة كل مظهر من مظاهر الحياة عل الأرض الفلسطينية. الم يقل وزير صهيوني قبل أيام انه يجب قتل اكثر من 2 مليون فلسطيني في غزة جوعا او بأي وسيلة، واعتبر هذا أمرا مبررا ومشروعا؟.
العالم كله شاهد مشاهد مجزرة مدرسة التابعين والمسجد. فماذا كان رد فعل العرب والعالم؟.
الدول العربية، ودول العالم تسابقت في اصدار بيانات الشجب والادانة.. في أحسن الأحوال بعض الدول اعربت عن الصدمة والفزع وطالبت بوقف حرب إبادة غزة.. وهكذا.
بيانات عربية وعالمية لا قيمة لها ولا تقدم ولا تؤخر.. مجرد موقف متخاذل يخفي العجز العالمي المطلق عن ردع ارهاب إسرائيلي سافر وعن حماية الشعب الفلسطيني.
الوحيدة التي كان لها موقف محترم مؤثر صادق هي، مقرّرة الأمم المتحدة الخاصّة في الأراضي الفلسطينية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز.
كتبت ألبانيز بعد المجزرة على منصة إكس تقول: «ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية ضدّ الفلسطينيين، في حيّ تلو الآخر، ومستشفى تلو الآخر، ومدرسة تلو الأخرى، ومخيّم للاجئين تلو الآخر، وفي منطقة آمنة تلو الأخرى.« وأضافت: إسرائيل تشنّ مثل هذه الضربات على الفلسطينيين مستخدمة «أسلحة أمريكية وأوروبية». وقالت: «فليسامحنا الفلسطينيون على عجزنا الجماعي عن حمايتهم عبر احترام المعنى الأساسي للقانون الدولي».
البانيز لخصت الوضع برمته بهذا الذي كتبته.. شعب يباد بلا رحمة من الإسرائيليين كل يوم ويتعرض لجريمة إبادة كل يوم.. قانون انساني دولي يداس بالأقدام.. أمريكا والدول الأوروبية شريكة في كل هذه المجازر بترسانة الأسلحة التي تقدمها للإسرائيليين يرتكبون بها هذه المجازر... عالم كله عاجز عن حماية الفلسطينيين.
موقع «سي ان ان» الأمريكي نشر تقريرا يؤكد فيه الخبراء ان المجزرة تمت بأسلحة امريكية دقيقة، وهذا هو الذي يفسر ارتفاع اعداد الضحايا وكل هذا الدمار. قبل المجزرة بساعات كانت أمريكا قد أعلنت انها ستقدم 3.5 مليارات دولار لإسرائيل لشراء أسلحة.
المعنى واضح وليس بحاجة الى اثبات. أمريكا والدول الأوروبية تؤيد كل هذه المجازر بغزة وتريد من الاحتلال مواصلتها. وهذه الدول حريصة على تمكين الاسرائيليين من الاستمرار في هذه المجازر.
والنتيجة هي على النحو الذي وصفته المقررة الأممية.
هذا عن امريكا والدول الأوروبية ومختلف دول العالم. ماذا عنا نحن العرب؟.
«إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضدّ الفلسطينيين، في حيّ تلو الآخر، ومستشفى تلو الآخر، ومدرسة تلو الأخرى، ومخيّم للاجئين تلو الآخر، وفي منطقة آمنة تلو الأخرى».
هذا ما كتبته المقررة الأممية، وهي ليست عربية ولا مسلمة.
الا يكفي كل هذا ليحرك للدول العربية ساكنا؟ اللهم الا اذا اعتبرنا البيانات الانشائية تحريكا لساكن؟.
المقررة الأممية طلبت الغفران والسماح من الفلسطينيين بسبب عجز العالم عن حمايتهم.
نحن العرب، من يمكن ان يسامحنا او يغفر لنا؟
.. لا التاريخ سيغفر لنا، ولا الشعوب ستسامحنا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك