العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

لا التاريخ سيغفر لنا ..ولا الشعوب ستسامحنا

نسخ‭ ‬من‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف‭ ‬محترقة‭.. ‬بجوارها‭ ‬كراريس‭ ‬وكتب‭ ‬ودفاتر‭ ‬الأطفال‭ ‬محترقة‭.. ‬نسخ‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف‭ ‬ودفاتر‭ ‬الأطفال‭ ‬تغطيها‭ ‬دماء‭ ‬الشهداء‭.. ‬دماء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬شهيد،‭ ‬اشلاؤهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬مشاهد‭ ‬المجزرة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الهمجية‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬‮«‬مدرسة‭ ‬التابعين‮»‬‭ ‬والمسجد‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬

الهمج‭ ‬مروا‭ ‬من‭ ‬هنا‭.. ‬همج‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

لا‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬الأمر‭.. ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يرتكب‭ ‬الكيان‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬مجازر‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬شهيد‭ ‬ومئات‭ ‬الالاف‭ ‬من‭ ‬الجرحى،‭ ‬وتشريد‭ ‬كل‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭.‬

بالمجزرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬يثبت‭ ‬الاحتلال‭ ‬ان‭ ‬همجيته‭ ‬هي‭ ‬بلا‭ ‬سقف‭ ‬ولا‭ ‬حدود‭. ‬هم‭ ‬يتفاخرون‭ ‬بهذه‭ ‬المجازر‭ ‬ولم‭ ‬يخفوا‭ ‬شيئا‭ ‬عن‭ ‬العرب‭ ‬او‭ ‬العالم‭. ‬يقولون‭ ‬علنا‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬انهم‭ ‬يريدون‭ ‬إبادة‭ ‬كل‭ ‬اهل‭ ‬غزة‭ ‬وكل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أن‭ ‬أمكن‭. ‬يعتبرون‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬بقاء‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬حياة‭ ‬الا‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭. ‬يعتبرون‭ ‬ان‭ ‬واجبهم‭ ‬‮«‬الديني‭ ‬المقدس‮»‬‭ ‬يحتم‭ ‬قتل‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬وامرأة‭ ‬وشاب‭ ‬وكهل‭ ‬وابادة‭ ‬كل‭ ‬مظهر‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة‭ ‬عل‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭. ‬الم‭ ‬يقل‭ ‬وزير‭ ‬صهيوني‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬قتل‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬جوعا‭ ‬او‭ ‬بأي‭ ‬وسيلة،‭ ‬واعتبر‭ ‬هذا‭ ‬أمرا‭ ‬مبررا‭ ‬ومشروعا؟‭.‬

العالم‭ ‬كله‭ ‬شاهد‭ ‬مشاهد‭ ‬مجزرة‭ ‬مدرسة‭ ‬التابعين‭ ‬والمسجد‭. ‬فماذا‭ ‬كان‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬العرب‭ ‬والعالم؟‭.‬

الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬تسابقت‭ ‬في‭ ‬اصدار‭ ‬بيانات‭ ‬الشجب‭ ‬والادانة‭.. ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬اعربت‭ ‬عن‭ ‬الصدمة‭ ‬والفزع‭ ‬وطالبت‭ ‬بوقف‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬غزة‭.. ‬وهكذا‭.‬

بيانات‭ ‬عربية‭ ‬وعالمية‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬تقدم‭ ‬ولا‭ ‬تؤخر‭.. ‬مجرد‭ ‬موقف‭ ‬متخاذل‭ ‬يخفي‭ ‬العجز‭ ‬العالمي‭ ‬المطلق‭ ‬عن‭ ‬ردع‭ ‬ارهاب‭ ‬إسرائيلي‭ ‬سافر‭ ‬وعن‭ ‬حماية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

‭  ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬موقف‭ ‬محترم‭ ‬مؤثر‭ ‬صادق‭ ‬هي،‭ ‬مقرّرة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الخاصّة‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الإيطالية‭ ‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيز‭.‬

كتبت‭ ‬ألبانيز‭ ‬بعد‭ ‬المجزرة‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬إكس‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬ارتكبت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬ضدّ‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬في‭ ‬حيّ‭ ‬تلو‭ ‬الآخر،‭ ‬ومستشفى‭ ‬تلو‭ ‬الآخر،‭ ‬ومدرسة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومخيّم‭ ‬للاجئين‭ ‬تلو‭ ‬الآخر،‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬آمنة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭.‬‮«‬‭ ‬وأضافت‭: ‬إسرائيل‭ ‬تشنّ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الضربات‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مستخدمة‭ ‬‮«‬أسلحة‭ ‬أمريكية‭ ‬وأوروبية‮»‬‭. ‬وقالت‭: ‬‮«‬فليسامحنا‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬على‭ ‬عجزنا‭ ‬الجماعي‭ ‬عن‭ ‬حمايتهم‭ ‬عبر‭ ‬احترام‭ ‬المعنى‭ ‬الأساسي‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‮»‬‭.‬

البانيز‭ ‬لخصت‭ ‬الوضع‭ ‬برمته‭ ‬بهذا‭ ‬الذي‭ ‬كتبته‭.. ‬شعب‭ ‬يباد‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬ويتعرض‭ ‬لجريمة‭ ‬إبادة‭ ‬كل‭ ‬يوم‭.. ‬قانون‭ ‬انساني‭ ‬دولي‭ ‬يداس‭ ‬بالأقدام‭.. ‬أمريكا‭ ‬والدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬شريكة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭ ‬بترسانة‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬للإسرائيليين‭ ‬يرتكبون‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭... ‬عالم‭ ‬كله‭ ‬عاجز‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

موقع‭ ‬‮«‬سي‭ ‬ان‭ ‬ان‮»‬‭ ‬الأمريكي‭ ‬نشر‭ ‬تقريرا‭ ‬يؤكد‭ ‬فيه‭ ‬الخبراء‭ ‬ان‭ ‬المجزرة‭ ‬تمت‭ ‬بأسلحة‭ ‬امريكية‭ ‬دقيقة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يفسر‭ ‬ارتفاع‭ ‬اعداد‭ ‬الضحايا‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬الدمار‭. ‬قبل‭ ‬المجزرة‭ ‬بساعات‭ ‬كانت‭ ‬أمريكا‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬انها‭ ‬ستقدم‭ ‬3‭.‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لشراء‭ ‬أسلحة‭.‬

المعنى‭ ‬واضح‭ ‬وليس‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬اثبات‭. ‬أمريكا‭ ‬والدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تؤيد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭ ‬بغزة‭ ‬وتريد‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬مواصلتها‭. ‬وهذه‭ ‬الدول‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬الاسرائيليين‭ ‬من‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭.‬

والنتيجة‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬وصفته‭ ‬المقررة‭ ‬الأممية‭.‬

هذا‭ ‬عن‭ ‬امريكا‭ ‬والدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬ومختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬ماذا‭ ‬عنا‭ ‬نحن‭ ‬العرب؟‭.‬

‮«‬إسرائيل‭ ‬ترتكب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬ضدّ‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬في‭ ‬حيّ‭ ‬تلو‭ ‬الآخر،‭ ‬ومستشفى‭ ‬تلو‭ ‬الآخر،‭ ‬ومدرسة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومخيّم‭ ‬للاجئين‭ ‬تلو‭ ‬الآخر،‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬آمنة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬كتبته‭ ‬المقررة‭ ‬الأممية،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬عربية‭ ‬ولا‭ ‬مسلمة‭.‬

الا‭ ‬يكفي‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬ليحرك‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬ساكنا؟‭ ‬اللهم‭ ‬الا‭ ‬اذا‭ ‬اعتبرنا‭ ‬البيانات‭ ‬الانشائية‭ ‬تحريكا‭ ‬لساكن؟‭.‬

المقررة‭ ‬الأممية‭ ‬طلبت‭ ‬الغفران‭ ‬والسماح‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بسبب‭ ‬عجز‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬حمايتهم‭.‬

نحن‭ ‬العرب،‭ ‬من‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يسامحنا‭ ‬او‭ ‬يغفر‭ ‬لنا؟

‭.. ‬لا‭ ‬التاريخ‭ ‬سيغفر‭ ‬لنا،‭ ‬ولا‭ ‬الشعوب‭ ‬ستسامحنا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا