العدد : ١٧٠٣١ - الجمعة ٠٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣١ - الجمعة ٠٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل نشهد تطورات إيجابية للعلاقات الخليجية الإيرانية؟

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ١٢ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

يأمل‭ ‬المتابعون‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬الأجواء‭ ‬العامة‭ ‬حاليا‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬وجمهورية‭ ‬إيران‭ ‬الإسلامية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬أمنيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وعسكريا‭ ‬بعد‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬الانقطاع‭ ‬وتحسن‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬ثانٍ‭ ‬تمهيدا‭ ‬لعودة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الجارين‭ ‬سبق‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مقطوعة‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وإيران‭.‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬استوعبت‭ ‬الدرس‭ ‬وأدركت‭ ‬أن‭ ‬مكاسبها‭ ‬والفوائد‭ ‬التي‭ ‬تجنيها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬السلام‭ ‬والتعاون‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التوتر‭ ‬والقطيعة‭. ‬فالتعاون‭ ‬وفق‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬توجهات‭ ‬وقرارات‭ ‬القيادات‭ ‬الخليجية‭ ‬بتحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬وتطبيعها‭ ‬مع‭ ‬الجارة‭ ‬إيران‭ ‬ومد‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬وتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬المشتركة‭ ‬يخلق‭ ‬مناخا‭ ‬من‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬قناعة‭ ‬راسخة‭ ‬بضرورة‭ ‬العمل‭ ‬والتنسيق‭ ‬الإقليمي‭ ‬المشترك‭ ‬لضمان‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬وازدهارها‭.‬

إن‭ ‬الأجواء‭ ‬الحالية‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬حراك‭ ‬دبلوماسي‭ ‬خليجي‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‭ ‬يشجع‭ ‬القيادة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬سياساتها‭ ‬السابقة‭ ‬والتي‭ ‬تتسم‭ ‬بالتدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لدولنا‭ ‬وإثارة‭ ‬القلاقل‭ ‬والمشاكل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تأثرت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التدخل‭ ‬الإيراني‭ ‬ومحاولة‭ ‬المساس‭ ‬بالسيادة‭ ‬الوطنية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬فإن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬البحرين‭ ‬حول‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬سواء‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬الأخيرة‭ ‬لموسكو‭ ‬ولقائه‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬أو‭ ‬زيارته‭ ‬لجمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬برغبة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وإيران،‭ ‬وأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تتطلع‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬ولا‭ ‬ترى‭ ‬ما‭ ‬يمنع‭ ‬هذا‭ ‬التحسن‭. ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معلوم،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وإيران‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬الهجوم‭ ‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬على‭ ‬سفارة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬وقنصليتها‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬وعدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لحماية‭ ‬السفارة‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬والقنصلية‭ ‬في‭ ‬مشهد،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حماية‭ ‬المقار‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬إشارات،‭ ‬فإننا‭ ‬نتطلع‭ ‬الى‭ ‬عودة‭ ‬الاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التأكيد‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬ومراعاة‭ ‬مصالح‭ ‬المنطقة‭ ‬وشعوبها‭ ‬وعلى‭ ‬أسس‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬واحترام‭ ‬سيادتها‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬وعدم‭ ‬التحريض‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬تدلي‭ ‬بتصريحات‭ ‬تحريضية‭ ‬معادية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬بحيث‭ ‬تتبع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬علاقات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارية‭ ‬واجتماعية‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬والخير‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬لتحقيق‭ ‬التعاون‭ ‬المنشود‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬لبسط‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لتكون‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬مثالا‭ ‬للتعاون‭ ‬والاستقرار‭ ‬وبناء‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬العميم‭ ‬على‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬واقتصادها‭ ‬وانفتاحها‭ ‬على‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬والالتفاف‭ ‬نحو‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والتكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتجاري‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ككل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا