يأمل المتابعون في المنطقة أن تؤدي الأجواء العامة حاليا إلى تحسين العلاقات بين دول الخليج العربية وجمهورية إيران الإسلامية خاصة في ظل التحديات التي تواجه المنطقة على كافة الأصعدة أمنيا واقتصاديا وعسكريا بعد عودة العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وإيران بعد سنوات الانقطاع وتحسن العلاقات البحرينية الإيرانية من جانب ثانٍ تمهيدا لعودة العلاقات بين البلدين الجارين سبق ذلك أيضا عودة العلاقات التي كانت مقطوعة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيران.
من الواضح أن إيران قد استوعبت الدرس وأدركت أن مكاسبها والفوائد التي تجنيها من دول المنطقة تكون في ظل السلام والتعاون أكثر منها في حالة التوتر والقطيعة. فالتعاون وفق المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول هو السبيل الوحيد الذي يعود بالنفع على الجميع.
ولا شك أن توجهات وقرارات القيادات الخليجية بتحسين العلاقات وتطبيعها مع الجارة إيران ومد جسور التعاون وتعزيز العلاقات المشتركة يخلق مناخا من التفاهم والتعاون والتضامن انطلاقا من قناعة راسخة بضرورة العمل والتنسيق الإقليمي المشترك لضمان أمن واستقرار المنطقة وازدهارها.
إن الأجواء الحالية وما تشهده المنطقة من حراك دبلوماسي خليجي تجاه إيران يشجع القيادة الإيرانية ولا شك على إعادة النظر في بعض سياساتها السابقة والتي تتسم بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولنا وإثارة القلاقل والمشاكل في بعض الدول التي تأثرت خلال السنوات الماضية من هذا التدخل الإيراني ومحاولة المساس بالسيادة الوطنية.
وفي هذا الإطار ومن ضمن هذا التوجه، فإن وجهة نظر البحرين حول العلاقة مع إيران قد عبر عنها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم أكثر من مرة سواء خلال زيارته الأخيرة لموسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو زيارته لجمهورية الصين الشعبية برغبة مملكة البحرين في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين وإيران، وأن مملكة البحرين تتطلع إلى تحسين هذه العلاقات ولا ترى ما يمنع هذا التحسن. وكما هو معلوم، فإن ما تعرضت له البحرين خلال السنوات الماضية هي التي أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وإيران خصوصا بعد الهجوم غير المبرر على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد في عام 2016 وعدم اتخاذ السلطات الإيرانية الإجراءات اللازمة لحماية السفارة في طهران والقنصلية في مشهد، في إطار حماية المقار الدبلوماسية أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
وفي ضوء ما تقدم من إشارات، فإننا نتطلع الى عودة الاستقرار والسلام والتعاون بين دول المنطقة بما فيها إيران على أن يتم التأكيد في جميع الأحوال أن تقوم هذه العلاقة على أسس التعاون الثنائي والقانون الدولي ومراعاة مصالح المنطقة وشعوبها وعلى أسس عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها على أراضيها وعدم التحريض سواء من الجهات الرسمية أو من القيادات الدينية التي تدلي بتصريحات تحريضية معادية لدول الخليج العربية بحيث تتبع العلاقات الدبلوماسية علاقات اقتصادية وتجارية واجتماعية تعود بالنفع والخير على الجميع لتحقيق التعاون المنشود وتبادل المصالح بين جميع الأطراف لبسط السلام والاستقرار في المنطقة لتكون العلاقات الخليجية الإيرانية مثالا للتعاون والاستقرار وبناء شبكة من المصالح بما يعود بالنفع العميم على شعوب المنطقة واقتصادها وانفتاحها على بعضها البعض والالتفاف نحو التنمية الشاملة والتكامل الاقتصادي والتجاري في المنطقة ككل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك