العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

لماذا يَطْرُد سكان برشلونة الإسبانية السياح من مدينتهم؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الأربعاء ٢٤ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

تفتخر‭ ‬الدول‭ ‬كثيرا‭ ‬وتتباهى‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭ ‬بارتفاع‭ ‬أعداد‭ ‬الزوار‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬لبلدانهم‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬وكلما‭ ‬زاد‭ ‬العدد‭ ‬اعتبروا‭ ‬ذلك‭ ‬فخراً‭ ‬وإنجازاً‭ ‬تنمويا،‭ ‬وازدهاراً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬يصب‭ ‬بالخير‭ ‬الوفير‭ ‬والكبير‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭. ‬

فقد‭ ‬زار‭ ‬مدينة‭ ‬برشلونة‭ ‬الإسبانية‭ ‬الساحلية‭ ‬العريقة،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬سائح‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وفي‭ ‬إسبانيا‭ ‬كلها‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬إلى‭ ‬85‭ ‬مليونا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وبزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬18,7%‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬بحسب‭ ‬إحصائيات‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬القومي‭ ‬للإحصاء‮»‬‭.‬

فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الإحصائيات‭ ‬العالية‭ ‬لعدد‭ ‬السياح‭ ‬في‭ ‬برشلونة‭ ‬خاصة،‭ ‬وفي‭ ‬إسبانيا‭ ‬عامة،‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصدر‭ ‬فخرٍ‭ ‬وسرور،‭ ‬ومدعاة‭ ‬للاعتزاز‭ ‬بهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬السياحي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬الكبيرين،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬برشلونة‭ ‬اليوم،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬المدن‭ ‬الاسبانية‭ ‬الساحلية‭ ‬والجزر‭ ‬الأخرى،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاحصائيات‭ ‬تُعتبر‭ ‬سلبية‭ ‬وخطيرة‭ ‬تهدد‭ ‬السكان‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدن،‭ ‬فالسكان‭ ‬يعتبرنها‭ ‬مؤشراً‭ ‬على‭ ‬شقائهم‭ ‬وعدم‭ ‬سعادتهم،‭ ‬وينددون‭ ‬بهذا‭ ‬المد‭ ‬السياحي‭ ‬المفرط‭ ‬الذي‭ ‬ينمو‭ ‬ويتوسع‭ ‬كل‭ ‬عام‭.‬

فسكان‭ ‬برشلونة‭ ‬الآن‭ ‬يحتجون‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬المطرد‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬السياح،‭ ‬فخرجوا‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬وأعمالهم‭ ‬يتظاهرون‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬ويرفعون‭ ‬أصواتهم،‭ ‬ويبدون‭ ‬سخطهم‭ ‬وغضبهم‭ ‬للأعداد‭ ‬المتزايدة‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬في‭ ‬مدنهم‭ ‬والتي‭ ‬غطت‭ ‬كل‭ ‬شوارعهم‭ ‬فاكتظت‭ ‬بهم،‭ ‬وملأت‭ ‬فنادقهم‭ ‬ومطاعمهم‭ ‬فلا‭ ‬محل‭ ‬للسكان‭ ‬لهم،‭ ‬فأصبحوا‭ ‬أجانب‭ ‬في‭ ‬مدنهم‭ ‬ولا‭ ‬يستطيعون‭ ‬ممارسة‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬راحة،‭ ‬وسعادة،‭ ‬وطمأنينة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإحساس‭ ‬بهذا‭ ‬الضغط‭ ‬السياحي‭ ‬الجماهيري‭ ‬العظيم‭. ‬ومنها‭ ‬المظاهرات‭ ‬العارمة‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬برشلونة،‭ ‬ورفعوا‭ ‬فيها‭ ‬شعارات‭ ‬قوية‭ ‬مناهضة‭ ‬للسياح،‭ ‬وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬طردهم‭ ‬من‭ ‬مدينتهم‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الشعارات‭: ‬‮«‬كفى،‭ ‬دَعُونا‭ ‬نضع‭ ‬حداً‭ ‬للسياحة‮»‬،‭ ‬ومنها‭ ‬لافتات‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬خففوا‭ ‬من‭ ‬السياحة‮»‬‭.‬

فلماذا‭ ‬إذن‭ ‬هذه‭ ‬العدائية‭ ‬العلنية‭ ‬للسياحة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬برشلونة‭ ‬خاصة،‭ ‬ومدن‭ ‬ساحلية‭ ‬أخرى‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام؟

في‭ ‬تقديري،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القلق‭ ‬العميق‭ ‬من‭ ‬السياحة،‭ ‬ليس‭ ‬للسياحة‭ ‬العادية‭ ‬البسيطة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬العالم،‭ ‬ولكن‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬برشلونة‭ ‬تعدت‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبولة،‭ ‬فأصبح‭ ‬هناك‭ ‬إفراط‭ ‬وتفريط‭ ‬مشهود‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬وممارساتهم‭ ‬أثناء‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬المدينة‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تحولت‭ ‬من‭ ‬الحالة‭ ‬العادية‭ ‬المقبولة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تحملها‭ ‬والتعايش‭ ‬معها‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬ومرحلة‭ ‬التشبع‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬والضغط‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬مرافق‭ ‬المدينة‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اليوم‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬فوق‭ ‬التشبع،‭ ‬وهي‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬تتحول‭ ‬فيها‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬للشعب‭ ‬إلى‭ ‬شر‭ ‬ونقمة،‭ ‬وتتحول‭ ‬فيها‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬أداة‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬هدم‭ ‬ومفسدة‭ ‬للمجتمع‭ ‬والبيئة‭ ‬برمتها،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬المدينة‭ ‬بمواكبة‭ ‬هذا‭ ‬المد‭ ‬السياحي،‭ ‬ولم‭ ‬تَلحقْ‭ ‬خدماتها‭ ‬العامة‭ ‬بهذه‭ ‬الأعداد‭ ‬المتزايدة‭ ‬سنوياً‭ ‬من‭ ‬السياح‭. ‬ولذلك‭ ‬قال‭ ‬أحد‭ ‬المتظاهرين‭ ‬الذين‭ ‬أضربوا‭ ‬عن‭ ‬الطعام‭: ‬‮«‬ليست‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬مع‭ ‬السياحة،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬برشلونة‭ ‬نحن‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬المفرطة‭ ‬والمتزايدة،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬لا‭ ‬تطاق‮»‬‭. ‬

فعلينا‭ ‬إذن‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬سائح‭ ‬يطأ‭ ‬أرض‭ ‬أي‭ ‬مدينة‭ ‬سياحية،‭ ‬فإن‭ ‬وجوده‭ ‬يشكل‭ ‬ضغطاً‭ ‬إضافياً‭ ‬على‭ ‬الثروة‭ ‬المائية‭ ‬ومياه‭ ‬الشرب‭ ‬بصفةٍ‭ ‬خاصة،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬سائح‭ ‬يمثل‭ ‬ضغطاً‭ ‬على‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة‭ ‬ومواقف‭ ‬السيارات،‭ ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬كل‭ ‬سائح‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬المخلفات‭ ‬الصلبة،‭ ‬أو‭ ‬القمامة،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬مياه‭ ‬المجاري،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬سائح‭ ‬إضافي‭ ‬يأتي‭ ‬إلى‭ ‬المدن‭ ‬والجزر‭ ‬السياحية‭ ‬فإنه‭ ‬يشكل‭ ‬عبئاً‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬الكهرباء،‭ ‬ويمثل‭ ‬ضغطاً‭ ‬جديداً‭ ‬متعاظماً‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬السكانية‭ ‬من‭ ‬شقق‭ ‬ومنازل‭ ‬وغرف‭ ‬فندقية،‭ ‬وإضافة‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والملاعب‭ ‬والمتنزهات‭ ‬العامة‭ ‬الساحلية‭ ‬وغير‭ ‬الساحلية‭ ‬والمحميات‭ ‬الطبيعية‭ ‬ومواقف‭ ‬السيارات‭.‬

وكلما‭ ‬ارتفعت‭ ‬وتيرة‭ ‬المد‭ ‬السياحي،‭ ‬فإن‭ ‬الضغط‭ ‬والعبء‭ ‬يزيدان‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬العامة‭ ‬حتى‭ ‬يبدأ‭ ‬بالانفجار‭ ‬الانشطاري‭ ‬التدريجي‭ ‬والبطيء،‭ ‬أي‭ ‬انفجار‭ ‬صغير‭ ‬ومحدود،‭ ‬ثم‭ ‬انفجار‭ ‬آخر‭ ‬أوسع‭ ‬تأثيراً،‭ ‬ثم‭ ‬انفجار‭ ‬كبير‭ ‬يهز‭ ‬الركن‭ ‬الأمني‭ ‬لهذه‭ ‬المدن‭. ‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬برشلونة،‭ ‬فالخدمات‭ ‬أصبحت‭ ‬مرهقة‭ ‬ومتعبة‭ ‬وبالية‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬مواكبة‭ ‬وتحمل‭ ‬الزيادة‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬الأعداد‭ ‬البشرية‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬السياح،‭ ‬فكلفة‭ ‬خدمات‭ ‬الإسكان‭ ‬ارتفعت‭ ‬كثيراً‭ ‬حتى‭ ‬بلغت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬68%‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬وأسعار‭ ‬الإيجارات‭ ‬زادت‭ ‬بدرجة‭ ‬مفرطة‭ ‬لا‭ ‬يتحملها‭ ‬سكان‭ ‬المدينة،‭ ‬وأثرت‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬أحياء‭ ‬المدينة،‭ ‬فأغلقت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتاجر‭ ‬والبرادات‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تخدم‭ ‬مباشرة‭ ‬السكان‭ ‬وتقدم‭ ‬لهم‭ ‬ما‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليه،‭ ‬فاستبدلت‭ ‬بمتاجر‭ ‬تخدم‭ ‬السياح‭ ‬مباشرة‭. ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬الأسعار‭ ‬ارتفعت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬يطيقه‭ ‬السكان،‭ ‬فأصبحت‭ ‬الحياة‭ ‬والمعيشة‭ ‬غالية‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تحملها،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬المدينة‭ ‬ضاقت‭ ‬بسكانها‭ ‬الأصليين،‭ ‬وتحولت‭ ‬حياتهم‭ ‬من‭ ‬سعادة‭ ‬وراحة‭ ‬وطمأنينة‭ ‬إلى‭ ‬شقاء‭ ‬وبلاء‭.‬

فكان‭ ‬حل‭ ‬سكان‭ ‬المدينة‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬العقيمة‭ ‬هو‭ ‬الخروج‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭ ‬وأمام‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬لإظهار‭ ‬سخطهم‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬يعيشونهم،‭ ‬ولفت‭ ‬نظر‭ ‬المعنيين‭ ‬إلى‭ ‬الحالة‭ ‬المزرية‭ ‬التي‭ ‬يعانون‭ ‬منها،‭ ‬ولذلك‭ ‬طالبوا‭ ‬بإحداث‭ ‬نوعٍ‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬التنمية‭ ‬السياحية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬وتقنين‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬سنوياً‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬واحتياجات‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والمعيشة‭ ‬المناسبة،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬تقليل‭ ‬استضافة‭ ‬الفعاليات‭ ‬والأنشطة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وتوسعة‭ ‬وتجديد‭ ‬وتحديث‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬العامة‭ ‬للمدينة‭ ‬لامتصاص‭ ‬هذا‭ ‬الضغط‭ ‬السياحي‭ ‬المتنامي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬

وبالتالي‭ ‬دعا‭ ‬المتظاهرون‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬النموذج‭ ‬السياحي‭ ‬القديم‭ ‬المعتمد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬بأي‭ ‬وسيلة‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الجوانب‭ ‬الأخرى‭ ‬المرتبطة‭ ‬بهذه‭ ‬الزيادة‭ ‬والمصاحبة‭ ‬لها،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬استبداله‭ ‬بنموذج‭ ‬حديث‭ ‬مستدام‭ ‬يأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الجانبين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والبيئي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التصدي‭ ‬للحالة‭ ‬الراهنة‭ ‬للسكان‭ ‬ومعالجة‭ ‬مشاكلهم‭ ‬وحل‭ ‬معاناتهم‭ ‬اليومية‭. ‬

فهذه‭ ‬الحالة‭ ‬الموجودة‭ ‬أمامنا‭ ‬في‭ ‬برشلونة‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬ظاهرة‭ ‬حديثة،‭ ‬وواقع‭ ‬مر‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬الصغيرة‭ ‬المساحة‭ ‬والمحدودة‭ ‬الموارد،‭ ‬وتؤكد‭ ‬علينا‭ ‬ضرورة‭ ‬عدم‭ ‬التركيز‭ ‬كلياً‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬البحت‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬السياحية‭ ‬وغير‭ ‬السياحية،‭ ‬وعدم‭ ‬تجاهل‭ ‬الجوانب‭ ‬الأخرى‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬مثل‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والبيئي،‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬العقيمة‭ ‬والمعقدة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الدولة‭ ‬برمتها‭.‬

 

‭ ‬ismail‭.‬almadany

@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا