العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دول مجلس التعاون والتقدم في الطاقة المتجددة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

هل‭ ‬سيحدث‭ ‬قريبًا؟‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬‮«‬فاتح‭ ‬بيرول‮»‬‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لوكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية،‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬ليوضح‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬هل‮»‬‭ ‬استُبدلت‭ ‬الهيدروكربونات،‭ ‬كالنفط‭ ‬الخام،‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬وعالمي،‭ ‬بالبدائل‭ ‬المتجددة‭ ‬مثل‭: ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬وتوليد‭ ‬الرياح،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬متى‭ ‬يمكن‭ ‬حدوث‭ ‬ذلك؟‭ ‬ليأتي‭ ‬هذا‭ ‬التساؤل‭ ‬داعمًا‭ ‬لتقرير‭ ‬نمو‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬حول‭ ‬العالم؛‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬زيادة‭ ‬50%‭ ‬أي‭ ‬قرابة‭ ‬510‭ ‬جيجاوات،‭ ‬وهو‭ ‬الأسرع‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭.‬

وقد‭ ‬اسهمت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التقدم‭ ‬بمكانتها‭ ‬العالمية‭ ‬كمنتجة‭ ‬ومصدرة‭ ‬للنفط‭ ‬الخام‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬ومروجة‭ ‬أيضًا‭ ‬لأنواع‭ ‬الوقود‭ ‬الأخضر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬مخططات‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬متوازن‭ ‬يشمل‭ ‬التخطيط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستراتيجي‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭ .‬فتحت‭ ‬رعاية‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬واشنطن‮»‬‭ ‬أقيمت‭ ‬مناقشات‭ ‬‮«‬مؤتمر‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البترولية‭ ‬2024‮»‬‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬العد‭ ‬التنازلي‭ ‬لتحقيق‭ ‬صافي‭ ‬انبعاثات‭ ‬صفرية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تحدثت‭ ‬عنها‭ ‬‮«‬كيت‭ ‬دوريان‮»‬‭ ‬زميلة‭ ‬غير‭ ‬مقيمة‭ ‬لدى‭ ‬المعهد،‭ ‬قائلة‭: ‬إنه‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬‮«‬إمكاناتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬الخضراء‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬متطلبات‭ ‬التحول‭ ‬العالمي‭ ‬المتسارع‭ ‬للطاقة‭ ‬تلتزم‭ ‬منهم‭ ‬تكثيف‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬‮«‬لسياسات‭ ‬إزالة‭ ‬الكربون‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‮»‬‭.‬

وتحدث‭ ‬‮«‬روجر‭ ‬ديوان‮»‬‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الأبحاث‭ ‬والتحليل‭ ‬في‭ ‬ستاندرد‭ ‬اند‭ ‬بورز‭ ‬جلوبال‭ ‬كوميدتي‭ ‬انسايتس‭ ‬عن‭ ‬احتياج‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬إلى‭ ‬إزالة‭ ‬الكربون‭ ‬بسرعة؛‭ ‬بغية‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬‮«‬حافز‮»‬‭ ‬سياسي‭ ‬واقتصادي‭ ‬لـ«العمل‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬دوريان‮»‬‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬نحو‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬أكده‭ ‬علماء‭ ‬المناخ‭ ‬باعتباره‭ ‬ضرورة‭ ‬لتجنب‭ ‬كارثة‭ ‬بيئية‭ ‬دولية‭ ‬ناجمة‭ ‬مباشرة‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬التي‭ ‬تتأثر‭ ‬بشدة‭ ‬بمستويات‭ ‬التلوث‭ ‬بثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬الصناعي؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬التحدي‭ ‬الرئيسي‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬منتجي‭ ‬النفط‭ ‬مثل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬هو‭ ‬‮«‬اتساع‭ ‬الفجوة‭ ‬بشأن‭ ‬توقعات‭ ‬الطلب‮»‬‭.‬

ورأت‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭ ‬بشأن‭ ‬توقعات‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬كيف‭ ‬ستؤدي‭ ‬‮«‬التحولات‭ ‬الكبرى‭ ‬الجارية‭ ‬اليوم»؛‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مشهد‭ ‬طاقة‭ ‬عالمي‭ ‬متغير‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العقد‭ ‬الجاري‮»‬‭. ‬ذلك‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تسجيل‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الطاقة‮»‬‭ ‬ومقره‭ ‬لندن،‭ ‬في‭ ‬أحدث‭ ‬مراجعاته‭ ‬الإحصائية‭ ‬للطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2024،‭ ‬عن‭ ‬‮«‬انتعاش‭ ‬بالغ‮»‬‭ ‬بمستويات‭ ‬استهلاك‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬عقب‭ ‬الانكماش‭ ‬الطويل‭ ‬الذي‭ ‬أعقب‭ ‬وباء‭ ‬‮«‬كوفيد‭-‬19‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬استهلاك‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬حاجز‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭.‬

وتقدر‭ ‬الوكالة‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬باريس‭ ‬مقرًا‭ ‬لها‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬2030‭ ‬سيتزايد‭ ‬عدد‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬10‭ ‬أضعاف،‭ ‬وسينتج‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬كهرباء‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬ينتجه‭ ‬نظام‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكي‭ ‬بأكمله‭ ‬حاليًا،‭ ‬وسيذهب‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬الاستثمارات‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬طاقة‭ ‬الرياح‭ ‬البحرية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬محطات‭ ‬جديدة‭ ‬تعمل‭ ‬بالفحم‭ ‬والغاز‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬توقعت‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭ ‬أيضًا‭ ‬وصول‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون‭ ‬العالمية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالطاقة‭ ‬إلى‭ ‬ذروتها‭ ‬في‭ ‬2025‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتراجع،‭ ‬وانخفاض‭ ‬حصة‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬في‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬80%‭ ‬إلى‭ ‬73%‭ ‬بحلول‭ ‬2030‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توقع‭ ‬أوبك‭ ‬استمرار‭ ‬الطلب‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬لينمو‭ ‬إلى‭ ‬116‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬بحلول‭ ‬2045،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬روجر‭ ‬ديوان‮»‬‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬اعتقاد‭ ‬‮«‬ستاندرد‭ ‬اند‭ ‬بورز‮»‬‭ ‬بـ«استمرار‭ ‬الطلب‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬على‭ ‬الخام»؛‭ ‬وأن‭ ‬يصل‭ ‬ذروته‭ ‬في‭ ‬2031‭ ‬تقريبًا،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يعاود‭ ‬التراجع‮»‬،‭ ‬لـ«تباطؤ‭ ‬هيكلي‮»‬‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬البنزين‭ ‬والديزل‭ ‬ووقود‭ ‬الطائرات‭ -‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭- ‬وهو‭ ‬السبب‭ ‬الأبرز‭ ‬لهذا‭ ‬التحول‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬الذي‭ ‬تعد‭ ‬الدوحة،‭ ‬والرياض،‭ ‬وأبوظبي،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬المنتجين‭ ‬والمصدرين‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬دوريان‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬سيبقى‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬خلال‭ ‬تحول‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتحديداً‭ ‬لبقاء‭ ‬‮«‬الحاجة‭ ‬إليه‭ ‬كنسخة‭ ‬احتياطية‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬المتقطعة‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬روجر‭ ‬ديوان‮»‬‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬دوامه‭ ‬مطلوب‭ ‬‮«‬لسببين‭ ‬مهمين‭ ‬للغاية»؛‭ ‬‮«‬لموازنة‭ ‬أنظمة‭ ‬الطاقة‮»‬،‭ ‬واستبدال‭ ‬استخدام‭ ‬الفحم‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الآسيوية‭ ‬وخاصة‭ ‬بالصين‭ ‬والهند‭. ‬فيما‭ ‬أوضح‭ ‬أيضًا‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬آسيا‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬الكربون‭ ‬هدفًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬لتحول‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬فإنه‭ ‬لإزالة‭ ‬الفحم‭ ‬‮«‬يبقى‭ ‬الغاز‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الوحيد‭ ‬ليحل‭ ‬محل‭ ‬نمط‭ ‬الطاقة‭ ‬الحالي‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬أدرك‭ ‬مراقبو‭ ‬القطاع‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لتوسيع‭ ‬صناعات‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬المحلية‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭. ‬وكتبت‭ ‬دوريان‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬والسعودية،‭ ‬وعمان،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬‮«‬قد‭ ‬حققوا‭ ‬خطوات‭ ‬مثيرة‭ ‬للإعجاب‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬إمكاناتهم‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والنظيفة‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬سجل‭ ‬معهد‭ ‬الطاقة‭ ‬بتقريره‭ ‬الأخير‭ ‬زيادة‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2022‭ ‬و2023‭ ‬بنسبة‭ ‬258‭.‬6%‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬وزيادة‭ ‬152‭.‬9%‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬وبنسبة‭ ‬78‭.‬4%‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭. ‬وقد‭ ‬ساعدت‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬مجتمعة‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬المشترك‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬بجميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ليبلغ‭ ‬43%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬

وعلقت‭ ‬‮«‬دوريان‮»‬‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬‮«‬استثمار‭ ‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬وعُمان،‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‮»‬،‭ ‬وأدرك‭ ‬‮«‬ديوان‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬تقود‭ ‬الرياض‭ ‬طليعة‭ ‬هذا‭ ‬المسعى،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬قامت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬نيوم‭ ‬للهيدروجين‭ ‬الأخضر‮»‬‭ ‬ومقرها‭ ‬بمشروع‭ ‬المدينة‭ ‬المستقبلية‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬بتوليد‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬جيجاوات‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬إنتاج‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬600‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الخالي‭ ‬من‭ ‬الكربون‭ ‬يوميًا‭ ‬بنهاية‭ ‬2026‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فمن‭ ‬المسلم‭ ‬به‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬هذا‭ ‬الإنتاج‭ ‬يتضاءل‭ ‬أمام‭ ‬إنتاج‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬سجل‭ ‬معهد‭ ‬الطاقة‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬400%‭ ‬في‭ ‬تركيب‭ ‬الألواح‭ ‬الشمسية‭ ‬بالسعودية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمثل‭ ‬0‭.‬2%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬بالمملكة‭ ‬في‭ ‬2023‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬فإن‭ ‬الإمارات،‭ ‬التي‭ ‬تحوز‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬عدد‭ ‬الألواح‭ ‬الشمسية‭ ‬العاملة‭ (‬5925‭ ‬جيجاوات‭ ‬إلى‭ ‬2285‭ ‬جيجاوات‭)‬،‭ ‬تمثل‭ ‬أيضًا‭ ‬0‭.‬4%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬عند‭ ‬مقارنة‭ ‬إجمالي‭ ‬قدرة‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ -‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح‭- ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬ففي‭ ‬حالة‭ ‬الرياض‭ (‬2285‭ ‬جيجاوات‭)‬،‭ ‬يعادل‭ ‬تقريبًا‭ ‬ما‭ ‬تنتجه‭ ‬جمهورية‭ ‬التشيك،‭ ‬أما‭ ‬أبوظبي‭ (‬5925‭ ‬جيجاوات‭)‬؛‭ ‬فهو‭ ‬يشبه‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ما‭ ‬تنتجه‭ ‬سويسرا‭.‬

كما‭ ‬جرى‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬تركيز‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬احتجاز‭ ‬الكربون‭ ‬وتخزينه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقليل‭ ‬مستويات‭ ‬انبعاثاته‭ ‬بحلول‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭. ‬ويشكل‭ ‬الاعتماد‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المسار،‭ ‬بحسب‭ ‬ديوان،‭ ‬‮«‬مشكلة‭ ‬للصناعة‮»‬‭ ‬محتملة‭ ‬لعدم‭ ‬‮«‬تمكين‭ ‬تلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬أيضًا‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬‮«‬بطيئة‮»‬‭ ‬و‮«‬غير‭ ‬كافية‮»‬‭ ‬لمواكبة‭ ‬تطوير‭ ‬واستخدام‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭. ‬وأشار‭ ‬ديوان‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬سيستغرق‭ ‬‮«‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬سنة‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬كلفة‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬مستساغة‮»‬‭ ‬للمنتجين‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬دوريان‮»‬‭ ‬قد‭ ‬عارضت‭ ‬ذلك‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬تقنية‭ ‬إزالة‭ ‬الكربون‭ ‬عبر‭ ‬سحبه‭ ‬من‭ ‬الهواء؛‭ ‬تحظى‭ ‬بالاهتمام،‭ ‬ومازالت‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬قيد‭ ‬أطوارها‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬التطوير‮»‬‭ ‬وستستغرق‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬حتى‭ ‬تنضج‮»‬،‭ ‬ولكنها‭ ‬فعالة‭ ‬بالتأكيد‭.  ‬

وفي‭ ‬تقييم‭ ‬دوريان،‭ ‬مع‭ ‬قيام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬‮«‬ببطء‭ ‬ولكن‭ ‬بثبات‮»‬‭ ‬بإزالة‭ ‬الكربون‭ ‬من‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬المحلية‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬ونحو‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬ستحتاج‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬إزالة‭ ‬الكربون‭ ‬من‭ ‬عملياتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬تحول‭ ‬الطاقة‮»‬‭. ‬وبالمثل،‭ ‬حث‭ ‬‮«‬ديوان‮»‬‭ ‬على‭ ‬استعجال‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن،‭ ‬لكنه‭ ‬أدرك‭ ‬أيضًا‭ ‬كيف‭ ‬تحظى‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬‮«‬بقدرات‭ ‬مختلفة‭ ‬جدًا،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الموارد،‭ ‬أو‭ ‬رأس‭ ‬المال،‭ ‬أو‭ ‬القدرات‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أقر‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬بافتقار‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬لوضع‭ ‬اقتصادي‭ ‬أو‭ ‬استراتيجي‭ ‬يسمح‭ ‬لهم‭ ‬بإنهاء‭ ‬اعتمادهم‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬وتوسيعهما‭. ‬وسجل‭ ‬‮«‬ديوان‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬لديهم‭ ‬‮«‬أدنى‭ ‬كلفة‮»‬‭ ‬لإنتاج‭ ‬النفط،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬سيكونون‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬‮«‬آخر‭ ‬المنتجين‮»‬‭ ‬لهذا‭ ‬الشكل‭ ‬من‭ ‬الطاقة،‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التحول‭ ‬العالمي‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فقد‭ ‬قدر‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬المطروحة‭ ‬هي‭ ‬‮«‬مسألة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأسعار‭ ‬وتوليد‭ ‬الإيرادات‮»‬‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬وقد‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التقييم‭ ‬‮«‬كارين‭ ‬إي‭ ‬يونغ‮»‬‭ ‬باحثة‭ ‬بارزة‭ ‬بمركز‭ ‬سياسة‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا،‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬المنتجين‭ ‬الخليجيين‭ ‬باستدامة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬منتجاتهم؛‭ ‬لأنها‭ ‬‮«‬شريان‭ ‬الحياة‮»‬،‭ ‬ورأت‭ ‬‮«‬عائشة‭ ‬السريحي‮»‬‭ ‬باحثة‭ ‬بجامعة‭ ‬سنغافورة‭ ‬الوطنية،‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬يعتقد‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬سيواصلون‭ ‬الوجود‮»‬‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬‮«‬لأنهم‭ ‬سيبيعون‭ ‬الوقود‭ ‬الأقل‭ ‬كثافة‭ ‬للكربون‭ ‬في‭ ‬المستقبل‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬هنا،‭ ‬ووسط‭ ‬تنامي‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تحول‭ ‬عالمي‭ ‬متقدم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة،‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومات‭ ‬الوطنية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العالمية‭ ‬والمعنيون‭ ‬بمجال‭ ‬الطاقة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬وإنتاج‭ ‬أشكال‭ ‬طاقة‭ ‬متجددة‭ ‬أنظف‭ ‬وأكثر‭ ‬كفاءة،‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الاهتمام‭ ‬الحالي؛‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬المشهد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستراتيجي‭ ‬الحالي‭ ‬لسوق‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تُفصح‭ ‬تعليقات‭ ‬‮«‬دوريان‭ ‬وديوان‮»‬‭ ‬وغيرهما‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬خضوع‭ ‬التوازن‭ ‬المحلي‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬بين‭ ‬الهيدروكربونات‭ ‬ومصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة؛‭ ‬لتغيير‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭ ‬وطويل‭ ‬الأجل‭ ‬لمواكبة‭ ‬أهداف‭ ‬الانبعاثات‭ ‬العالمية،‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬بديوان‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وخاصة‭ ‬السعودية،‭ ‬موجودة‭ ‬حاليًا‭ ‬‮«‬في‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فيه‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬لضمان‭ ‬مكاسبها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬وأخذها‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬لها‭ ‬مجابهة‭ ‬تطورات‭ ‬العقود‭ ‬المقبلة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا