العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دور جمال عبدالناصر في دعم ثورتي الجزائر وفلسطين

بقلم: عبد الله السناوي {

السبت ١٣ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

لمرتين‭ ‬تاريخيتين‭ ‬تدخلت‭ ‬القاهرة‭ ‬بالإسناد‭ ‬والدعم‭ ‬والتخطيط‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬ثورتين‭ ‬مسلحتين،‭ ‬هما‭ ‬الثورتان‭ ‬الجزائرية‭ ‬والفلسطينية‭. ‬الأولى،‭ ‬حققت‭ ‬هدفها‭ ‬في‭ ‬الاستقلال‭.. ‬والثانية،‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬خديعة‭ ‬‮«‬أوسلو‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬شعبها‭ ‬دفع‭ ‬فواتير‭ ‬الدم‭ ‬والتضحيات‭ ‬لنيل‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭.‬

حديث‭ ‬الرصاصة‭ ‬الأولى‭ ‬يلامس‭ ‬الحقائق‭ ‬الأساسية‭ ‬عند‭ ‬منابعها‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬حاسمة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬إنه‭ ‬حديث‭ ‬المصير‭ ‬العربي‭ ‬الواحد،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ندركه‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬مكامن‭ ‬القوة‭ ‬فيه‭.‬

لم‭ ‬تكتسب‭ ‬مصر‭ ‬أدوارها‭ ‬وقيادتها‭ ‬للعالم‭ ‬العربي‭ ‬ولا‭ ‬تأكدت‭ ‬مكانتها‭ ‬على‭ ‬مسارح‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬سياسات،‭ ‬أو‭ ‬بأوهام‭ ‬زعامة‭. ‬فلكل‭ ‬دور‭ ‬أثمانه‭ ‬وتكاليفه‭.‬

في‭ ‬يناير‭ (‬1965‭) ‬بادرت‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬فتح‮»‬‭ ‬بإطلاق‭ ‬الرصاصة‭ ‬الأولى‭ ‬وحاولت‭ ‬أن‭ ‬تطرح‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كقضية‭ ‬تحرر‭ ‬وطني‭ ‬لا‭ ‬قضية‭ ‬لاجئين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬إعانات‭ ‬وإغاثات‭. ‬بعد‭ ‬هزيمة‭ (‬1967‭) ‬تبدت‭ ‬ضرورات‭ ‬إحداث‭ ‬تحول‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬ممكنا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬غطاء‭ ‬عربي‭ ‬قوي‭ ‬ومؤثر‭.‬

في‭ ‬أكتوبر‭ (‬1967‭) ‬حضر‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬فتح‮»‬‭ ‬‮«‬ياسر‭ ‬عرفات‮»‬‭ ‬و«صلاح‭ ‬خلف‮»‬‭ ‬و«فاروق‭ ‬قدومي‮»‬‭ ‬لمد‭ ‬الجسور‭ ‬معها‭. ‬وحاوروا‭ ‬شخصيات‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬جمال‭ ‬عبدالناصر‮»‬‭ ‬أبرزهم‭ ‬الوزير‭ ‬‮«‬كمال‭ ‬الدين‭ ‬رفعت‮»‬‭ ‬والأستاذ‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬حسنين‭ ‬هيكل‮»‬‭. ‬وبصورة‭ ‬مفاجئة‭ ‬أبلغهم‭ ‬‮«‬هيكل‮»‬‭ ‬انه‭ ‬سوف‭ ‬يصحبهم‭ ‬بسيارته‭ ‬الخاصة‭ ‬للقاء‭ ‬شخصية‭ ‬مهمة‭.‬

كانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬جمال‭ ‬عبدالناصر‮»‬‭ ‬نفسه،‭ ‬الذي‭ ‬لخص‭ ‬موقفه‭ ‬في‭ ‬جملة‭ ‬واضحة‭ ‬ومحددة‭: ‬‮«‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أسمع‭ ‬طلقة‭ ‬واحدة‭ ‬تدوي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬المحتلة‮»‬‭. ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬بأجوائها‭ ‬الملبدة،‭ ‬تبدت‭ ‬حسابات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وفرت‭ ‬القاهرة‭ ‬غطاء‭ ‬عربيا‭ ‬ودوليا‭ ‬كاملا‭ ‬لمنظمات‭ ‬العمل‭ ‬المسلح،‭ ‬قدمت‭ ‬‮«‬عرفات‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق،‭ ‬وتابعت‭ ‬نقل‭ ‬قيادة‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬الخطباء‭ ‬إلى‭ ‬الفدائيين‭.‬

‭ ‬ويمكن‭ ‬التأكيد‭ ‬انه‭ ‬بقدر‭ ‬مماثل‭ ‬كان‭ ‬دور‭ ‬‮«‬عبدالناصر‮»‬‭ ‬جوهريا‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬الجزائر‭.‬

في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ (‬1954‭)‬،‭ ‬قبل‭ ‬سبعين‭ ‬سنة‭ ‬بالضبط،‭ ‬أطل‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬بيللا،‭ ‬أبرز‭ ‬قادة‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‭ ‬توشك‭ ‬أن‭ ‬تعلن،‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عبر‭ ‬أثير‭ ‬صوت‭ ‬العرب‭. ‬بصوته‭ ‬المؤثر‭ ‬قدمه‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬سعيد‮»‬‭ ‬مؤسس‭ ‬إذاعة‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬العرب‮»‬‭ ‬بالكلمات‭ ‬التالية‭: ‬أخ‭ ‬جزائري‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬من‭ ‬العقل‭ ‬والقلب‭ ‬إلي‭ ‬الضمير‭ ‬والوجدان‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬‮«‬بن‭ ‬بيللا‮»‬‭ ‬يتقن‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬بأثر‭ ‬سياسات‭ ‬‮«‬الفرنسة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬عانتها‭ ‬الجزائر‭.‬

كتب‭ ‬النص‭ ‬بالفرنسية‭. ‬شارك‭ ‬في‭ ‬ترجمته‭ ‬إلى‭ ‬العربية‭ ‬أربعة‭ ‬رجال‭: ‬‮«‬محمد‭ ‬خيضر‮»‬‭ ‬و‮«‬حسين‭ ‬آية‭ ‬أحمد‮»‬‭ ‬و«فتحي‭ ‬الديب‮»‬‭ ‬و«أحمد‭ ‬سعيد‮»‬‭. ‬‮«‬أحدثكم‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭ ‬مدينة‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‮«‬‭.‬

على‭ ‬ذلك‭ ‬المنوال‭ ‬كتب‭ ‬بقية‭ ‬الخطاب‭ ‬‮«‬التاريخي‮»‬‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬الوصف‭ ‬من‭ ‬معنى‭ ‬وقيمة،‭ ‬كلحظة‭ ‬إطلاق‭ ‬للثورة‭ ‬الجزائرية‭. ‬كانت‭ ‬نهاية‭ ‬الخطاب‭ ‬مؤثرة‭ ‬وملهمة‭: ‬‮«‬كان‭ ‬الفرنسيون‭ ‬يقولون‭ ‬في‭ ‬أعماقهم‭ ‬دون‭ ‬صوت‭ ‬أيام‭ ‬بطش‭ ‬الاحتلال‭ ‬النازي‭ ‬فرنسا‭ ‬للفرنسيين‭.. ‬فليردد‭ ‬كل‭ ‬الجزائريين،‭ ‬ولو‭ ‬بصوت‭ ‬أخرس‭ ‬صباح‭ ‬مساء،‭ ‬كلما‭ ‬رأوا‭ ‬فرنسيا‭ ‬جنديا‭ ‬أو‭ ‬مستوطنا‭ ‬الجزائر‭ ‬للجزائريين‮»‬‭.‬

كرر‭ ‬العبارة‭ ‬نفسها‭ ‬باللغة‭ ‬الفرنسية‭. ‬كان‭ ‬قاسيا‭ ‬على‭ ‬مشاعر‭ ‬‮«‬بن‭ ‬بيللا‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬بلغة‭ ‬بلاده‭ ‬وقرآن‭ ‬دينه‭. ‬قطع‭ ‬التسجيل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬لاعنا‭ ‬‮«‬الفرنسة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬بلده‭ ‬ومواطنيه‭.‬

هكذا‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬سعيد‮»‬‭ ‬مشاعر‭ ‬الرجل،‭ ‬الذي‭ ‬ربطته‭ ‬به‭ ‬صداقة‭ ‬عميقة‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬العمر،‭ ‬في‭ ‬مذكرات‭ ‬خطية‭ ‬لم‭ ‬يتسن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تنشر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

أثناء‭ ‬سنوات‭ ‬سجن‭ ‬‮«‬بن‭ ‬بيللا‮»‬‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬بعد‭ ‬اختطاف‭ ‬طائرة‭ ‬تقله‭ ‬مع‭ ‬أربع‭ ‬قيادات‭ ‬تاريخية‭ ‬أخرى‭ ‬علم‭ ‬نفسه‭ ‬العربية‭ ‬وأتقنها‭.‬

في‭ ‬يوليو‭ (‬1962‭) ‬ألقى‭ ‬خطابا‭ ‬آخر‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬العرب‮»‬‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬المستقلة،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بلغة‭ ‬عربية‭ ‬متمكنة‭. ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬روى‭ ‬‮«‬بن‭ ‬بيللا‮»‬‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬صحفي‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬أثقل‭ ‬مشاعره‭ ‬أن‭ ‬مترجما‭ ‬حضر‭ ‬أول‭ ‬اجتماع‭ ‬مع‭ ‬‮«‬أخي‭ ‬جمال‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬‮«‬القلوب‭ ‬تكلمت‮»‬‭.‬

في‭ ‬حوارات‭ ‬القاهرة‭ ‬أبلغ‭ ‬‮«‬بن‭ ‬بيللا‮»‬‭ ‬السلطات‭ ‬المصرية‭ ‬أن‭ ‬الرصاصة‭ ‬الأولى‭ ‬سوف‭ ‬تطلق‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬الواحدة‭ ‬من‭ ‬صباح‭ (‬30‭) ‬أكتوبر‭ (‬1954‭).‬

كانت‭ ‬توجيهات‭ ‬‮«‬جمال‭ ‬عبدالناصر‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬فتحي‭ ‬الديب‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يتولى‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬متابعة‭ ‬الملف‭ ‬الجزائري‭ ‬بأدق‭ ‬تفاصيله‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬يثبت‭ ‬تنظيم‭ ‬الكفاح‭ ‬المسلح‭ ‬ومن‭ ‬يومه‭ ‬الأول‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الثوري‭ ‬الشامل،‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬سوف‭ ‬تلقي‭ ‬بثقلها‭ ‬كاملا‭ ‬عارفة‭ ‬بمسؤوليتها‭ ‬ومتقبلة‭ ‬لتضحياتها‮»‬‭.‬

هكذا‭ ‬بالحرف‭.. ‬لكنه‭ ‬بدا‭ ‬متحفظا‭ ‬على‭ ‬الحماس‭ ‬الزائد،‭ ‬الذي‭ ‬خطط‭ ‬لنحو‭ ‬ثمانين‭ ‬عملية‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬يكفيني‭ ‬15‭ ‬أو‭ ‬16‭ ‬عملية‭ ‬بامتداد‭ ‬الجزائر‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬دوي‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬حتى‭ ‬تلفت‭ ‬أسماع‭ ‬العالم‭.‬

لأسباب‭ ‬ميدانية‭ ‬تأجلت‭ ‬العمليات‭ ‬المسلحة،‭ ‬التي‭ ‬خطط‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬أنحاء‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الجزائر،‭ ‬إلى‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭. ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬عام‭ (‬1954‭) ‬بدأت‭ ‬تتوالى‭ ‬الأخبار‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الفرنسية‭ ‬عن‭ ‬‮«‬محاولات‭ ‬تخريب،‭ ‬تقدر‭ ‬خسائرها‭ ‬بآلاف‭ ‬الفرنكات‮»‬‭.‬

اندلعت‭ ‬الشرارة‭ ‬الأولى‭ ‬للكفاح‭ ‬الجزائري،‭ ‬الذي‭ ‬اعتقد‭ ‬الجميع‭ ‬أنه‭ ‬أمر‭ ‬مستحيل،‭ ‬ليستمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبع‭ ‬سنوات،‭ ‬ناضل‭ ‬خلالها‭ ‬الجزائريون‭ ‬بقوة‭ ‬وجدية‭ ‬ورجولة‭ ‬أكسبتهم‭ ‬احترام‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬السواء‭.‬

عندما‭ ‬علم‭ ‬‮«‬عبدالناصر‮»‬‭ ‬أن‭ ‬دوي‭ ‬الانفجارات‭ ‬أرعب‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الفرنسي‭ ‬تأكد‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬قد‭ ‬استعادت‭ ‬استقلالها‭ ‬وأكدت‭ ‬هويتها‭ ‬العربية،‭ ‬وأن‭ ‬الباقي‭ ‬تفاصيل‭.‬

كان‭ ‬التفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المصري‭ ‬يربط‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬تطلعات‭ ‬المصريين‭ ‬للاستقلال‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وتطلعات‭ ‬العرب‭ ‬للهدف‭ ‬ذاته‭. ‬إنها‭ ‬وحدة‭ ‬المصير‭ ‬العربي‭.‬

هذه‭ ‬الفكرة‭ -‬بالذات‭- ‬كانت‭ ‬أساس‭ ‬الدور‭ ‬الإقليمي‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬خمسينيات‭ ‬وستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

في‭ ‬معركة‭ ‬الجزائر‭ ‬تأكد‭ ‬الدور‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬عالمه‭ ‬العربي‭ ‬بلا‭ ‬مَن‭ ‬أو‭ ‬ادعاء،‭ ‬القاهرة‭ ‬تابعت‭ ‬أدوارها‭ ‬من‭ ‬الرصاصة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ (‬1954‭) ‬حتى‭ ‬استقلت‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ (‬1962‭) ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬التخطيط‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬والعسكري‭ ‬شريكا‭ ‬كاملا‭ ‬في‭ ‬المعركة‭.‬

لا‭ ‬تكتسب‭ ‬الأدوار‭ ‬بالادعاء‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬درس‭ ‬‮«‬عبدالناصر‮»‬‭. ‬ولا‭ ‬تكتسب‭ ‬الحقوق‭ ‬بالمجان‭ ‬ولا‭ ‬يحدث‭ ‬استقلال‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬ثمنه‭ ‬غاليا‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬درس‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬الذي‭ ‬تمضي‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬طريقه‭ ‬اليوم‭.‬

 

{ كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا