العدد : ١٦٨٩٩ - السبت ٢٩ يونيو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ ذو الحجة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٩٩ - السبت ٢٩ يونيو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ ذو الحجة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

الضرورات الاستراتيجية للرؤية الأمنية الخليجية

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

على‭ ‬مدى‭ ‬تاريخها‭ ‬استقبلت‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ -‬ولاتزال‭- ‬مبادرات‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬المنظمات‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬وقد‭ ‬دأب‭ ‬بعض‭ ‬الباحثين‭ ‬على‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬المبادرات‭ ‬والأهمية‭ ‬النفطية‭ ‬للمنطقة،‭ ‬وهذا‭ ‬صحيح‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منه‭ ‬فالتحالفات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬قادتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كان‭ ‬سببها‭ ‬تهديد‭ ‬النفط‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الإنتاج‭ ‬أو‭ ‬ممرات‭ ‬النقل‭ ‬البحرية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬جنوب‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والتي‭ ‬تصنف‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬خياراتها‭ ‬الأمنية‭ ‬بناء‭ ‬شراكات‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬والمنظمات‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬مبادرات‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬تجيء‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬للمنطقة‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬أمني‭ ‬سواء‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬أو‭ ‬ضمن‭ ‬مسار‭ ‬شراكات‭ ‬استهدفت‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬تثار‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬المشروع‭ ‬الأمني‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ولا‭ ‬أعني‭ ‬به‭ ‬أطر‭ ‬التكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والدفاعي‭ ‬وهي‭ ‬معروفة‭ ‬وتشهد‭ ‬تطوراً‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬ولكن‭ ‬مبادرة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الأمنية‭ ‬والتي‭ ‬ظهرت‭ ‬ملامحها‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعلان‭ ‬أمينه‭ ‬العام‭ ‬السيد‭ ‬جاسم‭ ‬محمد‭ ‬البديوي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬رؤية‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬والتي‭ ‬اكتسبت‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬بداية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬لكونها‭ ‬القضية‭ ‬الجدلية‭ ‬لقطاع‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬باحثي‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الذين‭ ‬لطالما‭ ‬أسهبوا‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬الرؤية‭ ‬الخليجية‭ ‬الجماعية‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬وكانت‭ ‬حجتهم‭ ‬خلو‭ ‬الميثاق‭ ‬المنشئ‭ ‬للمجلس‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬صراحة‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬التكامل‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬الأمني‭ ‬والدفاعي‭.‬

في‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬الأمني‭ ‬لعام‭ ‬2022‭ ‬الذي‭ ‬ينظمه‭ ‬سنوياً‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬الأسبق‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬نايف‭ ‬الحجرف‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بجلسة‭ ‬‮«‬مبادرات‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لحل‭ ‬النزاعات‭ ‬الإقليمية‮»‬‭: ‬إن‭ ‬‮«‬من‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬المبادرات‭ ‬إنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والذي‭ ‬استهدف‭ ‬إيجاد‭ ‬إطار‭ ‬تعاون‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬والتنمية‭ ‬والازدهار،‭ ‬فعلى‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬أظهر‭ ‬المجلس‭ ‬قدرة‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والمخاطر‭ ‬واضطلع‭ ‬بدور‭ ‬عامل‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‮»‬،‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الفقرة‭ ‬تعكس‭ ‬وبوضوح‭ ‬ظروف‭ ‬تأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ذاته‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬بمثابة‭ ‬رد‭ ‬خليجي‭ ‬جماعي‭ ‬على‭ ‬تهديدات‭ ‬رأى‭ ‬قادة‭ ‬الخليج‭ ‬آنذاك‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬ضرورة‭ ‬لمواجهتها‭ ‬بجهود‭ ‬جماعية،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬إدارة‭ ‬المجلس‭ ‬لأزمات‭ ‬أمنية‭ ‬إقليمية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬هائل‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جهود‭ ‬الوساطة‭ ‬أو‭ ‬التأثير‭ ‬داخل‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬552‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬1984‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬بشأن‭ ‬تأكيد‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الدولية‭ ‬والطرق‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬سواحل‭ ‬وموانئ‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ليست‭ ‬طرفاً‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الحربية،‭ ‬ويذكر‭ ‬أن‭ ‬ديباجة‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬استجابة‭ ‬لشكوى‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بشأن‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬تقصد‭ ‬وتخرج‭ ‬من‭ ‬موانئ‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬الجماعية‭ ‬سوى‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬فكانت‭ ‬هناك‭ ‬جهود‭ ‬خليجية‭ ‬لتحرير‭ ‬الكويت‭ ‬1991‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬2003‭ ‬ثم‭ ‬تداعيات‭ ‬تحولات‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تطورات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهنة‭.‬

ولست‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تجميد‭ ‬عمل‭ ‬بعض‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الأخرى‭ ‬أو‭ ‬انهيار‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬يعد‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬للمصالح‭ ‬والأهداف‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭: ‬لماذا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المبادرة‭ ‬الأمنية‭ ‬الخليجية؟‭ ‬وبعبارات‭ ‬موجزة‭ ‬تشهد‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬تحولات‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬آثارها‭ ‬وقتية‭ ‬ولكنها‭ ‬سوف‭ ‬ترتب‭ ‬تأثيرات‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬الخليجية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد،‭ ‬فمن‭ ‬مؤشرات‭ ‬التقارب‭ ‬الخليجي‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬تستعد‭ ‬لانتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬محلاً‭ ‬لتنافس‭ ‬تياري‭ ‬المحافظين‭ ‬والإصلاحيين‭ ‬وما‭ ‬سوف‭ ‬تسفر‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬توجهات‭ ‬بشأن‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬تتطلب‭ ‬ترتيبات‭ ‬أمنية‭ ‬أكثر‭ ‬نطاقاً‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬المنطقة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬احتدام‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الجوانب‭ ‬العسكرية‭ ‬مجاله‭ ‬الوحيد‭ ‬بل‭ ‬للاقتصاد‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والأمن‭ ‬الناعم‭ ‬نصيب‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬التنافس،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬سوف‭ ‬تتطلبه‭ ‬من‭ ‬ترتيبات‭ ‬واستحقاقات‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بمنأى‭ ‬عنها‭.‬

وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬مؤشرات‭ ‬ثلاثة‭ ‬لافتة‭ ‬تعد‭ ‬أرضية‭ ‬مواتية‭ ‬لإطلاق‭ ‬رؤية‭ ‬خليجية‭ ‬أمنية‭ ‬متكاملة‭ ‬أولها‭: ‬تأكيد‭ ‬السيد‭ ‬جاسم‭ ‬البديوي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬أن‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية،‭ ‬وأن‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬مختلف‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬تحقيقه،‭ ‬وثانيها‭: ‬تسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬الزيارات‭ ‬الرسمية‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والتي‭ ‬تعكس‭ ‬تنسيقاً‭ ‬وثيقاً‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬وثالثها‭: ‬إن‭ ‬التأشيرة‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬لحامليها‭ ‬دخول‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬سوف‭ ‬يبدأ‭ ‬العمل‭ ‬بها‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2025‭.‬

وجميعها‭ ‬مؤشرات‭ ‬تؤكد‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬إصرار‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬دوله‭ ‬في‭ ‬الميادين‭ ‬كافة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬وحدتها‭ ‬وفقاً‭ ‬لديباجة‭ ‬الميثاق‭ ‬المنشئ‭ ‬للمجلس‭ ‬والمادة‭ ‬الرابعة‭ ‬منه‭.‬

ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬تحولات‭ ‬خليجية‭ ‬وإقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬تحتم‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬سرعة‭ ‬ترجمة‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬بشأن‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ضمن‭ ‬أطر‭ ‬عمل‭ ‬جماعية‭ ‬خليجية‭ ‬تحدد‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وتحدياتها‭ ‬وسبل‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬لمواجهتها‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬بإصدار‭ ‬مفهوم‭ ‬استراتيجي‭ ‬كل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬يتضمن‭ ‬شرحاً‭ ‬وافياً‭ ‬للبيئة‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬للحلف‭ ‬وأولويات‭ ‬ومصالح‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬وكيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬وذلك‭ ‬المفهوم‭ ‬يتكامل‭ ‬مع‭ ‬الميثاق‭ ‬ولا‭ ‬يتعارض‭ ‬معه،‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مفهوم‭ ‬استراتيجي‭ ‬مماثل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحولات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تتيح‭ ‬فرصاً‭ ‬وتفرض‭ ‬تحديات‭ ‬تفوق‭ ‬قدرات‭ ‬الدول‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد‭ ‬ومنها‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬أداة‭ ‬المليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬والدعاية‭ ‬المضللة‭ ‬والتطرف‭ ‬والإرهاب‭.‬

ولا‭ ‬أبالغ‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬أولوياتها‭ ‬الأمنية‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يتناقض‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬المشروع‭ ‬الأمني‭ ‬الخليجي‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬خبرات‭ ‬تراكمية‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬تربطها‭ ‬أواصر‭ ‬تاريخية‭ ‬وسياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وثقافية‭ ‬كانت‭- ‬ولاتزال‭- ‬هي‭ ‬مصدر‭ ‬قوتها‭ ‬سواء‭ ‬الصلبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬التكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والعسكري‭ ‬أو‭ ‬الناعمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجارب‭ ‬متميزة‭ ‬من‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بما‭ ‬يتطلب‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬وبلا‭ ‬تردد‭ ‬نحو‭ ‬ذلك‭ ‬المشروع‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا