مثلت الضربة الإرهابية الصهيونية والتي نفذتها القوات الإسرائيلية بتوجيه من الإرهابي المجرم بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني والتي استهدفت عدد من قادة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» خلال اجتماعهم بالعاصمة القطرية الدوحة لمناقشة الاقتراح الأمريكي الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول وقف إطلاق النار في غزة ضربة قوية لكل الجهود التي بذلتها وتبذلها مختلف الأطراف العربية والإقليمية والدولية لوقف حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة ووضع حد لهذه الحرب التي مضى عليها تحو عامين حيث يعيش السكان الفلسطينيين في قطاع غزة تحت حصار الدولة الصهيونية التي تمنع وصول المساعدات الغذائية والإنسانية والأدوية في ظل الهمجية الإسرائيلية التي دمرت البنية التحتية لغزة من مستشفيات ومدارس وطرق وشبكة مياه وكهرباء وغيرها من مقومات الحياة الأساسية حتى أصبحت غزة مكان لا يصلح للعيش فيه.
وبالرغم من فشل الهجوم الإسرائيلي في استهداف قادة حركة حماس والذي يعد انتكاسة جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي في محاولاته لتحسين صورته داخل المجتمع الإسرائيلي بعد التراجع الكبير في شعبيته وزيادة الأصوات التي تطالب بتنحيه عن السلطة وإسقاط حكومته بعد الإخفاقات المتكررة والتي أدت إلى حركة هجرة ملحوظة من إسرائيل وإغلاق فروع الشركات والمؤسسات العاملة فيها وتراجع الاستثمارات وانخفاض السياحة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل دولة خارج القانون تتصرف كيفما تشاء دون أي اعتبار للقوانين والأنظمة العالمية وللقيم الإنسانية في ظل الصمت الغربي والانحياز الأمريكي.
ولا شك أن هذا العمل الإجرامي سيكون له التأثير السلبي في الجهود الطيبة التي تبذلها القيادة القطرية لحل الخلافات الإقليمية والدولية بعد الثقة التي اكتسبتها باعتبارها وسيطا موثوقا به من جميع الأطراف وبعد النجاحات التي حققتها قطر في حل العديد من النزاعات والصراعات بدءا من المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية مرورا بالنزاع بين رواندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية وأرمينيا وأذربيجان وغيرها حتى أصبحت قطر لاعبا دوليا أساسيا في حل الخلافات في عديد من مناطق العالم، وتؤكد دور نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية في عرقلة كل الجهود التي تبذل لوضع حد للحرب في غزة بما فيها اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اجتمعت قيادة حماس في الدوحة لدراسته في ظل المؤشرات التي تؤكد اتجاه حماس للتعامل بإيجابية مع الاقتراح الأمريكي حول إنهاء محنة غزة، ولذلك لجأ نتنياهو إلى استهداف قيادة حماس ومحاولة اغتيالهم بهدف خلط الأوراق وعرقلة أي محاولات أو جهود لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك لمواصلة خططه في تدمير قطاع غزة المدمر أصلا من خلال استخدام السلاح الأمريكي لفرض إرادته على الأرض من دون اعتبار حتى للجهود الأمريكية التي يقودها الرئيس ترامب.
إن بيانات الشجب والاستنكار التي تصدر من دول العالم بعد كل عملية إجرامية تنفذها إسرائيل لن تكون كافية ولن تمنع نتنياهو من مواصلة جرائمه وتصرفات الدولة العبرية كدولة خارج القانون، لذلك فإن المطلوب اتخاذ خطوات عملية وملموسة ورادعة ضد هذا الكيان المغتصب لوضع حد لهذه التصرفات ولهذه الغطرسة الإسرائيلية.
ولعل من أبرز هذه الإجراءات فرض عقوبات على إسرائيل وإنهاء العلاقات التجارية والاقتصادية والمالية معها ومنع المسؤولين والوفود الإسرائيلية من المشاركة في الاجتماعات الدولية وقطع العلاقات الدبلوماسية معها ومنع الطائرات الإسرائيلية من استخدام الأجواء والمطارات العالمية.
ومن دون اتخاذ مثل تلك الإجراءات فإن إسرائيل سوف تواصل جرائمها وإرهابها ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وقد يصل إرهابها إلى دول الجوار في ظل هذا الصمت الدولي وتحديدا القيادات الغربية تجاه هذا الإرهاب الصهيوني على النقيض من شعوبها التي تجوب شوارع المدن الأوروبية يوميا مطالبة بوقف مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك