العدد : ١٦٨٩٩ - السبت ٢٩ يونيو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ ذو الحجة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٩٩ - السبت ٢٩ يونيو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ ذو الحجة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

العَلْمانية.. واختلاط المفاهيم!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ٢٣ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

احتار‭ ‬العَلْمانيون‭ ‬كيف‭ ‬ينطقون‭ ‬مصطلح‭ ‬العَلْمانية‭ ‬أو‭ ‬يكتبونها‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يكسر‭ ‬عينها،‭ ‬ومن‭ ‬يفتحها‭! ‬وما‭ ‬زاد‭ ‬في‭ ‬بلبلة‭ ‬الأفكار‭ ‬واختلاط‭ ‬المفاهيم‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬حجته‭ ‬وبرهانه،‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يكتفون‭ ‬بهذا،‭ ‬بل‭ ‬يحاولون‭ ‬ما‭ ‬وسعتهم‭ ‬المحاولة،‭ ‬ويجتهدون‭ ‬ما‭ ‬استطاعوا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬سبيلا‭ ‬التلبيس‭ ‬على‭ ‬شباب‭ ‬الإسلام،‭ ‬وإيهامهم‭ ‬بأن‭ ‬العَلْمانية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬ننطقها‭ ‬بكسر‭ ‬عينها‭ ‬حتى‭ ‬نؤكد‭ ‬صلتها‭ ‬بالعلم،‭ ‬وما‭ ‬دام‭ ‬الإسلام‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬العلم،‭ ‬فمعنى‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الإسلام‭ ‬قطيعة،‭ ‬أو‭ ‬خصومة،‭ ‬وحقيقة‭ ‬العَلْمانية‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬وأنها‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬فصل‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬والانفراد‭ ‬بالسلطة،‭ ‬وكَفِّ‭ ‬يد‭ ‬الإسلام‭ ‬عن‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الناس،‭ ‬وهذا‭ ‬قد‭ ‬يصدق‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬دين‭ ‬إلا‭ ‬دين‭ ‬الإسلام‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬المعجزة‭ ‬والتشريع‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬واحد،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: (‬وأنزلنا‭ ‬إليك‭ ‬الكتاب‭ ‬بالحق‭ ‬مصدقًا‭ ‬لما‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬ومهيمنًا‭ ‬عليه‭ ‬فاحكم‭ ‬بينهم‭ ‬بما‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬تتبع‭ ‬أهواءهم‭ ‬عما‭ ‬جاءك‭ ‬من‭ ‬الحق‭ ‬لكل‭ ‬جعلنا‭ ‬منكم‭ ‬شرعة‭ ‬ومنهاجا‭) ‬المائدة‭/‬48‭.‬

إذًا،‭ ‬فالإسلام‭ ‬لا‭ ‬يترك،‭ ‬ولا‭ ‬يتنازل‭ ‬عن‭ ‬دوره‭ ‬القيادي‭ ‬لأحد،‭ ‬فهو‭ ‬الأحق‭ ‬بالقيادة،‭ ‬ورعاية‭ ‬مصالح‭ ‬الناس،‭ ‬وهو‭ ‬المأمون‭ ‬وحده‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والطمأنينة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭. ‬

لقد‭ ‬آن‭ ‬للعَلْمانيين‭ ‬أن‭ ‬ينهوا‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬فتح‭ ‬عين‭ ‬العَلْمانية‭ ‬وكسرها،‭ ‬وينشغلوا‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬المصالحة‭ ‬بين‭ ‬الإسلام‭ ‬والعَلْمانية،‭ ‬وأن‭ ‬يعترفوا‭ ‬للإسلام‭ ‬بحق‭ ‬القيادة‭ ‬والزعامة،‭ ‬لأنه‭ ‬يملك‭ ‬أسبابهما،‭ ‬والتاريخ‭ ‬الصادق‭ ‬يشهد‭ ‬للإسلام‭ ‬بذلك،‭ ‬ولقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرسالة،‭ ‬وعهد‭ ‬الخلفاء‭ ‬الراشدين‭ ‬حيث‭ ‬قَدَّمَ‭ ‬الإسلام‭ ‬تجربة‭ ‬فريدة‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الدولة‭ ‬ورعاية‭ ‬مصالح‭ ‬الناس‭.‬

وصحيح‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬نظرية‭ ‬متكاملة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬وشؤون‭ ‬الحكم‭ ‬لكنه‭ ‬كذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الانشغال‭ ‬بهموم‭ ‬الناس،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬السياسة،‭ ‬ولو‭ ‬تأملنا‭ ‬الخطبة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬سيدنا‭ ‬أبوبكر‭ ‬الصدِّيق‭ ‬عندما‭ ‬عُين‭ ‬خليفة‭ ‬للمسلمين‭ ‬عند‭ ‬وفاة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭)‬،‭ ‬قال‭ ‬للناس‭: ‬أيها‭ ‬الناس‭.. ‬إني‭ ‬قد‭ ‬وليت‭ ‬عليكم‭ ‬ولست‭ ‬بخيركم‭ ‬فإن‭ ‬أحسنت‭ ‬فأعينوني‭ ‬وإن‭ ‬أسأت‭ ‬فقوموني،‭ ‬أطيعوني‭ ‬ما‭ ‬أطعت‭ ‬الله‭ ‬فيكم،‭ ‬فإن‭ ‬عصيته‭ ‬فلا‭ ‬طاعة‭ ‬لي‭ ‬عليكم‭. ‬القوي‭ ‬فيكم‭ ‬ضعيف‭ ‬عندي‭ ‬حتى‭ ‬آخذ‭ ‬الحق‭ ‬منه،‭ ‬والضعيف‭ ‬فيكم‭ ‬قوي‭ ‬عندي‭ ‬حتى‭ ‬آخذ‭ ‬الحق‭ ‬له‭.. ‬إنه‭ ‬عقد‭ ‬اجتماعي‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والمحكومين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬المفكر‭ ‬الفرنسي‭ ‬جان‭ ‬جاك‭ ‬روسو،‭ ‬بكتابه‭ ‬‮«‬العقد‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭.. ‬إنها‭ ‬الفطرة‭ ‬السليمة،‭ ‬والإيمان‭ ‬الصادق‭.‬

إن‭ ‬العَلْمانيين‭ ‬يحاولون‭ ‬لَيْ‭ ‬عنق‭ ‬المفردات‭ ‬ليستنطقوها‭ ‬عنوة‭ ‬بما‭ ‬يشاؤون،‭ ‬وفِي‭ ‬هذا‭ ‬تعنت‭ ‬لا‭ ‬مسوغ‭ ‬له‭.‬

إن‭ ‬محاولة‭ ‬استنبات‭ ‬هذه‭ ‬البذرة‭ ‬الغريبة‭ ‬على‭ ‬ديار‭ ‬الإسلام‭ ‬تثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإشكالات،‭ ‬وتخلق‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬البلبلة‭ ‬الفكرية‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬غير‭ ‬مواتية‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬إليها‭.‬

قد‭ ‬يكون‭ ‬للأمم‭ ‬الغربية‭ ‬بعض‭ ‬العذر‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاطروحات،‭ ‬وذلك‭ ‬لًتدخل‭ ‬الكنيسة‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬تعنيها،‭ ‬ومحاولة‭ ‬فرض‭ ‬رأيها،‭ ‬أو‭ ‬رؤيتها‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬القائم،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الكنيسة،‭ ‬والسلطات‭ ‬السياسية،‭ ‬وأيضًا‭ ‬فإن‭ ‬الرسالات‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬لم‭ ‬تدع‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬دولة،‭ ‬أما‭ ‬الإسلام‭ ‬فقد‭ ‬أقرَّ‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬بحاجة‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬يُعْنى‭ ‬بمصالح‭ ‬الناس‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬غياب‭ ‬النص‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬السقيفة‭ ‬التي‭ ‬اجتمع‭ ‬فيها‭ ‬الصحابة‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهم‭) ‬كان‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬الدلالة‭ ‬على‭ ‬أهمية،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬تحقق‭ ‬شروط‭ ‬الخلافة‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬خلق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وإذ‭ ‬قال‭ ‬ربك‭ ‬للملائكة‭ ‬إني‭ ‬جاعل‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬خليفة‭ ‬قالوا‭ ‬أتجعل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬يفسد‭ ‬فيها‭ ‬ويسفك‭ ‬الدماء‭ ‬ونحن‭ ‬نسبح‭ ‬بحمدك‭ ‬ونقدس‭ ‬لك‭ ‬قال‭ ‬إني‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تعلمون‭) ‬البقرة‭/‬30‭.‬

إذًا،‭ ‬فمن‭ ‬شروط‭ ‬صحة‭ ‬الاستخلاف‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬قدرة‭ ‬الإنسان،‭ ‬وكفاءته‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬خلقه،‭ ‬والغاية‭ ‬حددها‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭: (‬وما‭ ‬خلقت‭ ‬الجن‭ ‬والإنس‭ ‬إلا‭ ‬ليعبدون‭) ‬الذاريات‭/‬56‭.‬

وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬فهم‭ ‬أي‭ ‬مصطلح‭ ‬قادم‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬بيئة‭ ‬غريبة‭ ‬علينا،‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نحتكم‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬في‭ ‬أصوله‭ ‬الفلسفية،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الأمثل‭ ‬إلى‭ ‬تحرير‭ ‬النزاع‭ ‬بين‭ ‬المختلفين،‭ ‬وحين‭ ‬يكون‭ ‬رائد‭ ‬المختلفين‭ ‬هو‭ ‬نشدان‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فإنه‭ - ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الأستاذ‭ ‬خالد‭ ‬محمد‭ ‬خالد‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭): ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬القضية‭ ‬مصدر‭ ‬تفكيرك‭ ‬تقودك‭ ‬إلى‭ ‬طريقها‭ ‬هي،‭ ‬وعندما‭ ‬تكون‭ ‬القضية‭ ‬موضع‭ ‬تفكيرك‭ ‬تقودك‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬الحق‭.‬

إذًا،‭ ‬فالعَلْمانية‭ ‬ليست‭ ‬مشتقة‭ ‬من‭ ‬العلم،‭ ‬وإن‭ ‬حاول‭ ‬دعاتها‭ ‬الترويج‭ ‬لهذه‭ ‬الاكذوبة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مشتقة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬أي‭ ‬الدنيا،‭ ‬وحين‭ ‬يفصلون‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬الحياة،‭ ‬ونحن‭ ‬هنا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬تحديدًا،‭ ‬فإن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬نهاية‭ ‬للأمة،‭ ‬وذهاب‭ ‬لريحها،‭ ‬وغياب‭ ‬لسلطانها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬أعداء‭ ‬الإسلام‭ ‬الذين‭ ‬ما‭ ‬فتئوا‭ ‬يفتعلون‭ ‬الأزمات،‭ ‬ويختلقون‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والأساطير‭ ‬كلما‭ ‬رأوا‭ ‬نشاطًا‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬الإسلام،‭ ‬ولمسوا‭ ‬انتشارًا‭ ‬للإسلام،‭ ‬وظهورًا‭ ‬للحق‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬إليه،‭ ‬ورأوا‭ ‬المتميزين‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬الغرب‭ ‬ومفكريه،‭ ‬وهم‭ ‬يتداعون‭ ‬في‭ ‬الاقبال‭ ‬عليه،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬يؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭: (‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أرسل‭ ‬رسوله‭ ‬بالهدى‭ ‬ودين‭ ‬الحق‭ ‬ليظهره‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬كله‭ ‬ولو‭ ‬كره‭ ‬المشركون‭) ‬التوبة‭/‬33‭.‬

إن‭ ‬ظهور‭ ‬الإسلام‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬قضية‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬برهان،‭ ‬فها‭ ‬هي‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬البحثية،‭ ‬ومراكزهم‭ ‬العلمية‭ ‬تؤكد‭ ‬في‭ ‬موضوعية‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬التشكيك‭ ‬فيها،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬ظاهرة‭ ‬عجيبة‭ ‬لم‭ ‬يشهدوا‭ ‬لها‭ ‬مثيلًا‭ ‬في‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الرسالات‭ ‬السماوية‭ ‬هي‭: ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬كلما‭ ‬حاربوه،‭ ‬وكادوا‭ ‬له‭ ‬يزداد‭ ‬انتشارًا،‭ ‬وظهورًا،‭ ‬ذلك‭ ‬لأنه‭ ‬الرسالة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬معجزاتها‭ ‬حاضرة‭ ‬له،‭ ‬وفيها‭ ‬من‭ ‬التحدي‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬مواجهته‭ ‬أحد،‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬خصومه‭ ‬حاولوا‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬مصدره‭ ‬العلوي‭ ‬الإلهي‭ ‬ففشلوا‭ ‬فشلًا‭ ‬ذريعًا،‭ ‬بل‭ ‬كثير‭ ‬ممن‭ ‬أراد‭ ‬بالإسلام‭ ‬شرًا‭ ‬انقلب‭ ‬سحره‭ ‬على‭ ‬الساحر،‭ ‬وبدل‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬المسلمون‭ ‬من‭ ‬الإسلام‭ ‬دخل‭ ‬بسبب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخصوم‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام،‭ ‬وصاروا‭ ‬دعاة‭ ‬له،‭ ‬وتحول‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬فأصبحوا‭ ‬سفراء‭ ‬للإسلام‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭: ‬رجاء‭ ‬جارودي،‭ ‬وموريس‭ ‬بوكاي،‭ ‬ومحمد‭ ‬أسد‭ (‬ليبولد‭ ‬فايس‭)‬،‭ ‬وغيرهم‭ ‬كثير‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬محنة‭ ‬العَلْمانيين،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الإشكالات‭ ‬التي‭ ‬يواجهونها‭.. ‬إنهم‭ ‬يواجهون‭ ‬خصمًا‭ ‬عنيدًا‭ ‬يقول‭ ‬لمخالفيه‭: (‬قل‭ ‬هاتوا‭ ‬برهانكم‭ ‬إن‭ ‬كنتم‭) ‬البقرة‭/‬111‭. ‬ولقد‭ ‬أثبت‭ ‬الواقع‭ ‬عجزهم،‭ ‬وفساد‭ ‬استدلالهم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا