العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

«حرب غزة».. وتأثيرها على الانتخابات العامة البريطانية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ٢٠ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬أواخر‭ ‬مايو‭ ‬2024،‭ ‬أعلن‭ ‬‮«‬ريشي‭ ‬سوناك‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬يوليو‭ ‬لتكون‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭. ‬ومع‭ ‬إعلانه‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬‮«‬اللحظة‭ ‬المناسبة‭ ‬لبريطانيا‭ ‬لاختيار‭ ‬مستقبلها‮»‬،‭ ‬وبعد‭ ‬14‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬انفراد‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬المحافظين‮»‬‭ ‬بالسلطة؛‭ ‬تشير‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬إلى‭ ‬توقع‭ ‬فوز‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬العمال‮»‬‭ ‬المعارض،‭ ‬بقيادة‭ ‬السير‭ ‬‮«‬كير‭ ‬ستارمر‮»‬،‭ ‬وبفارق‭ ‬كبير؛‭ ‬يُشبه‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬عام‭ ‬1997‭ ‬عندما‭ ‬فاز‭ ‬العمالي‭ ‬‮«‬توني‭ ‬بلير‮»‬،‭ ‬على‭ ‬المحافظ‭ ‬‮«‬جون‭ ‬ميجور‮»‬‭.‬

وفضلًا‭ ‬عن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الاهتمامات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والصحية،‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المحلية‭ -‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬أوليفيا‭ ‬أوسوليفان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬سينشغل‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬القادم‭ ‬بمواجهة‭ ‬المعضلات‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬ستواجهها‭ ‬حكومته‭ - ‬ستلعب‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬دورا‭ ‬بارزا‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬حيث‭ ‬تجتذب‭ ‬سياسات‭ ‬الحزبين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬تجاه‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والناخبين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬الانقسام‭ ‬داخل‭ ‬الحزبين‭ ‬بشأن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المتغيرات‭ ‬العالمية‭.‬

ونظرًا‭ ‬لأن‭ ‬البرلمانات‭ ‬البريطانية‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬بحد‭ ‬أقصى‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬لم‭ ‬يضطر‭ ‬‮«‬سوناك‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬الدعوة‭ ‬لإجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2024؛‭ ‬لكن‭ ‬فيما‭ ‬وصفته‭ ‬‮«‬فاي‭ ‬براون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مقامرة‭ ‬انتخابية‭ ‬ضخمة‮»‬؛‭ ‬قرر‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬كثيرا‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬متوقعا‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬أوسوليفان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سينتظر‭ ‬ليرى‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬طرأ‭ ‬تحسن‭ ‬على‭ ‬أرقام‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬الخاصة‭ ‬به،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الأخبار‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬ستصبح‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقاً‮»‬؛‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬2,3%‭ -‬وهو‭ ‬الأدنى‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭- ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬قد‭ ‬استغل‭ ‬النجاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬كذريعة‭ ‬لمحاولة‭ ‬التشبث‭ ‬بالسلطة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬خسارة‭ ‬‮«‬المحافظين‮»‬‭ ‬للانتخابات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتشكيل‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬العمال‮»‬‭ ‬للحكومة‭ ‬المقبلة‭. ‬ووفقا‭ ‬لآخر‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬التليغراف»؛‭ ‬فإن‭ ‬حزب‭ ‬المعارضة‭ ‬الرئيسي‭ ‬يتقدم‭ ‬بـ17‭ ‬نقطة‭ ‬مئوية‭ ‬على‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم؛‭ ‬ما‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬من‭ ‬انتصارات‭ ‬ضد‭ ‬المحافظين‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬1945‭ ‬و1997‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تقدير‭ ‬‮«‬لاري‭ ‬إليوت‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬حماسًا‭ ‬أقل‮»‬‭ ‬لتقلد‭ ‬‮«‬ستارمر‮»‬،‭ ‬رئاسة‭ ‬الوزراء،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الحال‭ ‬إبان‭ ‬حقبة‭ ‬‮«‬توني‭ ‬بلير‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬27‭ ‬عامًا؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاستطلاع‭ -‬المذكور‭ ‬أعلاه‭- ‬يعكس‭ ‬نظرة‭ ‬الناخبين‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬أكثر‭ ‬جدارة‭ ‬بالثقة،‭ ‬ومحبوبًا‭ ‬وصادقًا‭ ‬من‭ ‬سوناك،‭ ‬وأكثر‭ ‬ذكاءً‭ ‬وحسمًا‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تشابه‭ ‬رؤى‭ ‬قيادات‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬والمحافظين‭ ‬حيال‭ ‬قضايا‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬الدعم‭ ‬المستمر‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬و«دعم‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ضد‭ ‬روسيا»؛‭ ‬فإن‭ ‬حجم‭ ‬المسائل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬قد‭ ‬ارتفع‭ ‬أثناء‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬عما‭ ‬جرى‭ ‬عليه‭ ‬العُرف‭.‬

ومع‭ ‬موافقة‭ ‬18%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬البريطانيين‭ ‬على‭ ‬رد‭ ‬حكومة‭ ‬المحافظين‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬إيفي‭ ‬أسبينال‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬قد‭ ‬أوضحت‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬التأثير‭ ‬الانتخابي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدثه‭ ‬الأزمة‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬انخفاض‭ ‬التأييد‭ ‬لـ«ستارمر‮»‬،‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬18%‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬البلاد‭ -‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬أعدادًا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ - ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ ‬‮«‬لديهما‭ ‬طريق‭ ‬طويل‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬الدعم‭ ‬الشعبي‮»‬‭.‬

وعندما‭ ‬تتبوأ‭ ‬الحكومة‭ ‬المقبلة‭ ‬منصبها‭ -‬أيًّا‭ ‬كان‭ ‬توجهها‭ ‬السياسي‭ - ‬فإن‭ ‬‮«‬أوسوليفان‮»‬،‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الاستجابة‭ ‬لأزمة‭ ‬غزة‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬صعبة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬فوز‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬المتوقع،‭ ‬ومع‭ ‬الانتقادات‭ ‬المتكررة‭ ‬لقيادة‭ ‬ستارمر‭ ‬طوال‭ ‬الأزمة،‭ ‬بسبب‭ ‬دعمه‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وانحيازه‭ ‬لها‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الواضح‭ ‬مدى‭ ‬اختلاف‭ ‬نهجه‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬دعوة‭ ‬قادة‭ ‬المعارضة‭ ‬للحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬لنشر‭ ‬‮«‬التقرير‭ ‬القانوني‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تلقته‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬انتهكت‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ -‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيجعل‭ ‬بدوره‭ ‬استمرار‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬إليها‭ ‬بمثابة‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ - ‬تطرقت‭ ‬‮«‬سوليفان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬الكيفية‭ ‬المتوقع‭ ‬بها‭ ‬نشر‭ ‬حكومة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬المنتخبة‭ ‬لهذه‭ ‬المعلومات،‭ ‬وتوضيح‭ ‬موقفها‭ ‬بشأن‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭. ‬وبالفعل،‭ ‬يوجد‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬حظر‭ ‬فوري‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬الذخائر‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬أنس‭ ‬سروار‮»‬،‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬الاسكتلندي،‭ ‬الذي‭ ‬اعترف‭ ‬بانتهاكها‭ ‬الواضح‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬و«صادق‭ ‬خان‮»‬،‭ ‬عمدة‭ ‬لندن‭ ‬الذي‭ ‬نادى‭ ‬بوقف‭ ‬المبيعات،‭ ‬ودعا‭ ‬البرلمان‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ممارسة‭ ‬ضغوط‭ ‬حقيقية‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬نحو‭ ‬مماثل،‭ ‬يتبين‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬قاوم‭ ‬‮«‬المحافظون‮»‬،‭ ‬إعادة‭ ‬تمويل‭ ‬وكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإغاثة‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ (‬الأونروا‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬التحقيق‭ ‬الذي‭ ‬يجريه‭ ‬مكتب‭ ‬خدمات‭ ‬الرقابة‭ ‬الداخلية‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة؛‭ ‬فقد‭ ‬اقترح‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬العمال‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬سيفعل‭ ‬الأمر‭ ‬ذاته‭ ‬حال‭ ‬فوزه‭ ‬بالانتخابات‭ ‬العامة،‭ ‬وأيضا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬التحقيق‭ ‬التي‭ ‬يجريها‭ ‬المكتب،‭ ‬لكن‭ ‬‮«‬ستارمر‮»‬،‭ ‬وأقرب‭ ‬مستشاريه‭ ‬التزموا‭ ‬الصمت‭ ‬بشأن‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭.‬

ومع‭ ‬إعلان‭ ‬‮«‬إيرلندا‮»‬،‭ ‬و«إسبانيا‮»‬،‭ ‬و‮«‬النرويج‮»‬،‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬كرد‭ ‬مباشر‭ ‬وقوي‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬واستمرار‭ ‬ضم‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية؛‭ ‬ظهرت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الشكوك‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬القادمة‭ ‬ستقوم‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يتضح‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬الراهنة‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬اللورد‭ ‬‮«‬كاميرون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حكومته‭ ‬تدرس‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬قد‭ ‬قوبل‭ ‬برد‭ ‬فعل‭ ‬عنيف‭ ‬فوري‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النواب‭ ‬المحافظين‭ ‬الذين‭ ‬يواصلون‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬سوناك‭ ‬حال‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابها‭ ‬لن‭ ‬تقوم‭ ‬بهذا‭ ‬الاعتراف‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬صرح‭ ‬‮«‬ستارمر‮»‬،‭ ‬برغبته‭ ‬في‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬انتخابه؛‭ ‬فقد‭ ‬تعرض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لضغوط‭ ‬سياسية‭. ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك،‭ ‬طالب‭ ‬زعيم‭ ‬الحزب‭ ‬الوطني‭ ‬الاسكتلندي‭ ‬‮«‬جون‭ ‬سويني‮»‬،‭ ‬مؤخرا‭ ‬بريطانيا‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬لديها‭ ‬حكومة‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬أو‭ ‬العمال‭.‬

ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬البريطانية‭ ‬المستقلة‭ ‬لتأثير‭ ‬المساعدات‮»‬،‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬بأن‭ ‬معظم‭ ‬المساعدات‭ ‬المرسلة‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينين‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليها؛‭ ‬لأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تواصل‭ ‬منع‭ ‬دخولها؛‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬أوسوليفان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬توضح‭ ‬الحكومة‭ ‬‮«‬ملامح‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬وموقفها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬حيال‭ ‬جرائم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والتأكد‭ ‬مما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬بريطانيا‭ ‬تريد‭ ‬من‭ ‬حليفتها‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬أم‭ ‬لا‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬علاقات‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬ودول‭ ‬الناتو‭ ‬هي‭ ‬أيضًا‭ ‬نقطة‭ ‬أخرى‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬أوسوليفان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬القادم‭ ‬الذي‭ ‬ستجرى‭ ‬فيه‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة،‭ ‬هو‭ ‬نفس‭ ‬شهر‭ ‬انعقاد‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬الناتو‮»‬،‭ ‬السنوية‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬تليها‭ ‬استضافة‭ ‬لندن‭ ‬لـ«قمة‭ ‬المجتمع‭ ‬السياسي‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬وتعتبر‭ ‬نتائج‭ ‬كلا‭ ‬الحدثين‭ ‬‮«‬مهمة‭ ‬لتوضيح‭ ‬ملامح‭ ‬علاقة‭ ‬بريطانيا‭ ‬المستقبلية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬ومدى‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬شؤون‭ ‬الأمن‭ ‬الأوروبي‭. ‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬الناتو‮»‬‭ ‬المرتقبة،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬توفر‭ ‬للحكومة‭ ‬المقبلة‭ ‬الفرصة‭ ‬‮«‬لتعزيز‭ ‬صورتها‭ ‬كدولة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الأوروبيين‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬الأوروبية‭ ‬الرئيسية‭ ‬‮«‬احتفظوا‭ ‬باستمرار‭ ‬بموقف‭ ‬ثابت‭ ‬من‭ ‬الدعم‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬استمرار‭ ‬دور‭ ‬بريطانيا،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬الداعم‭ ‬والمانح‭ ‬الرئيسي‮»‬‭ ‬لكييف‭ ‬بالسلاح‭ ‬والمال،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬حافزا‭ ‬للحلفاء‭ ‬الأوروبيين‭ ‬الآخرين‮»‬‭ ‬للتصدي‭ ‬والوقوف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الروس‭.‬

وفضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬سيكون‭ ‬لانتصار‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬عواقب‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الأنجلو‭-‬أمريكية،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أُعيد‭ ‬انتخاب‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أوسوليفان‮»‬،‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬توقيت‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬المقبلة‭ ‬سيكون‭ ‬لديها‭ ‬‮«‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬للتحضير‭ ‬للانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر»؛‭ ‬فقد‭ ‬صرح‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الظل‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬لامي‮»‬،‭ ‬رفضه‭ ‬علنًا‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انتخاب‭ ‬‮«‬ستارمر‮»‬،‭ ‬و«ترامب‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬‮«‬لندن‮»‬‭ ‬و«واشنطن‮»‬‭. ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إعادة‭ ‬انتخاب‭ ‬المحافظين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬عودة‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬ستكون‭ ‬مصحوبة‭ ‬‮«‬بتقديم‭ ‬صفقات‭ ‬لا‭ ‬هوادة‭ ‬فيها‮»‬،‭ ‬أمام‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭. ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬الأمنية‭ ‬البريطانية‭ ‬ستكون‭ ‬شديدة‭ ‬وأمرا‭ ‬محتملا‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬نتائجها‭.‬

ويشكل‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬الداخلي‮»‬،‭ ‬عنصرا‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬أسبينال‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يعتزم‭ ‬بها‭ ‬‮«‬سوناك‮»‬،‭ ‬التلاعب‭ ‬بقضية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬ومنحها‭ ‬‮«‬دورًا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‮»‬،‭ ‬وسط‭ ‬‮«‬مشاعر‭ ‬قوية‭ ‬بالافتقاد‭ ‬إلى‭ ‬الأمان‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬البريطانيين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬فوز‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬أوسوليفان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬ستواجه‭ ‬سؤالا،‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ستجدد‭ ‬التزامها‭ ‬بإنفاق‭ ‬2,5%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬على‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العِقد‭ ‬الحالي‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ستارمر‮»‬،‭ ‬وافق‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬لاحظت‭ ‬الباحثة‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يؤكد‭ ‬الموعد‭ ‬النهائي‮»‬،‭ ‬لتنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬انتخابه،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬الحذر‭ ‬المالي‮»‬،‭ ‬الراهنة،‭ ‬وبطء‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يدرك‭ ‬الخبراء‭ ‬والمراقبون‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬الناخبين‭ ‬البريطانيين‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬‮«‬المحافظين‮»‬،‭ ‬و«العمال‮»‬،‭ ‬لن‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬عواقب‭ ‬وتأثيرات‭ ‬عميقة‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬والتجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬القادم‭. ‬واعتبرت‭ ‬‮«‬إيما‭ ‬سالزبوري‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الجيواستراتيجية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تسبب‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬عالميا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬ستظل‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬‮«‬ملتزمة‭ ‬تجاه‭ ‬الحلفاء‭ ‬والشركاء‮»‬‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬

ومع‭ ‬تعرض‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ -‬المحافظين‭ ‬والعمال‭ - ‬لضغوط‭ ‬سياسية‭ ‬كبرى؛‭ ‬بسبب‭ ‬فشلهما‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭ ‬للكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحرب‭ ‬الراهنة‭ ‬بغزة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬ردهما‭ ‬بشكل‭ ‬مناسب‭ ‬على‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬فقد‭ ‬خلصت‭ ‬‮«‬أوسوليفان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬المقبلة‭ ‬ستواجه‭ ‬‮«‬تساؤلات‭ ‬حاسمة‭ ‬وفورية‭ ‬حول‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬مازالت‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الأحداث‭ ‬العالمية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا