يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
تقرير التنافسية العالمية ومصادر قوة البحرين
البحرين حققت مكانة متقدمة في تقرير التنافسية العالمية اذ احتلت المركز الأول عالميا في 12 مؤشرا وجاءت ضمن المراكز العشرة الأولى في 75 مؤشرا فرعيا واحتلت المركز 21 عالميا في التصنيف العام.
هذه شهادة دولية للبحرين وانجاز كبير مهم يجب ان نتوقف عنده بكثير من التأمل والتحليل.
بداية، يجب ان نلاحظ ان هذا التقرير وغيره من التقارير التي تصدر عن جهات دولية هي على درجة عالية من الموثوقية والمصداقية عالميا. هذه التقارير يتم اعدادها بحسب معايير محددة وموضوعية ودقيقة وبالتالي تأتي نتائجها معبرة عن الواقع فعلا.
حين قرأت تفاصيل المؤشرات التي حققت فيها البحرين مراكز عالمية متقدمة في تقرير التنافسية العالمية لاحظت ان هذه المؤشرات مجتمعة تجسد مصادر قوة البحرين، اقتصاديا وسياسيا ومجتمعيا. بمعنى مصادر القوة التي تمكن البحرين من تحقيق الإنجازات في مختلف المجالات، وتضعها في مثل هذه المكانة العالية المتقدمة.
بحسب مؤشرات التقرير تتمثل أهم مصادر قوة البحرين فيما يلي:
1- إنجازات الحكومة وقدرتها على التكيف مع المتغيرات.
2- الشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص.
3- كفاءة الخدمات المالية والمصرفية.
4- رأس المال البحريني البشري الذي يقوم على العمالة الماهرة، والمهارات المالية والتكنولوجية والرقمية، ومهارات اللغة.
5- مرونة وقدرة افراد المجتمع على التكيف مع التحديات المختلفة.
ان تكون هذه مصادر القوة للبحرين بحسب التقرير يعني بالطبع ان هذه شهادة دولية لحكومة البحرين بقيادة سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء ونجاحها في وضع الخطط والسياسات الحكومية وتنفيذها بكفاءة وفعالية وقدرتها على التعامل مع التطورات الطارئة والتحديات. كما انها شهادة دولية للمجتمع وقدرته على التعامل بإيجابية مع التحديات والتكيف معها.
حين نتحدث عن مصادر قوة البحرين على هذا النحو، فإننا في نفس الوقت يجب ان نفكر في أمرين أساسيين: الأول، كيف يجب ان نعزز مصادر القوة هذه أكثر وأكثر. والثاني، كيف نستثمر هذه المصادر كما اكدها تقرير التنافسية العالمي لدعم مسيرة التنمية في البلاد ولدعم صورة البحرين في الخارج.
وفي هذا السياق، هناك امران من المهم في تقديرنا القيام بهما:
الأمر الأول: ضرورة اعداد تقارير أكثر تفصيلا عن كل من مصادر القوة هذه وكيف استطاعت البحرين ترسيخها.
مثلا قدرة الحكومة والمجتمع على التكيف مع المتغيرات والتعامل بكفاءة مع التحديات.. كيف تحقق هذا؟.. وما هي الجوانب التي تجسد هذه القدرة؟.. وهكذا.
ومثلا، رأس المال البشري البحريني ومصادر تميزه وكفاءته وقدرته في مختلف المجالات.
ومثلا، لماذا تظل البحرين في المركز المالي الأكثر مقدرة ومصداقية وكفاءة في المنطقة؟.
والأمر الثاني: ان المكانة الرفيعة التي حققتها البحرين في تقرير التنافسية العالمية، والتقارير التي يجب إعدادها لشرح مقومات هذا النجاح، يجب استغلالها على أوسع نطاق ممكن لتعزيز صورة البحرين في الخارج اقتصاديا وسياسيا واعلاميا.
هذه مهمة من المفروض ان تقوم بها كل الجهات المعنية، سواء سفارات البحرين في الخارج، أو عبر التواصل مع مختلف المنظمات والجهات الدولية.. وهكذا.
المهم في كل الأحوال ان صدور مثل هذا التقرير، وغيره من التقارير الشبيهة، وتحقيق البحرين هذه المكانة العالمية، يجب الا يكون مناسبة فقط للاعتزاز، ولكن قبل هذا يجب ان يكون مناسبة للتفكير في كيفية استثمار هذا الانجاز لتعزيز صورة البحرين الإيجابية في العالم. من جانب آخر، يجب ان يكون مناسبة للتفكير في كيفية استثمار هذا الإنجاز لجذب الاستثمارات العالمية الى البحرين بما يعزز جهود التنمية والتحديث.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك