العدد : ١٦٨٩٦ - الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ذو الحجة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٩٦ - الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ذو الحجة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

التنافس العسكري قرب الممرات المائية الدولية

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

كثيرة‭  ‬هي‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬رتبتها‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ومضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭  ‬سواء‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬الأمنية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عما‭ ‬أثارته‭ ‬من‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬سبل‭ ‬تطبيق‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬المنظمة‭ ‬لحرية‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬تضمنته‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬لمتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬عام‭ ‬1982،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬يوجد‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭ ‬سيكون‭ ‬أكثر‭ ‬تهديداً‭ ‬للملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬وهو‭ ‬تسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬المحتدم‭ ‬قرب‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعبر‭ ‬عنه‭ ‬سواء‭ ‬القواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الجيواستراتيجي‭ ‬لتلك‭ ‬الممرات،‭ ‬أو‭ ‬البعثات‭ ‬البحرية‭ ‬سواء‭ ‬المؤقتة‭ ‬أو‭ ‬الدائمة‭ ‬والتي‭ ‬تستهدف‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭.‬

ولكن‭ ‬قبيل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬تفصيلا‭ ‬ينبغي‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ومضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬منشأه‭ ‬لذلك‭ ‬الوجود‭ ‬العسكري‭ ‬الكثيف‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬كاشفة‭  ‬لمدى‭ ‬ذلك‭ ‬التنافس‭ ‬وتأثيره‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬ففي‭ ‬تقرير‭ ‬لمعهد‭ ‬استكهولم‭ ‬للسلام‭ ‬صادر‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬تضمن‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬بالمعنى‭ ‬الجغرافي‭ ‬والذي‭ ‬يضم‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬هي‭ ‬الصومال‭ ‬وجيبوتي‭ ‬وإريتريا‭ ‬وإثيوبيا‭ ‬تستضيف‭ ‬19‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬تديرها‭ ‬16‭ ‬دولة‭  ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭  ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬لديها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قاعدة،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬أدى‭ ‬تهديد‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬وسواحل‭ ‬الصومال‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭ ‬دولي‭ ‬لمواجهتها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وكذلك‭ ‬منظمات‭ ‬مثل‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وفقاً‭ ‬لقرارات‭ ‬أممية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬قد‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬اهتمام‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬مجدداً‭ ‬بحماية‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ابتداءً‭ ‬بإعلان‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالف‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬ومروراً‭ ‬بقرار‭ ‬الصين‭ ‬إرسال‭ ‬المجموعة‭ ‬البحرية‭ ‬46‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬للمنطقة‭ ‬والتي‭ ‬تضم‭ ‬تجهيزات‭ ‬بحرية‭ ‬وحوالي‭ ‬700‭ ‬ضابط‭ ‬وجندي‭  ‬وانتهاءً‭ ‬بتجدد‭ ‬الحديث‭ ‬حول‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬السودان‭  ‬وروسيا‭ ‬لتأسيس‭ ‬مركز‭ ‬دعم‭ ‬فني‭ ‬ولوجستي‭ ‬عسكري‭  ‬لروسيا‭  ‬في‭ ‬بورتوسودان‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬ثم‭ ‬قرار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬إرسال‭ ‬بعثة‭ ‬بحرية‭ ‬للبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬ودون‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬المصالح‭ ‬المختلفة‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬والتي‭ ‬يجمعها‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭  ‬المندب‭ ‬ممران‭ ‬مائيان‭ ‬حيويان‭ ‬لاقتصادات‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬وتوجد‭ ‬لديها‭ ‬مصلحة‭ ‬استراتيجية‭ ‬للإبقاء‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬فيهما‭  ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬استبعاد‭ ‬ارتباط‭ ‬مسألة‭ ‬الملاحة‭ ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بالتنافس‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬والتي‭ ‬لديها‭ ‬بالفعل‭ ‬استراتيجيات‭ ‬معلنة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬أسست‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬وتضم‭ ‬قوات‭ ‬عديدة‭ ‬يتم‭ ‬استحداثها‭ ‬وفقاً‭ ‬لطبيعة‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬3,2‭ ‬أميال‭ ‬بحرية‭ ‬ترى‭ ‬وفقاً‭ ‬لاستراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬المعلنة‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬المنافسة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬معادلة‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الراهنة‭ ‬من‭ ‬مداخل‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬نقاط‭ ‬ارتكاز‭ ‬لوجستية،‭ ‬أما‭ ‬روسيا‭ ‬فقد‭ ‬تضمنت‭ ‬العقيدة‭ ‬البحرية‭ ‬الروسية‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2022‭ ‬وحلت‭ ‬محل‭ ‬نظيرتها‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬بحار‭ ‬مجاورة‭ ‬مثل‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مساحات‭ ‬بحرية‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬الوجود‭ ‬بحرياً‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندي‭ ‬بإقامة‭ ‬مراكز‭ ‬دعم‭ ‬لوجستي‭ ‬في‭ ‬هاتين‭ ‬المنطقتين،‭ ‬بينما‭ ‬تسعى‭ ‬الصين‭ ‬لتأمين‭ ‬كل‭ ‬المناطق‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بمشروع‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬الحزام‭ ‬والطريق‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تأسيس‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬للصين‭ ‬في‭ ‬جيبوتي،‭ ‬ومن‭ ‬جانبه‭ ‬فإن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬تعد‭ ‬بعثته‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬هي‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الأولى‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬بقيادة‭ ‬فرنسا‭ ‬ودعم‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬فإن‭ ‬جهوده‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تتكامل‭ ‬مع‭ ‬الجهود‭ ‬الأمريكية‭ ‬ولكن‭ ‬تعدد‭ ‬تلك‭ ‬المبادرات‭ ‬الأوروبية‭ ‬تعكس‭ ‬حرصاً‭ ‬أوروبياً‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬أوروبا‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬تجاه‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬أعلن‭ ‬سحب‭ ‬بعثته‭  ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬أرسلها‭ ‬قبالة‭ ‬القرن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬والتي‭ ‬أرسلها‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬وكان‭ ‬السبب‭ ‬المعلن‭ ‬هو‭ ‬أولويات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬اهتمام‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بحماية‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الدولية‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬شرايين‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭  ‬وخاصة‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬الذي‭ ‬يستحوذ‭ ‬على‭ ‬12%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬وحوالي‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬آسيا‭ ‬وأوروبا‭  ‬فإن‭ ‬الجهود‭ ‬بها‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬تكامل‭ ‬لارتباطها‭ ‬بمصالح‭ ‬استراتيجية‭ ‬تتجاوز‭ ‬نطاق‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬فالبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭ ‬نقاط‭ ‬التقاء‭ ‬مشروعات‭ ‬متنافسة‭ ‬منها‭ ‬مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق‭ ‬وممر‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬كما‭ ‬أنهما‭ ‬نقاط‭ ‬التقاء‭ ‬التنافس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الروسي‭ ‬على‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التنافس‭ ‬الإقليمي‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬بها‭ ‬نظام‭ ‬شامل‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وإنما‭ ‬نظم‭ ‬فرعية‭ ‬منها‭ ‬تجمع‭ ‬الدول‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬بمبادرة‭ ‬سعودية‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬ويضم‭ ‬7‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المملكة،‭ ‬ومدونة‭ ‬جيبوتي‭ ‬المعدلة‭ ‬لسلوك‭ ‬مكافحة‭ ‬أعمال‭ ‬القرصنة‭ ‬والسطو‭ ‬المسلح‭ ‬غرب‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬وخليج‭ ‬عدن‭ ‬والتي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬2009‭  ‬وتم‭ ‬تعديلها‭ ‬مرات‭ ‬لاحقة‭.‬

وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬النتيجة‭ ‬الحتمية‭ ‬لذلك‭ ‬هي‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬وعسكرة‭ ‬ذلك‭ ‬التنافس‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الدولية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يرتب‭ ‬خمس‭ ‬نتائج‭ ‬أولها‭: ‬صعوبة‭ ‬تطور‭ ‬أطر‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والتي‭ ‬يستهدف‭ ‬بعضها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬لأن‭ ‬تعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬الخارجية‭ ‬يعني‭ ‬تعدد‭ ‬رؤى‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات،‭ ‬وثانيها‭: ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬ذلك‭ ‬الوجود،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬أعلنت‭ ‬تفعيل‭ ‬منع‭ ‬الاشتباك‭ ‬جواً‭ ‬وبحراً‭ ‬ولكن‭ ‬بافتراض‭ ‬نجاح‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬فإن‭ ‬وقوع‭ ‬تصادم‭ ‬أمر‭ ‬محتمل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يرتب‭ ‬حدوث‭ ‬صراع‭ ‬أكبر،‭ ‬وثالثها‭: ‬زيادة‭ ‬حدة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬لأن‭ ‬مضامين‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬تعكس‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬مؤداه‭ ‬توظيف‭ ‬مناطق‭ ‬الالتماس‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع،‭ ‬ورابعها‭: ‬دخول‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬لأنها‭ ‬تضم‭ ‬دولاً‭ ‬بعضها‭ ‬تشهد‭ ‬صراعات‭ ‬بما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬مخاطر‭ ‬القرصنة‭ ‬تنذر‭ ‬بالعودة‭ ‬مجدداً‭ ‬وربما‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬حدة،‭ ‬وأخيراً‭  ‬إثارة‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬سبل‭ ‬تطبيق‭ ‬قوانين‭ ‬البحار‭ ‬التي‭ ‬ارتضتها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ذلك‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬المحتدم‭ ‬قرب‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الدولية‭.‬

‭   ‬{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬

والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا