يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
زيارة جلالة الملك لروسيا والصين.. كيف نستثمرها؟
الزيارة التي قام بها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لروسيا، ثم للصين، أرست أسسا لعلاقات استراتيجية بعيدة المدى بين البحرين والبلدين الكبيرين.
بعيدا عن الأبعاد العربية المهمة لزيارة جلالة الملك للبلدين والتي سبق وتحدثنا عنها، تمثل الزيارة فتحا لصفحة جديدة في العلاقات الاستراتيجية بين البحرين وروسيا والصين. الزيارة فتحت المجال واسعا جدا امام تطوير شامل وتعاون وثيق الى اقصى حد مع البلدين في كل المجالات.
زيارة جلالة الملك وضعت الأسس الراسخة للتعاون الشامل وفتحت المجال واسعا امام تطوير العلاقات عبر جانبين أساسيين:
الأول: ان زيارة جلالة الملك لروسيا والصين انتهت في نتائجها الى تدشين عهد جديد من الشراكة الاستراتيجية بين البحرين والبلدين في كل المجالات وعلى كل المستويات.
والثاني: انه تم بالفعل توقيع عدد كبير من الاتفاقات ومذكرات التفاهم والتعاون بين البحرين وروسيا والصين في مجالات كثيرة اقتصادية وسياسية وثقافية وإعلامية.. الخ. هذه الاتفاقات تمثل بالطبع اطارا رسميا لتطوير العلاقات مستقبلا.
إذن زيارة جلالة الملك ارست كما ذكرنا أسسا راسخة للارتقاء بالعلاقات الى اعلى المستويات.
يعني هذا ان الفرصة متاحة امام البحرين لتحقيق استفادة كبرى على كل المستويات من الآفاق التي فتحتها زيارة جلالة الملك لروسيا والصين.
لكن كي يتحقق هذا فعلا يجب ان تأخذ الجهات المسئولة في البحرين زمام المبادرة كما سبق وكتبت.
نعني ان مذكرات التفاهم واتفاقات التعاون من الممكن ان تبقى من دون تفعيل، والفرص التي اتاحتها زيارة الملك من الممكن الا يتم استغلالها، ما لم تكن هناك مبادرات بحرينية محددة وتفصيلية بهذا الخصوص.
وفي هذا السياق نشير على سبيل المثال الى مجالين كبيرين للتعاون بين البحرين ورسيا والصين هما، المجال الاقتصادي والاستثماري، والمجال الثقافي.
على المستوى الاقتصادي يدور الحديث مثلا منذ سنوات طويلة عن ان البحرين مؤهلة لأن تكون مركزا للنشاط الاقتصادي الروسي والصيني في منطقة الخليج كلها ولتوزيع السلع والمنتجات للبلدين في المنطقة. وهذا صحيح تماما. البحرين تملك كل المقومات لأن تكون هذا المركز. ليس هذا فحسب، بل ان المسئولين في روسيا والصين لديهم نفس التقدير لمكانة البحرين وامكانياتها وجدارتها في ان تكون مركزا لنشاطهم الاقتصادي في المنطقة وعبروا عن ذلك في أكثر من مناسبة.
لكن كي يتحقق هذا، لا بد ان تأخذ الجهات المسئولة في البحرين زمام المبادرة بهذا الخصوص. نعني ان الجهات الحكومية المعنية بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة البحرين ومؤسسات القطاع الخاص لا بد ان تقدم مبادرة متكاملة لكيف تصبح البحرين مركزا للنشاط الاقتصادي الروسي والصيني في المنطقة، وتناقشه مع الجهات المسئولة في البلدين.
الأمر الآخر ان العهد الجديد للعلاقات بين البحرين وروسيا والصين الذي دشنته زيارة جلالة الملك يفتح المجال واسعا امام الاستثمارات المشتركة وبالأخص الاستثمارات الروسية والصينية في البحرين.
هنا أيضا كي تتحقق الاستفادة الاستثمارية المرجوة للبحرين، وهي استفادة كبيرة جدا كما هو مفترض، لا بد ان تبادر الجهات المعنية بطرح خطط وتصورات للمشاريع الاستثمارية الروسية والصينية في البحرين بحسب أولويات مشاريع وخطط التنمية في البحرين.
لماذا لا يتم مثلا طرح تصورات لإنشاء مناطق صناعية روسية وصينية في البحرين على غرار ما يحدث في دول اخرى مثل مصر؟.
بشكل عام، المجال مفتوح الآن لأخذ زمام المبادرة وطرح رؤى وأفكار وتصورات من اجل استغلال الفرص الكبرى التي اتاحتها زيارة جلالة الملك لروسيا والصين والتي من شأنها تحقيق منافع كبيرة للبحرين.
للحديث بقية بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك